همام سعيد يعلن الجهاد - الحرب - ضد المصالح اليهودية في الدول العربية والاسلامية !!

خليل خوري

الحوار المتمدن-العدد: 2952 - 2010 / 3 / 22 - 18:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

همام سعيد يعلن الجهاد " الحرب " ضد
المصالح اليهودية في الدول العربية والاسلامية !!

ردا على قرار الحكومة الاسرائيلية القاضي بضم مسجدي بلال " قبر راحيل " والحرم الابراهيمي الى التراث الاسرائيلي واعادة بنائها لكنيس الخراب على بعد امتار من المسجد الاقصى اعلنت جماعة الاخوان المسلمين في الاردن ومعها ذراعها الحزبي الضارب جبهة العمل الاسلامي حالة الاستنفار القصوى في صفوف كوادرها المتقدمة كما عقدت القيادة العليا للتنظيمين سلسلة من الاجتماعات لتدارس الخطوات الجهادية الواجب اتخاذها من جانب الجماعة لتطهير المساجد المحتلة من الدنس الصهيوني ورغم التكتم الشديد الذي احيطت بالاجتماع وما تم اتخاذه من قرارات فقداماط المراقب العام للجماعة الدكتور همام سعيد اللثام عن جزء منها في مهرجانات ومسيرات " نصرة الاقصى " حيث اكد في باكورة خطبه النارية ان الاجراءات الصهيونية لتهويد المسجد الاقصى بمثابة " خط احمر" ثم عاود في خطبة لاحقة الى اطلاق النفير العام داعيا العرب والمسلمين حيثما تواجدوا على سطح الكرة الارضية الى الانخراط في حرب جهادية ضد المصالح اليهودية في العالمين العربي والاسلامي , لاحظوا همام لايريدها حربا ضد اهداف صهيونية بل حربا اوسع نطاقا لتشمل مصالح مواطنين يهود يعيشون في هذه الدول ولا صلة لهم من قريب او بعيد بالكيان الصهيوني الغاصب . بمثل هذه الديماغوجيا التي لاهدف من ورائها الا كسب شعبية رخيصة كان الاسلاميون
المتعصبون يقدمون الذرائع للمنظمات الصهيونية ومن بعدها اسرائيل لاثارة الذعر في صفوف الجاليات اليهودية التي تعيش في الدول العربية والاسلامية ولدفعهم للهجرة من هذه الدول لاسرائيل حفاظا على حيانهم وصونا لكرامتهم وممتلكاتهم , ولا اظن ان الدكتور همام وغيره من اقطاب الاخوان المسلمين يجهلون ان موجات الهجرة اليهودية التي سبقت النكبة الفلسطينية من العراق واليمن والمغرب العربي كانت نتيجة تهميش دور الجاليات اليهودية في الحياة السياسية والتعامل معها كأ قلية دينية منبوذة وليس كمواطنين متساوين في الحقوق والواجبات مع غيرهم من المواطنين العرب فضلا عن تعرض منشئاتهم ومصالحهم الاقتصادية لاعمال التخريب تارة من جانب المنظمات الصهيونية وتارة من جانب متعصبين اسلاميين وقوميين حيث لم تتردد بعض منظماتهم من قتل بعض اليهود وحرق ونهب ممتلكاتهم ردا على المجازر التي ارتكبتها عصابات شتيرن والارغون والهاجانا وعيرها من العصابات الصهيونية في دير ياسين وقبية ونحالين وحيفا وراح ضحيتها الاف من الفلسطينيين . ولعل الاخطر من دعو ة همام المجاهدين العرب والمسلمين الى ضرب المصالح اليهودية وليس الاسرايئلية او حتى الصهيونية هي الخطوط الحمراء التي وضعها عند حدود المسجد الاقصى وهنا نسأل لماذا لا يكون كل شبر يغتصبه الاسرائيليون من الاراضي الفلسطينية المحتلة خطا احمر ويتعين على العرب والمسلمين " الجهاد" من اجل تحريره , فهل نسي المراقب العام في ذروة حماسه ان فلسطين من البحر الى النهر قد اعتمدها الفرع الفلسطيني للاخوان المسلمين " حماس " وقفا اسلاميا ولايجوز لاي مسلم التفريط باي شبر منه .؟
مشكلة اخوان الاردن انهم يطرحون شعارات كبيرة دون ان تكون لديهم القدرة وحتى الشجاعة لتنظيم مظاهرة قبالة السفارة الاسرائيلية فما بالك بدعوتهم الجهادية لتحرير الاقصى تارة والقضاء على الكيان

الصهيوني تارة اخرى . الاخوان كحركة ماضوية لاتريد ان تفهم ان موازين القوي وحقائق العصر لاتسمح
بتطبيق شعاراتهم مثلما لا تتحمل ديماغوجيتهم ولماذا لايدركون ومثلهم منظمات فلسطينية متطرفة ان اضمن طريق لتحقيق الشعارات الكبيرة - مثل تحرير فلسطين – هو الاشتغال على الشعارات الصغيرة مثل مقاطعة سوق
العمل الاسرائيلي ردا على تهويد الاقصى او القدس اليس هذا اجدى من ان ينفخ همام في " بوق النفيرالعام " ثم لانرى من حربه الجهادية الا حربا على الطريقة الدون كيشوتيه فبدلا من ان نرى جيوشا تتحرك لتحرير الاقصى لا نرى الا مسيرات ترتفع فوقها اعلام الاخوان الخضراء ويافطات تحذر الصهاينة برد مزلزل وخطباء انتفخت اوداجهم من شدة الغضب على العدو الصهيوني وكفى الله المؤمنين شر القتال !!
من متابعتي لحروب " اخوان " الاردن المتواصلة ضد الكيان الصهيوني اعتقد انهم قد استنزفوا تماما ولم يعد بمقدورهم وفقا لظروفهم الذاتية والموضوعية الا توجيه اللعنات ضد اليهود من فوق المنابر ولهذا كثيرا ما اتساءل : لماذا لا ياخذون استراحة المحارب , ومتى يدركون انهم مجرد جمعية خيريه ينبغي ان تتفرغ للعمل من اجل تحقيق هذا الهدف الانساني ولايجوز تجاوزه لاي هدف اخر مثلها مثل المئات من الجمعيات الخيرية الاردنية التي تمارس نشاطها بعيدا عن كل هذه العنتريات السياسية.


ملاحظة : ارسلت المقال اعلاه بتاريخ 21/3 الا انكم امتنعتم عن نشره ربما لتعارضه مع شروط النشر. رجاء بيان الاسباب على بريدي الالكتروني تفاديا لها في مقالات قادمة

#خليل_خوري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل