أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - دماء شهداء الشعبين الكوردي والكلداني تمتزج في صوريا الكلدانية















المزيد.....

دماء شهداء الشعبين الكوردي والكلداني تمتزج في صوريا الكلدانية


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 3068 - 2010 / 7 / 19 - 02:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بدءاً اقدم الشكر للقيادة الكردية للالتفات الى حدث قد مرت عليه حوالي اربعة عقود ، وهذا الحدث شكل محطة مهمة من تاريخ هذه المنطقة ، حيث توجهت الجهات المختصة في اقليم كوردستان لفتح المقبرة الجماعية في قرية صوريا الكلدانيــــــــة لنقلها رفات الشهداء من ابناء شعبنا الكلداني والشهداء من ابناء الشعب الكوردي الى مقبرة وقورة تليق بمكانة الشهداء الأبرار .

حينما اكتب افكر كثيراً وأراجع المقال احياناً اكثر من مرة قبل نشره لكي لا اكون قد اسأت او اخطأت بحق احد ربما بشكل غير مقصود ، وحينما كتبت انا وزملائي في اتحاد الكتاب والأدباء الكلدان عن شهداء صوريا الكلدانيــــــة ، لم نفكر قط في الأستحواذ على ما ليس لنا ، واتفقنا في الأتحاد ان نحدد يوم للشهيد الكلداني وكان الأتفاق على اختيار اكثر الأيام دموية بحق شعبنا الكلداني فكان يوم 16 / 9 / 1969 م ، وهو يوم وقوع مذبحة قرية صوريا الكلدانيـــــة .
وهكذا بعد ان كانت مجزرة صوريا قد علاها تراب الزمن ودخلت في غياهب النسيان قرر اتحادنا الفتي ان يسلط الأضواء على تلك المجزرة بالكتابات عبر المواقع ، وفعلاً قد افلح اتحادنا في ذلك وأقدمت جهات اخرى الى إعادة النظر في تلك المجزرة التي كان ضحاياها من الناس الأبرياء .
لم يكن للأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان اي هدف سياسي ولم نرمي الى تسيس المسألة ، إنها مسألة إنسانية قبل ان تشكل اي هدف سياسي لهذا الحزب او تلك الجهة .
لا شك ان شعبنا الكلداني قد روى تربة العراق الطيبة من جنوبه وشماله بالدماء الزكية لشهدائه إن كان ذلك عبر مقارعة الحكومات الجائرة ، او عبر الشهداء الذين سقطوا في وقوفه ودعمه نضال الشعب الكوردي في ثورة ايلول المعاصرة ، او كان من ضحايا الظلم والأستبداد الذي طال كل طبقات الشعب العراقي من قبل الأنظمة المستبدة في الوطن العراقي ، او في قافلة الشهداء الكلدان الذين سقطوا بيد الأرهابيين في السنين الأخيرة ، فشعبنا الكلداني قد روى تربة العراق الطيبة بالدماء الزكية لابنائه الكلدان لتمتزج مع دماء الشهيد العربي والكردي والأرمني والسرياني والآشوري والتركماني والأيزيدي والصابئي والشبكي والكاكائي والكردي الفيلي ...
في هذا المقال لا اروم التطرق الى تفاصيل المجزرة التي اغناها الكثير من كتابنا الأجلاء بشروح وتفاصيل وافية ، تلك المذبحة التي دارت حوادثها الهمجية في قرية صوريا الكلدانيــــة ، وكان تاريخ المجزرة في 16 سبتمبر من عام 1969 وامتزجت في هذه المذبحة دماء شهداء من ابناء شعبنا الكلداني مع دماء شهداء من أبناء الشعب الكوردي الشقيق .
التفاصيل التي اعقبت الحادث كانت بعض الكتابات من جملتها ما كتبه الأستاذ مسعود البارزاني في الجزء الثالث من كتابه الموسوم البارزاني وحركة التحرر الكردية وتحت عنوان مجزرة صوريا وقرية داكان صفحة( 215 ـ 217 ) يشير الى عدد الشهداء انهم 49 شهيداً من بينهم 20 من النساء والأطفال ، وبينهم 39 كلدانياً وعشرة من الأكراد ، هذا إضافة الى عشرات الجرحى .
بعد ذلك وبمرور السنين والعقود قلما ما نقرأ نتف من الكتابات او إشارات الى تلك المجزرة ، وفي المجمل طوى تلك القرية الكلدانية غبار النسيان ، وما يقارب من اربعين سنة ، لم أقرأ في نشرات او ادبيات اي حزب آشوري احياء ذكرة شهداء صوريا او حتى الإشارة اليها ، إنما كان دائماً احياء ذكرى شهداء سميل عام 1933 ونحن جميعاً نقف إجلالاً لتك الذكرى ولا نتحفظ او ننكر تلك المجزرة او نسرق اسمها القومي الآشوري . وهي بحق نكبة آشورية ، ففي عام 1933 حينما طُوقت القوش من القوات الحكومية ، طلب من وجهاء القوش إخراج اللاجئين الآثوريين من مدينتهم الكلدانية ، وإلا ستتعرض القوش الى القصف المدفعي والى الفرهود والنهب والسلب وانتهاك الأعراض من قبل قوات العشائر المحيطة بالقوش ، وموقف القوش الكلدانية من اخوانهم الآشوريين لا يتطرق اليه اي شك فوقفوا ببسالة وشجاعة وشرف الى جانب إخوانهم الآشوريين . ونحن نحيّ هذه الذكرى ونقول بشجاعة هذه ذكرى آشورية ونحن نحتفل بهذا لأننا شعب مسيحي واحد .
نأتي الى المفيد في مقالنا ، بعد ان عكف كتاب اتحادنا الكلداني بتسليط النور وإزالة الأتربة المتراكمة على جسم تلك المجزرة وجعلها يوم الشهيد الكلداني ، فقد انطلقت اقلام اخرى لتزيل مزيد من الغبار المتراكم والكتابة عنها بمهنية وهذا عمل إنساني جيد نشكر كل الكتاب الذين سطروا تلك الكلمات المنصفة بحق اهالي تلك القرية المسالمة .
اقول :
كانت هنالك اقلام اخرى من كتابنا الكلدان تدين بولاءها للحزب الآشوري حاولوا في كتاباتهم تمرير وخدمة الفكر الآشوري المتعصب فسموا الأشياء بغير مسمياتها الحقيقية ، فكما كانت محاولاتهم لارضاء الحزب الآشوري بتحويل القومية الكلدانية الى اللاقومية بفرض تسمية قطارية مشوهة كلداني آشوري سرياني لا تليق بأي شعب يفتخر بقوميته ، فهنا ايضاً وإرضاءاً لهذا الحزب وخضوعاً له لا يريدون تسمية قرية صوريا بالكلدانية . والشهيد لا يقبلون إلا بتفريغه من معناه القومي الى معناه اللاقومي .
أسال هؤلاء الزملاء وأسأل المجلس الشعبي : ماذا لو يكون هنالك يوم للشهيد الكلداني ؟
اليس هنالك يوم للشهيد الآشوري ؟ فلماذا لا يكون هنالك يوم للشهيد الكلداني ؟
ما هو الضرر بذلك ؟
لماذا يكون يوم الشهيد الآشوري يوم توحيد شعبنا ويوم الشهيد الكلداني يوم تفريق وتمزيق شعبنا ؟
ثم ان كان رابي سركيس اغا جان قد كلف هفال وهاب رشيد ا بالمرافعة عن قضية مذبحة صوريا والسيدة نهى لازار . فماذ يضير الأستاذ سركيس ان يكلف هؤلاء لقرية صوريا الكلدانيــــة ؟ إلا يستحق شعبنا الكلداني من رابي سركيس ان يبحث عن مصير شهدائه ؟ فلماذا يكون الأسم الكلداني التاريخي مهمشاً ؟
الا يعترف الكوردي والعربي والمندائي والسرياني والأرمني والشبكي والأيزيدي والتركماني والكاكائي .. بشعبنا الكلداني وقوميتنا الكلدانية ؟ فلماذا يصعب عليكم الأعتراف بقوميتنا الكلدانية ؟ وإنتم أخواني الكلدان العاملين في الحزب الآشوري او الموالين له ، لماذا تستكثرون علينا ان يكون لنا يوم الشهيد الكلداني ؟
لماذا لا تعترفون بصوريا الكلدانيــــة ؟
اليس كل الذين استشهدوا هم من الكلدان ؟
ألم يكن الأب الشهيد حنا يعقوب قاشا كلداني ؟
لماذا لا تتحلون بالشجاعة وتسمون الأشياء بأسمائها ؟
نحن نحترم موالاتكم ودعمكم للحزب الآشوري ، ونحترم انتماؤكم القومي إن اخترتم القومية الآشورية كانتماء قومي ، لكن الذي لا نقبله منكم ان تصدون وتقفون بوجه اي محاولة امام المخلصين لقوميهم الكلدانية في ان يدافعوا عن هذه الٌّقومية التي تهضم حقوقها في بلدها .
اقول :
الى الأخوة في القيادة الكردية ، نحن الكلدان نشعر بغبن كبير يسود شعبنا الكلداني بجهة ربط مصيرنا بالحزب الآشوري وكأن هذا الحزب هو وصي علينا ، فالعراق حينما كان تحت الأنتداب البريطاني كان غير قادر على إدارة نفسه فهل نحن لا نحسن إدراة انفسنا ؟
لقد وقف الكلدانيون بجانب الشعب العراقي في كفاحة ومع الشعب الكردي في نضاله ومع ذلك نلمس اليوم تهميشاً غير مبرر من قبل اوساط كوردية لشعبنا الكلداني ، فمتى يكون لنا كلمتنا الحرة في اقليم كوردستان الذي نكن الأعجاب والأحترام لتجربته الديمقراطية ؟
نأمل ان نُعامل اسوة بالمكونات الكردستانية الأخرى كالعرب والتركمان والأرمن والآشوريون والمندائيون وغيرهم من المكونات الكوردستانية ، إن الذي يمثل شعبنا الكلداني هو احزابنا الكلدانية والبطريرك الكلداني والأساقفة الكلدان ومنظمات المجتمع المدني الكلدانية ، وليس من المعقول ان لا تقبلون بهذا التمثيل وتودعون مصيرنا بيد الحزب الآشوري .
إنه تهميش ومسخ لقوميتنا الكلدانية في مسودة الدستور الكوردستاني حينما تلغى قوميتنا الكلدانية وتوضع بديلها تسمية مشوهة لاقومية ، وزيادة في ذلك يصرح وزير شؤون الشهداء والمؤنفلين في حكومة اقليم كوردستان الأستاذ الدكتور مجيد حمه ليقول " " ان هذه المقبرة الجماعية قد عثر عليها من قبل فريق تابع لوزارة شؤون الشهداء والمؤنفلين وتضم رفاة (49) شخصاً أكثرهم من المواطنين الآشوريين، " .
هل يستكثر السيد الوزير على مكون كورستاني ان يسمي اسماء شهدائه باسمهم القومي الصحيح ؟ هل يستكثر على قرية صوريا الكلدانية اسمها الكلداني ؟
نأمل ان تسمى الأشياء بأسمائها وأن ينصف شعبنا الكلداني بما يستحقه في اقليم كوردستان الذي نتغنى بتجربته الديمقراطية والتي نتمناها ان تسود الوطن العراقي برمته .
حبيب تومي -/ اوسلو في 19 / 07 / 1



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بعد المؤتمر الثاني للحزب الديمقراطي الكلداني ؟
- الى منظمة الأقليات العراقية ..نرفض إجحافكم بحق شعبنا الكلدان ...
- القيادة الكوردية وتعقيدات المشهد الجيوسياسي الى اين ؟
- وداعاً ايها المناضل العراقي الكلداني حكمت حكيم
- لماذا الغضب من منافحة الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدا ...
- لكي لا يتخذ شعار الوحدة القومية ذريعة للانقضاض على الفكر الق ...
- من يحق له التحدث باسم الكلدان ؟
- طلبة بغديدا في القلب والبركة بوحدتهم وقوة إرادتهم ولا لتسييس ...
- مطلوب اعتذار بول بريمر لشعبنا الكلداني
- موقف غير ودّي وغير مقبول من قبل الأخوة في منظمة الزوعا في ال ...
- العرب والديمقراطية شئ ما يشبه شئ
- غبطة البطريرك عمانوئيل دلّي هل يرضيكم تغييب شعبكم الكلداني ع ...
- بمناسبة عيد اكيتو هل يعيد العراق امجاده البابلية الكلدانية ؟
- نعم سُلب مقعد المجلس القومي الكلداني ومنح للحركة الديمقراطية ...
- الكلدان قادمون
- الف مبروك لزوعا والمجلس الشعبي فكونوا أمناء لمطالب المسيحيين ...
- ملا مصطفى البارزاني ودوره في تاريخ الشعب الكوردي في العصر ال ...
- امريكا طبخت وأيران اكلت ، والعراق هل خرج من المولد بلا حمص ؟
- العراقي بين وعود السفارة العراقية في النرويج والورقة البيضاء ...
- الأتحاد العالمي للادباء والكتاب الكلدان يقف مع القائمتين الك ...


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - دماء شهداء الشعبين الكوردي والكلداني تمتزج في صوريا الكلدانية