|
العراقي بين وعود السفارة العراقية في النرويج والورقة البيضاء من السفارة العراقية في السويد
حبيب تومي
الحوار المتمدن-العدد: 2939 - 2010 / 3 / 9 - 15:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في النرويج أذا لم اكن مخطئاً في تقديراتي فإنها السنة الثالثة التي نسمع عن فتح سفارة عراقية في النرويج ، وحينما قدم الأستاذ فاضل العزاوي وهو القائم بالأعمال استبشرنا خيراً وأبدى الرجل استعداده للتعاون وخدمة الجالية ، وكان حضوره الدائم في المناسبات يدفعنا الى التفاؤل والى مسح الأفكار القديمة عن السفارات العراقية في الخارج التي كانت ترصد تحركات العراقيين وتراقبهم بدلاً من رصد مشاكلهم ومعاناتهم ، ولكن ما دام واجبنا هو تشخيص السلبيات ، حسب رؤيتنا ، فلا بد ان نعبر عنها بصراحة وبعيداً عن العلاقات الشخصية ، وهذا ما يصب في المصلحة العامة التي نزعم جميعنا بالدفاع عنها . إن وعود القائم بالأعمال بفتح السفارة وبشكل خاص الأعمال القنصلية التي تمس حياة المواطن لم تتحقق الى اليوم ، وبقيت مشاكلنا قائمة لحد هذه اللحظة . الأنتخابات ثمة مسالة مهمة اخرى وهي فتح مركز انتخابي في النرويج فقد اهمل حق آلاف المواطنين العراقيين في هذه الدولة ولم يستجاب لطلبهم من قبل المفوضية العليا للانتخابات ، وهذا مما دفع الألاف الى الأحجام عن التصريت لصعوبة السفر الى السويد وحتى هذه المفوضية لم توافق على فتح مركز انتخابي قريب من الحدود ، فكانت معاناة كثيرة لمن تجشم عناء السفر الطويل الى هناك وكاتب هذه السطور واحداً منهم . سافرنا الى الى مدينة يوتوبوري وتبتعد حوالي أربعة ساعات بسيارة الباص ، وهنالك مكثنا واقفين على الجليد وتحت حوالي 5 درجة مؤية تحت الصفر ، لكن المفاجأة الأخرى كانت الفوضى الضاربة اطنابها في وضع نظام بسيط سلس لمرور الناخبين ، فقد شاهدنا ان المعرفة والصداقة الحزبية وغيرها تلعب دورها في إدخال الناخبين ، وشاهدنا التدافع وبكاء وعويل الأطفال ، فمن له ( واسطة ) لا ينتظر سوى خمس او عشر دقائق ويصوت قبل الذي انتظر اكثر من خمس ساعات فوق طبقة من الجليد ، ومن جملة ما رأيت ان مراقباً يعطي ( الباج ) لاحد معارفه ويدخل ويصوت ثم يستلمه منه بعد خروجه ، وغير ذلك من الأساليب ، والمفوضية كان يجب ان تفكر وتخصص من يرتب الدخول بنظام وطرق حضارية والأمر لم يكن صعباً بوجود تلك القوة من الشرطة السويدية ، ولابد من الأشارة ان البعض امتنع عن التصويت وعاد الى النرويج بدون إدلاء بأصواتهم وذلك احتجاجاً على تلك الحالة المزرية . ونحن كنا في المركز الانتخابي الأول في انكرد وأخبروني ان المركز الثاني في في مركز المدينة لم يكن اقل فوضوية من المركز الأول . وقال بعضهم ان المركز الأنتخابي في انكرد شغل فقط خمس غرف من اصل سبعة غرف متوفرة ، ولم تشغل الغرفتين إلا بعد الثالثة والنصف مساءً . عموماً لم يكن اي مراعاة للمواطن في تلك المراكز . يجب ان أشير الى حالة ايجابية وهي مراقبة الهويات وإثبات عراقية الناخب ، فنحن نعلم وجود الفلسطيني والأيراني والسوري والجزائري وغيرهم من الجنسيات يتقمصون الهوية العراقية بقصد الحصول على اللجوء فكانت المراقبة في محلها ، ولكن هل نجحت تلك المراقبة ؟ السفارة العراقية في السويد اعود الى موضوع معاناة العراقي بين السفارتين . سافرت في اواسط شباط المنصرم الى ستوكهولم وكنت اطمح في منح وكالة لواحداً من اقاربي لينوب عني في بعض المعاملات في العراق ، وقد رافقني احد اصدقائي الى السفارة وهو الصديق الوفي حميد ابو آزاد ، وقال ان المسألة بسيطة ويوم الخميس محدد لمثل هذه المعاملة وفعلاً كان يوم الخميس المصادف 11 / 2 / 2010 واستبشرت خيراً لان التفاؤل غالباً ما يودعني حين الدخول الى دائرة حكومية . وبعد ان وصلنا الى السفارة ، وأردت الدخول اوقفني شاب في الممر يسألني عن سبب دخولي ، أخبرته بأنني اريد ان اعطي وكالة لواحداً من اقربائي في العراق . فقال لي : تحتاج الى جواز سفر وصورتين وهوية الأحوال المدنية وشهادة الجنسية العراقية ونسخة من صورة للوكيل الذي توكله . فسألته عن مغزى صورة الوكيل وهو الذي سيحضر في المعاملة مع وثائقه ، فقال هذه التعليمات ولا مجال للاطالة ، وقلت له : حسناً هل بإمكاني ان اقابل مسؤلاً في السفارة ؟ فقال هل تريد ان تقابل السفير ؟ وهنا سرحت في افكاري فقلت انت دائماً متشائم يا حبيب تومي ها هي مشكلتك قد حلت ، فأنا اعرف السفير شخصياً وهو إنسان يقدّر الأمور ، ولا بد ان يحل المسألة وهي بسيطة جداً لا تحتاج الى اي تعقيد . فقلت للشاب الذي اوقفني في الممر ولم يسمح لي بالدخول : نعم اريد ان اقابل السفير ولي معرفة شخصية به حيث التقيت معه في مناسبات كثيرة ، لكن الرجل اجابني بأن السفير غير موجود ، ولكن لكي يمنحني جرعة من الأمل قال لي : هل ترغب بمقابلة القنصل ؟ قلت نعم ( بارك الله بيك خليني ) اقابل القنصل لانني جئت من اوسلو وهي تبتعد 8 ساعات بالباص ، ولا يمكن ان ارجع 8 ساعات اخرى وأنا خالي الوفاض . وهنا مد الرجل يده على أحدى الجرار في ((((( الممر ))))) وأخرج ورقة بيضاء قائلاً : تفضل أكتب عريضة للقنصل لكي تقابله فإن وافق يمكنك مقابلته ، وإلا .... فأخذت الورقة البيضاء من المسؤول الأول في السفارة الذي لم يسمح لي باجتياز الممر ، لكنه سهل امري بإعطائي ورقة بيضاء وربما يعتقد الرجل ان العودة بطريق 16 ساعة سفر بورقة بيضاء افضل من العودة خال الوفاض او كما يقولون عاد بخفي حنين . نأمل ان تدرك سفاراتنا في الخارج مسؤولياتها امام المواطن وتحترم آديميته كإنسان لا اكثر . اضع هذه المعاناة امام الأستاذ الدكتور احمد بامرني سفير العراق في السويد والأستاذ فاضل العزاوي القائم بالأعمال في النرويج . حبيب تومي / اوسلو في 8 / 03 / 2010
#حبيب_تومي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأتحاد العالمي للادباء والكتاب الكلدان يقف مع القائمتين الك
...
-
اليس من المخجل ان يقف المالكي وحكومته متفرجين على دراما قتل
...
-
المالكي والنجيفي يتحملان المسؤولية الأمنية والأخلاقية في قتل
...
-
مهنية فضائية سوريويو سات وانحيازية الفضائيات الآشورية
-
بصراحة إن القيادة الكوردية لم تُنصف الشعب الكلداني بما يضاهي
...
-
لماذا يؤيد الحزب الآشوري الكوتا المسيحية رغم رغم تناقضها مع
...
-
اقباط مصر وتشكيل حزب قومي كحزب العمال الكوردستاني التركي
-
أيهما اكثر تعايشاً وتسامحاً مع المسيحيين سنّة الموصل ام شيعة
...
-
الأقتتال الكوردي الكوردي سيعمل على وأد التجربة الكوردية الف
...
-
لماذا تريد الاستحواذ على ما ليس لك ايها الدكتور .. ؟
-
اين تقف كنيستنا من المسألة القومية للامة الكلدانية ؟
-
الدكتور حنين قدّو علموا شعبكم ثقافة قبول الآخر والتعايش معه
-
البيشمركة يحفظون الأمن في سهل نينوى وهذه خدمة وطنية
-
لكن خوض الأنتخابات بقائمتين كلدانيتين هو الخيار الأصعب
-
اين النخوة والشهامة العربية يا اهل الموصل ؟
-
اين يقف رابي سركيس والمجلس الشعبي من حقوق شعبنا الكلداني ؟
-
لتبقى مدينة عنكاوا القلعة الحصينة للامة الكلدانية في اقليم ك
...
-
نحن كلدان وسريان وآشوريون أوقفوا المتاجرة بأسمائنا رجاءً
-
بين توما توماس وهرمز ملك جكو شراكة شريفة بدلاً من الوحدة الم
...
-
رسالة الى الدكتور الشيخ همام حمودي رئيس لجنة صياغة التعديلات
...
المزيد.....
-
فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك
...
-
إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب
...
-
بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ
...
-
قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN
...
-
قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان
...
-
فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا
...
-
ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة
...
-
لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا
...
-
بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف
...
-
إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|