أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - هل رأيتِ موت ظلي – 7 -














المزيد.....

هل رأيتِ موت ظلي – 7 -


غريب عسقلاني

الحوار المتمدن-العدد: 3040 - 2010 / 6 / 21 - 04:34
المحور: الادب والفن
    


هل رأيتِ موت ظلي – 7 -

في مقام الانتظار
- 1 -
ما الذي يُبكيكِ!!
مرجل الشوق بعد أن سرقوا جذوته!؟ أم جفاف عيون الأريج في غدد الرحيق؟!
ومن الأسبق فيكِ!
عاصفة الشوق, أم روح الرحيق؟؟
هل تدليني, وأنا المحبوس قي قمقم الغدر قبل موعد رياحي, أقرأ في كتاب الحزن كلمات منقوشة بحناء أصابعكِ النحيلة.. بت لي وردة الوقت, بعد أن أسروني في قارورة دلقوا منها نبيذ حلبته امرأة من ضرع دالية تسكن خاصرة الكرمل, ألقوا القارورة في قاع البحر الغويط..
لا تأخذك الظنون بي.. فأنا يأخذني الغياب, وأرى لعنة الوقت في عينيكِ دمعا ينهمر.. تنزفين الآه بعد الآه على وجع الانتظار.. ماء جرحك بلورة في عتمة الحال تشع.. تحمل فتى ذَرّوه في وجه ريح عاصفة سحبت من ضرع الفقد حليب الشهوات.. وأنا ألعق ما تبقى من طعم النبيذ يأكلني الخدر.. إني وشمتك على قلبي فراشة, ودخلت بكِ مقام الانتظار..

- 2 -
من عاش مثلي, داخل قارورة سقطت في غابة المرجان, هل تحمله يوما شبكة صياد عجوز أفنى عمرة على أمل اصطياد سمكة أرجوانية, تخبئ بين حناياها اللؤلؤة..
حتى كان يوما, ظهر فتى من أهل الماء, لعبط حول القارورة, رقص على ذيله شبقاً, وأنطلق يخبر وليفته عن امرأة تقف عند منتهى تيار المياه الدافئة, ويخبر عن صياد يغزل من خيوط الشمس شبكة صيد!! فصرحتُ من داخل القمقم:
- أما المرأة فهي من تنتظرني, فماذا عن أمر الصياد العجوز يا أمير الرقص؟!
وتركني المائي مع حيرتي, وانطلق مثل سهم ضوء إلى سطح الماء..
ما الذي في الأرجوانية يشبهكِ؟
هي بعض الطيف, وأنتِ جديلة ألوان قزح!
وما الذي في المائي يشبهني؟
هو الطليق, وأنا الأسير!!
ها هو الماء يضرب جدار القارورة ينفذ في خاصرتي وجعاً,
هل خذلتك الظنون..؟ وهل ما يصلني وشيش الماء أم همس عتاب؟
قدرنا يا سيدتي أن نعيش الانتظار..

- 3 -
طالت الرحلة, وأنا ما زلت في القارورة يُعَتقني الغياب, كلما اشتقت إليكِ أفتح بوابة الأمس, أبحث في عينيكِ عن كوخ كان لي, يحميني من لفح الصيف, ولسع صقيع الشتاء.. وأفيق فلا تكوني.. حتى بقايا نبيذ الدالية نفذ من خياشيم الوقت ولم يعد يزودني بالخدر.. أذهب في غفوة مفتعلة إلى غابة المرجان.. أشهد فقس بيض حوريات الماء عن عرائس يرضعن الشهوات منذ بداية تكوين اللون, وحتى ذروة الشهد في صدر الوليف.
أنتظر من يأخذني إليكِ
لا أنا يونس.. ولا لاح طيف الحوت.. ليس لي غير طائر المواعيد, يخرج من صدري إليكِ.. وطائر الشوق دوماً على سفر, حط على شرفة قلبي يوما.. نقش على صدري وجهكِ.. ومضى.. فقدحتُ صوان الفقد على حجر العطش.. وَمَضَ الشرر, فحضرت يا أنتِ, والوقت بين عينيكِ مصلوبا عند ميلاد الفجيعة.. ورقصتِ فيَّ على جرحٍ لم يبرأ منكِ, وبقيتُ في لجة الموت وحدي انتظر أن يلوح لي طيفكِ.. فيعقبه مطر..

- 4 -
قيل أن الأرجوانية لاذت بغابة المرجان, وأنها صامت عن البيض ورقدت على قارورة ملقاة بين الشعاب, وفي الميعاد انشقت القارورة عن أنسي, امتطى ظهرها إلى سطح الماء.. وعندما لاحت للعجوز أخذ يرقص طربا, فيما المرأة شاخصة ترنو إلى البعيد تتأمل كيف تنتهي الأمواج إلى رغوة قتيلة.. سألت الصياد العجوز:
-هل تعلمني الصبر؟
- الصبر حياة يا ابنتي!!
وأخذها على صدره, مسح دمعة قبل أن تحفر مجرى على صفحة الخد..قال:
- الدمع إذا انفرط على الوجه خئوون
وراحا ينظران إلى صدر البحر.. كانت الأمواج أفراس متسابقات.. يلهثن, سأل العجوز:
- هل يَلُوحْ لكِ؟
- يطل من عب الموجة.. ويغيب
- هي الأرجوانية قادمة لا ريب
شق العجوز الماء وقف عند مكسر الموج.. لوح في الهواء ألقى بالشبكة اقتنص هامة الموجة.. هتفت المرأة:
- هي الأرجوانية في حضن الشبكة!!
سحب الصياد شبكته إلى الشاطئ بطاقة شاب يافع, وألقى بها عند قدمي المرأة, فخرجت منها عروس أرجوانية, جلدها مثل حرير غزلته عذارى الفجر, وقفت على زعنفة ذيلها صارت قامتها بطول المرأة.. صارت امرأة راغبة, دلقت من ثدييها نبيذ دالية عتيقة ممزوج ببخور بكر/ فاح البخور سحابة أرجوانية/ صارت السحابة ريح وداعة وقبول, وخرج من بطن الماء أسراب من عرائس البحر رحن يرقصن على أديم البحر.. لاح على البعد سرب عصافير بألوان قزح.. قبلت السمكة المرأة واختفت, وتركت خلفها قارورة فارغة.. هتف العجوز:
- انظري هناك..
كان ثمة رجل يحمل بين عينية وجه صبية, يمتطي السحابة.. يغسله العرق..



#غريب_عسقلاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل رأيتِ موت ظلي – 6 -
- هل رأيتِ موت ظلي -5-
- على حافة الحقائق
- هل رأيتِ موت ظلي -4-
- هل رأيتِ موت ظلي -3 -
- هل رأيتِ موت ظلي – 2 -
- هل رأيتِ موت ظلي – 1 –
- حنان الهوني ونزف الأرق الجميل
- أحلام عصفورة صغيرة
- حصان أشهب بغرة بيضاء
- رواية جفاف الحلق – 17 - والأخيرة
- رواية جفاف الحلق – 16 -
- رواية جفاف الحلق – 15 -
- رواية جفاف الحلق – 14-
- شهادات محمد أيوب في الجبهة الموازية
- رواية جفاف الحلق – 13 –
- رواية جفاف الحلق – 12 –
- رواية جفاف الحلق -11 –
- رواية جفاف الحلق – 10 –
- رواية جفاف الحلق -9 –


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - هل رأيتِ موت ظلي – 7 -