أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - هل رأيتِ موت ظلي – 2 -














المزيد.....

هل رأيتِ موت ظلي – 2 -


غريب عسقلاني

الحوار المتمدن-العدد: 3023 - 2010 / 6 / 3 - 03:48
المحور: الادب والفن
    


هل رأيتِ موت ظلي – 2 -

جاء في الأثر..

.. قد جاء في الأثر, أنه في الليلة الثانية بعد الألف, أودعت شهرزاد حكاياتها في صندوق الزمرد وألقت بها في ماء الفرات.. وتزينت بأبهى زينة, وتطيبت بأغلى طيب, وأمرت بإعداد فراش من ريش النعام على سطح بركة الزئبق, حتى إذا كان منتصف الليل, رأت وجه الملك مطبوعا على سطح القمر, فاطمأنت للرؤيا..
جاء الملك هاشاً باشاً.. قال:
- ما ذا في جعبة أميرتي هذه الليلة يا ترى..؟
ضحكت بدلال الواثقة, وأشارت إلى السماء.. قالت:
- أنظر هناك..!!
رأى الملك وجهها مطبوعا على وجه القمر.. قال:
- وجهك أم وجه القمر.. ؟!!
وقيل أنه غفي على صدرها, وأنها غفت على صدره.. وأنه بين الغفوة والصحو حدث الذي صار, وسارت به الركبان, واختلفت فيه الروايات.. ومرت السنون وصارت قرون, وبهت ما بهت من الروايات, وبقيت رواية تواترها الخلق جيلا بعد جيل..
وفي الحكاية, أن طائر الرخ حملهما على ظهره, وطار بهما دهورا وقرون, وهبط في بيداء فأنزل الملك عن ظهره.. وطار مسافات وقطع مفازاتِ, وهبط في بيداء أخرى ترك الأميرة فيها وطار, وصارت المسافة بينهما صارت مرجومة بالغربة والعطش..
واختلفت الروايات في مصير الأمير, فقيل أن الرخ رماه على صخرة لها رأس مسنون, شق صدره وعرى كبده لجوارح الطيور, فنهش البوم قلبه, وقيل أن حمامة سكنت صدره ورقدت على بيضها, حتى إذا انتصف الشهر العربي, وتدور القمر, فقس البيض عن أفراخ زاجلة تحفظ الدروب إلى الديار.. وقيل أن ثلة من قطاع الطرق خرجوا عليه في ثياب أمراء, وأعطوه الأمان, فكشف لهم عن حاله, وحدثهم بما جرى له, فحاكموه وأقاموا عليه الحد بتهمة البحث عن اليقين.. وانقسم الرواة حول مصير الأمير إلى فريقين, فريق ينحاز إلى اليقين بعدم موت الأمير, ويدلل على ذلك بوجود الحب والوفاء إلى يوم الدين.. وفريق ينحاز إلى ضرورة الشك, فيقر بموت الشك وموت الأمير..
أما عن الأميرة, فينشغل الناس هذه الأيام بامرأة هربت من جور ذوي القربى في بلاد الرافدين, فرجفت لمرآها قلوب العاشقين وساروا على وقع خطاها, وصاروا جماعة لهم رايتهم, ولهم روايتهم, يتجمعون في الساحات وعلى قمم الروابي ليلة يكتمل القمر في كبد السماء منتصف كل شهر عربي, ويرحلون أليه بأنظارهم, فيظهر لهم وجه الأمير فيأخذهم الوجد, ويهطل دمعهم مطرا لطيفا يطلقون عليه غيث القلب.
ويتناقل المريدون أنه ذات فجر, وقبل أن تدخل المرأة الغفوة إلى النوم, طار من صدرها حمامة بيضاء, انطلقت صعدا نحو السماء, ونشرت جناحيها فصارت بلون السماء ويعتقد المريدون أن الحمامة روح ملاك.؟"
***
يقال أن المرأة لاذت بالبتراء في رأس الجبل.. وكانت الملكة تعتلى العرش تمارس بهاء الخالدين من نسل الملوك الراحلين الحاضرين.. أخذتها إلى صدرها, همست بحنان العاشقات العارفات أسرار القلوب:
- هل أتاكِ في الغفوة..؟
- لم يفارقني طيفه منذ الغفوة الأولى يا مليكتي..
***
وقد جاء في الأثر
أن غيبة الأمير طالت, وانقطعت أخباره, واضطربت الأحوال في دنيا الله اضطربت, وغيرت الغيوم مواعيدها, وصارت تتكاثف في قبة السماء ليلة منصف الشهر العربي, وتحجب القمر, وتقتل ضوءه, وأن المرأة سكنتها رجفة الخوف والوحشة, وأدركها صقيع تسرب إلى شغاف القلب, فهربت من الفجيعة إلى الرؤيا.. فرأت سرب فراشات يمتطي أنفاسها ويطير يخترق مخمل العتمة, وبفتح طاقة إلى السماء يظهر منها القمر حزينا..
وحملت الرؤيا ذات فجر, أن ملكة الفراشات دارت حول الأمير وراحت تغني, فانشق الغيم عن برق ورعد بدون مطر, فأدركت المرأة أنه الجفاف.. وقيل أن الأمير هبط من الغيم, ومن أكمامه خرجت أسراب عصافير ملونة, هبطت على الأرض فرادى لم يجمعها جامع, فارتجت الأرض غضبى, وطارت العصافير ثانية, وانتظمت في سبعة أسراب, وصارت قوس تقف على رأسه حمامة بيضاء بلون الفجر.. فتسمر العشاق والمريدون, كل في مكانه, حتى خرج على الدنيا نداء بسبعة أصوات جاءت من سبع سماوات طباق:
" لا تغادروا الحلم حتى تفهموا الإشارة.."
هلل المريدون, واصطفوا في سبعة صفوف, وقفت المرأة بثوب أبيض على رأس الصفوف, أطلقت من صدرها حمامة بيضاء طارت إلى السماء واخترقت الغيمة إلى ما بعد المرئي من الأشياء.. وقيل أن المرأة ما زالت تعيش الحلم خياراً, وتتهيأ للحضور كلما تخلق القمر من رحم العتمة, يسبقها قلبها إلى رجل يسكنها, وتستحلب ريقا من شوق ورغبة..



#غريب_عسقلاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل رأيتِ موت ظلي – 1 –
- حنان الهوني ونزف الأرق الجميل
- أحلام عصفورة صغيرة
- حصان أشهب بغرة بيضاء
- رواية جفاف الحلق – 17 - والأخيرة
- رواية جفاف الحلق – 16 -
- رواية جفاف الحلق – 15 -
- رواية جفاف الحلق – 14-
- شهادات محمد أيوب في الجبهة الموازية
- رواية جفاف الحلق – 13 –
- رواية جفاف الحلق – 12 –
- رواية جفاف الحلق -11 –
- رواية جفاف الحلق – 10 –
- رواية جفاف الحلق -9 –
- رواية جفاف الحلق -8 -
- روية جفاف الحلق -7 -
- رواية جفاف الحلق – 6 –
- رواية جفاف الحلق – 5 –
- رواية جفاف الحلق -4 –
- رواية جفاف الحلق – 3 –


المزيد.....




- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - هل رأيتِ موت ظلي – 2 -