هل رأيتِ موت ظلي – 1 –

غريب عسقلاني

الحوار المتمدن-العدد: 3018 - 2010 / 5 / 29 - 02:13
المحور: الادب والفن
    

همس الصمت
.. وبعد أن غضب عليَّ ملك الماء أشفقت عليَّ جنية الماء.. أنشبت أظافرها في صدري حتى بق الدم من صدري.. قالت:
- لن ترضعك امرأة غيري.
وقذفتني إلى شاطئ مهجور.. مشيت, لا أدري إلى أين حتى هدني التعب فنمت, فحملني الرخ وطار بي دهورا حتى حط بي في جزيرة رأيت فيها إناث العصافير ترقص مع بزوغ حول أميرة الفجر, وتغرد وجداً, ورأيت الكواكب تنحرف عن مساراتها, والقمر يتوقف في صدر السماء, ويتحول إلى برتقالة دامعة, فتمر من تحته غيمة فيطلق عليها سهما من نور ازرق, يشق بطنها عن حبل مجدول من نياط قلبين اقترفا..
يهبط مع الحبل فتى.. ما أن تلامس قدماه الأرض حتى يعود القمر إلى مداره ضاحكا, وتهطل الغيمة نساء راغبات.. كلهن يشبهن أميرة الماء.. فبرق في صدري وجه امرأة بعيدة تاهت مني في لحظة بين الوجد والرجس صرخت بالفتى: - احذر الغواية يا فتى لا تخطيء مثلي.
لكن الفتى أشاح بعيداً عني, وانطلق إلى بحيرة ماؤها من فضة, غسل وجهه, واخرج قلبه من صدره وأخذ يهامسه بصمت.. أخذتُ أرهف السمع لوشوشة الصمت.. وصحوت على هبدة من جناح الرخ طالت عيني اليمنى أخذت منها البصر هنيهة, فسبحت في غيبوبة من هلع وندم!! وتساءلتُ: " ما الذي عاد بالرخ ثانية يا ترى؟! " لكنه عاجلني آمرا:
- امتطي ظهري يا شقي..
- إلى أين؟
- إلى حيث الأميرة.. ربما ترشف من عينيها ما يدلك على امرأة ضاعت منك يوما.
وطار بي الرخ قرونا, وحطني عند حافة صخرة تطل على بحر, فوجدتني أقف على سراط الرؤية معلق بين اليابس والماء..
فجأة هبت على الكون ريح 0محملة بالعبق.. صار العبق بستان ورد.. وتنفس البستان شدوا.. أصبح الشدو أميرة.. فاختلط علي الأمر, إن أنا رأيت العبق أو سمعت الأميرة!!
نقر الرخ يافوخي فصحوت قال:
- ماذا رأيت يا شقي
- لا أدري, أن كنت رأيت وجه الأميرة أم وجهه امرأة ضاعت في الطرقات
ضحك الرخ.. رقص على ذيله وطار بي بضع قرون.. ثم مال مع تغير سهم الريح, فسقطت عن ظهره تسلمني ريح لريح, حتى سقطت على ارض ليس كالأرض.. وقبل أن اسأل أين أنا حملت الريح صوت بوح لا أدري إن كان بوح الفتى أم هو بعض ما اختزنه القلب من سنين..
رقص الرخ أمامي وتحنجل :
- لا يأخذنك الوهم يا هذا, لست أنتّ الفتى ولا كانت امرأتكَ الأميرة.
- في عالم الإنس كل من تتربع على كرسي القلب أميرة!!
أخذه الحنق مني .. ضربني على عين قلبي فصحوت..

#غريب_عسقلاني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات