أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جواد الديوان - الحكيم فرحان باقر والطب العراقي المعاصر














المزيد.....

الحكيم فرحان باقر والطب العراقي المعاصر


جواد الديوان

الحوار المتمدن-العدد: 3077 - 2010 / 7 / 28 - 18:38
المحور: سيرة ذاتية
    


طوى النسيان الدكتور فرحان باقر في ذاكرة الاطباء من طلابه، ولم يسمع به الاطباء الجدد اثناء دراستهم في كلية الطب- جامعة بغداد، وهكذا لم يؤثر فيهم هتافه ضد صدام حسين اثناء حفلة تخرج يشير اليها البعض في المواقع الالكترونية يقللوا من اهمية ذلك الهتاف، وعللوها بان الاطباء الجدد من مواليد 1985 ولا يعرفوا عن صدام حسين سوى الصور والاناشيد. وكأن الاطباء الجدد لم يتعايشوا مع حرب الخليج الثانية (احداث الكويت) ولا الحصار ولا حرب اسقاط صدام حسين ومحاكمته واعدامه، فتجردهم تلك الاقلام من قابلياتهم على التفكير والاستنتاج من الاحداث ومقارنة اوضاعهم في العراق بدول الجوار، ومن المؤكد التساؤل عما دفع رجل هرم مثل فرحان باقر للهتاف وحيدا في حفل تخرج الاطباء.
لم يسمع الاطباء بالحكيم فرحان باقر سياسيا الا بعد عودته المتاخرة بعد 2003. لقد تقرب وتزلف باقر للحكام في كل سنواتهم وحتى بعد سقوط الديكتاتورية، وربما نسى هموم الشعب العراقي وترفع على اطباء غادروا العراق وهربوا بحثا عن حياة كريمة. ولم يدعو الحكيم باقر الى اي تجمع لهولاء ولم يتصل باساتذة كلية الطب ممن تميز برفض مطلق لممارسات النظام السابق، وعندها سيكون لهتافه في حفلة التخرج معنى حين يردده بعضهم معه. وسيعلم ممن تمنى الفصل حينها ليحصل على ما حصل عليه الحكيم كما اشار البعض لذلك، اقول سيعلم هولاء ان الاهتمام بالشعب والوطن لا يعني ابدا فرحان باقر! وسيعلم ان لحظات الهلع والخوف والمطاردة ايام الفصل تعني الكثير ولذلك قدم العديد من استاذتهم فروض الولاء والطاعة للصنم. بل ساهم البعض في مطاردة العناصر المارقة حسب تعبيرهم وتقمصوا دور شرطي الامن.
استهجن البعض انتقادات الحكيم باقر للنظام الصحي ابان حكم صدام حسين في كتابه الطب العراقي المعاصر في حنين واضح للماضي! واشادوا بالمستشفيات وتوفر الادوية وغيرها. وتجاهلوا ان العراق الوحيد في العالم يسجل ارتفاعا واضحا مع السنوات في وفيات الاطفال الرضع ودون الخامسة وازديادا ملحوظا في الولادات ناقصة الوزن والخدج ونسب سوء التغذية بين طلاب المدارس الابتدائية ووفيات الامهات وغيرها. وسجل العراق ظهور اوبئة في امراض متوطنة، وانخفض معدل العمر المتوقع للانسان العراقي وغيرها. وهرب اطباء لخارج العراق وهي مؤشرات معتمدة لتقييم النظام الصحي (تناول ذلك العديد من الاقلام على صفحات المواقع الالكترونية اضافة الى البحوث العلمية في المجلات الطبية). ولابد من التذكير بقرارللمجلس الوطني ابان العهد السابق حين اشار الى عدم كفاءة وزير الصحة صادق علوش وقد قضى سنوات طويلة في منصبه. وربما برر البعض استهجانه لتلك الانتقادات باغفال ذكر بعض الشخصيات او الاساءة لبعض اخر. ان كتاب الحكيم باقر يؤرخ لفترة ومن وجهة نظر شخصية بحتة وسيحسب القاريء تلك الهفوات عليه لا له، فقد عمل في العراق شخصيات علمية يشار لها بالبنان ويبقى ذكرها العطر مع التاريخ ومنهم الاستاذ الدكتور فخري الدباغ مثلا.
تشوه هرم التركيب السكاني للعراق بفعل الحروب المجنونة للقائد الضرورة والقتلى من اعمار الشباب (الجيش) وكذلك الكهول (الجيش الشعبي) وما رافقها من اعدامات وغيرها. وتقلصت حصة وزارة الصحة من الميزانية لينعكس ذلك على الادوية والتجهيزات الصحية. ويوجه مدراء الصحة بالاستعاظة عن وصفات الادوية بغيرها، وربما تشجيع التطبب بالاعشاب حينها. وللطرافة صدر توجيه بتخفيض استهلاك الكهرباء لكل الوزارات وبنسب محددة، ولم تفلح بذلك وزارة الصحة فقد ازداد استهلاكها من الكهرباء فعوقب الوزير ووكيله الاقدم! وكانت مستشفيات تم تاهيلها تعود للخدمة بعد ذلك تاريخ التوجيه سبب زيادة الاستهلاك.
عانى فرحان باقر من الفصل بقرار من مجلس قيادةالثورة وقتها، وبالامكان تصور الخوف والرعب الذي يطال الشخص بفعل هكذا قرار، ليحسده البعض بعد 2003، والتمنى لو انهم فصلوا في ذلك التاريخ. لقد شغل تقديم فروض الولاء والطاعة البعض ومنها الوشاية بالاصدقاء والزملاء. ويهيج مثل هذا الحديث ذكريات خاصة واستحضرت تفاصيل عبور الصحراء من السودان الى ليبيا وما رافقها من الم وصعاب (لي وقفة خاصة مع هذه الاحداث).
حاول الحكيم فرحان باقر التعرف على من تسبب بفصله، ولم يساعده احد، وعاد للوظيفة بفعل قرارات تشريعية وليس بفضل اشخاص. ولم يتعرض من قدم قائمة باسماء المفصولين (جماعة فرحان باقر) وقتها بعد 2003 واشار له البعض، بل كرمته الكلية بعد التقاعد (استاذ متمرس في الكلية رغم اشكاليات عديدة لا اود الخوض فيها).
شاعت الشهادات المزورة بعد 2003 وعانى العراقيون من العنف والتخندق الطائفي والمذهبي ونزاع اهلي بفعل مليشات وجيوش متعددة الاسماء، واعتزلت الكفاءات الحياة وهاجر البعض، وتزلف البعض الاخر للحاكم الجديد ومنهم من ساهم بتلك الفوضى. وبالمقابل ساهمت كفاءات فاعلة ابان النظام السابق بتغير موازين الحق والعدل، وعلى سبيل المثال لا الحصر عانت وزارة التربية من التاجيل للامتحانات بالجملة وبسبب الكابة، فخاطبت وزارة الصحة تشكو من عدوى مرض الكابة! ومثل هكذا تأجيل يعني قرارات لجنة طبية ومراجعات عديدة للعيادات وغيرها، ومثال اخر تزويد محكمة تقريرا لقاتل يوضح معاناته من الفصام (الجنون) وحسب تخطيط الدماغ! المرقم والمؤرخ كذا، ووقع عليه اعضاء اللجنة الطبية، ومن المؤكد ان تلك الكفاءات لم تكن بشهادات مزورة! ولكن بدون اخلاق، وليتصور القراء ماذا فعلوا اقل من هذه الامور، وغيرها الكثير.
التصدي لكل من قال كلمة يرد فيها اعتباره في الحياة او للتعبير عن توتر سابق نتيجة احداث النظام السابق لن يساهم في اشاعة السلم الاجتماعي وترك الخلافات المذهبية جانبا في الحياة العملية ليتقدم العراق. من المؤكد ان خوض حروب متعددة مسالة اثرت سلبا على العراق وعاقت تقدمه، وتحديد التفكير وعبادة الفرد تحجم الكفاءات وتقلل انتاجها.



#جواد_الديوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في مدن الملح -التيه-
- مقعد تعويضي للديمقراطيين
- سلس البول في اطروحة دكتوراة
- مؤتمر للكلية الملكية البريطانية في بغداد
- رد على رسالة الدكتور كاظم حبيب لقوى التيار الديمقراطي العراق ...
- الشلل الرخوي الحاد
- الوردي في برنامج بالعراقي
- احلام اليقظة
- انتخابات في الشرق الاوسط
- في اجتماع للمجلس العربي للاختصاصات الطبية
- ندوة للحزب الوطني الديمقراطي في المحمودية/ بغداد
- هوامش حول القمة العربية في الدوحة
- اللقاء الديمقراطي نواة لقطب ديمقراطي في العراق
- ابطال بين الماض والحاضر
- تحالفات بعد انتخابات مجالس المحافظات
- عبد الزهرة غضبان = عبد الزهرة مال الله في العراق
- وزارة الصحة تعيد العمل بتعليمات لسمير الشيخلي وزير صحة جاهل ...
- صحة الطفل في اطروحة دكتوراة
- ظواهر انتخابات مجالس المحافظات
- ذاكرة عراقي في انتخابات


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جواد الديوان - الحكيم فرحان باقر والطب العراقي المعاصر