أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حبيب تومي - لتبقى مدينة عنكاوا القلعة الحصينة للامة الكلدانية في اقليم كوردستان














المزيد.....

لتبقى مدينة عنكاوا القلعة الحصينة للامة الكلدانية في اقليم كوردستان


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 2848 - 2009 / 12 / 4 - 15:26
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


عنكاوا ، او عينكاوة كما هو مكتوب على علامات المرور في المدينة او خارجها ، هي مدينة كلدانيــة تمتاز بعراقتها وتاريخها الموغل في القدم ، زرت هذه المدينة مع وفد كبير من القوش في اواخر الخمسينات من القرن الماضي لتحية البارزانيين العائدين الى الوطن من منفاهم في الأتحاد السوفياتي السابق . يومها كان يفصل عنكاوا عن اربيل طريق ترابي طوله حوالي اربعة كيلومترات ، ويومها ايضاً كانت عنكاوا بلدة زراعية وكان شعبها يحبس انفاسه ترقباً لنزول الأمطار إذ مما يسرها كان تكّون السحب في السماء ايذاناً بوصول الغيث وهطول الأمطار التي تحمل الخير والبركة فالحقول واسعة والزراعة عماد اقتصادها .
اليوم بعد حوالي نصف قرن من السنين اضحت عنكاوا ملاصقة لمدينة اربيل وتوسعت وتنوعت مصالحها ولم تعد الزراعة عماد معيشتها في الدرجة الأولى ، فعنكاوا اليوم يتخللها التوسع العمراني ، وتزدهر فيها الحركة التجارية والسياحية وتنتشر فيها الجمعيات والمؤسسات الحكومية والأجنبية ، فكان الأقبال الكبير على شراء الأراضي الزراعية التي تحولت الى اراضي معدة للسكن ، وقد جرى توزيع الوجبة الأخيرة من هذه الأراضي قبل ايام لاهل عنكاوا ولغيرهم من المسيحيين في اقليم كوردستان .
إن هذا التوسع قد جعل من مدينة عنكاوا مدينة مفتوحة للجميع وقد يكون في ذلك جانب إيجابي من حيث ازدهار الأقتصاد ، لكن هذا الأنفتاح لا يخلو من جوانب سلبية ، فمنهم من يقول ان عينكاوا قد فقدت أراضيها ، ولم يبق شئ للاجيال القادمة ، كما ان عنكاوا تفقد بعض خصوصيتها في هويتها الكلدانيــــــة جراء هذا التوسع وهذا الأنفتاح . في كل الأحوال لا نستطيع ان نخرج من واقع الحال الذي خيم على هذه المدينة .
بعد هجرة المسيحيين من مدن العراق بعد ان طالهم العنف الدموي وعمليات الخطف والأبتزاز ، كانت مدينة عنكاوا واحدة من المحطات التي استقر فيها كثير من هؤلاء المسيحيين ، فالبلدة لغتها كلدانيــــة فالقادم اليها لا تعترضه صعوبة في التفاهم إن اراد الأستقرار او العمل او مزاولة عمل تجاري او صناعي او سياحي . كما ان قوانين اقليم كوردستان التي تتسم بالعلمانية والديمقراطية قد ساعدت في جذب هؤلاء المهاجرين الذين لا يرومون ترك الوطن ، فاستقر في عنكاوا اعداد كبيرة من المسيحيين الذين تقطعت بهم السبل ووجدوا في هذه المدينة الترحاب وأسباب المعيشة إضافة الى قوانين حكومية سهلة وبعيدة عن الروتين والتعقيد .
في ظل هذه الظروف المؤاتية والقوانين والتسامح والتعايش المجتمعي الذي يسود اقليم كوردستان باتت مدينة عنكاوا تحتل مكانة متقدمة بين مدننا وقرانا في جذب اعداد كبيرة من ابناء شعبنا من الكلدان والسريان والآشوريين والأرمن للسكن والأستقرار في هذه المدينة ، فأولاً توفر فرص العمل ، وثانياً كانت ثمة قوانين مسامحة وسهلة لحرية العمل وحرية التملك . والى جانب ذلك يمكن الأستشراف على حالة أخرى وهي انتشار منظمات المجتمع المدني في هذه المدينة إضافة الى مقرات لمختلف الأحزاب السياسية لشعبنا وانعقاد الندوات والمؤتمرات ، فكان لعنكاوا الدور الريادي ليس في الأقتصاد والمال فحسب بل في مجال السياسة والثقافة وغيرها .
وبذلك امست عنكاوا قبلة تجذب المسيحيين اليها ، ولا زالت الى اليوم ، وهنالك حالة مهمة يمكن تشخيصها في مدينة عنكاوا وهي ضعف الهجرة منها الى الخارج بعكس المدن الكلدانيـــــة الأخرى التي يستفحل في اوصالها نزيف الهجرة ومنها كمثل غير حصري القوش وتللسقف . فعنكاوا تبدو مستقرة الى حد ما من هذه الناحية ، وربما هذا الأستقرار هو النتيجة الطبيعية للاوضاع التي تسود اقليم كوردستان من ناحية الأسقرار السياسي والتعايش المجتمعي وسيادة القانون .
إن حكومة اقليم كوردستان معنية بتعزيز مكانة هذه المدينة وبلورة دورها في جعلها عاصمة للمسيحيين ، إن صح التعبير ، في اقليم كوردستان ، فهي مؤهلة لان تلعب هذا الدور بفضل إمكانياتها المادية والثقافية والسياسية والبشرية .
هنالك ضغوط لتغيير هوية عنكاوا الكلدانيــــــة ، وتلك الضغوط تندرج في المساعي غير الحميدة التي تعمل على القضاء على الكنيسة الكلدانية عموماً ، وكذلك على طمس الهوية الكلدانية ، وهذا امر مؤسف ان يعمل في هذا الأتجاه لفيف من ابناء شعبنا الكلداني . وحين إنشاء فضائية عشتار كنا نتأمل ان تكون هذه الفضائية عاملاً إعلامياً معاصراً يعكس تطلعات شعبنا في السياسة والأدب واللغة والتراث ، لكن هذه الفضائية اختارت جانب الأنحياز لمكون واحد من شعبنا وهو المكون الآشوري وعملت بشكل علني على طمس الهوية القومية لشعبنا الكلداني ، ونحن نشاهد مدى تغطية هذه الفضائية للمؤتمر الثاني للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري المنعقد حالياً في عنكاوا ، في حين اهملت تغطية بل لم تحضر إطلاقاً للمؤتمر الثاني للمجلس القومي الكلداني في عنكاوا مما يدحض مصداقية هذه الفضائية ويعكس انحيازها الكامل الى جهة واحدة .
نحن نتطلع الى مدينة عنكاوا الكلدانيــــة لتكون رمزاً لشعبنا المسيحي بشكل عام ولأمتنا الكلدانيــة بشكل خاص وهي مؤهلة لان تلعب هذا الدور ، ونتمنى ان تقوم حكومة اقليم كوردستان بتعزيز مكانة هذه المدينة وجعلها عاصمة للمسيحيين في اقليم كوردستان بشكل عام .



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن كلدان وسريان وآشوريون أوقفوا المتاجرة بأسمائنا رجاءً
- بين توما توماس وهرمز ملك جكو شراكة شريفة بدلاً من الوحدة الم ...
- رسالة الى الدكتور الشيخ همام حمودي رئيس لجنة صياغة التعديلات ...
- لماذا لا يجري تفعيل حقوق الشعب الكلداني في اقليم كوردستان ؟
- الراحل ناجي عقراوي صديق شعبنا الكلداني ومدافعاً عن حقوقه
- لنجمع ربع مليون توقيع لايقاف التطهير العرقي ضد المسيحيين في ...
- حوار الأديان ؟ عن اي حوار تتحدثون ايها السادة ؟
- مبروك للمجلس الشعبي مؤتمره الثاني وعسى ان يعدل ولا يفرق
- مذكرة غريبة عجيبة من 41 كاتب وأديب الى وزارة الثقافة في اقلي ...
- لماذا يسكت المسلمون والحكومة العراقية عن قتل المندائيين والم ...
- مشروع القرش الكلداني كفيل بحل الكثير من مشاكل شعبنا الكلداني
- الحوار الديمقراطي بين نينوى المتآخية وقائمة الحدباء ضرورة وط ...
- شهداء صوريا علامة مضيئة في النضال المشترك للشعبين الكوردي وا ...
- بعض مواقع شعبنا الألكترونية وسياسة تكميم الأفواه المعارضة
- اين الحكمة في وضع الأكراد في دائرة الأعداء وهم اصدقاء لشعبنا ...
- نحن الكلدانيون علينا مراجعة النفس قبل رشق الآخرين بحجارة
- الاربعاء الدامي رسالة سياسية للحكومة العراقية عبر المفخخات
- اخي العزيز .. لماذا تتهجم على حبيب تومي وانت لا تقرأ ما يكتب ...
- بسم الأب والأبن والروح القدس .. هل الواو هنا مفرقة ام جامعة ...
- حرب التسميات بين ابناء شعبنا من اختراع الأحزاب الآشورية حصري ...


المزيد.....




- مصر.. صورة دبابة ميركافا إسرائيلية بزيارة السيسي الكلية العس ...
- ماذا سيناقش بلينكن في السعودية خلال زيارته الاثنين؟.. الخارج ...
- الدفاعات الروسية تسقط 17 مسيرة أوكرانية جنوب غربي روسيا
- مسؤولون في الخارجية الأمريكية يقولون إن إسرائيل قد تكون انته ...
- صحيفة هندية تلقي الضوء على انسحاب -أبرامز- الأمريكية من أمام ...
- غارات إسرائيلية ليلا على بلدتي الزوايدة والمغراقة وسط قطاع غ ...
- قتلى وجرحى جراء إعصار عنيف اجتاح جنوب الصين وتساقط حبات برد ...
- نصيحة من ذهب: إغلاق -البلوتوث- و-الواي فاي- أحيانا يجنبك الو ...
- 2024.. عام مزدحم بالانتخابات في أفريقيا
- الأردن.. عيد ميلاد الأميرة رجوة وكم بلغت من العمر يثير تفاعل ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حبيب تومي - لتبقى مدينة عنكاوا القلعة الحصينة للامة الكلدانية في اقليم كوردستان