أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - ملا مصطفى البارزاني ودوره في تاريخ الشعب الكوردي في العصر الحديث















المزيد.....

ملا مصطفى البارزاني ودوره في تاريخ الشعب الكوردي في العصر الحديث


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 2947 - 2010 / 3 / 17 - 16:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تمر هذه الأيام الذكرى واحد وثلاثين لرحيل القائد الكوردي المعاصر ملا مصطفى البارزاني ، ونحن في عام 2010 لابد من العودة وفي الى الوراء والتمحيص في العقود الماضية لنستخلص التجارب والعبر ، وسنجد امامنا نخبة كبيرة جداً قد ناضلت وكافحت لبلوغ الأهداف السامية للشعب الكوردي وفي المقدمة حق تقرير المصير .
وخلال بحوثنا ومحاولاتنا لتقصي الحقائق سنجد هنالك حضور كبير وبصمات واضحة مؤثرة في مجمل الأحداث والتطورات التي طرأت في القرن العشرين وهي تعود لقائد كوردستاني اسمه ملا مصطفى البارزاني .
يتعين على المراقب الأقرار بأن الساحة الكوردستانية اليوم تضللها تنافسات واختلافات سياسية ، وفي علم السياسية يعتبر ذلك امراً صحياً لا غبار عليه ، لكن يمكنني ان ازعم ، بل ان اجزم ، بأن ثمة حالة اتفاق واجتماع على محور واحد على الأقل وهو الأعتزاز بقيادة ملا مصطفى البارزاني والأقرار الجماعي للاكراد عموماً بجعل البارزاني رمزاً من رموزهم التاريخية . فلا خلاف على ذلك بين الأكراد مهما اختلفت توجهاتهم السياسية او تباعدت مناطقهم الجغرافية . وبهذه المناسبة ايضاً لابد من الأشارة الى اعتزاز الأنسان الكوردي بالهوية الكردية والقومية الكردية ، وهذه حالة كم كانت مفيدة لو كان تعلق العراقيين جميعاً لا سيما في الأحزاب الدينية والقومية بالهوية العراقية والأنتماء العراقي والقومية العراقية إن صح التعبير ، بهذا القدر من الأعتزاز .
لدي سؤال يتكرر دائماً هو : من يصنع التاريخ ؟
ومن يقلب الأوضاع ؟ ومن يصنع التغييرات الأجتماعية والسياسية ؟ هل هو البطل الكاريزما ؟
وهل هو فرد استثنائي في المجتمع ؟ ام ان هنالك ظروف موضوعية اجتماعية وتفاعلات سياسية واقتصادية تخلق الإرادة وتهيئ المناخ الملائم لفرد ما ، في مجتمع ما، ليأخذ بيده ناصية الأمور ويقود الجموع الى النتيجة الحتمية المؤدية الى تغير الأوضاع بشكل جذري .
مهاتما غاندي ، لينين ، ماوتسي تونغ ، نابليون ، نلسون مانديلا وغيرهم كثيرين ، هل هي الظروف التي خلقت منهم قادة وعظماء ؟ ام ان هؤلاء وغيرهم هم الذين خلقوا تلك الظروف وأسسوا على التغيير ولولاهم لما حدث ذلك التغيير الدرامي التاريخي. من المؤكد ان هذا الجدل لم ينتهي ويصل الى قرار في دور الفرد في صناعة التاريخ ام ان المجتمع والأحداث هي التي تصنع البطل والذي ليس سوى مرآة تعكس حقيقة الفعل في اللحظة التاريخية .
وبالمقارنة مع شخصية ملا مصطفى البارزاني الذي طبقت شهرته الآفاق ونسجت حوله الأساطير والقصص وألفت القصائد والأشعار والأغاني ، ومن ناحية أخرى وجهت اليه مختلف التهم ، وخوّن وحوكم غيابياً بالأعدام ، وشرد ونفي ، كما كوفئ واستقبل استقبال الأبطال ورحب به .. والى آخره من متناقضات الأحداث .
عبر عقود من اواسط القرن الماضي كان اسم ملا مصطفى البارزاني أو تواجده في منطقة ما ، يؤخذ ذريعة لتحرك الجيوش ولشن الهجمات العسكرية في البر والجو ، لقد كان له حضور دائم على الساحة العسكرية والسياسية العراقية على مدى عقود ومع تعاقب الحكومات .
إن تلك المظالم لم تدفع ملا مصطفى البازاني ان يوجه مقاتليه نحو سلوك انتقامي او القيام بعمليات إرهابية ، ولم يتخذ يوماً من المدنيين دروعاً بشرية بل كانت معاركه على القمم والشعب والوهاد بعيداً عن التجمعات السكنية ، ومع ذلك لم تسلم القرى النائية من القصف العشوائي من الطائرات والمدفعية ، فالبارزاني هنا لا يختلف عن القادة المؤمنين بقضية شعبهم أمثال نلسون مانديلا وغاندي وعمر المختار ، وتكللت اعمالهم بالنجاح الباهر لتحرير شعوبهم ، ولم يدخل في اجندة هؤلاء القادة العظام بالأعمال الأنتقامية او عمليات الأرهاب او التمترس بالمدنيين الأبرياء .
كانت مصلحة شعبه هي القسطاس الذي يعتمده البارزاني في تقييم امور الحياة ، في تحديد الصديق من العدو ، هذا هو المبدأ الذي سلكه البارزاني طيلة عقود عمره الزاخرة بالأحداث والحركة الدؤوبة . وقد صدق دانا آدم سميث في وصفه للبارزاني حين قال :
إن مكانة البارزاني عند الأكراد عظيمة جداً . أعتقد انها تنتشر مثل اسطورة أو خرافة الى ما وراء حدود العراق لتبلغ أكراد تركيا وأيران ، إنه خبير عسكري وسياسي واقعي ، وليس بين الأكراد كلهم من يختزن في ذاكرته هذا القدر العظيم من المعلومات ، ومن هو قادر مثله على استخدامها بهذه الدرجة من الدهاء والذكاء سواء في الأمور العسكرية أو السياسية .. ولا يتأخر لحظة بناء الوحدة الكردية وهو أعظم مهندس معماري لها .
ملا مصطفى البارزاني لا يعترف بالحدود السياسية المصطنعة التي قسمت شعبه بين الدول ، وثورته هي ثورة الشعب الكوردي ، وفي وقت الضيق ينتقل في المثلث الجغرافي الكردي الممتد بين تركيا والعراق وأيران ، وفي معظم الأوقات يكون ملاذه الآمن بين الأبناء البسطاء من الشعب الكردي من الفلاحين والكادحين ، وهكذا استطاع البارزاني من السيرورة والديمومة الى جانب شعبه الى ان وافاه الأجل ، لأن قاعدته كانت تمتد جذورها في أعماق الشعب ، إن كان في المدينة او في بلدة كردية او قرية منسية في أعالي الجبال او وسط الوديان السحيقة او الشعاب العاصية .
كما ينبغي الأقرار بأن المرحوم ملا مصطفى البارزاني هو بشر مثلنا له عقل وقلب ، ولحم ودم ، ومعرض الى الخطأ والصواب كبقية البشر ، كان يعيش بين المقاتلين ، وفي اجواء قتالية وقصف طائرات وبين الضحايا والمجروحين والارامل وأيتام الشهداء ، وبين فقدان الرفاق في درب النضال وبين الخيانات والأنشقاقات بين رفاق الدرب ، وبين جيران لا يسعدهم ان يجدوا كردي يطالب بحقوقه لئلا تنتقل العدوى الى مواطنيهم الأكراد . وبعد ذلك هنالك الصراعت الدولية فكان البارزاني همه إرضاء الجميع ، فهو يحاول الحصول على اعتراف الغرب وإرضاء أمريكا والأبقاء على الصلات مع السوفيات ، وهذا هو عالم السياسة الذي تحرك البارزاني في افقه ، ولم يكن في وسعه إغضاب أي طرف ، انه سعى للحفاظ على شعرة معاوية دون ان تنقطع ، حقاً إنه موقف عسير يتطلب الحنكة والذكاء .
في ذلك المحيط المتلاطم استطاع ملا مصطفى البارزاني ان يؤسس الثورة ويضع اسم شعبه على طاولة المناقشات في المحافل الدولية ، وأن يحقق رزمة من المكاسب لشعبه ، وأن يكتب اهم فصل على الأطلاق من فصول تاريخ شعبه في العصر الحديث .
البارزاني هو ابن عشيرته البارزانية ، فقد وجد في ابناء هذه العشيرة الوفاء والأخلاص ، وابن الشعب الكوردستاني الذي وقف معه دائماً ، وابن الجبل الذي تخندق في قممه الشماء ، وابن الوطن العراقي الذي استقبله وحضنه وكان يطلب له دائماً ان يتمتع بالحرية والديمقراطية . وأخيراً لا اقول سوى ان ملا مصطفى البارزاني كان قائد الحركة التحررية الكردية في العصر الحديث وهذا يعني الكثير .
حبيب تومي / اوسلو في 17 / 03 / 2010



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امريكا طبخت وأيران اكلت ، والعراق هل خرج من المولد بلا حمص ؟
- العراقي بين وعود السفارة العراقية في النرويج والورقة البيضاء ...
- الأتحاد العالمي للادباء والكتاب الكلدان يقف مع القائمتين الك ...
- اليس من المخجل ان يقف المالكي وحكومته متفرجين على دراما قتل ...
- المالكي والنجيفي يتحملان المسؤولية الأمنية والأخلاقية في قتل ...
- مهنية فضائية سوريويو سات وانحيازية الفضائيات الآشورية
- بصراحة إن القيادة الكوردية لم تُنصف الشعب الكلداني بما يضاهي ...
- لماذا يؤيد الحزب الآشوري الكوتا المسيحية رغم رغم تناقضها مع ...
- اقباط مصر وتشكيل حزب قومي كحزب العمال الكوردستاني التركي
- أيهما اكثر تعايشاً وتسامحاً مع المسيحيين سنّة الموصل ام شيعة ...
- الأقتتال الكوردي الكوردي سيعمل على وأد التجربة الكوردية الف ...
- لماذا تريد الاستحواذ على ما ليس لك ايها الدكتور .. ؟
- اين تقف كنيستنا من المسألة القومية للامة الكلدانية ؟
- الدكتور حنين قدّو علموا شعبكم ثقافة قبول الآخر والتعايش معه
- البيشمركة يحفظون الأمن في سهل نينوى وهذه خدمة وطنية
- لكن خوض الأنتخابات بقائمتين كلدانيتين هو الخيار الأصعب
- اين النخوة والشهامة العربية يا اهل الموصل ؟
- اين يقف رابي سركيس والمجلس الشعبي من حقوق شعبنا الكلداني ؟
- لتبقى مدينة عنكاوا القلعة الحصينة للامة الكلدانية في اقليم ك ...
- نحن كلدان وسريان وآشوريون أوقفوا المتاجرة بأسمائنا رجاءً


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - ملا مصطفى البارزاني ودوره في تاريخ الشعب الكوردي في العصر الحديث