أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - الاغتيالات جزء من سيكولوجيا العقل الإسرائيلي














المزيد.....

الاغتيالات جزء من سيكولوجيا العقل الإسرائيلي


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2907 - 2010 / 2 / 4 - 01:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


د. فاطمة قاسم

أثار اغتيال المناضل الفلسطيني واحد قادة حركة حماس في دبي محمود المبحوح، قدراً واسعاً من النقاشات والتفسيرات وردود الأفعال، وخاصة بعد أن وجهت حركة حماس الاتهام مباشرة إلى إسرائيل، وذراعها الأخطر الموساد بالقيام بعملية الاغتيال، بينما سلطات دبي الأمنية أعلنت أنها تعرفت على الفاعلين الذين يحملون جوازات سفر أوروبية وأنهم غادروا دبي قبل الإعلان عن العثور على جثة الشهيد المستهدف في غرفة أحد فنادق دبي، حيث تباينت الروايات، فالرواية الأولى قالت أن محمود المبحوح مات بالسكتة القلبية، ثم جاءت رواية ثانية تقول أنه تعرض لصعقه بالكهرباء ثم بالخنق بواسطة قطعة قماش، إلى أن استقرت الرواية النهائية بأنه قتل على يد الموساد بعد يوم واحد من وصوله إلى دبي بعد ملاحقته لفترة طويلة.



لماذا تعرض الروايات بهذا الغموض؟ ولماذا تبدو بعض ردود الأفعال تجاه حادث الاغتيال كما لو أنها متفاجئة؟ هذا هو السؤال المثير للاهتمام، فيما عدا ذلك، فإن جرائم الاغتيال هي جزء من التكوين العقلي للإسرائيليين بل هو جزء من العقيدة الدينية مثله مثل الاستيطان في أية بقعة من الأرض التي يدعى أنها أرض إسرائيل.



نعود إلى الاغتيال:

فقد بدأ مع ظهور الحركة الصهيونية، والوكالة اليهودية، ومع قيام دولة إسرائيل، فقد تم اغتيال اللورد موين، وهو لورد إنجليزي يهودي لأنه لم يكن يشجع هجرة يهود بريطانيا إلى فلسطين قبل قيام دولة إسرائيل، وتم اغتيال الوسيط الدولي الكونت برنادوت، في فندق الملك داوود في القدس على خلفية قوله الحقيقة في الصراع الذي تفجر في فلسطين في نهاية الأربعينات بين الفلسطينيين والحركة الصهيونية بمنظماتها الإرهابية مثل اتسل والأرجون وغيرها، بل إن التقارير التي انكشفت على امتداد العقود قد أثبتت بشكل قاطع تورط مجموعات أمنية تابعة للوكالة اليهودية في التنسيق مع الجستابو الألماني باغتيال عدد من اليهود لإثارة رعبهم ودفعهم إلى الهجرة إلى إسرائيل والتراجع عن عمليات الاندماج اليهودي الواسع في الدول الأوروبية التي كانوا يعيشون فيها، ونفس الأفعال حدثت في العراق ومصر حين تم استهداف اليهود لدفعهم إلى الهجرة، وقصة –لافون- في مصر قضية مشهورة جداً.



ومن بين الحلقات الأخطر في تاريخ الاغتيالات الإسرائيلية، استهداف علماء الذرة في مصر وفي العراق التي امتدت لعقود طويلة، ولاحقت هؤلاء العلماء وهم في بلادهم في مصر أو العراق أو ملاحقتهم في العديد من البلدان الأخرى.



أما على الصعيد الفلسطيني، فإن جرائم الاغتيال الإسرائيلية حدث ولا حرج، فلا تكاد توجد عاصمة أوروبية إلا وحدث فيها اغتيال لقادة ونشطاء فلسطينيين بارزين بما في ذلك الحالات التي تمت تحت غطاء المفاوضات الفلسطينية العربية التي ثبت فيما بعد أنها كانت مخترقة بعلم أو بدون علم من الموساد الإسرائيلي.



فجزيرة قبرص على سبيل المثال، اغتيل فيها كمال أبو الخير وأبو صفوت، كما اغتيل فيها مروان كيالي وأبو حسن قاسم والتميمي، وفي باريس تم اغتيال السفير محمود الهمشري ثم السفير الدكتور عز الدين القلق، وفي روما تم اغتيال ماجد أبو شرار ومنذر أبو غزالة، كما تمت اغتيالات لسفراء وقادة بارزين مثل سعيد حمامي في لندن، وسفراء وقادة بارزين آخرين تم اغتيالهم في أثينا، وفي فيينا، وفي بروكسل، بل إن العواصم العربية نفسها لم تسلم من تنفيذ اغتيالات إسرائيلية ضد قادة بارزين مثلما جرى في بيروت عام 1973، باغتيال أبو يوسف النجار، وكمال عدوان، وكمال ناصر، واغتيال أبو حسن سلامة في عام 1977، واغتيال خليل الوزير "أبو جهاد" في تونس العاصمة عام 1988، وهناك إيحاءات قوية بأن الموساد الإسرائيلي كان قد دخل على شبكة اغتيال أبو إياد صلاح خلف، وهايل عبد الحميد "أبو الهول"، وفخري العمري "أبو محمد" في عام 1991 في تونس العاصمة.



أما الاغتيالات الإسرائيلية لقادة ونشطاء فلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية فهذه تعتبر مسلسلاً درامياً لا يكاد ينتهي، الضحايا كثيرون وبارزون جداً، والوسائل متعددة ابتداء من استخدام طائرات الf16 وصولاً للصواريخ الذكية الموجهة وانتهاءً بالطرود والعبوات الناسفة، أما اغتيال الرئيس الخالد ياسر عرفات وسط احتجازه القسري في المقاطعة في رام الله فذاك حديث آخر.



من هذا السياق الطويل والخطير والمستمر، فإن الإنسان العاقل والطبيعي ربما يصاب بالدهشة عندما يجد أن أحداً يشعر بالمفاجأة لاغتيال الشهيد محمود المبحوح، فالسياق الفلسطيني، سياق النضال الفلسطيني، والقوة الفلسطينية العظيمة، زاخر بجرائم الاغتيال الإسرائيلية، أما إذا كان البعض يبدأ من نقطة الصفر، أو يصدق رسائل الطمأنينة التي تأتي من هنا أو هناك، فهذا أمر آخر ليس من السياق الفلسطيني في شيء.



ولذلك نحن نقول بأن الفلسطينيين يجب أن يفكروا باستمرار وبدون انقطاع في ابتداع وسائل جديدة لحماية أنفسهم، وقادتهم، ويجب أن تكون أذرعهم الأمنية على قدر كبير من الكفاءة، وان تكون خارج حالة التراشق المسيء لتاريخ نضالنا الحافل بالتضحيات التي وقعوا ضحيتها منذ بدأ الانقسام، ويجب أن يعرفوا جميعاً أنهم تحت الاستهداف القاتل، فالاغتيالات الإسرائيلية لها باع طويل ولها تاريخ أطول، ويجب أن تكون العيون ساهرة والإرادة حاضرة والمطلوب فعلا تقليل الحذر من بعضنا والخوف والحذر الحقيقي من عدونا الذي ما زال يرفض برغم كل ما ابديناه من رغبة بالسلام إلا أن يكون عدونا .



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سؤال موجه للجميع
- انتبهوا انتبهو اكثر
- الاحتلال الإسرائيلي انعكاسات وأثار
- ماذا بعد قرار المجلس المركزي ؟
- الزمن العظيم وكل عام وانتم بخير
- هيا ننهي الأحزان وتعالوا نعيد العيد
- الاختراق المطلوب فلسطينياً
- رجل في حجم امة ياسر عرفات في ذكرى رحيله الخامسة
- وعد بلفور ما زالت خطيئة البريطانين مستمرة
- وسط النهر الذهبي -رحيل صخر ابو نزار
- الدفاع عن الأمل
- تداعيات وأثار الحصار
- الأسيرات ..جرح الوطن وحلم الوطن
- القتل بأثر رجعي
- القتيل في قفص الاتهام
- فتح بين خيارات متعددة
- الانتخابات الفلسطينية من مأزق الى حل
- الحوار إلى التأجيل والانتخابات نحو التفعيل
- ابو علي مصطفى الواقعية الثورية وتجلياتها
- اهلا رمضان


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - الاغتيالات جزء من سيكولوجيا العقل الإسرائيلي