أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محيي المسعودي - الثلاثي المُعاق العاق , لأِبوةِ العراق















المزيد.....

الثلاثي المُعاق العاق , لأِبوةِ العراق


محيي المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 2836 - 2009 / 11 / 21 - 22:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ا سائد بين العراقيين جميعا ان المتنافسين على حكم العراق يتنافسون من اجل الغنائم – سلطة ومال وجاه – وليس بينهم من يتنافس من اجل خدمة العراقيين والنهوض بهذا البلد المثخن بالجراح , هذا الانطباع استطلعته بنفسي من خلال شرائح اجتماعية مختلفة , من بينهم حتى سياسيون يحكمون حاليا . وبعد هذا الاستطلاع وجدت ضرورة قراءة الواقع السياسي فكان هذا المقال ...
في خِضمّ الجدل والتنافس والمزايدات السياسية بين المجاميع التي تحكم, او تريد ان تحكم العراق . يبحث المواطن العراقي "محبطا" عمن يحمل سمات الابن البار لهذا الوطن "الاب" الذي اتعبته وانهكته الضِّمام "الحوادث الجسام" . ويسأل ويتسأل المواطن, دون ان ير حزبا او تكتلا او مجموعة تسعى صادقة الى برِّ العراق والنهوض به وحفظ كرامته وهيبته . الجميع يُصارع ويتصارع من اجل الحصول على ارث "الاب" كله, او القسم الاكبر منه, لا على حساب اخوته الاخرين, بل على حساب حياة ووجود وكرامة ومستقبل العراق كله . وحتى تتضح الصورة وتتبين اهداف هذه المجاميع علينا – اولا – تسميتها وتصنيفها ومن ثمَّ كشف اهدافها وفقا للمعطيات المادية التي تدلُّ عليها, بلا ادنى شك .
هناك ثلاثة انواع من التيارات السياسية تتصارع على حكم العراق وهي تحكمه حاليا او تشارك في حكمه . التيار الاقوى, هو التيار الديني متمثلا بكل الاحزاب والتكتلات ذات الطابع الديني . مثل حزب الدعوة والمجلس الاسلامي الاعلى والحزب الاسلامي وحزب الفضيلة وتجمع ما يسمى بالمستقليين واحزاب وتجمعات اخرى اصغر, وهن اخوات لهذه الاحزاب بالدين . اما التيار الثاني فهو التيار القومي متمثلا بالحزبين الكرديين والحزب التركماني واحزاب عربية اقل فاعلية وحجما حاليا, ولكنها اوفر حظا وفرصة في الصعود الى السلطة والحكم . والاحزاب العربية في الغالب هي افراخ لحزب البعث او هي من قبيلته . اما التيار الثالث فهو ما يسمى بالتيار العلماني متمثلا بحزب اياد علاوي والحزب الشيوعي واحزاب وكتل اخرى صغيرة . وهذا التيار حاليا هو اضعف التيارات . الآن وقد حددنا انواع التيارات التي تتصارع على حكم العراق في المرحلة القادمة . يبقى علينا كشف آيدلوجياتها واهدافها والنظر اليها وفق مصلحة العراق "كبلد ديمقراطي حر يسعى الى التقدم الحضاري العلمي والعدل والمساواة مابين افراد شعبه" .
بداية نجد التيار الاسلامي "وهو الاقوى على الساحة" تيارا محكوما بتبوات وثوابت لا يمكنها ابدا تحقيق ما يريده الشعب العراقي من الديمقراطية والحرية والعدالة والتقدم, الاّ بما ينسجم مع تابوات الدين التي مهما فتحها ومدّها الاسلاميون سنة وشيعة لن تحقق اهداف الشعب العراقي . ثم انهم " أي الاسلاميون" لو ابتعدوا عن تابواتهم, فانهم سيفقدون خصوصيتهم وآيدلوجيتهم واهدافهم وبالتالي سيفقدون كينونتهم بالكامل, ولا يعود ثمة مبرر لهم في عملهم السياسي والحزبي وسيفقدون الجمهور الذي يعولون عليه . والامر الاخطر ان التيار الاسلامي نفسه يعاني انقسامات كبيرة جدا في داخله . التيار الشيعي لا ينسجم ابدا مع التيار السني, والتيار الشيعي هو الاخر منقسم انقسامات كثيرة وكبيرة, بات من المستحيل تجاوزها وخاصة ما بين حزب الدعوة ومرجعيته العربية اللبنانية والمجلس الاعلى والصدريين وآخرين ومرجعيتهم التي تميل الى ايران, ناهيك عن المرجعيات الوطنية المختلفة . وهكذا الحال في التيار السني الذي يعود فيه الحزب الاسلامي الى مرجعية الاخوان المسلمين المنبوذين والمحاربين في جميع الدول العربية والاسلامية ثم التيارات الاخرى كالسلفية التكفيرية والنقشبدية والاحرار والاسلاميون القوميون والكثير الذي يصعب عده . وكل تيار من التيارات الاسلامية "جميعا" يرفض الاخر ويريد لنفسه حكم العراق لوحده . ولا يوجد تيار واحد يمكنه تحقيق اهداف العراق الواحد الديمقراطي الحر المتحضر والمتقدم علميا وانسانيا . هذه حال التيار الاسلامي وهي حال نشطب عليها اذا اردنا نهضة العراق , وذلك لعقمها وضررها الكبير والمدمر على العراق .
التيار الثاني هو التيار القومي الذي يخبرنا من اسمه انه تيار يخالف العدالة والمساواة بين ابناء الشعب العراقي لان القومية هي تمييز عنصري , ثم ان العراق خليط من القوميات, واية قومية تحكم تنصر دائما ابناءها على حساب القوميات الاخرى . تماما كما كان حزب البعث في اول ايام حكمه وقبل ان يتحول الى مؤسسة تخدم صدام حسين. ومن الاحزاب القومية التي تحكم في العراق حاليا الحزبين الكرديين الذين تنحصر اهدافهما وآيدلوجيتهما في العنصر الكردي فقط , فكيف يحكم العراق الواحد حزب يؤمن بقوميته فقط ! تماما كحزب البعث , حتى ان الاحزاب الكردية الحاكمة اسوء من البعث واكثر عنصرية منه لانها لا تقبل بصفوفها غير الاكراد فهي مفصلة على مقاس كردي فقط . وليس هناك غير الكردي في صفوفها ومن يدخلها لا يعدو ان يكون باحثا عن مصالح شخصية تافهة . وعليه كيف تحكم من مثل هذه الاحزاب العراق كله وتعمل من اجل العراق كله . والدليل الدامغ على ما نقوله قضية كركوك فلو كانت الاحزاب الكردية عراقية لما تمسكت بالاقليم الشمالي واطلقت علية كردستان واستماتت من اجل ضم كركوك لهذا الاقليم الكردي . اذن هذه الاحزاب غير عراقية بالمعنى الشامل للعراق والاّ لكانت بالقليل راضية بضم كركوك الى العراق الفدرالي التي تؤمن بانه بلدها, ثم ان الفيدرالية مع الاحزاب الكردية تكفي دليلا قاطعا على عدمية هذه الاحزاب في حكم العراق ناهيك عن اعلان هذه الاحزاب عن زهدها بحكم العراق باسم العراق . والحال لا تختلف مع حزب البعث واخواته من الاحزاب القومية العربية والتركمانية . وهنا نشطب ايضا على الاحزاب القومية وصلاحية حكمها للعراق , ولا يبقى لدينا غير التيارات او الاحزاب العلمانية وهذه الاخرى اما عاجزة عن الوصول للجمهور العراقي واقناعه بمشروعها الذي قد يكون المشروع الصحيح الذي من خلاله ينهض العراق ويتعافى ويتقدم, كالحزب الشيوعي الذي بقي طوال سنوات ما بعد سقوط صدام واقفا صامتا وان كانت يداه نظفتين لم تلوثهما الدماء ولا الفساد, ولكنه لم يستطع الوصول الى الجمهور العراقي العريض . او انها احزاب "كمؤسسات" يمتلكها اشخاص ويديرونها من اجل تحقيق مصالحهم الشخصية فقط مثل الوفاق الذي يقوده اياد علاوي, علاوي الذي من شدة حبه وحرصه على العراق لا يرضى الا بمنصب رئيس وزراء ومن شدة احترامه لمن انتخبوه وللشعب العراقي كله, لم يحضر جلسة واحدة لمجلس النواب العراقي . وهناك احزاب وكتل تتجلبب بالعلمانية وهي امّا قومية او طائفية كالحوار الوطني الذي يقوده النادم على فقدانه بعثيته صالح المطلق .
هذه التيارات الثلاثة وكما تظهر لنا تيارات مُعاقة أي ان عوقها كبير يمنعها من تحقيق احلام العراقيين ببلد متحضر متقدم آمن. وهي ايضا عاقة لابوة العراق, لان لا احد منها يردُّ للعراق ولو جزء يسيرا من تلك الابوة التي عمرها عشرات القرون من العطاء والمجد والابداع الانساني . وحتى نختم مقالتا هذا, تجدر الاشارة الى ان السياسين العراقيين المستقلين ومهما كانوا نزيهين وتكنقراط لا يستطيعون بناء بلد مثل العراق لان المستقلين افراد لا تجمعهم رؤية ولا آيدلوجية واحدة وليس لديهم مشروع ستراتيجي واحد يعملون على تحقيقه معا وبالتالي سوف تتقاطع المشاريع والرؤى والافكار فتحرق الاموالُ والثرواتُ بعضَها البعض .
نحتاج الى احزاب وطنية تمتلك مؤسسات, وتعمل وفق دراسات وبحوث علمية وعملية, وتعد الخطط والمشاريع الستراتيجية لبناء العراق في الميادين كافة وتكون على شكل مدارس يتخرج منها السياسيون مستقبلا . احزاب بلا انتماء قومي او ديني , تضع نصب عينيها مصلحة العراقيين والعراق . فهل تُوجد في العراق هكذا احزاب ؟!! اذا وجدت فان العراقين سوف ينتخبونها ......!!!!!!!!!!!





#محيي_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السعودية تبدأ حربها لتحرير اليمن السعيد
- -المواطن G -دراما عراقية مؤدلجة تنعى الواقع الجديد لصالح جها ...
- -فجر العالم- خطوة سينمائية جريئة لاستنطاق واقع عراقي اخرس طا ...
- الرياضة العراقية بين دكتاتورية الامس وفوضوية اليوم
- سوريا بين -الهلال الشيعي- -والمعتدلين العرب-
- بريشت رائد المسرح الالماني المعاصر
- آلهة اليمن السعيد غاضبة على الحوثيين
- صالح المطلك : البعثيون مظلومون في العراق
- لماذا العراق الدولة الاكثر اعداء !!؟؟
- العراق ... هل ثمة وطن باق !؟
- -مركز الرافدين للتدريب والمعلومات- . مدرسة لمحو اُمية الحاسو ...
- الديمقراطية في العراق .. صناعة مكلفة لبضاعة تالفة
- العراق لا يساوي شبرا مما أملك ... !
- دور ثقافة الاطفال في العراق عناوين تُثري وواقع مُزري
- الاعمال الاخيرة للفنان كامل حسين تؤسس لذائقة فنية عراقية جدي ...
- اي عراق كان واي عراق اليوم واي عراق غدا !!!! ؟؟؟؟
- - بروفة في جهنم - مسرح عراقي نجح باستثمار الحريات واخفق في ا ...
- الموصل تكشف النوايا الخفية ضد وحدة العراق
- الاستثمارات الاجنبية .. تستثمر العراقيين ولا يستثمروها
- العلاقة الازلية بين الفن التشكيلي والذات الإنسانية وبيئتها


المزيد.....




- بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري ...
- الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني ...
- حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه ...
- ردود الفعل على قرار بايدن وقف تسليح
- بعد اكتشاف مقابر جماعية.. مجلس الأمن يطالب بتحقيق -مستقل- و- ...
- الإمارات ترد على تصريح نتنياهو عن المشاركة في إدارة مدنية لغ ...
- حركة -لبيك باكستان- تقود مظاهرات حاشدة في كراتشي دعماً لغزة ...
- أنقرة: قيودنا على إسرائيل سارية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محيي المسعودي - الثلاثي المُعاق العاق , لأِبوةِ العراق