أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - هل رأيتِ موت ظلي – 14 -














المزيد.....

هل رأيتِ موت ظلي – 14 -


غريب عسقلاني

الحوار المتمدن-العدد: 3065 - 2010 / 7 / 16 - 19:29
المحور: الادب والفن
    


هل رأيتِ موت ظلي – 14 -

على سنام الريح

عند خاصرة الجبل, معلقة في شرفتها تنتظر قدوم الريح, وشوارع المدينة من تحتها لاهية, تلتف مثل ثعبان حول خاصرة الجبل, والناس في سوق عجيب أشبه بالكرنفال.. لا يسمعون ما تسمع من آهات الجبل..
صوت الريح يعبر خاصرتها :
- ما الذي يفعله الناس هناكَ! هل اعتزلوا عادات البشر؟!
التبس الحال عليها.. ورأته على بساط الريح مقصوص الشفتين يضحك؟! قضت الليل تسامره بأصابعها تجدل على مغزل الوقت من صوته خيوطا, وعند منتصف الليل وشوشها القمر:
- لا تدعي الوقت يسرق منك الوقت يا امرأة
- كيف يسرق الوقت الوقت يا قمر؟!
- أنتِ أمضيتِ نصف الليل في غزل الخيوط, جاء وقت شد الخيوط على النول لتصبح رقعة من نسيج ترصعه النجوم
كان القمر يتوسط صدر السماء, فسبقت نبضها إليه وأخذت تنسج شالا تطرزه بنجوم الأمنيات, حتى إذا انبلج الفجر من سرة العتمة, كان وجهه مطبوعا على الرقعة, ترقص من حوله جواري ضاحكات راغبات..
***
في براري الضياع تعلن الريح عن بقايا غيث.. تعتذر عن شتاء ولي الأدبار عن الديار بلا مطر يكفي لحنطة الصيف.. تذرف دما على زرع زحفت إليه صفرة الغياب..
صيفنا يا سيدتي يأتي على عطش.. غاضت المياه في الآبار..لا بيدر.. لا حب .. ولا حتى قش يغري العصافير بالبقاء.. رجع صوتك تحمله الرياح القادمة من سفح الجبل..
أين ستبني عشها عصفورة قلبي في زمن الخسائر؟؟ والموت يمتطي الأهازيج في عز الظهيرة, وأنا العاري إلا منكِ يشويني الصقيع, ويُنضج ليلي على ضوء قمر ضرير.. ينوح بما حملته الريح منكِ وعنكِ..
إنه الموت قبل الموت في زمن أسير, يعجن من دقيق الوهم انتصارات عظيمة, يعلن الأمراء فيه قتل العصافير قادسية نصر فتموت بغداد الجميلة, ويعلن فيه الأدعياء موت أسراب الأجنة انتصار الفرقان!! فتنعي غزة آخر زهرة أورقت فى الخميلة
أه من وجعي فيكِ..
هل تصوم العصافير عن الحُب وإن عز الطعام..
هل تدليني على موطئ قدمي والليل أحلك من سواد الموت. هل تضئ دروبي.. آه حملتها الريح من شرفة امرأة تذرف لؤلؤ الدمع قناديل ترضع من زيت الوجع.. تهبط من أعلى الجبل إلى منبسط الوادي
***
جِئتٌ عرافة الوقت تقرأ حظي بعد أن سرقوا بصمتي..
نثرت العرافة الودع على الرمل.. شهقت:
- أنت المحظوظ يا فتى,, أنت المعذب بها في زمن البوار!!
والتقطت ودعة, أشرعتها في وجه الريح.. نفخت الريح فيها الحياة وجاء صوتكِ من صوب الجبل.. قالت العرافة:
- هي لا زالت معلقة في شرفتها على خاصرة الجبل.. تنتظر.
وأراحت رأسي على فخذها.. صار الفخذ مرآة أمس.. هدهدتني مثل رضيع هده صراخ الجوع.. نمت على جوعي إليكِ.. فرأيت الثلج الوارف في المدى ينبئ بكهولة الفصول, وجفاف الرحيق.. صار الثلج سدا يمنعني من الوصول..
وصحوت أتوسد حجرا تحت شجرة على حافة النهر!! كيف أخذتني الغفوة إلى هناك!! هل كنتُ اقتفي وقع خطاكِ؟؟ قالت الريح:
- هي مرت من هنا..لِمَ تأخرت أنت يا فتى!!
وبقيت وحدي أنعي قلبي المدمى بحراب ذوي القربى.. ذبحوني في غزة فسبقني دمي إلى ماء النهر هناك.. وبقيت أراقب النهر والمدى من حولي سكون.. فجأة جاءت غيمة ترجل منها إعرابي يسحب ناقة عفية على سنامها هودج عروس.. حدق الإعرابي في وجهي ..هتف:
- أنت هو.. أنت الفتى..
رقص الهودج. .ضحكت الناقة.. حلب ضرعها وسقاني حتى ثملت برائحتكِ.. هلل البدوي فرحا:
- هل شبعت, وأنت الصائم منذ خذلتك القبائل مثلما خذلتها فلاذت بالجبل..
- من أنتَ أيها البدوي؟!
- أنا حارس الحلم في زمن الجنون
- ما دليلك ؟
- مرسوم بين عينيك طيف أميرة تحمل بين عينيها وجه نورس عسقلان..



#غريب_عسقلاني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل رأيتِ موت ظلي –13-
- هل رأيتِ موت ظلي –12 -
- هل رأيتِ موت ظلي –11 -
- هل رأيتِ موت ظلي –10-
- هل رأيتِ موت ظلي –9-
- هل رأيتِ موت ظلي –8-
- هل رأيتِ موت ظلي – 7 -
- هل رأيتِ موت ظلي – 6 -
- هل رأيتِ موت ظلي -5-
- على حافة الحقائق
- هل رأيتِ موت ظلي -4-
- هل رأيتِ موت ظلي -3 -
- هل رأيتِ موت ظلي – 2 -
- هل رأيتِ موت ظلي – 1 –
- حنان الهوني ونزف الأرق الجميل
- أحلام عصفورة صغيرة
- حصان أشهب بغرة بيضاء
- رواية جفاف الحلق – 17 - والأخيرة
- رواية جفاف الحلق – 16 -
- رواية جفاف الحلق – 15 -


المزيد.....




- براد بيت اختبر شعورا جديدا خلال تصويره فيلم -F1-
- السويد.. هجوم جديد بطائرة مسيرة يستهدف الممثلية التجارية الر ...
- -البحث عن جلادي الأسد-.. فيلم استقصائي يتحول إلى دليل إدانة ...
- تقرير رويترز 2025: الجمهور يفضل الفيديو والصحافة البشرية وهك ...
- هكذا تصوّرت السينما نهاية العالم.. 7 أفلام تناولت الحرب النو ...
- بعد أسابيع من طرح الفيلم ونجاحه.. وفاة نجم -ليلو وستيتش- عن ...
- ابتكار ثوري.. طلاء -يعرق- ليُبرّد المباني!
- كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقاف ...
- بالتزامن مع تصوير فيلم -مازيراتي: الإخوة-.. البابا لاوُن الر ...
- -الدوما- الروسي بصدد تبني قانون يحظر الأفلام المتعارضة مع ال ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - هل رأيتِ موت ظلي – 14 -