أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي الخزاعي - هل من رماد خلفته انتفاضة الكهرباء ؟















المزيد.....

هل من رماد خلفته انتفاضة الكهرباء ؟


هادي الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 3051 - 2010 / 7 / 2 - 14:35
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



ما حدث من حراك جماهيري على أجزاء شاسعة من مدن عراقية بذاتها إحتجاجا على شحة الخدمات التي تقدمها الدولة للمواطن ، وتحديدا الأنقطاع الدائم للتيار الكهربائي في عموم العراق . لم يكن حراكا عابرا ، أو متأت من فراغ . فتزامنه مع شدة سخونة الأزمة السياسية ـ المفتعلة كما أرى ـ الذي استعر فيها وطيس تبادل الأتهامات بين الكتل الفائزه في الأنتخابات الأخيرة والتي حصدت أغلب اصوات العباد ، بل أن هذا الصراع يحدث الآن ، وبقوة ، حتى داخل الكتلة الواحدة . فنسى الرؤساء الفائزون وعود قوائمهم الأنتخابية ، التي بشرت بالمن والسلوى ، وصار شغلهم الشاغل ينصب على : من سيكون رئيسا للوزراء ، علاوي ام المالكي !؟ فتركوا العباد والبلاد على شفير بئر الحاجة الى أي من الخدمات التي يمكن ان توفر الماء ، الكهرباء ؛ ومفردات البطاقة التموينية ، التي يصر البنك الدولي على وجوب إلغائها لأمر ما عاد خافيا على أحد ، بعد ان بشر السيد صولاغ وزير المالية بقرب أفتتاح احد فروع ذاك البنك ، الحوت ، في العراق .

هذا على صعيد الكتل التي حصدت أكثرية كبيرة من أصوات العباد . أما على صعيد الكتلة الواحدة ، بعد أن تحول الأتلافان ، دولة القانون والوطني العراقي إلى تحالف ، فالخلافات على أشدها بينهم من اجل كرسي رئاسة الوزارة الأثير ، أذ يتمحور كثير من الخلاف ،وأكثر من هذا الخلاف ، حجم ألإختلاف المتفاقم ، على من سيجلس فوق هذا الكرسي : المالكي ؛ ام الجعفري ؛ ام عبد المهدي !؟ اذ لا يزال مارثون هذا الأنتقاء ، بلا نتيجه .
وبسبب من هذه الأرادوية الرغائبية ، تركت البلاد بلا عمد ، او عماد .

وامام فزع هؤلاء العباد من خطر الفراغ الأمني والسياسي والخدماتي ، وخطر العديد من القرارات المحتمله التي ستلجأ اليها مجالس المحافظات ؛ بسبب هذا الفراغ . فقد وضعوا أياديهم على قلوبهم ، لأن حكام النجف ، كانوا سباقون في رفع تسعيرة الوحدة الكهربائية الى أعلى مستوى ، مما يعجز دخل المواطن معها من تسديد اثمان الفواتير ذات الأسعار الجديده ؛ لذا أحتج النجفيون سلميا على ما يتعلق بالكهرباء على الأقل ؛ بسبب التسعيرة الجديدة التي تثقل كاهلهم . فكأنت هذه المطالبة الحضارية ، المتسمة بالطابع السلمي التي قام بها النجفيون ؛ هي الشرارة التي اشعلت السهل كله كما قال المرحوم ماوتسي تونغ .
فثارت ثائرة العباد في مدن وحواضر عراقية مختلفة ، محتذيتا حذوا النجفيين ـ ولكن مع قليل من العنف ـ وهي تحمل اللافتات المنددة بسوء الأدارة وقلة الكهرباء ، وصولا الى رفع الرسوم التي تشير الى بتر الأصبع البنفسجي الذي أنتخب الفائزون ، وهو يمثل تعبيرعن ندم ، ولو متأخر ، ولكنه يشبه المفارقة ! فلو كان ذلك الرسم التعبيري الذي رفعته الجماهير الغاضبه ؛ ندم على الأنتخابات السابقة التي شاركوا فيها ، فتلك مصيبة ، واذا كان الندم على من انتخبوا هذه المره ؛ فالمصيبة اعظم ! وهنا تكمن المفارقة التي جلبت الويلات لكلاهما ، البلاد والعباد .
وبغض النظرعن صدقية من قال بأن هذه الجماهير الهابة قد عُبأتْ من قوى سياسية تقصد : إحراج رئيس الحكومة أمام الناس ، لاسيما وإن ولايته قد انتهت ، بحكم الدستور ، او عدم صدقية هذا الإدعاء .
لكن هذا الحراك أُحرجَ الحكومة ، ورئيسها ، والكتلة السياسية التي يقودها فعلا . فكان لابد من مخرج ، فكانت إستقالة السيد وزير الكهرباء ، وهي بادرة يشكرعليها كل من وقف خلفها ، سواء كان الوزير نفسه ، او رئيسه ، او هبة الجماهير ، لإنها تبقى بادرة حضارية ، رغم إن هناك الكثير من المسؤولين البارزين في الدولة ، ووزراء أيضا ، قد نهبوا وسرقوا ، بل وقتلوا ، ولم يبادر أي منهم حتى الى إعلان التوبة او الندم !
ولما جيء بالسيد الوزير البديل ، الشهرستاني وزير النفط ، الذي أدار ظهره للمختبرات والتجارب العلمية والشهادات العالية التي حصل عليها في حقول العلم ، والتي افنى عمره من أجلها ؛ ليقبل أن يكون وزيرا ! لماذا ؟! لا ندري . علما ان العراق بحاجة الى علماء ليخرج من تخلفه ، لا إلى وزراء ، فالوزراء على قفا من يشيل .
مشكلة السيد الوزير الشهرستاني أنه يعتقد نفسه ، عصا سحرية ، قادرة على حل كل المشاكل بضربة منها ، ناهيك عن الذكاء الذي يمنح تلك العصا كلما هو خارق ، فتستجيب له الحلول قائلة : شبيك لبيك ......
وبدلا من أن يضعنا السيد الشهرستاني ، أمام حلول واقعية لحل مشكلة الكهرباء ، أفتى بمقترح زيادة اسعار الوحدات الكهربائية ، ناسيا ما سيشكله ذلك من ضغط على دخل المواطن الذي لا يتجاوز المائتين وستة وستين دولارا حسب تقديرات مراقبين دوليين ، وناسيا أيضا ، أحتجاج النجفيين على الزياده في اسعار الكهرباء . فأتفق مع ما قاله رئيسه المالكي : بأن المشكلة سوف لا تحل بسرعة ، بل يحتاج الأمر الى سنتين على الأقل .

ولا ندري ماذا كان يفعل السيد كرومي خلال الفترة التي استوزر فيها الوزارة ، والتي دامت أربع سنوات ، كانت فيها مصاريف وزارته على الكهرباء : أكثر من خمسة عشر مليار دولار ، أكرر أكثر من خمسة عشر مليار دولار أمريكي ، وليس دينار عراقي ، ناهيك عن الملايين العديده من الدولارات ومليارات الدنانير التي صرفت هنا او هناك !
فإذا كان الأمر يحتاج الى سنتين فقط ، فيجب أن يحاسب السيد كريم ، وكل المسؤؤلين في وزارته على هذا الوقت الضائع الذي كلف ميزانية الدولة العراقية مئات الملايين من الدولارات الأمريكية ولم يتحقق من الكهرباء حتى ما يشبه شرارات أديسون الكهربائية الأولى .
خوفي ، او خوف أغلب العراقيين ، والذي هو خوف مبرر، أن يأتينا وزير جديد تتمخضه جبال الإستحقاقات ، الطائفية او التوافقية ، فيأتي الفأر بخرطوم فيل ، ليشفط هو الآخر بخرطومه مثلما شفط من كان قبله . أولئك الذين تمخضتهم الطاولات ، المستديرة والمستطيلة والمثلثة ، التي يمسك بأطرافها من وراء الحدود ، جيراننا ، الأخوة الأعداء . ومن وراء البحار أصدقائنا الأحباء !

قول مأثور تذكرته يرتبط بالموضوع الذي أتناوله ، فعرفت سبب ضرب الهابين من أجل الكهرباء وصولا للقتل
" من العجيب أن يكون أول ما يهتم به الأنسان ، أن يعلم الطفل الكلام ، ثم بعد ذلك يعلمه كيف يسكت ! " .........



#هادي_الخزاعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هوية العراقيين الذين هبوا ، لا تغير من أسباب هبتهم
- تأملات في تأملات الكاتب رضا الظاهر ( في - حرية النقد - وتدقي ...
- دوام الصحة للنصير الشيوعي المناضل الدكتور حكمت حكيم
- على الحزب الشيوعي العراقي أن يكف عن التصفيق لنفسه
- عمه زكيه شلون تموتين وإنتي من أهل العماره
- عمه زكيه شلون تموتين وأني من اهل العماره
- شهادة السيد محمود المشهداني بحق الحزب الشيوعي العراقي
- كّول والعباس راح أنتخب فلان
- جميل أن نسميها منافسة أنتخابية ولا نسميها معركة أنتخابية
- ظلامة ام على ابنها الشهيد الشيوعي
- حتى انت يا علاوي
- قائمة أتحاد الشعب فقيرة . مرشحوها كادحين ، ولكنهم أغنياء بال ...
- وجع على العراق
- مليوصه يا نوري المالكي
- وعي الأختيار عند الناخب ، وحده ينقذ العراق
- لماذا ضمت القائمة العراقية أسماء 73 مجتثا ؟!
- ماذا لو تكرر مجلس النواب العراقي ؟!
- مهمة هيئة المسائلة والعدالة ، ليست مهمة آنيه
- رثاء مسرحي عراقي ابتلعته وحشة المنفى
- قاسم محمد باقٍ فاعمار الكبار طوال


المزيد.....




- مسلسل -Severance- يتصدر قائمة ترشيحات جوائز -إيمي- الـ77
- لبنان.. 12 قتيلاً بغارات إسرائيلية على مواقع لقوات النخبة في ...
- جيل المهارات الجديدة: الذكاء الاصطناعي في حياة الشباب العربي ...
- حكمت الهجري: المرجع الديني الذي تحوّل إلى خصم للشرع
- قص شوارب وتحريض طائفي.. انتهاكات بحق أهالي السويداء رغم الت ...
- كيف تدخّلت الحكومة السورية لمحاصرة أزمة السويداء؟
- من القائل -قل للمليحة في الخمار الأسود-؟ وما قصته؟
- أكثر دلالا وأنانية.. العلم ينفي الخرافات حول الطفل الوحيد
- مقررة أممية للجزيرة: إسرائيل وأميركا تحاولان إبادة الشعب الف ...
- برقيات تقنية.. -آيفون 17? بمعالج غير متوقع و-تيك توك- تقتحم ...


المزيد.....

- كتاب: الناصرية وكوخ القصب / احمد عبد الستار
- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي الخزاعي - هل من رماد خلفته انتفاضة الكهرباء ؟