أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محيي المسعودي - - بروفة في جهنم - مسرح عراقي نجح باستثمار الحريات واخفق في الصياغات















المزيد.....

- بروفة في جهنم - مسرح عراقي نجح باستثمار الحريات واخفق في الصياغات


محيي المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 2656 - 2009 / 5 / 24 - 02:42
المحور: الادب والفن
    


" بروفة في جهنم " مسرح عراقي نجح باستثمار الحريات واخفق في الصياغات
بابل
عد مراقبون للمسرح العراقي, العرض المسرحي الاخير" بروفة في جهنم" الذي قدمته الفرقة القومية للتمثيل على خشبة المسرح الوطني مؤخرا , بانه عمل جريء جدا وينتمي الى مسرح الغضب والاحتجاج وقالوا ان مؤلف العمل هادي مهدي ابتكر بعمله هذا وحدة درامية جديدة وغير مسبوقة . فالى أي مدى يصح هذا الوصف على العمل المذكور؟
لا شك ان العمل ينتمى للمسرح , على الاقل من خلال توفرالعناصر الاولية , مثل خشبة المسرح والممثلين والمتلقي . اما المفردات والشروط الفنية التي يجب توفرها في تكوين أي عرض ليكون عرضا مسرحيا كاملا . فان الحديث في هذا الموضوع طويل ومتشعب وفيه اختلاف وخلاف يبدأ من خصائص المدارس المسرحية وشروطها مرورا بالنص ومؤلفه وعلاقة هذا المؤلف بالمخرج وعلاقة المخرج باعادة بناء النص الاصلي دراميا ثم الممثلين والجمهور والمكملات المسرحية كالسينوغرافيا والديكور والازياء والاضاءة وغيرها ناهيك عن نوع الموضوع والصياغة والمعالجة .
العناصر الفنية
بداية نستطيع وصف " بروفة في جهنم " بانها عملا مسرحيا تجريبا لان التجريب يسمح لنا بتجاوز بعض الشروط والمفردات المسرحية التي يصر المسرحيون الاكادميون على ضرورة توفرها في العرض ليطلق عليه عرضا مسرحيا كاملا. بل ويؤكد الاكاديميون على وجوب ان تكون مكملات العرض كالسينوغرافيا والاضاءة والديكور والازياء وغيرها جزاء اساسيا ومهما من العرض وان اي ضعف او نقص او خلل فيها انما يعني نقص وضعف العرض نفسه . وهذا ما حدث في العرض الذي نتحدث عنه , اذ استغنى المخرج عن دور تلك المفردات والمكملات وخاصة السينوغرافيا . ربما بقصد او لانعدام الامكانيات الفنية اوالمالية اللازمة , وقد يشفع له بذلك "مسرحيا" اسم العرض "بروفة" والتي تعني التمرين او المحاولة , ولكن مع هذا كله لانستطيع القول ان هذه العناصر كانت كافية في العرض او غير ضرورية فيه . واعتقد ان وصف العرض بانه ينتمي لمسرح الغضب والاحتجاج لا يعفي العرض ايضا من هذه المُتجاوزات . ومن كان مطلعا على العروض التي قدمها هذا النوع من المسرح وخاصة رائد ه "جون آردن" يرى ان الاخير ما كان ليتجاوز ويخرج عن الضوابط لولا توفر مبررات منطفية فنية واجتماعية "ذائقة" تسوغ له ذلك . هذا اذا كان ما نتحدث عنه قد حصل فعلا في بعض عروضه .
الموضوع
واذا كان مخرج "بروفة في جهنم " قد جمع حكايات كثيرة في عرض واحد . فان هذا الجمع ليس جديدا على المسرح العربي اوالعالمي , بان يجمع المخرج او كاتب النص اكثر من حكاية وينسجها في عرض مسرحي واحد متناغم ومتكامل دراميا بل ومتصاعد ايضا للوصول للذروة التي تشكل خلاصة العرض او هدفه الرئيسي, ولكن عادة ما تكون حركة كل الحكايات دراميا او حبكتها تتجه نحو غاية او حدث بعينه يكون بالضرورة مركز العرض . وهذا ما شاهدناه على الاقل عربيا في اعمال المخرج غنام غنام من الاردن والجبالي من تونس والاخير وهو يعمل على نصوص الفرنسي جان جنيه بخصوص الفلسطنيين . ولكن الحال في "بروفة في جهنم " لم يكن هكذا . أي ان النسيج الدرامي والتناغم والتكامل والاتجاه الواحد المتصاعد لم يكن موجودا بشكل واضح في ال 35 حكاية التي استخدمها المخرج والذي اعتمد بدل ذلك على ما يمكن ان نطلق عليه "الفلاش" أي اللقطة القصيرة وكل لقطة هي قضية وموضوع كبير له امتدادت وتشعبات كثيرة يحتاج الى عمل مسقل حتى يستوفي غرضه المسرحي كاملا . وذا كان المسرح اداة اتصال جماهيرية راقية لها خصائصها واساليبها الخاصة بها والتي تمييزها عن غيرها , فان العرض جنح نحو الاسلوب والتقنية الاعلامية والى ما يشبه الاخبارعلى القنوات المعارضة للحكومة على جغرافية معينة وهو بهذا يؤكد التأثر الكبير للمخرج وكاتب النص بالاعلام اليومي حول العراق . والمخرج بهذا العرض يستكمل نوعا من المسرح العراقي الذي ظهر بعد احتلال العراق وكانت نظرته انذاك احادية تنظر للسلبيات فقط وهي تدين المحتل والحكومة فقط . تماما كما فعلت قناة الجزيرة وكان هذا المسرح لا ينظر ولا يُشير الى الارث السياسي الدكتاتوري الثقيل الذي كانت بعض نتائجه جلب الاحتلال والخراب الي البلد .وكانت مثل هكذا عروض تجد سوقا رائجة في الدول العربية وقد منحتها تلك الدول جوائز فنية مسرحية كبيرة فقط لانها تستجيب لرؤية السياسية العربية المعادية لعراق بدون صدام حسين ومن تلك العروض التي حصلت على هذه الجوائز "العرس الوحشي" الذي عرض في في بعض الدول العربية . وبالعودة الى بروفة في جهنم يجب الاعتراف بان العمل تخلص من بعض عيوب سلفه على الاقل في نظرته للمشاكل التي يتناولها وقد ادان الارهاب الذي تغافل عنه سلفه في العرس الوحشي. ولكن نجد في " ي بروفة في جهنم " ان تنوع الموضوعات وتباعدها في الشكل والمضمون فكك وحدة العرض الدرامية وحولها الى نشرة اخبار منوعة لا يجمعها غير الجغرافية. و نجد هذا الكم في الحكايات وتباعدها قد حال دون قدرة المخرج على لمّها وتوجيهها واخراجها كمسرح مكتمل


المتلقي
نستطيع القول والتأكيد ان العمل حقق مفردة مهمة من مفردات المسرح وهي الامساك بالمتلقي وشده وخلق تفاعل كبير بين الجمهور وما يدور على المسرح حتى مع الذين اغضبتهم بعض الموضوعات المطروحة, وكان دور الممثلين الاربعة – صلاح منسي ومرتضى حبيب وتحرير الاسدي ومحمد بدر وطاقاتهم الفنية العالية كبيرا وهو وراء النجاح في جذب الجمهور وشده لمتابعة العرض , ولكن ما الذي شد المتلقي غير التمثيل .. ! ؟ هل هي جمالية العرض ام تقنيته ام موضوعه ام اكتمال عناصره ؟ الجواب ان ليس أي من هذه الاسباب وراء ذلك , بل تحديدا , كان السبب هو الجرأة في كسر التابوات اوالمحضورات الاجتماعية والدينية والسياسية . التي تتفاعل يوما وبقوة في حياة العراقين , ثم اسخدام فعل وتاثيركشف السيرة الذايتة والمفارقة على المتلقي كما هو حاصل في ادب السيرة . وشاهدنا الجرأة والسيرة والمفارقة واضحة جدا في مشهد يتعرض للحياة الاجتماعية عندما يستذكر احد شخصيات العمل امه التي كان يساعدها الجار وتكون نهاية هذا المشهد مفارقة مبكية مضحكة ومستفزة لوعي الجمهوروثقافته وتقاليده لانها تجرأت بقول ما هو محضور , عندما اعلنت الشخصية ان من كثر ما ساعد الجار جارته جاء ولدها يشبه الجار وهي اشارة صريحة لممارسة الجنس المحضور اجتماعيا من قبل الجار مع جارته وهي مفارقة ايضا عندما يكتشف المتلقي ان عمل الخير " المساعدة " كانت دنسا وهكذا الحال مع المحضور الديني والسياسي في مشهد كتابة عريضة للمسؤل عندما تحولت كتابة العريضة الى طقوس للصلاة أي فساد الدين والسياسة معا وكما هي الحال العراقية الراهنة . اذن الذي شد الجمهور ليس الا الضرب على الموضوع الذي يؤلمه او يقلقه او يهدد حياته او يستهجنه المتلقي او يشاكس تقاليده وثقافته . أي ان عمل العرض هو مجرد استفزاز او استنفار لوجدان واحاسيس ووعي وثقافة هذا الجمهور , وهو بهذا يكون عملا تحريضا ناجحا ادى وظيفة التحريض التي يستهدفها المسرح بشكل عام, ولكن ما يؤخذ على هذا التحريض انه عشوائي وانفعالي ينتهي بنهاية التحريض دون ان يقدم رؤى او افكار او حلول يقترحها للخروج من مأزق القضية التي تناولها العرض وقد تكون هذه المهمة ليست من مهمات العرض المسرحي لدي شعوب متحضرة ومستقرة ولكنها اكثر من ضرورية للشعب العراقي الذي يمر بحالة انتقالية على مستوى السياسة والثقافة والاقتصاد وكل التكوين الاجتماعي . مع كل ما كرناه يُعد هذا العرض انعطافة كبيرة في مسيرة المسرح العراقي المعاصر لانه جاء مبشرا بالتجديد والجرءة وهوانعكاس حقيقي لمساحة الحريات المتاحة للآراء والآداب والفنون والثقافة عامة في العراق الديمقراطي الجديد والفتي في الديقراطية والحريات , وذا كان عرض " بروفة في جهنم " قد نجح في خرق المحضورالديني والاجتماعي بداية من خلال عنوانه فانه يسجل قصب السبق في اختراق التقاليد والاساليب الفنية والثقافية للمسرح العراقي السائد الذي ضاغته حقب زمنية مختلفة . وتكشف " بروفة في جهنم" سقف الحريات العالي في العراق هذا السقف الذي ينمو تحته الابداع والابتكار والتطور.



#محيي_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموصل تكشف النوايا الخفية ضد وحدة العراق
- الاستثمارات الاجنبية .. تستثمر العراقيين ولا يستثمروها
- العلاقة الازلية بين الفن التشكيلي والذات الإنسانية وبيئتها
- قراءة في مثلث انتخابات مجالس المحافظات العراقية
- ردة عن الوطنية وتألق نجم العشائرية في انتخابات مجالس المحافظ ...
- حوار مع رئيس مجلس محافظة بابل
- المرأة في الانتخابات المحلية العراقية حضورٌ خَجِلٌ وغيابٌ مُ ...


المزيد.....




- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محيي المسعودي - - بروفة في جهنم - مسرح عراقي نجح باستثمار الحريات واخفق في الصياغات