أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - خليل خوري - اردنيون يموتون بتأثير الجلطات الضريبية !!















المزيد.....

اردنيون يموتون بتأثير الجلطات الضريبية !!


خليل خوري

الحوار المتمدن-العدد: 3048 - 2010 / 6 / 29 - 13:11
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


سجل الاردن في السنوات الاخيرة ارتفاعا ملموسا في عدد الاردنيين الذين يتوفون نتيجة اصابتهم بمرض السرطان الخبيث وتعزو الجهات الصحية هذا الارتفاع الى الاسباب المعروفة والتقليدية المسببة للسرطان مثل تدخين السجائر وتلوث الجو والافراط في استخدام المييدات الحشرية في مكافحة الافات الزراعية فيما يؤكد اطباء اختصاص ان استفحال المرض وخاصة في المناطق الجنوبية للاردن ناجم عن تسرب الاشعاعات النووية من مفاعل ديمونة الاسرائيلي الذي اكل الدهر عليه وشرب والذي تعمدت اسرائيل اقامته في صحراء النقب بحيث يكون قريبا من المناطق المأهولة بالسكان العرب وبعيدا عن المناطق الماهولة بالسكان اليهود , ورغم ارتفاع عدد المتوفين بمرض السرطان حتى منتصف العام الحالي مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي الا انه لا يشكل هاجسا ولا قلقا الا للمصابين به وللاطباء المختصين بمعالجته , فالاردنيون في هذه المرحلة لاتقلقهم الظاهرة السرطانية
مثلما يقلقهم تفاقم ظاهرة الانتحار الفردي والجماعي حيث لا يمر يوم دون ان تزودنا وسائل الاعلام المحلية بخبر عن انتحار مواطن او مواطنة بسبب الفقر والبطالة التي يعاني منها وقبل اسبوع كانت امراة قد صعدت اخر طابق في احدى العمارات العالية الواقعة في جبال عمان ثم اخذت تصيح مهددة بالقاء نفسها مع اولادها الثلاثة من سطح العمارة ما لم تتدخل الجهات الرسمية لاعادة زوجها للعمل في شركة فصلته بعد تعرضه فيها لاصابة عمل وسبق هذا الحدث عشرات الحوادث المماثلة حيث انتحر رجال ونساء اما شنقا او بالقاء انفسهم عن اسطح العمارات او الابراج الكهربائية او غيرها من وسائل الانتحار ولاسباب تعود لتردي اوضاعهم المعيشية . اكثر المهتمين في رصد ظاهرة الانتحار وتشخيص اسبابها هم من كبار الناشطين في احزاب المعارضة الاردنية ويتجلى اهتماهم في الاكثار من اصدار البيانات والتصريحات الصحفية التي تسلط الاضواء على الاصلاحات الصندوقية التي تطلقها الحكومة بين الفينة والاخرى بهدف تضييق فجوة العجز في الموازنة العامة وعلى انعكاساتها السلبية ولسوء حظ احزاب المعارضة ان الحكومة لا تستجيب لتوسلاتهم ومناشداتهم الداعية الى عدم استخدام الوصفات" الصندوقية" لتحقيق اصلاحات مالية ونقدية لانها, كما فهمت في عشرات الندوات وورشات العصف الفكري التي عقدتها الاحزاب وحضرتها , تؤدي لتشوهات واختلالات هيكلية في فروع الاقتصاد المختلفة ولقلة خبرتي في هذه الاختلالات فقد كنت اتخيلها في صورة مواطنين اردنيين وقد تحولوا تحت وطأة الاصلاحات المالية من " جلدة وعظمة " الي هياكل عظمية ولم يفارقني هذا التصور السوداوي الا عندما وقف نائب رئيس الوزراء في واحدة من الندوات وعلق قائلا: نحترم وجهة نظركم فيما ينبغي عمله لتحقيق اصلاحات لا يكون لها انعكاسات سلبية على المستوى المعيشي للشرائح الاجتماعية الفقيرة والمتوسطة وانا مثلكم لا اكره شيئا مثلما اكره تعاطي ادوية صندوقية . صفقنا له طويلا كما تخلى اكثرنا عن رغبته في الانتحار تفاديا لتعاطي المزيد من الجرعات الصندوقية ولكن كان علينا ان نتريث بعض الوقت للتاكد من مصداقية الوزير اللاصندوقية ولاعطاء الحكومة الرشيدة مهلة كافية لاستكشاف الادوية المناسبة والكفيلة
بمعالجة الوضع الاقتصادي المتأزم ومن ثم اخراجه من غرفة الانعاش .لم تمض شهور قليلة على تطمينات معالي الوزير حتى فاجأتنا الحكومة باطلاق حزمة من الاصلاحات المالية مع التاكيد بانها الباكورة وسيتبعها المزيد من الحزم ولقد تعمد وزير المالية " الدكتور ابو حمور" تمرير الحزمة الاولى في يوم الجمعة اي يوم العطلة حيث يفضل المواطن الاردني ان يقضي ساعات طويلة ممددا في سريره بدلا من قراءة الصحف ومتابعة الاخبار التي تبثها الفضائيات المحلية والعربية " اللي بتسم البدن " وبهذا التوقيت خفف الوزير من وطأة الصدمة الضريبية على دافع الضرائب الاردني مثلما ترك للمواطنين الطفرانين حرية الاختيار اما بالبقاء مسترخين ممدين في اسرتهم او بالقاء انفسهم من اسطح العمارات تخلصا من جحيم الضرائب وغول الغلاء. حتى كتابة هذه السطور اكتفى" ابو حمور " برفع اسعار القهوة والمياه والكهرباء وفرض ضريبة على البنزين والسولا ر بنسبة 20 %. وتعليقا على موجبات الحزمة الضريبية يقول حمور : في الحقيقة لم نرفع اسعار المياه والكهرباء بل رفعنا الدعم عنا . مرفق المياه والكهرباء يتكبدان خسائر سنوية بملايين الدنانير. كان عدد كبير من الصحفيين يجلسون قبالته يسجلون اقواله كعادتهم دون احراجه بتوجيه اسئلة تتجاوز الخطوط الحمراء مثل سؤاله : لماذا معاليكم ترفعون اسعار المياه والكهرباء اليس الاولى لتخفيض خسائر المرفقين ضغط نفقاتهما الجارية ؟ اسئلة من هذا القبيل تندرج ضمن المحرمات ولا يرتاح لسماعها اصحاب المعالي لأن الحديث " سيجر " للحديث عن بطالة مقنعة تشكل ما نسبته 60 % من عدد العاملين في المرفقين ولا يرى صاحب المعالي حمور من طريقة لتغطية رواتب موظفين لايقومون بأي عمل في المرفقين الا رفع اسعار المياه على المزارعين المنتجين !! وكان اسلافه من وزراء المالية قد استخدموا نفس الوسائل في " تشليح " دافعي الضرائب حيث رفعوا ضريبة المبيعات تدريجيا من 3 % الى 16 % على معظم السلع والخدمات ثم على كافة السلع ومراعاة لاوضاع الفقير استثنوا منها الطحين وكانت حجتهم في رفع نسبة الضريبة هو تغطية العجز في الموازنة العامة بينما العجز في كل الاحوال ناجم عن استفحال البطالة المقنعة
في اجهزة الدولة المختلفة وبذلك وقع عبء ضريبة المبيعات على الشرائح المنتجة في المجتمع الاردنى وعلى الحلقات الاضعف فية كالشريحة الاجتماعية التى تعيش عند خط الفقر او دون هذا الخط كونها عاجزة عن تدوير الضريبة الى طبقات اخرى فيما حولت الحكومة عوائد الضريبة وهي بمئات الملايين من الدنانير الي جيوب العاطلين عن العمل " البطالة المقنعة" في مرافق الدولة المختلفة والذي لا تقل نسبتهم عن 30% من اجمالي عدد العاملين وفق دراسات اعدها البنك الدولى وايدها في تقاريره الدورية رئيس ديوان الخدمة المدنية . في دول اخرى ترد احزاب المعارضة والنقابات العمالية على رفع الاسعار وفرض المزيد من الضرائب بتنظيم المسيرات والمظاهرات الاحتجاجية وحتى تنظيم اضرابات للضغط على حكوماتها للتخلي عنها ولاعتماد وسائل مالية اخرى لاترهق جيب المواطن الغلبان والمسحوق ولكن هنا في الاردن ارتأ ت
احزاب المعارضة ان تختار اقل الوسائل عنفا حيث اقامت في وسط عمان وفي باحة المسجد الحسيني تحديدا
مجلس عزاء لمواطن توفي نتيجة اصابته بجلطة ضريبية وكان مقصودا من حملهم لنعش المواطن الوهمي ومن تلقيهم العزاء بوفاة المواطن المجلوط من المارة في الشارع هو لفت انظار الحكومة وكذلك الراي العام الى خطورة الاجراات المالية للحكومة وللضغط عليها بأكثر الوسائل "حضارية " لكى تعتمد وسائل اخرى لتغطية عجز غير مسبوق في موازنة الدولة والذي يقدر 1.5 مليار دينار وما نسبته 9% من الناتج الوطني . كان لافتا في المنظمين في مجلس العزاء وجود عدد من الملنحين بينهم فظننت في البداية بأنهم اعضاء في جبهة العمل الاسلامي وتنظيم جماعة الاخوان الملسلمين ولكن عندما تقدمت منهم وتبادلت معهم عبارات العزاء بالمواطن المتوفي علمت منهم انهم اعضاء في احزاب يسارية وقومية ويبدو من غياب الاخونجية الاكثر مناكفة
للحكومة من اي حزب اخر انهم كانوا مشغولين في الاعداد لمراسم تنصيب اردوجان خليفة عتمانيا على العرب والمسلمين . ثم لماذا ينخرطون في فعاليات مناهضة لاصلاحات الحكومة المالية وهم يعرفون ان من اهم اسبا ب العجز المالى في موازنة الدولة وتردي الاوضاع الاقتصادية وعجز الحكومة عن اطعام افواه الفقراء والعاطلين عن العمل هو الزيادة السكانية الهائلة وبأنهم هم وليس غيرهم من يشجع المواطنين على زيادة الانجاب وهم وليس غيرهم من يعارض وحتى يحرض ضد الاجراءات والبرامج التي تحاول الحكومة وبحذر شديد تطبيقها للحد من الانفجار السكاني كرفع سن الزواج ومنع تعدد الزوجات .



#خليل_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخليفة العثماني اردوجان يغرق
- الخليفة العثماني اردوجان يحجز مياه دجلة والفرات عن سوريا وال ...
- اكبر حقل غاز اسرائيلى مقابل اكبر صحن تبولة عربي !!
- اردوجان اذ يركب موجة العداء لاسرائيل
- رفع الحصار عن غزة
- تظاهرة دولية لكسر الحصار- الحمساوي - المفروض على غزة
- صراع الديكة في تنظيم الاخوان المسلمين الاردني
- كبسولة ابوال البعير تتحدى كبسولة فنتر البكتيرية
- الاخوان المسلمون يوفرون ازواجا لعوانس الاردن
- دكتاتورية تتبنى الاشتراكية والعلمانية وديمقراطيون يرعون الغي ...
- في مباراة الانتخابات العراقية الفريق الايراني يفوز على الفري ...
- 60 ضابطا اردنيا يعزفون على وتر الاقليمية البغيضة
- بتفويض من حزب الشيطان حزب الله يتأهب لتحربر القدس
- فضيحة بجلاجل :نصف ائمة مساجد الاردن اميون
- تبويس اللحى لا يقود لمصالحة فلسطينية
- انطلاقا من الحدود الاردنية
- تفشي - الطالبانية - في فلسطين
- اوباما يضغط على اسرائيل
- الاردن يسجل رقما قياسيا في عدد المساجد
- مسكنات لمعالجة العجز في الموازنة الاردنية !!


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - خليل خوري - اردنيون يموتون بتأثير الجلطات الضريبية !!