أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هادي الخزاعي - حتى انت يا علاوي














المزيد.....

حتى انت يا علاوي


هادي الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 2917 - 2010 / 2 / 14 - 18:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما اجتث المطلك والعاني غير تصريحاتهم المغرورة ونرجسيتهم الموروثة من تأريخهم السياسي المشبع بجينات الأنا والأنفراد والأستحواذ الذي طبعهم به موروثهم الحزبي .

أنه محض قصر نظر ، لا ينم إلا عن قراءة غير مدققه للمشهد السياسي والأجتماعي العراقي ومزاج الناس ، رغم انهما ، أي المطلك والعاني وغيرهما ممن يقفون على ضفاف الصراع السياسي. أقول هم من أسهموا بصناعة هذا المشهد ، وهم يعيشون عنفوان تجلياته غير الساكنة ، والتي نلمسها لمس اليد في مثل أيام الأنتخابات هذه.

هذا المشهد الذي اعتبره في أحايين كثيرة ، مشهدا سياسيا ملتبسا ، لأنه وبكل المقاييس يخضع للحظة المزاج التي تغذيها المصالح عند جميع الأطراف المساهمة في العملية السياسية . فحالة الأصطفافات الجديدة بين الكتل السياسية ، يشير بكل وضوح الى مدى التقلب في المزاج السياسي ، التي ترشح عنه ما يشبه الأنقلابات على المواقف المدونة تأريخيا للعديد من السياسيين المساهمين في العملية السياسية .

أفلا يجب بالسياسي ، حتى قليل الخبرة أن يأخذ هذه المظاهر والتجليات بنظر الأعتبار ، أم هي سباحة ضد التيار التي تسبب الأنهاك والغرق .

فالسياسي المحنك الذي يدرك أن هناك أكثر من عين ترصده ، ولا يشك لحظة من انه مرصود او مطلوب من خصومه السياسيين ، يجب ان يعرف متى يختار لحظة أطلاق أفكاره ، وكيف يرتبها ويجدول مراحل أطلاقها ، إذا ما اراد ان يفكر بصوت عال . وإلا فليصمت حفاظا على ماء الوجه ،وحفاظا على الكيانات التي لا تضمه وحده ، وإنما تضم غيره أيضا ، خوفا من أن يُأخذوا بجريرته .

أن الحرب الكلامية الدائرة الآن في المشهد السياسي العراقي بين الكتل السياسية الكبير برموزها الممسكة بزمام الأمور ، وبين من استبعدوا من الأنتخابات ، خصوصا السادة صالح المطلك وظافر العاني ، ومحاولات دخولهم مجلس النواب عبر الدرب الديمقراطي ، وهو الأسلم بكل تأكيد ، اذ يفترض ان يوصل هذا الدرب كل العراقيين الى قبول الرأي والرأي الآخر، حتى ولو على مضض ، لأنه الأسلم في كل الأحوال لمن أراد ان يتجرد من أنانيته السياسية ويعمل لخير العراق بكل تلاوينه ومن أقصاه الى أقصاه .

ولكن بدلا من أطفاء الحرائق المهلكة التي حين يندلع اوارها ، لا يقع ضررها إلا على المواطنين الأبرياء الذين سيبقون الى آخر لحظة يلعنون أبو السياسة التي تقوم على القتل والتفخيخ والذبح والموت المجاني ، والتي هي حصيلة الصراعات التي يشعل فتيلها سياسيون لا تعرف أجنداتهم غير الدم ، وسيلة لحل أي نزاع مهما صغر شأنه . فيأتي من نتوسم فيهم الحكمة والحنكة والتجربة السياسية كما يبشرون ، فيصبون الزيت في مرجل النار .

بعد تلك التصريحات المطبوعة بتهديد ووعيد مبطن ، التي كان قد أطلق جرس أنذارها المطلق والعاني ، والخالية من اي حسن للنية ، والتي لاقت من ردود الفعل على كل الصعد ما أفقدهما حصانتهما وحصافتهما وسياجاتهم التي أحتموا بها .
طل علينا ايضا السيد أياد علاوي رأس العراقية بتصريحات مهدده دفاعا عن حلفائه المجتثين من قائمته ، فيخرج شاهر سيف التهديد ليقول حسب جريدة الشرق الأوسط " أن هذه التطورات ستسفر عن عواقب لا تحمد عقباها " .

ما هذه التلميحات التي إن سَرتْ العدو ، فانها لا تسر الصديق يا سيد أياد علاوي ؟! هل تبشر بأدارة الفوضى في العراق من جديد بعد ذلك الهياج الأعمى الذي أدمى العراقيين طوال عامين بلا توقف ؟! هل تبشر بمسيال دم عراقي جديد تحفر خندقه معاول الطائفية والاصطفافات ضيقة الأفق ؟! أم تحدث أنقلابا في الدولة العراقية المقصوصة الجناح ؟! وإلا ففسر لنا يا سيدي ماذا تعني بالعواقب التي لا تحمد عقباها كما جاء في قولك ذلك ؟! وهل الذي تتفوه به أنت وغيرك والذي فيه مساس بوجودنا وحيواة عوائلنا نحن المواطنين الذين نأينا بأنفسنا عن خصوماتكم وصراعاتكم من أجل الحكم ؟! إذ إننا لا نعتقد بأنه موجه الى خصومك على السلطة فقط !؟

لقد لاحني الخوف بكل ما يعني من صور الدم والموت من صدى تصريحاتك التي لا أعرف بماذا أوصفها وهي تخرج من فيك وبملء فمك . لقد لاحتني كثير من شظايا ذلك التهديد المفعم برائحة الخنادق والعوارض الكونكريتية العازلة ، والأشلاء المتناثره .

يا سيدي أياد علاوي ، كثير منا كان يعتقد بأنك ذلك القابض على مفتاح أطفاء الحرائق ، ولكن وجدناك ، وفي أكثر من تصريح ناري مشابه لآخر ماقلت ، بأنك لا تقل عن الذين يمسكون بالزيت والكبريت من أجل أن يحرقوا العراق ، وحتى أطمئنك فإنا لا نستثني أحد ، لأنهم أدعياء للحكمة والوطنية فقط لا غير ، وأن تغيير الجلود عندهم أسهل من تغيير ملابسهم .

لا تجعلني اصرخ فيك أو متوسلا أليك يا سيد علاوي ، وأنا استعين بأنفاسي المسرحية الأخيره ، مستعيرا من يوليوس قيصر الشهقة المبحوة الشهيرة " حتى أنت يا بروتس " .





#هادي_الخزاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قائمة أتحاد الشعب فقيرة . مرشحوها كادحين ، ولكنهم أغنياء بال ...
- وجع على العراق
- مليوصه يا نوري المالكي
- وعي الأختيار عند الناخب ، وحده ينقذ العراق
- لماذا ضمت القائمة العراقية أسماء 73 مجتثا ؟!
- ماذا لو تكرر مجلس النواب العراقي ؟!
- مهمة هيئة المسائلة والعدالة ، ليست مهمة آنيه
- رثاء مسرحي عراقي ابتلعته وحشة المنفى
- قاسم محمد باقٍ فاعمار الكبار طوال
- فضائية اليسار العراقي حلم ينتظر التحقق!
- من الذاكره بمناسبة يوم المسرح العالمي
- نلسون مانديلا ، اوباما، ونحن !!
- الشارع العراقي والأنتخابات البلدية
- الداد يا بغداد
- شهداءنا نار ازلية تنير الضمائر
- فنان من بلاد الرافدين
- هل أنصف الدستور العراقي المرأة ؟ نعم . ولكن.
- لنتضامن مع الأيزيديين في الشيخان وبقية مناطقهم في كوردستان ا ...
- ربيع لا يبارح واحتك ايها الشهيد الشيوعي صامد الزنبوري
- هل للقاء المالكي وبوش من علاقة بتقسيم العراق حسب توصية الكون ...


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هادي الخزاعي - حتى انت يا علاوي