أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حبيب تومي - طلبة بغديدا في القلب والبركة بوحدتهم وقوة إرادتهم ولا لتسييس معاناتهم














المزيد.....

طلبة بغديدا في القلب والبركة بوحدتهم وقوة إرادتهم ولا لتسييس معاناتهم


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 3004 - 2010 / 5 / 14 - 13:28
المحور: حقوق الانسان
    


بغديدا / قره قوش ، المدينة التي تتعطر دروبها بعبق التاريخ وتزهو بتراثها وملابسها وكنائسها وتاريخها ، ومع الصباحات يبزغ نور الشمس على حقولها ، وتصدح حناجر فتيانها وصباياها في ترانيم وصلوات ملائكية في اروقة الكنائس ، وهنالك حيث الحقول المترامية الخضراء حيث الفراشات تتراقص مع نسائم الورود ومع زقزقة العصافير المرفرفة من غصن الى آخر ، يوم الأحد الثاني من ايار انطلقت قافلة من سيارات تنقل نخبة من الطلبة من الفتيات والفتيان ، تشق طريقها الى مصادر المعرفة والعلم في جامعة الموصل ، هؤلاء الطلبة كان يحدوهم الأمل عبر دراستهم خدمة العراق والمساهمة في بنائه وتقدمه وتطوره .
إنهم بصفاء قلوبهم ونقاوة وجدانهم يسكبون كؤوس محبتهم ، ويرومون غرس الضوء في مشاتل الظلام وإنارة القلوب المعتمة الطافحة بالسحب الملوثة بالحقد والضغينة ، إنهم يسعون لإرساء دعائم وطن عراقي في قلوب وضمائر واحة مجتمعية متنوعة تزدهر فيها كل الألوان والأطياف الجميلة على تراب الوطن العراقي الحبيب وتحت سمائه الصافية .
لا مرية بأن طلبة بغديدة /قرة قوش حينما ركبوا سيارات النقل صباح ذلك اليوم في طريقهم الى الموصل ، لم تكن وجهتهم معسكر للتدريب على الأسلحة ، إنما كانوا في طريقهم الى مقاعد الدراسة في جامعة الموصل لتلقي شتى صنوف المعارف والعلوم والآداب . فالأرهابيون الذين استهدفوهم كانوا على اتم المعرفة بوجهة الطلبة النبيلة ، لكن إرادة الشر والظلام تذهب دائماً الى منابع الخير لردمها وتجفيفها .
لم تكن المرة الأولى التي استهدف هؤلاء الطلبة ، وفي ظل تهاون السلطات الأمنية على معاقبة الفاعلين وتقديمهم الى محاكمات عادلة سوف لن تكون المرة الأخيرة ما لم تلبى مطالب الطلبة بشكل جذري ودون تقاعس .
لقد استشهد المواطن رديف يوسف ، وأخيراً كان وفاة الشهيدة الطالبة ساندي شبيب هادي زهرة ، متأثرة بجراحها وستبقى روحهما خالدة في الضمائر الحية ، إن ملكوت السماء تحتضنهما ، ، فما اجمل تلك الجنة التي تزينها هذه الوجوه البريئة .
على الصعيد السياسي ينبغي الإشادة بموقف القيادة الكردية بنقل عدد من المصابين الى مستشفيات اربيل ، والعمل على نقل عدداً منهم الى مستشفيات تركيا ، وكان قيام الدكتور فؤاد حسين رئيس ديوان الرئاسة في اقليم كوردستان منيباً عن الأستاذ مسعود البارزاني بتفقد المصابين وتركيز العناية بهم ، ويدل ذلك على حرص قيادة الأقليم على السير بنهجه الإنساني والوقوف مع كل المكونات بما فيها شعبنا المسيحي من كلدان وسريان وآشوريين وأرمن .
في هذا الصدد ينبغي الأشارة الى مبادرة الأستاذ اثيل النجيفي محافظ الموصل وزيارته لمدينة بغديدا للوقوف على مطالب الطلبة . ولا بد من الأشادة بصراحته وشجاعته حينما يصرح لجريدة الشرق الأوسط اللندنية :
، «إن الحادث مأساوي ومؤلم جدا للمسؤولين في المحافظة، ونعتقد أن الحادث وقع بسبب التقصير الواضح من قبل الأجهزة الأمنية، فهم لم يؤدوا واجبهم بشكل كامل، خاصة أنه، أي الحادث، وقع في منطقة تقع ما بين نقطتي تفتيش، إحداها للجيش العراقي والأخرى للقوات المشتركة، وهذا يوضح مدى التقصير، ونحن نطالب بتحقيق جدي وعلى مستوى عال لتلافي مثل هذه الحوادث».
إن الأشرار كانوا يتوقعون ان يسبب هذا العمل الإجرامي بتوسع الهوة بين المكونات العراقية ، وتهديم المودة بينهم لكن النتائج كانت معاكسة ، فالعرب والأكراد كانوا مهتمين بقدر متساوي بهذه المشكلة وهذا يدل على الأخلاص للوطن العراقي من الطرفين .
حينما دخلت موقع عنكاوا وكان هنالك في الواجهة استفتاءً إن كانت الحكومة ستلبي مطالب الطلبة المعتصمين في بغديدا ، وأشرت الى لفظة ( نعم ) بأن هذه المطالب ستلبى ، وحينما اطلعت على النتيجة حينها قرأت ان 11% فقط أجابوا بنعم ، لقد اعتمدت في جوابي على قدرة الشباب ووحدتهم وإرادتهم ، وثانياً إن مطالبهم كانت تتعلق بمصيرهم وبالمخاطر المحيقة بحياتهم ، وهي مطالب عادلة بكل المقاييس ، وإن اي منصف سيلبي تلك المطالب ، وفعلاً كان هنالك قدر كبير من الشعور بالمسؤولية من قبل رئاسة جامعة الموصل ومن محافظ الموصل ومن المسوؤولين الذين تتعلق الأمور بقراراتهم .
إن ما تتعرض له كل مكونات الشعب العراقي من مآسي وأعتداءات من قتل وتمثيل وابتزاز وتهجير وخطف .. ما تعجز الكلمات عن وصف تلك البشاعة ، ومع مجافاتها لكل القيم الإنسانية ، كل ذلك معروف للعالم ، لكن يبقى ما يتعرض له شعبنا من الكلدان والسريان والآشوريين أمراً لا يطاق في ظل القتل على الهوية وفي عملية تمييزية عنصرية دينية مقيتة لا يقبل بها من له ذرة من الضمير .
إن وقع العملية كان مؤلماً لهؤلاء الطلبة حينما يقع امامهم 188 جريحاً وأودت بحياة شاب وشابة لم يقترفوا ذنباً سوى انهم مسيحيون ، وليس هنالك سبب آخر لهذه الجريمة .
إن المطالب التي رفعها الطلبة ، وكذلك المطالب المشابهة التي رفعها قبل ايام المطارنة الأجلاء في اجتماعهم الطارئ تعد مطالب عادلة وعلى المنصفين والمخلصين للعراق تلبيتها .
بقي ان اقول بارك الله بوحدة الطلبة وعزيمتهم وإرادتهم ، ونحن لا ننكر جهود احزاب شعبنا في تخفيف المعاناة .
لكن اقول :
((( من العار على اي حزب او تكوين سياسي لشعبنا تسويق هذه المأساة كنصر حزبي ومكسب سياسي له ، فليس من الأخلاقية بمكان تسييس المأساة وتجييرها لمكاسب حزبية ))).
بارك الله بكم اعزائنا الطلبة ونطلب لكم السلامة ومكانكم في القلب دائماً .



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مطلوب اعتذار بول بريمر لشعبنا الكلداني
- موقف غير ودّي وغير مقبول من قبل الأخوة في منظمة الزوعا في ال ...
- العرب والديمقراطية شئ ما يشبه شئ
- غبطة البطريرك عمانوئيل دلّي هل يرضيكم تغييب شعبكم الكلداني ع ...
- بمناسبة عيد اكيتو هل يعيد العراق امجاده البابلية الكلدانية ؟
- نعم سُلب مقعد المجلس القومي الكلداني ومنح للحركة الديمقراطية ...
- الكلدان قادمون
- الف مبروك لزوعا والمجلس الشعبي فكونوا أمناء لمطالب المسيحيين ...
- ملا مصطفى البارزاني ودوره في تاريخ الشعب الكوردي في العصر ال ...
- امريكا طبخت وأيران اكلت ، والعراق هل خرج من المولد بلا حمص ؟
- العراقي بين وعود السفارة العراقية في النرويج والورقة البيضاء ...
- الأتحاد العالمي للادباء والكتاب الكلدان يقف مع القائمتين الك ...
- اليس من المخجل ان يقف المالكي وحكومته متفرجين على دراما قتل ...
- المالكي والنجيفي يتحملان المسؤولية الأمنية والأخلاقية في قتل ...
- مهنية فضائية سوريويو سات وانحيازية الفضائيات الآشورية
- بصراحة إن القيادة الكوردية لم تُنصف الشعب الكلداني بما يضاهي ...
- لماذا يؤيد الحزب الآشوري الكوتا المسيحية رغم رغم تناقضها مع ...
- اقباط مصر وتشكيل حزب قومي كحزب العمال الكوردستاني التركي
- أيهما اكثر تعايشاً وتسامحاً مع المسيحيين سنّة الموصل ام شيعة ...
- الأقتتال الكوردي الكوردي سيعمل على وأد التجربة الكوردية الف ...


المزيد.....




- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حبيب تومي - طلبة بغديدا في القلب والبركة بوحدتهم وقوة إرادتهم ولا لتسييس معاناتهم