أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - مفاوضات غير مباشرة... لماذا؟















المزيد.....

مفاوضات غير مباشرة... لماذا؟


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2916 - 2010 / 2 / 13 - 15:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإدارة الأمريكية، ليس من مصلحتها أن تسقط جهود السلام بلا ثمن، لأنه لو حدث ذلك، فإن البدائل ستكون ضارة للجميع، وخاصة في هذا الوقت الذي تحتقن فيه المنطقة من أقصاها إلى أقصاها بإنذارات الحرب، وعوامل الانفجار، والمزيد من الاحتمالات التي ستعصف في المنطقة.

ومنذ انتهاء مهمة جورج متشل دون نتيجة، فإن ضغوطاً هائلة تفوق الوصف مورست على الرئيس أبو مازن لكي يتخلى عن شروطه ومطالباته الموضوعية التي تتلخص في أن المفاوضات المباشرة مع إسرائيل لكي تكون مجدية وذات معنى، فلا بد أن يتحقق شرطين:
الشرط الأول: أن يتوقف الاستيطان نهائياً، بما في ذلك الاستيطان في مدينة القدس.
الشرط الثاني: أن تكون هناك مرجعية محددة لهذه المفاوضات المباشرة، مرجعية تضمن أن الأرض التي يتم التفاوض عليها لإقامة الدولة الفلسطينية هي حدود الرابع من حزيران، وأن هذه المفاوضات لن تستمر إلى أجل غير مسمى، بل يجب أن يوضع لها سقف زمني لا يتجاوزه.

ومن المعروف أن هذه الشروط الموضوعية كانت قد تبنتها الإرادة الأمريكية الجديدة والرئيس باراك أوباما نفسه في كل إعلاناته السياسية بما فيها خطابه الذي وصف بالتاريخي والذي ألقاه في جامعة القاهرة.

إسرائيل، أو بصورة أكثر دقة الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو ثبت أنها غير مستعدة لأن تكون شريكاً حقيقياً، وليست مستعدة لدفع ثمن السلام الذي تريده، بدعوى يكررها بنيامين نتنياهو بأن ائتلافه سوف ينهار، وقدم بديلاً حاول أن يقنع به الإدارة الأمريكية وبعض الأطراف الدولية الأخرى، ولكنه بديل غير مقنع مفاده أن يتوقف الاستيطان في الضفة لمدة عشرة أشهر دون أن يشمل ذلك القدس، ودون أن يشمل ذلك المؤسسات العامة داخل المستوطنات، وهذا ما رفضه الرئيس أبو مازن بشكل قاطع، وأصر على رفضه رغم الضغوط الهائلة التي تعرض لها، وهو لم يكتف بالرفض ولكنه بذل جهداً خارقاً في محادثاته العربية والدولية التي أجراها في العديد من عواصم العالم، مستقطباً فيها قدر كبير من الرأي العام الدولي.

وهكذا:
فإن قبول الإدارة الأمريكية بالمفاوضات غير المباشرة معناه أن وجهة النظر الفلسطينية المتمثلة في موقف الرئيس أبو مازن قد صمدت، ولقيت تفهماً واسعاً، ولقيت إقرارا مفاده أن المفاوضات المباشرة ليست ذات جدوى بدون الشروط الفلسطينية، وأن المجتمع الدولي يأمل من هذه المفاوضات غير المباشرة إما خلق الظروف المواتية لمفاوضات مباشرة، أو على الأقل استمرار الحراك الدولي حتى لا تسقط المنطقة في منطقة اللاشيء.
المفاوضات غير المباشرة:
تلجأ إليها الأطراف المختلفة، حين تكون نقاط الاستعصاء قوية، وحين يفشل الضغط على الطرف الأضعف تماماً مثلما فشل الضغط على الطرف الفلسطيني، فتأتي هذه المفاوضات غير المباشرة ليستمر الحراك لحين توفر ظروف أفضل، تماماً مثل المفاوضات غير المباشرة التي أجرتها الشقيقة سوريا مع إسرائيل بوساطة تركية، أو حتى المفاوضات التي أجرتها إسرائيل مع حماس حول التهدئة في قطاع غزة بوساطة مصرية، أو حول جلعاد شاليط والأسرى بوساطة مصرية وألمانية.

الحراك مستمر وموقفنا يزداد صلابة ولكنه يلقى المزيد من التفهم المنطقي.
والتي نتوقع إزائه المزيد من محاولات التشويه، وتصيد الأخطاء، والمطلوب الانتباه.



د. فاطمه قاسم


الإدارة الأمريكية، ليس من مصلحتها أن تسقط جهود السلام بلا ثمن، لأنه لو حدث ذلك، فإن البدائل ستكون ضارة للجميع، وخاصة في هذا الوقت الذي تحتقن فيه المنطقة من أقصاها إلى أقصاها بإنذارات الحرب، وعوامل الانفجار، والمزيد من الاحتمالات التي ستعصف في المنطقة.

ومنذ انتهاء مهمة جورج متشل دون نتيجة، فإن ضغوطاً هائلة تفوق الوصف مورست على الرئيس أبو مازن لكي يتخلى عن شروطه ومطالباته الموضوعية التي تتلخص في أن المفاوضات المباشرة مع إسرائيل لكي تكون مجدية وذات معنى، فلا بد أن يتحقق شرطين:
الشرط الأول: أن يتوقف الاستيطان نهائياً، بما في ذلك الاستيطان في مدينة القدس.
الشرط الثاني: أن تكون هناك مرجعية محددة لهذه المفاوضات المباشرة، مرجعية تضمن أن الأرض التي يتم التفاوض عليها لإقامة الدولة الفلسطينية هي حدود الرابع من حزيران، وأن هذه المفاوضات لن تستمر إلى أجل غير مسمى، بل يجب أن يوضع لها سقف زمني لا يتجاوزه.

ومن المعروف أن هذه الشروط الموضوعية كانت قد تبنتها الإرادة الأمريكية الجديدة والرئيس باراك أوباما نفسه في كل إعلاناته السياسية بما فيها خطابه الذي وصف بالتاريخي والذي ألقاه في جامعة القاهرة.

إسرائيل، أو بصورة أكثر دقة الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو ثبت أنها غير مستعدة لأن تكون شريكاً حقيقياً، وليست مستعدة لدفع ثمن السلام الذي تريده، بدعوى يكررها بنيامين نتنياهو بأن ائتلافه سوف ينهار، وقدم بديلاً حاول أن يقنع به الإدارة الأمريكية وبعض الأطراف الدولية الأخرى، ولكنه بديل غير مقنع مفاده أن يتوقف الاستيطان في الضفة لمدة عشرة أشهر دون أن يشمل ذلك القدس، ودون أن يشمل ذلك المؤسسات العامة داخل المستوطنات، وهذا ما رفضه الرئيس أبو مازن بشكل قاطع، وأصر على رفضه رغم الضغوط الهائلة التي تعرض لها، وهو لم يكتف بالرفض ولكنه بذل جهداً خارقاً في محادثاته العربية والدولية التي أجراها في العديد من عواصم العالم، مستقطباً فيها قدر كبير من الرأي العام الدولي.

وهكذا:
فإن قبول الإدارة الأمريكية بالمفاوضات غير المباشرة معناه أن وجهة النظر الفلسطينية المتمثلة في موقف الرئيس أبو مازن قد صمدت، ولقيت تفهماً واسعاً، ولقيت إقرارا مفاده أن المفاوضات المباشرة ليست ذات جدوى بدون الشروط الفلسطينية، وأن المجتمع الدولي يأمل من هذه المفاوضات غير المباشرة إما خلق الظروف المواتية لمفاوضات مباشرة، أو على الأقل استمرار الحراك الدولي حتى لا تسقط المنطقة في منطقة اللاشيء.
المفاوضات غير المباشرة:
تلجأ إليها الأطراف المختلفة، حين تكون نقاط الاستعصاء قوية، وحين يفشل الضغط على الطرف الأضعف تماماً مثلما فشل الضغط على الطرف الفلسطيني، فتأتي هذه المفاوضات غير المباشرة ليستمر الحراك لحين توفر ظروف أفضل، تماماً مثل المفاوضات غير المباشرة التي أجرتها الشقيقة سوريا مع إسرائيل بوساطة تركية، أو حتى المفاوضات التي أجرتها إسرائيل مع حماس حول التهدئة في قطاع غزة بوساطة مصرية، أو حول جلعاد شاليط والأسرى بوساطة مصرية وألمانية.

الحراك مستمر وموقفنا يزداد صلابة ولكنه يلقى المزيد من التفهم المنطقي.
والتي نتوقع إزائه المزيد من محاولات التشويه، وتصيد الأخطاء، والمطلوب الانتباه.



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاغتيالات جزء من سيكولوجيا العقل الإسرائيلي
- سؤال موجه للجميع
- انتبهوا انتبهو اكثر
- الاحتلال الإسرائيلي انعكاسات وأثار
- ماذا بعد قرار المجلس المركزي ؟
- الزمن العظيم وكل عام وانتم بخير
- هيا ننهي الأحزان وتعالوا نعيد العيد
- الاختراق المطلوب فلسطينياً
- رجل في حجم امة ياسر عرفات في ذكرى رحيله الخامسة
- وعد بلفور ما زالت خطيئة البريطانين مستمرة
- وسط النهر الذهبي -رحيل صخر ابو نزار
- الدفاع عن الأمل
- تداعيات وأثار الحصار
- الأسيرات ..جرح الوطن وحلم الوطن
- القتل بأثر رجعي
- القتيل في قفص الاتهام
- فتح بين خيارات متعددة
- الانتخابات الفلسطينية من مأزق الى حل
- الحوار إلى التأجيل والانتخابات نحو التفعيل
- ابو علي مصطفى الواقعية الثورية وتجلياتها


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - مفاوضات غير مباشرة... لماذا؟