أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حبيب تومي - اقباط مصر وتشكيل حزب قومي كحزب العمال الكوردستاني التركي















المزيد.....

اقباط مصر وتشكيل حزب قومي كحزب العمال الكوردستاني التركي


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 2900 - 2010 / 1 / 27 - 16:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مسلسل الأضطهاد والقتل وتهميش الحقوق والظلم الأجتماعي والموقف الرسمي الحكومي المتفرج ، ووقوف الدولة مع القوانين السلفية القديمة الجائرة التي لا تتناسب مع لوائح حقوق الأنسان في العصر الراهن ، وغير ذلك من الأجحافات بحق الأقليات الدينية والعرقية في مصر وفي غيرها من الدول العربية والأسلامية ، كل ذلك يفرز ضرورة وحتمية انبثاق أحزاب قومية علمانية ديمقراطية تتسلح بمشروعية الدفاع عن حقوق شعبها .
طرح الفكر الأتاتوركي في تركيا على صخرة التجانس القومي ، الهوية التركية ، كبديل لتعدد الأعراق والأثنيات في هذا البلد الذي خرج مهزوماً بعد إسدال الستار عن وقائع الحرب العالمية الأولى ، فالكل هم اتراك تجمعهم قومية واحدة وهي القومية التركية وحتى الأكراد بموجب تلك الضرورة التجانسية اطلق عليهم تسمية أتراك الجبال لا اكثر . وانبثق حزب العمال الكردي التركي الذي وضع برنامجه على اساس الدفاع عن حقوق الأكراد في الدولة التركية وفي المشهد المجتمعي التركي يبدو جلياً تفاعل وتداخل وتمازج بين الأكراد والأتراك على طول البلاد وعرضها وهذا هو شـأن الأقباط المسيحيين في مصر .
مصر كانت دولة قبطية مسيحية قبل دخول الأسلام في القرن السابع الميلادي ، وعلى حين غرة بعد الفتح الإسلامي تبدلت هوية تلك الدولة من قبطية مسيحية الى عربية أسلامية ، وطال من بقي من شعبها ، الذي احتفظ بديانته الأصلية ، تطبق بحقه احكام أهل الذمة ، حيث طبقت تلك الأحكام على اليهود والمسيحيين او ( النصارى ) حسب تعبير التقليد الأسلامي لأتباع السيد المسيح .
إن تلك الأحكام تجعل من المسلم إنساناً متفوقاً على البشر ، فالمشروعية العقدية والقيمية هي للامة المسلمة فهي خير امة أخرجت للناس ، وينبغي إقصاء الأخر الذي لا يبقى امامه سوى خيارات القتال او دفع الجزية والقبول بتلك الأحكام التي تجعل منه تابع ذليل للمسلم المتفوق ، إن هذا الأطار لا زال يشكل مرجعية عريضة لعلاقة المسلمين مع بقية البشر في عالمنا المعاصر ، وهذا ما يفسر استمرار العنف في معظم مناطق تجاور المسلمين مع الأخرين ، فإن كانوا اقلية فإنهم ثائرين على الأكثرية لشعورهم بالمظلومية ، وخير مثال على ذلك انهم اعتبروا عدم موافقة السلطات السويسرية لهم ببناء المآذن على جوامعهم في هذه الدولة المسيحية هو ظلم وطغيان وتمييز عنصري ضدهم ، وعندهم تفجير الكنائس في العراق هو تسامح ديني . أما إن شكل السلمون الأكثرية فإنهم يعاملون الآخر بمنطق احكام اهل الذمة .
في مستنقع تلك الثقافة الإقصائية والتي تغذيها اوساط دينية وحكومية نافذة ، يبقي مسلسل العنف المجتمعي قائماً ومستمراً ، فالدستور الذي يقول : الأسلام دين الدولة الرسمي ، وهو مصدر اساس للتشريع ولا يجوز تشريع اي قانون يتعارض مع ثوابت احكام الأسلام ، بعد هذا التاكيد في المادة الاولى او الثانية من الدستور سيتسرب الضعف على بقية المواد امام تلك المادة التي لا تقبل الجدل او التأويل .
في هذا الوضعية تتوالى الأحداث في مصر ويطال ظلم اجتماعي وتعسف وانحياز حكومي رسمي واضح ، وشحن نفسي وتعبئة للغوغاء من قبل رجال الدين ، والنتيجة يجري تحريف الدين الأسلامي من مساره الأنساني المتسامح الى دين يدعو الى التصادم والصراع مع الآخر المختلف دينياً ، او حتى مذهبياً ، فتتولد الذرائع للأنتقام من المكون القبطي الأصيل بشتى الأشكال منها الاجتماعية وأخرى دينية وثالثة اقتصادية ...
إن عباءة الكنيسىة التي يحتمي بها الأقباط تدور في حلقة مفرغة وهي كقصة لا تنتهي من التجاوزات والأعتداءات وهتك الأعراض لتصل الى عمليات التصفية والقتل كما في نجع حمادي ، فالكنيسة رغم موقعها المقبول لدى الشعب القبطي ، فهي ليست جهة مؤهلة للخوض في الدروب الملتوية للسياسة ، إن الكنيسة محنكة في الشأن الديني واللاهوتي وليست كذلك في الألاعيب والمناورات السياسية .
بالدرجة الأولى لتحقيق المساواة والعدالة ينبغي ان يؤسس لاصدار دستور مصري علماني ديمقراطي ، إذ ليس جميع مواطنيها مسلمين لتكون شريعة الأسلام هي الفاصل بين المواطنين المختلفين في الدين ، وإن وضع الشريعة الأسلامية مصدر القوانين ، ستكون القوانين الوضعية امامها حبر على ورق ، وهذه الدساتير هي التي وضعت الأمة العربية في مشاكل مع كل الأقليات الدينية داخل هذا الوطن العربي حتى لو كانوا مواطنين اصلاء قبل وجود الأسلام كالمسيحيين الأقباط .
إن موقف الحكومة المصرية المنحاز تفضحه تصرفات اجهزتها الأمنية ففي مظاهرة امام الكاتدرائية المرقسية بالقاهرة للتنديد بالأعمال الأرهابية في نجع حمادي ، مطالبين محاسبة المسؤولين عن التقصير ، اعتقلت الشرطة المصرية في هذه المظاهرة 42 شخصاً بينهم 14 مسلماً و 28 مسيحياً .
يا لها من سلطات تعاقب الضحية وتتعاطف مع الجلاد ، هذا هو حال السلطات في كل القضايا المتعلقة بالأختلاف بين المسلمين والمسيحيين الأقباط ، بالإضافة الى ان المشهد يعكس بجلاء وجود جانب قوي مع آخر ضعيف فإن الحكومة لا تخفي انحيازها المقرف الى الطرف القوي .
سيقى المسيحيون الأقباط في مصر يتشبثون في متاهات التفسيرات الدينية المسيحية والأسلامية ، في ظل التشققات المجتمعية والعنف الديني المجتمعي الذي يحصد في مناسبات كثيرة ارواح كثير من المسيحيين واحياناً من المسلمين ايضاً . فحينما يدور الحديث حول إثبات افضلية معتقداتهم اللاهوتية ، يبقى الطريق عبارة عن قصة لا تنتهي وتبقى ابواب العنف الديني مشرعة ، وسوف لن تكون احداث نجع حمادي الدموية ، هي الأخيرة في مسلسل العنف الطائفي .
إن تعزيز مبدأ المواطنة من قبل الدولة وتشريع قوانين تحفظ كرامة الأنسان وترجمتها على الأرض هو المطلوب من الدولة المصرية .
لكن يبقى ما يترتب على الشعب المصري من الأقباط المسيحيين ، ان يكون لهم تنظيماً قومياً علمانياً ديمقراطياً خارج خيمة الكنيسة ويكون الى جانبها ، وليس لاغياً لها ، وكل منهما ينطلق باختصاصه ، فالكنيسة لها واجباتها المقدسة في زرع التفاهم والتسامح ، والحزب القومي القبطي له منهجه القومي السياسي ، وليس معنى ذلك الدعوة الى التصادم او العصيان ، إنما الأمر يدور في فضاء الممارسة السياسية الديمقراطية والحق القومي والديني للشريحة القبطية الأصيلة في تلك الأصقاع . انه العمل السياسي عبر حزب قومي ، من اجل ايصال اكبر عدد ممكن من الأقباط الى مبنى البرلمان وتسلم المناصب الحكومية الرفيعة ، وتكون تلك المناصب بموجب الأستحقاق النيابي وليس منّة يمنحها الحكم من باب الصدقات .
إن تفعيل الحقوق القومية المسيحية القبطية في الساحة المصرية هو السبيل الوحيد في خلق مفهوم للمواطنة الحقيقية في الدولة المصرية وفي المجتمع المصري وبعيداً عن مبدأ التعامل مع اهل الذمة الذي شرع قبل 14 قرناً ولم يعد ينسجم بتاتاً مع منطق العصر الراهن في حقوق الأنسان واللوائح التي تحدد تلك الحقوق .
حبيب تومي / اوسلو في 27 / 01 / 2010



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيهما اكثر تعايشاً وتسامحاً مع المسيحيين سنّة الموصل ام شيعة ...
- الأقتتال الكوردي الكوردي سيعمل على وأد التجربة الكوردية الف ...
- لماذا تريد الاستحواذ على ما ليس لك ايها الدكتور .. ؟
- اين تقف كنيستنا من المسألة القومية للامة الكلدانية ؟
- الدكتور حنين قدّو علموا شعبكم ثقافة قبول الآخر والتعايش معه
- البيشمركة يحفظون الأمن في سهل نينوى وهذه خدمة وطنية
- لكن خوض الأنتخابات بقائمتين كلدانيتين هو الخيار الأصعب
- اين النخوة والشهامة العربية يا اهل الموصل ؟
- اين يقف رابي سركيس والمجلس الشعبي من حقوق شعبنا الكلداني ؟
- لتبقى مدينة عنكاوا القلعة الحصينة للامة الكلدانية في اقليم ك ...
- نحن كلدان وسريان وآشوريون أوقفوا المتاجرة بأسمائنا رجاءً
- بين توما توماس وهرمز ملك جكو شراكة شريفة بدلاً من الوحدة الم ...
- رسالة الى الدكتور الشيخ همام حمودي رئيس لجنة صياغة التعديلات ...
- لماذا لا يجري تفعيل حقوق الشعب الكلداني في اقليم كوردستان ؟
- الراحل ناجي عقراوي صديق شعبنا الكلداني ومدافعاً عن حقوقه
- لنجمع ربع مليون توقيع لايقاف التطهير العرقي ضد المسيحيين في ...
- حوار الأديان ؟ عن اي حوار تتحدثون ايها السادة ؟
- مبروك للمجلس الشعبي مؤتمره الثاني وعسى ان يعدل ولا يفرق
- مذكرة غريبة عجيبة من 41 كاتب وأديب الى وزارة الثقافة في اقلي ...
- لماذا يسكت المسلمون والحكومة العراقية عن قتل المندائيين والم ...


المزيد.....




- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حبيب تومي - اقباط مصر وتشكيل حزب قومي كحزب العمال الكوردستاني التركي