أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمه قاسم - جولة مع الأمل















المزيد.....

جولة مع الأمل


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2966 - 2010 / 4 / 5 - 16:32
المحور: حقوق الانسان
    



وكل عام وأطفال فلسطين بكل خير وأمل ،أن ينتهي الانقسام ، والحصار ، والاحتلال ، لتعود قضية الأطفال ، أطفال فلسطين ، الأولوية الأولى لاهتمام الجميع ، والحديث عما أصاب الأطفال ، للأسباب الثلاث من أضرار ، لا يكفيها مقال أو دراسة واحدة ، لكن اليوم ، وفي هذا اليوم الذي خصص للطفل الفلسطيني .
سأبوح لكم بما تولد لدي من مشاعر ، وأفكار ورؤى ، من خلال رحلة قمت بها اليوم إلى اللجنة الاولمبية الدولية للمعاقين " paralympic "والتي مقرها بجوار ملعب فلسطين في مدينة غزة ، وقد اصطحبت فيها ابني إبراهيم الذي يوشك أن يبلغ التاسعة عشرة من عمره بعد أربعة شهور !!! ابني إبراهيم ينتمي إلى هذه الشريحة الاجتماعية التي أصبحت تشكل نسبة لايمكن تجاهلها في المجتمع الفلسطيني والمجتمع الغزاوي بشكل خاص ، وهي شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة ، التي حرمتهم أقدارهم نعمة البصر أو نعمة السمع والنطق ، أو توازن الحركة ، أو الإعاقات الأخرى بسبب الحروب والحوادث والأحداث الطارئة .
ابني إبراهيم تعرض لنقص أكسجين أثناء الولادة والتي تمت في مستشفى من الدرجة الأولى للأسف الشديد ، وقد نتج عن ذلك تلف بنسبة كبيرة في الأعصاب السمعية ، وهكذا بدا لحظات حياته الأولى وهو يحمل هذا العبي الخارق ، واحمله معه أنا مع كل أفراد العائلة التي تحول إبراهيم إلى قضيتها الأولى .
ابني إبراهيم وهبه الله عز وجل ذكاءا ملفتا للنظر ، وشكلا جميلا ، واهم من هذا وذاك قدرة خارقة على المحاولة ، وكانت هذه عدتي الوحيدة للتجربة الكبيرة والصعبة التي خضتها معه والتي جعلتني اكتشف أن الأبناء وعائلاتهم الذين قدر لهم مواجهة إعاقة ما ، لايواجهون هذه الإعاقة بقدر ما يواجهون إعاقة المجتمع ، هذا المجتمع الذي لم تنتج مؤسساته الحكومية والتشريعية والرسمية القوانين التي تعطي ذوي الاحتياجات الخاصة ما رتب الله لهم من حقوق ، مثل حقهم في الحياة وحقهم بالتعليم وحقهم بالعمل ، وحقهم في بناء أسرة ، مع أنهم ليسوا ملومين على هذه الإعاقة ، فهم لم يصنعوها بأيديهم ولم يختاروها بأنفسهم ، بل هي من صنع أقدارهم ، وكان الأولى لهذا المجتمع أن يستغل الفرصة ، وان يسمو ، وان يكون يد الله البيضاء التي تمتد إليهم بالرحمة والمحبة ، ولكنهم بدلا من ذلك ، ينظر إليهم من خلال مواريثه وعاداته وتقاليده البائدة ومقاييسه الدنيا ، فيسيء إليهم بدل الإحسان ، ويتجاهلهم بدل الاعتراف بهم ، وفي بعض الأحيان يخجل منهم بدل أن يفخر بعزيمتهم وقدراتهم وإصرارهم على الحياة .
علما أن عددا لا يستهان بهم من ابرز عباقرة البشرية ومشاهيرها كانوا من ذوي الحاجات الخاصة فمن منا لا يعرف أبو العلاء المعري ، رهبن المحبسين ، وبتهوفن ، وعميد الأدب العربي طه حسين وستيفن هوكنز أهم عبقري في علوم الرياضيات والفضاء في زماننا الراهن ، وغيرهم المئات بل الآلاف من كل الأقطار والجنسيات والأعراق والأديان في العالم .
وعودة إلى جولة الأمل التي أوصلتني إلى مقر اللجنة الاولمبية الدولية للمعاقين في مدينة غزة والتي بالإضافة إلى قاعاتها فإنها تستفيد مباشرة من القاعات المتخصصة في ملعب فلسطين والملاعب المؤهلة في بعض المدارس ، حيث يقوم المختصون في اللجنة باستقبال ذوي الاحتياجات الخاصة ودراسة حالاتهم ، وتصنيفهم ومن ثم إرسالهم إلى قاعة التدريب المختصة حيث تستقبلهم من سن أربعة عشر عاما فما فوق ، وبطبيعة الحال فان الإعاقات تقسم إلى خفيفة ومتوسطه وإعاقات من الدرجة الأولى ، وهؤلاء يذهبون لكي يتدربوا على العاب القوى مثل رمي الرمح والقرص والجري ورفع الإثقال والقفز الراسي والأفقي ، بالإضافة إلى الألعاب الأخرى مثل كرة السلة وكرة الطاولة والبولنج ، وغيرها بعد أن يكونوا قد امضوا فترة محددة لتأهيلهم على مستوى اللياقة البدنية .
الجدير بالذكر :
إن اللجنة الاولمبية الدولية للمعاقين ، في غزة ، تفخر وتعتز بان عددا ملفتا للنظر بقوة من أعضاءها قد فازوا بماداليات ذهبية في بطولات محلية وإقليمية ودولية ، ولكنها تطمح إلى المزيد من خلال تأهيل المجتمع نفسه ، عبر دفعه إلى تفهم واسع ، تفهم حقيقي ، تفهم عملي لهذه الشرائح من ذوي الاحتياجات الخاصة ، لأنهم أعضاء طبيعيين ومتساوون بهذا المجتمع ، وان الأقدار التي أخذت منهم شيئا منحتهم أشياء أخرى تتجسد عبقريتها في هذه الإرادة التي لا تنكسر ، وفي هذه القول المتوقدة بالذكاء ، وفي هذه المهارات التي لا يقدر عليها الكثيرين ممن لم يفقد أي من حواسهم .
اللجنة الاولمبية الدولية للمعاقين تنظر باهتمام بالغ وكبير إلى أهمية تأهيل المجتمع وتأهيل مؤسساته الأهلية والرسمية لقبول هذه الشريحة والاعتراف بها بتقديم الحقوق التي تحتاج إليها كما أراد الله سبحانه وتعالى منا وكما وصلت الشعوب والأمم والدول المتقدمة ، من خلال التشريعات والقوانين النافذة ، ومن خلال الإدماج المتوازن في النسيج الاجتماعي ، وعبر مد جسور المحبة والرحمة والتواصل الإنساني .أقول لكم أنني بدأت رحلتي وأنا خائفة متوجسة وكأنني أسير في طريق الآلام ، ، ذلك أن حكمة الله تعالى جعلت الأم تحمل عذابات الأبناء معها ، في صميم قلبها وعبر مشوار السنين ، ولكنني عندما وصلت إلى اللجنة الاولمبية للمعاقين في غزة ، ورافقني الأخوة الأعزاء المختصون بجولة اطلعت فيها على نشاطاتهم وانجازاتهم تراجعت توجساتي وامتلأت بالأمل ، وحمدت الله انه يوجد بشعبنا الفلسطيني رجال ونساء انحازوا بمحبة عالية إلى هذه الشريحة ، ولم يقعوا في نفس المستنقع من الخلاف والشقاق والتراشق وتبادل اللعنات التي وقع فيها السياسيون في بلادنا ،
وشكرا لهؤلاء الأخوات والأخوة اللذين نظروا أنفسهم وجهودهم المتخصصة والعالية من اجل تفهم هذه الشريحة ومن ثم إمدادها بالمهارات والخبرات التي تساعدها في شق طريقها في الحياة نحو مستقبل من حقها أن تكون مثل بقية الناس أجمعين
مجتمعاتنا وحكوماتنا ظالمة ، تصوروا أن لهذه الشريحة مدرسة ثانوية واحدة فقط ، وقبل أيام حماس استولت عليها للمرة الثالثة وما زال مصير مستقبلهم مجهول ، يقطعون المسافات للوصول للمدرسة لأنهم يناضلون بقوة المحاولة ، فهل يستطيع من اخذ قرار الاستيلاء على المدرسة أن يتوقف قليلا ، وينظر إلى وجوه هؤلاء المليئة بالأمل والرجاء أم أن الانهيار يمنع حتى من مجرد وقفة للتفكير.



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأرض هي القضية وهي جوهر الصراع
- القمة العربية طموح و تحدّي
- القدس فوق عرش الإشتباك
- المرأة الفلسطينية في يومها العالمي
- لا تسقطوا في الفخ الإسرائيلي
- قمة طرابلس أمل بانجازات مهمة
- مفاوضات غير مباشرة... لماذا؟
- الاغتيالات جزء من سيكولوجيا العقل الإسرائيلي
- سؤال موجه للجميع
- انتبهوا انتبهو اكثر
- الاحتلال الإسرائيلي انعكاسات وأثار
- ماذا بعد قرار المجلس المركزي ؟
- الزمن العظيم وكل عام وانتم بخير
- هيا ننهي الأحزان وتعالوا نعيد العيد
- الاختراق المطلوب فلسطينياً
- رجل في حجم امة ياسر عرفات في ذكرى رحيله الخامسة
- وعد بلفور ما زالت خطيئة البريطانين مستمرة
- وسط النهر الذهبي -رحيل صخر ابو نزار
- الدفاع عن الأمل
- تداعيات وأثار الحصار


المزيد.....




- -الرئاسة الفلسطينية- تدين استخدام واشنطن -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- فيتو أمريكي بمجلس الأمن ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم ...
- مؤسسات الأسرى: إسرائيل تواصل التصعيد من عمليات الاعتقال وملا ...
- الفيتو الأمريكي.. ورقة إسرائيل ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحد ...
- -فيتو-أمريكي ضد الطلب الفلسطيني للحصول على عضوية كاملة بالأم ...
- فيتو أمريكي يفشل مشروع قرار لمنح فلسطين العضوية الكاملة بالأ ...
- فشل مشروع قرار لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة ...
- فيتو أمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة
- الرئاسة الفلسطينية تدين استخدام واشنطن -الفيتو- لمنع حصول فل ...
- فيتو أميركي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمه قاسم - جولة مع الأمل