أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - نعم..... للمفاوضات المباشرة














المزيد.....

نعم..... للمفاوضات المباشرة


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3096 - 2010 / 8 / 16 - 08:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


برغم أن الضغط على القيادة الفلسطينية ممثلة بالرئيس أبو مازن قد وصل إلى ذروته في الأيام الأخيرة، و ذلك بشأن الذهاب إلى المفاوضات المباشرة، فإن هذا الضغط لا يجب أن يفهم على أنه شيء سلبي، كما يحاول البعض أن يصوره، وقد نجد أول معاني هذا الضغط هو،أن الوصول إلى حل ممكن بشان قيام دولة فلسطينية مستقلة في حدود الرابع عشر من حزيران عام 1967، أصبح بمثابة أولوية متقدمة جداً عند جميع الأطراف الدولية المؤثرة، الولايات المتحدة، الإتحاد الأوربي، الأمم المتحدة، الرباعية، النظام الإقليمي العربي، و أطراف أخرى كثيرة.
و أن هذا الضغط ليس محصوراً على القيادة الفلسطينية وحدها، بل إن كل الأطراف المؤثرة في سلام الشرق الأوسط واقعة على نحو ما تحت سقف الضغط و إن كانت بمستويات و معايير مختلفة، و أول هذه الأطراف هي الإدارة الأميركية نفسها التي جاءت إلى البيت الأبيض بموجة هائلة من وعود التغيير، و خاصة في إدارة نسق العلاقات الدولية، و محو آثار ما تركه جورج بوش الابن في هذا الخصوص، و هذه الإدارة تحتاج بدرجة كبيرة إلى هذا النجاح في سلام الشرق الأوسط، لأنه إذا حدث، ستكون العلامة الكبرى على استمرار موجة التغيير في الولايات المتحدة، و لأن هذا النجاح ينعكس مباشرة على العديد من ملفات المنطقة الساخنة و المكلفة على مستوى البشر و الأموال، و لأن الإدارة الأميركية مقبلة في الخريف القادم على اختبار مهم في الانتخابات النصفية للكونجرس، و مع أن الرئيس أوباما حقق نجاحات واضحة الأهمية على الصعيد الداخلي و خاصة ملف الضمان الصحي، و في ملف الأزمة المالي، إلا أن سلام الشرق الأوسط و قيام دولة فلسطين المستقلة، يبقى هو النجاح الأكبر المطلوب.
و حتى إسرائيل نفسها في ظل الائتلاف الحالي، فإنها ليست معفاة من الضغط، ربما الوسائل مختلفة، و لكن الضغط موجود، و لا يوجد في إسرائيل من يرغب في توتير العلاقة مع أميركا، و الائتلاف الحالي برئاسة نتنياهو في مأزق، فإما يتحمل زيادة الخلافات مع الإدارة الأميركية، و نتنياهو له تجربة ما زالت تطرح ظلالها في إسرائيل بهذا الموضوع خلال إدارة الرئيس كلينتون، و إما أن ينحل الائتلاف، و قد لا يأتي نتنياهو إلى الحكومة مرة ثانية.
و لكن المسألة الجوهرية التي أريد التركيز عليها أن هذا الضغط على القيادة الفلسطينية، والذي أفهمه بمعنى إيجابي، ليس ضغطاً بدون جهود و حراك و محاولات جديدة، بل الإدارة الأميركية و الإتحاد الأوربي يقومان بشكل متواصل بالعمل على الاستجابة للمتطلبات الفلسطينية، و هي متطلبات تضمن نجاح المفاوضات و ليست شروطاً مستعصية، بل هي متطلبات يمكن الوصول إليها بطرق مختلفة، و قد حدث بحث جدي في هذه المتطلبات، سواء حدود الدولة، و مرجعية المفاوضات، و نهاية هذه المفاوضات، و السقف الزمني لهذه المفاوضات و ربما يتعلق الأمر الآن بإخراج كل ذلك في الشكل المناسب، الذي لا يعرض الطرفيين الرئيسيين الفلسطيني و الإسرائيلي إلى عملية الإحراج المتبادل، فنتنياهو له معارضيه و الرئيس أبو مازن له معارضيه، و هذه المعارضة هنا و هناك قد تلتقي مع بعضها في النتيجة و ليس بالاتفاق، و قد تمتد إلى تداعيات أخرى، و من المهم إيجاد الصياغات و المخارج المناسبة، و اعتقد أن خطاب الرئيس أوباما للرئيس أبو مازن، و الصيغة التي بلورها الإتحاد الأوروبي، و الرباعية، و قدمتها للرئيس أبو مازن، تصب في هذا الاتجاه.
علينا أن نسلم، بأن أعداء السلام كثيرون جداً، سواء في الدوائر المحلية، أو في الدوائر الغربية و الإقليمية، و قد تخوض تلك الأطراف أقصى جهد ممكن لتخريب الفرصة المتاحة، و أول علامات هذا الجهد هي الدعاية السياسية المضخمة جداً، بأن الذهاب للمفاوضات المباشرة هو استسلام، و هو تنازل، و ما إلى ذلك من سلسلة دعائية سلبية، بل قد يصل الأمر إلى حد التدخل في الميدان نفسه، كأن تعود وتظهر فجأة كما كان يحدث في بدايات تسلم السلطة المدن والقرى الفلسطينية، صواريخ، عمليات، قرارات استفزازية، إشعال حرائق هنا أو هناك، في فلسطين، في لبنان، في اليمن، أو التحرش العنيف المتبادل بين إسرائيل و تلك الأطراف المعارضة، كل هذا وارد حتى اللحظة الأخيرة، و لذلك من الضروري الحفاظ على استقرار العلاقة الفلسطينية مع القرار العربي، و هذا ما يحرص عليه الرئيس أبو مازن أشد الحرص، كذلك من الضروري استمرار حيوية الدور الأميركي و الأوروبي و دور الرباعية، حتى تزداد عزلة الأطراف داخل إسرائيل أو داخل المنطقة، و تعرف أن الثمن قد يكون قاسياً على أن يحتمله أي طرف من الأطراف.
المهم أن يرتقي الوعي الجماعي الفلسطيني للوصول إلى رؤى جديدة لما يحدث، والقدرة على قراءة مختلفة لما يجري معاكسة للقراءة التي تروج لها الأطراف السلبية التي لا تريد للورقة الفلسطينية بأي حال من الأحوال أن تكون في يد أصحابها الفلسطينيون، بل تظل عرضة لكي يتخاطفها الأطراف حسب أهوائهم ومصالحهم ،طالما انه لا خاسر إلا الفلسطينيون ..الفلسطينيون فقط وقضيتهم .



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حفلة سمر للخامس من حزيران
- غزة تحلم في الليل وتصدم في الفجر
- الكل بدأ يراجع حساباته
- عائدون ... إننا عائدون
- ثنائي الانقسام والحصار ينتج نفسه رغم انف الجميع
- النقاط على الحروف
- نحن والانقسام
- جولة مع الأمل
- الأرض هي القضية وهي جوهر الصراع
- القمة العربية طموح و تحدّي
- القدس فوق عرش الإشتباك
- المرأة الفلسطينية في يومها العالمي
- لا تسقطوا في الفخ الإسرائيلي
- قمة طرابلس أمل بانجازات مهمة
- مفاوضات غير مباشرة... لماذا؟
- الاغتيالات جزء من سيكولوجيا العقل الإسرائيلي
- سؤال موجه للجميع
- انتبهوا انتبهو اكثر
- الاحتلال الإسرائيلي انعكاسات وأثار
- ماذا بعد قرار المجلس المركزي ؟


المزيد.....




- حركة من ماكرون مع رئيسة وزراء إيطاليا تلتقطها الكاميرا ورد ف ...
- -حماقة-.. أسلوب رد إيران على تهديد ترامب بـ-قتل- خامنئي يشعل ...
- روسيا.. اكتشاف فريد من نوعه لآثار أسنان ثدييات قديمة على عظا ...
- القهوة والسكر.. كيف تؤثر إضافاتك على فوائد مشروبك المفضل؟
- تأثير كبت البكاء على صحة الرجال
- نتنياهو حصل على موافقة ترامب الضمنية قبل الهجوم على إيران
- علماء: انبعاثات البلازما من أقوى توهجين شمسيين في يونيو لن ت ...
- مقتل شخص وإصابة 17 آخرين في هجوم روسي على مدينة أوديسا جنوب ...
- وزير مصري سابق يكشف عن خطوات استباقية اتخذتها مصر لتفادي تدا ...
- الجيش الإسرائيلي يهاجم مواقع عسكرية -حساسة- تابعة للحرس الثو ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - نعم..... للمفاوضات المباشرة