أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - هل رأيتِ موت ظلي –10-














المزيد.....

هل رأيتِ موت ظلي –10-


غريب عسقلاني

الحوار المتمدن-العدد: 3052 - 2010 / 7 / 3 - 09:46
المحور: الادب والفن
    


هل رأيتِ موت ظلي –10-


حموضة الغياب

ما الساكن فينا؟ طيف حضور أم طيف غياب؟
كلما هطل الندى على حدائقي تحضرين وقد اغتسلت بضوء النهار.. أعدو يسبقني إليكِ لهاثي.. كلما اقتربتِ تبتعدين.. فأصحو!!
لا شيئ في بساتيني سوى ورود ذابلة, وبقايا رائحة امرأة مرت ذات وقت, سكنت في َّ دم الوريد.. ترقصين يا أنتِ على نبض قلبي..
قلتُ استفتي الطبيب:
- كيف اقضي يومي مع امرأة ترجمني باللهاث!!
- لست المريض يا فتى!
- والتي تعمرني باللهاث؟ هل تخرج مني يا طبيب؟
- صفها إذن!!
ورقصتِ, جلجلتْ ضحكتكِ.. ذهب الطبيب إلى غفوة ربما لم يفق منها بعد, ومضيتُ أنا أقطع الطرقات.. ضاقت بي المساحات.. حاصرني العسس عند المفارق.. رفعت شارتي الخضراء وتسللت من بين أصابعهم كما الجني تسكنه إنسية..
أصحو على قبض الريح, بيقين, بأن ثمة امرأة تنتظرني على شرفة الوقت عند عتبة بين الغياب والحضور!!
أدركيني يا امرأة, تذرف دمعا مع ندى الفجر وتقتات الغياب..
هل تطلين مع غبش المساء قمرا ؟
تفتحين نوافذ الرؤيا, ويعود الياسمين بعد الجفاف.. ولو بعد حين
***
عجز الطبيب أمام حالي حانقا زفر:
- غاض فيكَ الدم.. صارت تجاعيد وجهكَ أكثر ألقا يا فتى!!
- ربما ذلك من علامات القلق؟
- ذبلَت عيناك, ترسبتا في قاع المحجرين, لكنك ترى أبعد من زرقاء اليمامة يا فتى!!
- ربما لأني أرى امرأة بعيدة على صورة حمامة!!
- انحنى ظهركَ, فصرت في ليونة عود الخيزران يا فتى!!
- ريما لأن دمي هرب من أوردتي إلى مستودع الأحزان؟
زفر الطبيب هزيمته وبكى: - حالك يسكنه وجع لم يمر في أسفاري وكتبي!!
الطب يكشف أعراض البدن, وأنا المريض بامرأة رسمتني بين عينيها تعويذة..
ومضيت تتقاذفني الطرقات.. كلما جئتُ مدينة يسبقني الحراس:
- غادرت بعد أن أعياها الانتظار
- هل تصفوها؟!!
- هي الموشومة بين عينيك يا فتى !!
هل ترى العين حاجبها؟..أنظر في مرايا الوقت تلوح لي حمامة تهدل دمعا, مثل ندى فجر يحمل حموضة الفقد, تقطع المسافة بين قلبي والمدى صوتها يهمس في دمي وجعا:
- أي الرجال الساكن فيَّ أنتَ؟.. وأي النساء العاشقات الراغبات الراجفات وجدا أكون!!
الأقدار ما فرقتنا ؟ أم هي أعراف القبيلة؟!
ما كنتُ يوما من أمراء داحس ولا أنت كنتِ في خيام الغبراء أميرة!!
لكنها خيول الردة, حصدت الأرواح غدرا.. زرعت الأرض أجنة ماتت قبل أن ترضع تباشير النهار.. وسوقت الغدر انتصارا, فوجدتني عند حد الموت على وجهي أهيم.. وقذفتك في المدى تلوكين الوجع, كلما يومض أمام عينيك الذي هو أنا, يأخذك الفقد, ينفر على جلدكِ شوك الانتظار..
ليس منا من خذل صاحبه؟
فالذي عاش طعم اللوز وأريج البنفسج وعرق التمر لا يغدر الساكن فيه
هل يغدر الواحد الساكن فيه فيعيش الموت في الموت؟
أنت امرأة قدر
إن طالعتِ وجهكِ في المرآة ساعات السحر.
سيطل عليكِ من بين عينيك فتى ما زال على سفر, حلمه بستان راحة بين نهديك..



#غريب_عسقلاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل رأيتِ موت ظلي –9-
- هل رأيتِ موت ظلي –8-
- هل رأيتِ موت ظلي – 7 -
- هل رأيتِ موت ظلي – 6 -
- هل رأيتِ موت ظلي -5-
- على حافة الحقائق
- هل رأيتِ موت ظلي -4-
- هل رأيتِ موت ظلي -3 -
- هل رأيتِ موت ظلي – 2 -
- هل رأيتِ موت ظلي – 1 –
- حنان الهوني ونزف الأرق الجميل
- أحلام عصفورة صغيرة
- حصان أشهب بغرة بيضاء
- رواية جفاف الحلق – 17 - والأخيرة
- رواية جفاف الحلق – 16 -
- رواية جفاف الحلق – 15 -
- رواية جفاف الحلق – 14-
- شهادات محمد أيوب في الجبهة الموازية
- رواية جفاف الحلق – 13 –
- رواية جفاف الحلق – 12 –


المزيد.....




- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟
- روبرت ريدفورد وهوليوود.. بَين سِحر الأداء وصِدق الرِسالة
- تجربة الشاعر الراحل عقيل علي على طاولة إتحاد أدباء ذي قار
- عزف الموسيقى في سن متأخرة يعزز صحة الدماغ
- درويش والشعر العربي ما بعد الرحيل


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - هل رأيتِ موت ظلي –10-