المهرجان والانسان الصغير

حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 941 - 2004 / 8 / 30 - 07:13
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

اعتذار وتوضيح:
في البداية أعتذر من الصديقة الشاعرة رشا عمران,عن الخطأ الذي وقعت فيه خلال حكمي على مهرجان الملاجة,والسبب في ذلك تسرعي في الرأي, والذي صدر عن هوى وأفكار مسبقة, كما أعتذر للأصدقاء في مهرجان جبلة عن نفس الخطيئة التي تؤكد أنني ما زلت من صنف الرجل الصغير. فقبل كل شئ لهم الشكر على الجهد الكبير الذي قاموا به, وأرجو من كل كياني نجاح المهرجان لاحقا,وأن يتم تجاوز العثرات التي سأشير إليها بدافع الحب والدعم وليس بقصد تثبيط الهمّة أبدا.

عبارة الرجل الصغير ليست حكما بقدر ماهي توصيف, للإنسان في مجتمع محدد بشروط سياسية وأخلاقية وثقافية, وهنا أوضح رأيي بجلاء, الشروط العامة كما أراها لا تسمح بالانتقال من حالة الرجل الصغير, الذي تقوده الأهواء والأفكار المسبقة, وتشّوش وعيه وإدراكه الثنائيات المختلفة وفي مقدمتها ثنائية الصواب والخطأ,إلى الفرد المنفتح والمتفتح الذي أشار إليه ابن عربي بالجرم الصغير الذي ينطوي على العالم الأكبر, وأشار إليه بوذا بالمستنير, ونيتشة بالإنسان السامي. لا يمكنني الكلام عنه إلا بصيغة الحلم والأمنيات,وأعتقد في الوقت نفسه أن النقد والحوار المعمّق يمهدان السبيل لوجوده,ولا أعرف طريقا آخر للمساهمة في تهيئة المناخ الملائم لولادته سوى النقد بمختلف الصيغ.
*
في مهرجان جبلة حضرت العلاقات العامة والمجاملات,حضر الشعراء وبالكاد لاح الشعر.
في جبلة كما سواها :نحن لا نتبادل الكلام. نتبادل الأنخاب والمجاملات والنميمة.نحن نتبادل الاحتقار المضمر والاحترام الجهوري, كلنا يعرف ذلك, وينكره أو يتجاهله, بدل مواجهة ذلك والعمل على تحليله وتجاوزه,لا تظهر الصورة سوى القناع.
يوجد تحالف مصيري بين الثقافة والحكم والمال,له قوانين صارمة,شديدة الدقة والوضوح, بما لا يتوفر لا في الفكر ولا في الأدب والإبداع,التهويم والهذيان حلول سحرية لأجوبة سحرية كذلك,تجول في المدينة العربية مهما يكن اسمها أو موقعها الجغرافي, في مدن الأشباح لا أحد يتبادل الكلام مع نفسه أو سواه, الشعر لا يسمّي ولا يعرّف, إنه قنابل صوتيه لا تختلف عن بقية خطابات الأدب, سوى في درجات الفرقعة والصوت العالي.
أزهار بلا ستيكية محددة الأبعاد والألوان بدقة هندسية عالية, لا ينقصها سوى نسغ الحياة. فيتشابه الجميع في إيقاع رتيب موحّد,كأنما الجميع نيام لا فرق بين كؤوس العرق وفناجين القهوة,ولن يكون هناك فرق, طالما المحتضر يتيم ولطيم ولقيط اسمه الشعر.
يحز في النفس الحضور الصامت والخجول للشاعر عماد جنيدي والغياب اليائس للروائي علي عبد الله سعيد, الذي عاد لكتابة الشعر يائسا أو عاشقا لا فرق.
هل سيوجد الشعر في مهرجان جبلة القادم؟ذلك الأمل الذي يبرر جميع الأخطاء.

حسين عجيب

#حسين_عجيب (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل