أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - شهداء صوريا علامة مضيئة في النضال المشترك للشعبين الكوردي والكلداني














المزيد.....

شهداء صوريا علامة مضيئة في النضال المشترك للشعبين الكوردي والكلداني


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 2769 - 2009 / 9 / 14 - 16:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


((( ما حل بكل من دكان وصوريا يعيد الى الذهن الفظائع التي ارتكبها النازيون في الحرب العالمية الثانية . وستبقى هاتان القريتان الضحيتان خالدتين في ضمير الشعب الكوردي وستحتلان في جبين نضاله رصيعته الكبرى الى الأبد ))) .مسعود البارزاني : "(البارزاني والحركة التحررية الكوردية ج3 ص215) "
هذا ما سطره الأستاذ مسعود البارزاني ولكن لكي تكتمل الصورة امامنا لا بد من العودة الى الماضي التاريخي ليكون لنا تصور عن مكانة الشعب الكلداني ومساهماته في التاريخ العراقي بشكل فعال والى
اليوم .
اجل ان شعبنا الكلداني قطن هذه الديار منذ سحيق الأزمنة وبنى وساهم ببناء حضارات راقية في وقت كانت البشرية غارقة في غياهب الجهل والظلام ، وبهذا الصدد نقتبس شئ عما يكتبه وول ديوارنت في قصة الحضارة يقول :
(( ما من احد ينظر الآن الى موقع مدينة بابل القديمة ويخطر بباله ان هذه البطاح الموحشة .. كانت من قبل موطن حضارة غنية كادت تكون هي الخالقة لعلم الفلك ، وكان لها فضل كبير في تقدم الطب ، وأنشأت علم اللغة ، واعدت اول كتب القانون الكبرى ، وعلمت اليونان مبادئ الحساب وعلم الطبيعة والفلسفة ، وأمدت اليهود بالأساطير القديمة التي اورثوها الى العالم .. )) اجل هذا هو تاريخ شعبنا الكلداني منذ اقدم العصور .
المتتبع لمسيرة شعبنا الكلداني سيلاحظ محطات الزمن القاسي وتواتره على هذا الشعب ، فبعد ان اختار هذا القوم المسيحية ديناً لهم توالت عليهم الأضطهادات فقدم قوافل الشهداء ، ويمكن الأطلاع عليها بإسهاب في كتاب شهداء المشرق لأدي شير .
ولكن علينا متابعة هذه المحطات في الراهن وسنلاحظ ان المشهد يظهر مساهمة شعبنا الكلداني بدأب ومثابرة في المسيرة العراقية منذ انبثاق الدولة العراقية الحديثة ، فعلى النطاق السياسي ، ساهم شعبنا بالأنخراط في الأحزاب الموالية للحكومات ومنها الأحزاب المعارضة وأخرى سرية وممنوعة من العمل وكان لشخصيات كلدانية حضور واضح في هذه المسيرة منهم يوسف غنيمة الذي تسلم مراكز مرموقة في الدولة العراقية ، وفي الأحزاب السرية كان يوسف سلمان يوسف المعروف باسم فهد وهو من شعبنا الكلداني وهو مؤسس الحزب الشيوعي سنة 1934 م .
لقد قدم الكلدانيون شهداء ابرار نتيجة مساهماتهم في مقاومة الحكومات المستبدة ، ولسنا في صدد ذكر القائمة الطويلة من قوافل الشهداء إن كان في النضال الداخلي او في الدفاع عن العراق .
ولعل مساهمة شعبنا في الثورة الكردية واحدة من محطات وقوفه الى جانب القوى الوطنية والقوميات العراقية للحصول على حقوقها وكانت الثورة الكردية تقدر تضحية شعبنا الكلـــداني ونحن نتذكر الكاهــن الكلــــداني بولص بيداري الذي كان يمثل مسيحيي كوردستان في مجلس قيادة الثورة الكوردستاني .
لكن ينبغي الأقرار بصراحة : بأن شعبنا الكلداني اليوم يشعر بغبن لعدم تمثيله وقواه القومية الكلدانية وبشكل صريح في حكومة اقليم كوردستان ، وينبغي على القيادة الكردية ان تذكر نضال الشعب الكلداني ومساهمته في الثورة الكوردية ولعل قرية صوريا كانت واحدة من اشكال التضحية الكبيرة في مسيرة الثورة الكردية إذ يقول الأستاذ مسعود البارزاني :
( يوم 15 ايلول 1969 انفجر لغم تحت سيارة عسكرية بالقرب من قرية صوريا ..
في اليوم التالي تقدم فوج نحو القرية ولم يكن لاهاليها العزل البسطاء فكرة او صلة بعيدة او قريبة باللغم ولم يبدر منهم اي عمل ضد النظام . كما لم تكن لديهم اي فكرة عما سيحل بهم حتى ان مختار القرية الذي يدعى مروكي خرج هو وكاهن القرية لاستقبال الجيش ليواجها رشقة من من الرصاص قضت عليهما . ويضيف البارزاني :
دخلت فصيلة من الجيش بقيادة الملازم الأول عبد الكريم الجحيشي وفتكوا بتسعة وثلاثين من اهل القرية بينهم عشورن من النساء والأطفال وبعدد مماثل من الجرحى ).
بمتابعتنا لمسيرة شعبنا الكلداني ستصادفنا صروف الزمن القاسي الذي احاط به بعد نيسان 2003 فالتاريخ يعيد نفسه ففي القرن الرابع عشر الميلادي إذ كانت الهجمة على ابناء شعبنا في مدن العراق على يد قوات تيمورلنك الغازية ، ووجد شعبنا في ذرى جبال كوردستان المعاقل الحامية لوجوده ، فاليوم يتعرض شعبنا الكلداني الى هجمات ارهابية من قتل وخطف وابتزاز وتشريد .. وهكذا لم يبق امام شعبنا الكلداني وكل المسيحيين سوى ترك بيوتم وحلالهم والهجرة الى البلدان التي تحترم كرامة الأنسان والى كوردستان التي رحبت بالأقليات الدينية التي طالتها عمليات العنف الدموي .
لقد قدم شعبنا قافلة طويلة من الشهداء على ارض العراق في هذه السنين بعد 2003 وليس هذا فحسب بل طال شعبنا الكلداني التهميش السياسي على الساحة السياسية العراقية وهنالك محاولات غير بريئة بألغائه من الخارطة القومية العراقية ، ولقد كانت البداية في اقليم كوردستان مع الأسف حيث الغي اسم القومية الكلدانية من الدستور الكردستاني وهذا مخالف لما ورد في الدستور العراقي الأتحادي ، ونحن بهذه المناسبة نناشد القيادة الكردية ان تضع نصب اعينها مصلحة الشعب الكلداني القومية والسياسية وان تكافئة بما يستحقه ومكانته النضالية إن كان على نطاق الساحة السياسية العراقية او على نطاق اقليم كوردستان الذي ينتهج منهجاً واضحاً في تطبيق الديمقراطية ومبادئ حقوق الأنسان وحقوق الأقليات وفي مقدمتها ينبغي إنصاف شعبنا الكلداني بما يستحقه ومقدار تضحياته الجسيمة .
المجلد والخلود لشهداء مجزرة صوريا ولكل شهداء الوطن العراقي .
حبيب تومي / اوسلو في 13 / 09 / 2009





#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعض مواقع شعبنا الألكترونية وسياسة تكميم الأفواه المعارضة
- اين الحكمة في وضع الأكراد في دائرة الأعداء وهم اصدقاء لشعبنا ...
- نحن الكلدانيون علينا مراجعة النفس قبل رشق الآخرين بحجارة
- الاربعاء الدامي رسالة سياسية للحكومة العراقية عبر المفخخات
- اخي العزيز .. لماذا تتهجم على حبيب تومي وانت لا تقرأ ما يكتب ...
- بسم الأب والأبن والروح القدس .. هل الواو هنا مفرقة ام جامعة ...
- حرب التسميات بين ابناء شعبنا من اختراع الأحزاب الآشورية حصري ...
- الاحزاب الآشورية في حلف غير مقدس لمنع أي حزب كلداني من الفوز
- لا لحماقة المواجهة بين الجيش العراقي والبيشمركَة
- فضائية عشتار قناة بروباكندا لقائمة حزب واحد يفقدها المصداقية
- نحن شعب واحد وقومية واحدة وهي القومية الكلدانية
- الشعب الكلداني في العراق تفجّر كنائسه والحكومة نائمة
- الى دعاة الوحدة القومية هلموا نستجيب للدعوة الكريمة للاب الب ...
- الأستاذ آغا جان وسياسة الجزرة والعصا مع الشعب الكلداني
- الأحزاب الآشورية تهيمن على حصة المسيحيين من الثروة والوظائف
- حملكتم الظالمة على الكلدانيين لا توحد الصفوف
- اين يقف المنبر الديمقراطي الكلداني من المعادلة السياسية لشعب ...
- خطاب مفتوح الى رئيس وزراء اقليم كردستان الأستاذ نيجرفان البا ...
- رسالة مفتوحة الى البرلمان الكوردستاني
- سيبقى عمو بابا حمامة للسلام في سماء الوطن العراقي


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - شهداء صوريا علامة مضيئة في النضال المشترك للشعبين الكوردي والكلداني