أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خليل خوري - تفشي - الطالبانية - في فلسطين














المزيد.....

تفشي - الطالبانية - في فلسطين


خليل خوري

الحوار المتمدن-العدد: 2974 - 2010 / 4 / 13 - 17:48
المحور: القضية الفلسطينية
    



خلال الايام القادمة يتوجه وفد ديني اسرائيلي يضم عددا كبيرا من كبار الحاخامات اليهود الى
الولايات المتحدة الاميركية للمشاركة في مهرجان تضامني مع اسرائيل تنظمه جماعات اصولية مسيحية بالتعاون والتنسيق مع منظمات صهيونية تنشط على الساحة الاميركية . وستشتمل فعاليات المهرجان حسب ما ذكرت صحف اسرائيلية اقامة ندوة يلقي خلالها حاخامات يهود وقساوسة انجيليون محاضرات تتناول التكاثر السكاني الفلسطيني " الغزاة المسلمين حسب المصطلح الصهيوني " واثاره السلبية على " يهودية ارض الميعاد " , وايضا عرض افلام وثائقية تسلط الاضواء على "الارهاب الاسلامي " الذي تمارسه الجماعات الفلسطينية المسلحة " ضد الابريا ء " من المدنيين اليهود وفي ختام المهرجان سيصدر بيان يتضمن عددا من التوصيات من ضمنها توجيه الدعوة الى اعضاء الكونجرس ومجلس النواب الاميركي والبرلمانات الاوروبية لاصدار تشريعات تمنع تقديم الدعم المالى لوكالة الغوث " الانروا " لان استمراره بأشكاله المالية والعينية والخدماتية سيعزز من صمود " الغزاة المسلمين في الارض التوراتية " فضلا عن تحفيز الغزاة على التكاثر ومن ثم التحول الى اغلبية في هذه الارض المقدسة !! قياسا على مؤتمرات ممائلة فسوف يركز المشرفون على المهرجان على عرض افلام وثائقية يظهر فيها افراد المجتمع الفلسطيني بالاشكال الطالبانية التي اخذت تتفشى كأي وباء ديني في صفوفه مثل عرض لقطات لمسيرة نساء منقبات يطغى عليها اللون الاسود وهن يرددن صيحات " بالروح بالدم نفديك يا اقصى " واخرى بموازاتها لرجال اطالوا لحى تلامس الارض وهم يرددون " الموت لليهود احفاد الفردة والخنازير " ولا احسب ان المنظمين للمهرجان سيغفلون عن عرض مسلسل للعملبات الانتحارية التي كان ينفذها انتحاريو حركة حماس ضد الاهداف المدنية بقصد اللعب على الوتر الايديولوجي عبر عرض لقطات لقتلى من الاطفال والنساء الاسرئييليين فيما سيظهر في لقطات لاحقة ملتحون فلسطينيون وهم يوزعون الحلوى في شوارع غزة والقدس وغيرها من المدن الفلسطينية ابتهاجا بالنصر المؤزر " على ابناء القردة والخنازير " وهي عبارة اخدت طريقها الى التداول على السنة الفلسطيننين منذ ان فرض عليهم المعممون واصحاب اللحى من حركة حماس خطابهم الديني وبعدئذ هل نلوم الاصوليين الانجيليين الاكثر هوسا منهم اذا ما توصلوا الى قناعة بأن الصراع الدائر في فلسطين هو صراع بين " شعب الله المختار وبين الكفار المسلمين " وليس حركة تحرر وطني يخوضها الفلسطينيون من اجل تحرير ارضهم واقامة دولتهم المستقلة تماما كما تريد ان تحرفها عن مسارها وتطمس اسبابها بغطاء ديني العصابة اليمينية الحاكمة في اسرائيل وعلى رأسها بنيامين نتنياهو وكما يريدها ايضا جماعة الاخوان المسلمين وفرعهم في قطاع غزة المتمثل بحركة حماس وصولا الى دولهم الدينية . بمثل هذا الطراز من المهرجانا ت كان الحاخامات ومعهم المنظمات الصهيونية قادرين دائما على كسب قطاعات واسعة من الرأي العام الاميركي والاروبي وخاصة الاصوليون المسيحيون منهم الى جانب قضيتهم الصهيونية والمتمثلة بيهودية فلسطين فما بالك بعد بعد ان ضرب الوباء " الطالباني " بجذوره في المجتمع الفلسطيني . فهل بوسع الفلسطينيين بعد ان انسلخ قطاع واسع منهم عن مفاهيم الحداثة وانزووا في كهوف الغيبيات الدينية ان يكسبوا راي عام او روبي واميركي وهل يمكن في ظل الحملات المتواصلة التي يشنها المعممون ضد العلمانيين والاشتراكيين والنخب التنويرية من الشعب الفلسطيني ان يصمد احد منهم في بيئة دينية تزداد انحطاطا يوما بعد يوم . لا احسب وهم في هذه الحالة من الغيبوبة الدينية والانسلاخ عن ركب الحضارة الصاعد سيتمكنون من احداث ولو اختراق محدود في هذه الساحات رغم عدالة قضيتهم ولا اتوقع تحولا في الراي العام الغربي وانحيازا لقضيتهم الا اذا تخلوا عن طالبانيتهم واستعادوا مفاهيم الحداثة والتنوير التي كانوا سباقين على شعوب عربية اخرى في حملها مشاعلها طوال العقود الماضية . المفجع في هذة الانتكاسة الحضارية ان السلطة الفلسطينية التي تدعي العلمانية وترفض طروحات حماس الدينية تقف موقف المتفرج حيال الظاهرة الطالبانية ولاتطرح اي برنامج للحد منها بل انها مسايرة للسعودية ولدول خليجية مانحة للمساعدات وحتى مزايدة على احزاب دينية فلسطينية مثل الجهاد الاسلامي وحزب التحرير الذي يتحرك بحرية وحركة حماس قد اطلقت العنان للمعممين من رجال الدين للترويج للمفاهيم الطالبانية كما لازالت تحجم عن تطوير المناهج التعليمية التي يطغى عليها الخطاب الديني ناهيك عن بث اعلامها الرسمى لهذا الخطاب لساعات طويلة . عندما كنا نسالهم متى ستتحركون لمواجهة الظاهرة الطالبانية كانوا يجيبون باستخفاف هذا تناقض ثانوي وسنتصد ى له بعد ان نقضى على التناقض الاساسي المتمثل بالاستيطان وجدار الفصل العنصري وبعد ان نقيم دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف !! وهنا نسال : بأي ادوات ستتغلب السلطة على تناقضها الرئيسى غير اداة المسيرات الطالبانية ؟ وهل ثمة ادوات اخرى بعد ان خلت الساحة من النخب التنويرية حيث هاجرت غالبيتهم الى العالم الغربي هربا من الطالبانيين وحتى لايدفعوا لهم الجزية وهم صاغرون ! وبعد ذلك هل تتوقع السلطة الفلسطينية ان تحرز اي اختراق في مجال كسب عقول وقلوب الغربيين في وقت بات التناقض الرئيسى بنظرهم يتمثل بالفوبيا الاسلامية . واخيرا هل ثمة قوة في هذا العالم قادرة على الضغط على اسرائيل وفرض حل الدولتين عليها في ظل اختلال موازين القوى لصالح اسرائيل وعجز النظام العربي غير القوى الغربية التى صنعت هذا الكيان الغاصب ؟



#خليل_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوباما يضغط على اسرائيل
- الاردن يسجل رقما قياسيا في عدد المساجد
- مسكنات لمعالجة العجز في الموازنة الاردنية !!
- همام سعيد يعلن الجهاد - الحرب - ضد المصالح اليهودية في الدول ...
- - اخوان - الاردن يطلقون حملة لاسقاط وزير التربية العلماني
- مبروك لايران !
- نتتنياهو يستنزف طاقات الشعب الفلسطيني في مواجهات دينية
- الكتابة الموضوعية والكتابة بقصد التجريح الشخصي
- هل يختفي العراق عن الخارطة السياسية ؟
- نكتة الاسبوع : المالكي يعترض على التدخل الاميركي
- حول حمير - صدام - مرة اخرى
- حمير - صدام - وحمير - بوش وملالي ايران -
- عزف أمريكي عراقي متضارب على اوتار اجتثاث - البعث -
- هل اصبح العراق الحديقة الخلفية لايران
- اللاجئون الفلسطينيون يزحفون باتجاه وطنهم
- انفلونزا الكساد تجتاح الاقتصاد الاردني!
- قادة الحراك الجنوبي يعزفون على وتر تقسيم اليمن
- اللامعقول في ميلاد المسيح
- الازمة الاقتصادية تطيح بالبرلمان الاردني
- حماس تمنع اطلاق الصواريخ


المزيد.....




- مادة غذائية -لذيذة- يمكن أن تساعد على درء خطر الموت المبكر
- شركة EHang تطلق مبيعات التاكسي الطائر (فيديو)
- تقارير: الأميرة كيت تظهر للعلن -سعيدة وبصحة جيدة-
- عالم روسي: الحضارة البشرية على وشك الاختفاء
- محلل يوضح أسباب فشل استخبارات الجيش الأوكراني في العمليات ال ...
- البروفيسور جدانوف يكشف اللعبة السرية الأميركية في الشرق الأو ...
- ملاذ آمن  لقادة حماس
- محور موسكو- طهران- بكين يصبح واقعيًا في البحر
- تونس تغلق معبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا لأسباب أمنية
- ?? مباشر: تحذير أممي من وضع غذائي -كارثي- لنصف سكان غزة ومن ...


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خليل خوري - تفشي - الطالبانية - في فلسطين