أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - الحوار الديمقراطي بين نينوى المتآخية وقائمة الحدباء ضرورة وطنية ملحة















المزيد.....

الحوار الديمقراطي بين نينوى المتآخية وقائمة الحدباء ضرورة وطنية ملحة


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 2771 - 2009 / 9 / 16 - 08:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من لأخطاء المميتة التي ارتكبت بعد نيسان 2003 كان تقسيم العراق على اساس طائفي ، ومنها كانت المحاصصة الطائفية التي مزقت اوصال المجتمع العراقي وجعلت من السني يفتك بجاره الشيعي ، والعربي ينتقم من جاره الكردي والمسلم يرهب ويغتال ويخطف ويفجر كنيسة جاره المسيحي ، وكانت النتيجة الحتمية ان يحاول كل فريق الحصول على اكبر قطعة من الكعكة له شخصياً ولحزبه الطائفي ولم يدخل في حسابه ما للمصلحة الوطنية العراقية اي اعتبار يذكر ، وهي تأتي في نهاية القائمة في تصنيف المهم والأهم .
واحدة من افرازات ذلك التقسيم هو تحول المدينة الواحدة او المنطقة الواحدة الى مناطق مقفولة لهذه الشريحة الطائفية او تلك إن كانت دينية او قومية او مذهبية .
كانت المناطق المختلطة إن كان دينياً او قومياً او مذهبياً من اشد المناطق التي طالها العنف المجتمعي وتحت شتى تسميات التقسيم ، والحكومة لم تفلح بأي شكل من الأشكال من بناء جسور الثقة بين هذه المكونات ، والسبب بسيط جداً لان التكوين الحكومي بل بناء الدولة العراقية اصبح مبنياً على اساس المحاصصة الطائفية والمجاملات والترضية ، ولهذا كانت كل الأجهزة الحكومية مخترقة ومظاهر الفساد المالي والأداري متفشية والحكومة لا تريد ان تفقد موقعاً من مواقعها فتبقى عاجزة لانها لا تريد ان تغضب هذا الطرف او ذاك مهما ارتكب من اخطاء .
من جملة القضايا التي بقيت عالقة هو المناطق المتنازع عليها وهي المدن والبلدات التي يدخل في تكوينها التنوع القومي للعرب والأكراد بشكل رئيسي وياتي في مقدمتها مدينة كركوك ثم مدينة الموصل وما يحيط بها من اثنيات وقوميات وأديان .
عن موضوعنا في مدينة الموصل يلاحظ متابع المشهد من خارج المنطقة انها قطيعة حقيقية بين القوتين المؤثرتين في المعادلة السياسية وهي قائمة الحدباء التي فازت بالأكثرية في الأنتخابات المحلية التي جرت نهاية كانون الثاني الماضي ثم قائمة نينوى المتآخية التي فازت بحوالي ثلث المقاعد ، إن هذا الواقع ينبغي اخذه بنظر الأعتبار دون إغفال التركيبة السكانية المتنوعة في القومية والدين والمذهب . فلا يمكن تهميش هذا الواقع وتجاوزه في حالة الرغبة الحقيقية لتأسيس ارضية مشتركة تراعي مصلحة الجميع في كل الميادين .
إن مدينة الموصل ومحافظة نينوى بشكل عام تعتبر من المناطق الساخنة في العراق ، وهي مرشحة في اية لحظة ان تتصاعد تلك السخونة وتؤدي الى اندلاع الحريق الذي يأتي على الأخضر واليابس . ومن المؤكد ان كل فريق يحاول بطريقته الخاصة ان يبرر موقفه لكن في كل الأحوال ينبغي ان يكون الحوار وتبادل وجهات النظر ومراعاة مصلحة كل الأطراف هي اللغة السائدة بين اقطاب المعادلة ، فهنالك نقطة الوسط الذهبية التي ينبغي التوجه نحوها بشئ من التضحية ونكران الذات .
إن مدينة الموصل جغرافياً متآخمة لواقع سكاني أقلوي ، وهذا الواقع كان سائداً عبر التاريخ وسيبقى قائماً في المستقبل فلا مناص من أيجاد اللغة المشتركة بغية التفاهم والتعايش . إن موصل تعتز بهويتها العربية ، كما ان الكردي يتعز بهويته الكردية وهكذا الكلداني والتركماني وغيرهم من المكونات ، لكن وضع مصلحة العراق الوطنية ينبغي ان تكون فوق كل الأعتبارات .
كانت شعار قائمة الحدباء الوطنية يقول : نينوى سلة خبز العراق وسنعيدها كما كانت بإذن الله .
وأنا اسال هذه القائمة التي فازت في الأنتخابات .
كيف ستعيدون مجد هذه المحافظة في توفير الخبز للعراق ، إذا كان ابن هذه المحافظة لا يستطيع دخول مدينة الموصل وهي مركز محافظة نينوى ؟
إن ابناء الموصل من العرب ينبغي عليهم النظر على المكونات السكانية من الأقليات العرقية والدينية بعيون عراقية محضة وبموجب قوانين المواطنة من الدرجة الأولى وليس بمنظار الى ما يعرف بأهل الذمة لغير المسلمين .
إنه عصر حقوق الأنسان بشكل عام ، بما تمليه قوانين ومواثيق ولوائح حقوق الأنسان وحقوق الأقليات ، ومن هذا المنطلق ينبغي ان تكون علاقة اهل الموصل وأحزابها السياسية مع المكونات العراقية التي تشاركها الجغرافية والتاريخ والسوسيولوجيا ، إن كانوا من الأكراد او التركمان او الكلدان او الآشوريين او الأرمن او اليزيدية او المسيحيين او الشبك او اي مكون آخر من الأطياف العراقية الجميلة التي تتكون منها مدينة الموصل ومحافظة بينوى بشكل عام .
كيف تكون محافظة نينوى سلة الخبز العراقية إذا كانت مقسمة ولا يستطيع اليزيدي الذهاب الى الموصل لمراجعة الطبيب ولا يستطيع الألقوشي والتلكيفي من صرف ما ينتجه من البرغل والحبية في علاوي الموصل ؟ وهكذا كل الشبكة الأقتصادية والأجتماعية والثقافية ينبغي ان تكون هذه المدن مفتوحة لكل المكونات .
لقد سمعنا تصريحات من بعض الأوساط الكردية في تشكيل محافظة موازية لمركز مدينة الموصل في المدن والقصبات التي فيها اكثرية كوردية ، إن هذه الطروحات وغيرها تأتي كردود فعل نتيجة التهميش وتجاوز الواقع الديمغرافي لمحافظة نينوى عموماً . فلا مناص من وضع مصلحة الوطن العراقي نصب اعيننا لكي نخرج بنتيجة وسطية تراعي مصلحة الجميع .
ويشعر كل كيان وكل مكون بأن هذه أرضه وهي مشتركة بينه وبين ابناء وطنه العراقي من الأكراد والعرب والكلدان والسريان والأرمن والآشوريون واليزيدية والشبك ، هذا هو الواقع وينبغي على الكل النظر على هذا الواقع بشكل موضوعي لكي يعيش الجميع بوئام وتفاهم ، وبالرغم ان القوى الكردية تتحمل شئ من المسؤولية لكن هذه المسؤولية يتحملها بشكل حاسم ومؤثر قائمة الحدباء الوطنية التي تمسك بيدها الكثير من مفاتيح لحل كل المشاكل المتعلقة في مدينة الموصل وفي محافظة نينوى عموماً والتي يقطنها اطياف عراقية اصيلة .
ان بناء جسور الثقة بين الأطراف سيكون له مردود كبير على حل كل القضايا العالقة ، وانتشار الأمن والأستقرار في مدينة الموصل وشعور الأقليات ، لا سيما المسيحيين منهم بالأمان في هذه المدينة وسيكون هذا جزء من الحل وبعث الثقة المتبادلة بين الأطراف ، وإلا كيف نمد جسور الثقة إذا كان اي شخص من اقليات اطراف الموصل لا يستطيع دخولها بقصد العلاج او الدراسة او الأتجار ؟
حينما كنت في العراق وفي محافظة دهوك سألت واحداً من التجار من اين يحصل على بضاعته ، فأخبرني انه يتاجر مع الموصل لكن تتم عملية المتاجرة عبر الهاتف فهو لا تخاطر بالخول الى هذه المدينة ، فهل هذه وسيلة لبعث الثقة ؟
إن مدينة الموصل ينبغي ان تكون مفتوحة امام جميع مكوناتها لكي تكون محافظة نينوى سلة خبز العراق بشكل واقعي وليس عبر الشعارت فحسب .
حبيب تومي / اوسلو 16 / 09 / 2009



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهداء صوريا علامة مضيئة في النضال المشترك للشعبين الكوردي وا ...
- بعض مواقع شعبنا الألكترونية وسياسة تكميم الأفواه المعارضة
- اين الحكمة في وضع الأكراد في دائرة الأعداء وهم اصدقاء لشعبنا ...
- نحن الكلدانيون علينا مراجعة النفس قبل رشق الآخرين بحجارة
- الاربعاء الدامي رسالة سياسية للحكومة العراقية عبر المفخخات
- اخي العزيز .. لماذا تتهجم على حبيب تومي وانت لا تقرأ ما يكتب ...
- بسم الأب والأبن والروح القدس .. هل الواو هنا مفرقة ام جامعة ...
- حرب التسميات بين ابناء شعبنا من اختراع الأحزاب الآشورية حصري ...
- الاحزاب الآشورية في حلف غير مقدس لمنع أي حزب كلداني من الفوز
- لا لحماقة المواجهة بين الجيش العراقي والبيشمركَة
- فضائية عشتار قناة بروباكندا لقائمة حزب واحد يفقدها المصداقية
- نحن شعب واحد وقومية واحدة وهي القومية الكلدانية
- الشعب الكلداني في العراق تفجّر كنائسه والحكومة نائمة
- الى دعاة الوحدة القومية هلموا نستجيب للدعوة الكريمة للاب الب ...
- الأستاذ آغا جان وسياسة الجزرة والعصا مع الشعب الكلداني
- الأحزاب الآشورية تهيمن على حصة المسيحيين من الثروة والوظائف
- حملكتم الظالمة على الكلدانيين لا توحد الصفوف
- اين يقف المنبر الديمقراطي الكلداني من المعادلة السياسية لشعب ...
- خطاب مفتوح الى رئيس وزراء اقليم كردستان الأستاذ نيجرفان البا ...
- رسالة مفتوحة الى البرلمان الكوردستاني


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - الحوار الديمقراطي بين نينوى المتآخية وقائمة الحدباء ضرورة وطنية ملحة