أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - هل رأيتِ موت ظلي –8-














المزيد.....

هل رأيتِ موت ظلي –8-


غريب عسقلاني

الحوار المتمدن-العدد: 3045 - 2010 / 6 / 26 - 03:29
المحور: الادب والفن
    



على جناح القبره
" كُتب على جناح القبرة:
ما المرايا وما الصور؟ وهل ما تعكسه المرايا ظل حقيقة؟ وعلى أي المرايا تنطبع رجفة القلب وأشواق البدن؟!!"
مر الربيع مر يا سيدتي, على جفاف الياسمين, وأنتِ تنتظرين بزوغ القمر على مخمل الليل بعد هجوع الكائنات, ليطل عليكِ الفتى مطبوعا على وجه القمر؟!!
وهل ما زالت الريح توشوشك حتى يأخذكِ الخدر إلى ذاك النغم!!
أم تراه غاب القمر وماتت الريح قبل ميلاد السحر, وجف ريق الكمجات على هَرمْ الموات..فالريح ما عادت تحمل غير العويل والنواح.
والصيف أتى.. والحمامة ما زالت ترقد بين نهديك على بيض الانتظار, منذ سال دم الخديعة والوجيعة.. منذ أن ذبحوا نياط القلب وحزوا الوريد من عنق الوتر, وحاصر حتى براويز الصور, وشنقوا فيكِ الأمنيات..
صوتك يعاتبني /يعذبني..
".. طرت بي تلكَ الليلة على حصان الفرح إلى غيمة معبأة بالعصافير.. وكان عازف الكمان يلعب على شبق الطرب.. كان الليل لنا.. والقمر.."
***
كيف الوصول إليكِ, وأنا المسمر على حذر الانزلاق إلى جرف النهايات.. سرقوا قوانين الكون.. سملوا عينيَّ.. وأطفأوا شمس الله في رابعة النهار..
صارت العتمة من حولي سيدة الحال في عز الظهيرة..شنقوا الكمنجات بإنشوطة جدلوها من حبل الوتر..فقأوا عين القمر, لا ليل لي.. ولم أعد أشهد ميلاد القمر.فالسماء مطرزة بنجوم نائحاتٍ في عرسٍ شهيد أو قتيل.. والريح شائخة تحمل رجع أشواقٍ بعيدة.. مجهدة في النزع الأخير, تخبر الصبايا الصائمات عن فرسانهن قسراً, بأخبار امرأة الفرح تتهيأ بالبهاء كلما هل صيف.. ربما يأتي فتاها مرسوما على وجه القمر..
هل هي أنتِ, من تطلين على وجه القمر؟؟
***
يخاتلني الوقت, ينثر في دروبي الموبقات, ينشر عند نواصي الطرقات, نساءً خرجن للتو من مفازات الغواية, كلهن جميلات فاتنات فقدن بريق الروح, يصدح من أعطافهن ضجيج الشهوات..
كلما أوغلتُ في وجوههن تخرج عليَّ من كهوف العيون, إناث غربان وبوم, تنبشن في عنقي, تلعقن دمي حتى الثمالة, فيقعن صريعات, يتفجرن عن نتن الخديعة.. لا يعرفن أن عين قلبي لا تبصر من النساء سوى امرأة عند ناصية الوجد تنتظر.. يهزأ الوقت مني:
- هذا زمان الصراع على رخيص الشهوات..
- ليس زماني!!
- هذا زمان صار الوجد من حكايات الغابرين..
لكن امرأة, أورقت في صدري, قرنفلة بطعم الياسمين تطلق نوارا من فراشات البهاء..
هل يدرك الوقت أن الحلم في زمن الخديعة, هو من يملك بيانات الحقيقة؟!!
وهل يدرك من شنقوني على وتر الكمان, أن توائم الروح تجتاز الفيافي والقفار.. تعبر المسافات في رفة عين إلى صفصافة الدار هناك..
قال شيطان الوقت:
- خذوه, وعلقوه بحبل من نياط القلب, واجدلوا من أوتار الكمنجات سوطا واجلدوه.. حتى إذا أطلق آه بلون الفحم, اشنقوه وعلقوه على بوابة الوجد عن ناصية الهيام..
عندما فعلوا, نبتت أجنحتي فجأة طرتُ إليكِ..
لا تغسلي الحناء عن كفيكِ. فروحي ارتسمت على كفيك, وارتسمت على وجه القمر.. إرهفي السمع عند ميلاد السحر..
هل وصلتكِ وشوشة الريح بحكايات القمر؟
***
قالت الصفصافة: أن سرب عصافير نام في حضنها, وعند الفجر طار.. لم يكن في السرب قبرة الهديل, ولا الحسون جاء.. أخرجت الصفصافة قلبها قلبته في ضوء الشمس تستحلفه:
- هل سدوا المنافذ وصادروا الدروب في فضاء الله؟!!
مرت الريح على خجل محملة بالحموضة.. شهقت الصفصافة:
- ويح قلبي.. هل كنتِ يا ريح هناك؟!!
بكت الريح على وجع:
- العصافير في غزة, تحت القصف, فرت عارية من ريشها, اجتازت المدى نحو القمر..
- والقبرة يا ريح؟
- نالها القصف..!!



#غريب_عسقلاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل رأيتِ موت ظلي – 7 -
- هل رأيتِ موت ظلي – 6 -
- هل رأيتِ موت ظلي -5-
- على حافة الحقائق
- هل رأيتِ موت ظلي -4-
- هل رأيتِ موت ظلي -3 -
- هل رأيتِ موت ظلي – 2 -
- هل رأيتِ موت ظلي – 1 –
- حنان الهوني ونزف الأرق الجميل
- أحلام عصفورة صغيرة
- حصان أشهب بغرة بيضاء
- رواية جفاف الحلق – 17 - والأخيرة
- رواية جفاف الحلق – 16 -
- رواية جفاف الحلق – 15 -
- رواية جفاف الحلق – 14-
- شهادات محمد أيوب في الجبهة الموازية
- رواية جفاف الحلق – 13 –
- رواية جفاف الحلق – 12 –
- رواية جفاف الحلق -11 –
- رواية جفاف الحلق – 10 –


المزيد.....




- خطه بالمعتقل.. أسير فلسطيني محرر يشهر -مصحف الحفاظ- بمعرض إس ...
- موعد نزال حمزة شيماييف ضد دو بليسيس في فنون القتال المختلطة ...
- من السجن إلى رفض جائزة الدولة… سيرة الأديب المتمرّد صنع الله ...
- مثقفون مغاربة يطلقون صرخة تضامن ضد تجويع غزة وتهجير أهاليها ...
- مركز جينوفيت يحتفل بتخريج دورة اللغة العبرية – المصطلحات الط ...
- -وقائع سنوات الجمر- الذي وثّق كفاح الجزائريين من أجل الحرية ...
- مصر.. وفاة الأديب صنع الله إبراهيم عن عمر يناهز 88 عاما
- سرديّة كريمة فنان
- -وداعًا مؤرخ اللحظة الإنسانية-.. وفاة الأديب المصري صنع الله ...
- الحنين والهوية.. لماذا يعود الفيلم السعودي إلى الماضي؟


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - هل رأيتِ موت ظلي –8-