أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سيمون خوري - إنه.. زمن التثاؤب..؟















المزيد.....

إنه.. زمن التثاؤب..؟


سيمون خوري

الحوار المتمدن-العدد: 3045 - 2010 / 6 / 26 - 17:48
المحور: كتابات ساخرة
    



إنه زمن التثاؤب ...؟
إنه زمن التثاؤب ، هل يتثائب الزمن ..؟ في بلادنا كل شئ جائز ، كل الأفكار القديمة تعيد توليد ذاتها مثل " الأميبيا " زمن يتثاءب فيه الزمن في العالم العربي ويعيد إجترار ذات الحكايا والأساطير ، منذ تغريبة بني هلال ، ولوعة قيس في حب ليلى . وإحساس عنترة العبسي بفقدان العدالة الإجتماعية . عالم ليس أمامه ، سوى تاريخ إحادي واحد ، يستعيد به ذاته مبني على ماضٍ غير قابل للإحياء . فيما الفصل الحقيقي للتاريخ مدفوناً تحت الرمال ، لا أحد يسمح بزيح هذا الكم من الرمال عنه لأنه أهم من شريان النفط . بل هو النفط الحقيقي للإلهه في تلك المنطقة . في العالم العربي الزمن لا علاقة له بزمن " إينشتاين " النسبي ، فهو زمن مطلق ، وكافة الأحكام هي مثلة أحكام مطلقة . مجتمع يتعامل مع النقد بإعتباره رجماً بالحجارة ، فيما هو مقموع من منبت الشعر الى أسفل القدمين . بقمع ذاتي ، وقمع خارجي .
مجتمع مشغول بمعاركة القمعية الداخلية . يقمع النظام المواطن ، يقمع المواطن الذكوري المرأة ، ويقمع صاحب العمل العامل . ثم فوق ذلك يقمع رجل الدين الجميع . وهو القمع الأعلى المقدس . الذي يتقيأ عدم المساواة وكراهية الآخر سواء لسبب ديني أو عرقي . " فأنتم خير أمة أخرجت للناس " ..؟ ترى هل هناك صيغة عنصرية أخرى مماثلة لها سوى صيغة " شعب الله المختار " ... وبين الصيغتين تسيل أنهر من الدماء سعياً لإحتكار أسوء ما في الطبيعة البشرية وهي لغة التعصب القاتلة . " نحن " في مواجهة " هم " الحاضر في مواجهة المغيب عمداً وليس الغائب فعلاً .
عالم عربي فقد أؤكسجينه ، أصبح يتقيأ بترولاً أسوداً ، يتمدد شاقولياً وأفقياً مثل مسخ " فرانز كافكا " . يشترك مع العالم الأخر بذات المواصفات الجسدية من الكتف وحتى الأسفل . دون الرأس الذي أخذ إجازة طويلة للتثاؤب البطئ والمريح في التفكير في معنى الماضي ، فيما سرق الزمن الجديد روح القديم وأبقاه جثة متحللة .
نتثائب يميناً ونتثائب يساراً . ترى هل التثائب إحدى علامات الرغبة في النوم أو الإحساس بالكآبة والملل ، أم أنها تعبير عن غفوة العقل كحالة بيولوجية ..؟
المرضي عنه " أبو هريرة " أعتبر أن الإنسان إذا فتح فمه متثائباً ضحك الشيطان منه ..؟ أي أن الشيطان يضحك على سكان الشرق الأوسط منذ أكثر من ثلاثة ألاف عام . ومنذ أربعمائة وألف وبزيادة ثلاثون فإن الشيطان في ضحك متواصل دون إنقطاع . أحياناً عندما يضحك المرء قد ينشر معة حالة من العدوى فيضحك الأخرون دون معرفة السبب . بيد أن المنطقة للحقيقة لم تتأثر بفعل ضحك الشيطان ، ليس بسبب قوة جهاز مناعتها ، بل بسبب البكائيات المسيطرة على العقول . لذا ليس غريباً أن يضحك الشيطان على بكائنا على الماضي التليد والعظيم .
أي ماضٍ ..؟ وهل العقائد الدينية تسطر لتأريخ المنطقة ..؟ ماضٍ نصفة مسروق والنصف الأخر مؤلف من قبل من تآلفت مصالحهم .. ومنذ تلك اللحظة التي قلب فيها " أخناتون " ظهر المجن ، دخلنا في أزمة حوار مع ذاتنا ، ومع الغير . وزاد الطين بله ، منذ ألف وأربعمائة ونيف في صنع صيغة حوار جديدة تعتمد على نفي الآخر إما " نحن " أو " نحن " بتغييب " هم " بل محيها بأكسيد الزئبق .
مسكين هذا المواطن في العالم العربي ، أكثر من مرة إنتابني إحساس أو شعور بالشفقة على من تبقى من مناضلين " حقيقيين " على تلك المعاناة الصعبة التي يواجهونها في مجتمعات ما قبل التاريخ . أو على تلك الحالات الإنسانية التي فتكت بها وإلتهمتها الشعارات البراقة الناسفة بكل أحزمة التخلف . أشعر بالإشفاق على مجتمع بطريركي عاجز أنظمة وأحزاباً على توليد أفكار جديدة لحياة جديدة . أشعر بالإشفاق والأسى على كتبة تقارير معولمين لإنظمة حكم أو منظمات شخصية أو لأجهزة عسس قملية ، ليس لها من مهمة سوى أكل رأس المواطن .. تماماً كما تأكل العنكبوت الأسود رأس ضحيتها بلا شفقة . للكاتب البرتغالي " ماريو دي كييروز " الفائز بجائزة نوبل العام 1998 كتاب عنوانه " قابيل " يقول فيه " الإنجيل هو دليل العادات السيئة وكتالوغ القسوة " بيد أن مشكلة صديقنا الكاتب كونه لم يطلع على بقية الكتب " المقدسة " الأخرى .. ترى لو قرأ كنتم خير أمة .. ماذا سيقول .. ..؟
مناسبة هذه النظرة أو الأفكار التي قد يعتبرها البعض متشائمة جداً أو عبثية جداً هي خروج الجزائر من تصفيات الكرة العالمية .. شئ طبيعي أن يخرج فريق ما .. مثلما خرج الفريق الفرنسي أو الإيطالي .. لكن شئ غير طبيعي عندما يجري التعامل مع الكرة من منطق عصبوي متخلف وحاقد على الآخرين . حالة من " السعار القومي " أصابت البعض . وأصبحت خسارة الجزائر أمام الفريق الأمريكي مؤامرة " صهيونية – أمريكية " وليس بسبب خطأ فني أو عدم لياقة بدنية ومهارة .. هل هذا معقول ..؟ نعم معقول لأننا مجتمعات لا تعرف سوى فتح فمها للتثاؤب فقط . ولا علاقة للعين بعصب الدماغ المعطل . فالفم هو الطريق الى العقل
لذا ، سبحان من أخرج الجزائر من كأس العالم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي القدير . هكذا أراد وما شاء فعل . ولله في خلقة شؤون في مغزى إنتصار الفريق الأمريكي
خرجت الجزائر من دورة كأس العالم .. قامت قيامة الأمة العربية .. ومعها الكرامة العربية والنخوة والشرف والعزة والإباء وقداسة ما بين الأفخاذ . تحولت أجهزة الإعلام الرسمية ومعها جوقات الجهل من قنوات ومواقع الى أكبر مهرج عصبوي وشوفيني في التاريخ .. ولولا الحياء لإعلن الجهاد المقدس ضد دورة كأس العالم .. كما أعلن ملك الملوك الجهاد الى أن قبض إبنه المعلوم كتعويض معنوي . أمام هذه الحالة شخصياً كدت أن أتثائب .. لكني لم أدع للشيطان فرصة للضحك علي . فالشيطان وأنا نشترك في قاسم مشترك واحد هو الضحك . ورغم أن ذاكرتي خانتني في معرفة من هو القائل " ياأمة ضحكت من جهلها الأمم " فيبدو أن كل الأمم الأخرى شياطين ، وأمتنا هي فقط من الملائكة ..؟ وسعاة بريد بين فوق وتحت .
عندما تحل روح العصابة بدل الروح الرياضية سواء في النصر أو الهزيمة ندرك عندها حجم الأنانية والشوفينية التي تحتل المساحة الأكبر من عقلية المنطقة . هل نتذكر حرب " داحس والغبراء " بين الجزائر ومصر ..؟ لذا ربما ليس غريباً هنا غياب مفهوم ومعنى المساواة من حياة المجتمع العربي . لأنه عندما تتوفر النظرة المساواتية مع الآخر عندها لا يجد أحداً سبباً لإعتبار الأخر مختلف عنه . وبما أننا " خير أمة أخرجت للناس " فإن هذه المقولة الشوفينية هي التي تحول دون النظرة المساواتية مع الآخر المختلف . لذا يصبح إعلان الحرب على الفرق الفائزة على الجزائر أمرأ جائزاً ، لأن تلك الفرق إخترقت المقولة القائلة " بأننا خير أمة أخرجت للناس " كما كانت هي الحال بين الجزائر ومصر .
شئ طبيعي أن يشجع أحدهم هذا الفريق أو ذاك ، بيد أنه ليس طبيعياً أن يتحول التشجيع الى عامل إيقاظ لكل الأحقاد الشوفينية والعدوانية ضد الأخر . وفجأة تتحول الفرق التي هزمت فريق الجزائر الى فرق خنازير وقردة . ويصبح معها إنتصار الفريق الأمريكي أيضاً " مؤامرة " هدفها منع " العرب " من الوصول الى نهائيات كأس العالم ..؟ ما هذا الهراء .. ولولا الإلتزام بقواعد النشر ، لسجلنا هنا ما كان يقال من أحكام وتوصيفات بحق الأخرين من الفرق الأخرى .؟ بل وصل الأمر الى درجة أن خطباء مساجد من الدرجة العاشرة بعد خروج الجزائر أفتوا بعدم مشاهدة مباريات الفرق الأخرى لأنها تلهي المرء عن ذكر الإله والتسبيح بحمده .
نعم سبحان من أخرج الجزائر من المونديال ، وأعاد الرشد الى أصحاب العقول المتثائبة . ولنرفع شعار " التعطيس " بدل التثاؤب كيلا يستمر الشيطان في الضحك على هذه المنطقة التي إبتليت بتاريخها المجيد .



#سيمون_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالم العربي .. وظاهرة إزدواجية السلطة مع الأصولية
- من إسطورة نوح الى المسيح المنتظر / الى سوبرمان العصر القادم ...
- بلدان للبيع .. أو للإيجار ..؟
- التكنولوجيا.. آلهة العالم الجديد / من مبدع لها الى عبد لها
- التكنولوجيا ... آلهة العالم المعاصر .؟ / من مبدع لها الى عبد ...
- البحث عن نموذج جديد للعدالة
- إرهاصات ماقبل التغيير القادم ..؟/ اليونان نموذجاً
- مسيرة المليون / شهود على ما حدث في أثينا
- مارغريتا .. آه ..يا مارغريتا
- مشاعية - الجنة الفردوسية - / حرية جنسية - مساواة إجتماعية - ...
- من هي - المومس - المجتمع .. أم بائعة الهوى ..؟
- عندما - يتغوط - العقل / تصاب - المؤخرة - بالصداع ..؟
- إذا كان ( الإله) ليس وهماً.. / فهو ملحد ؟
- قبيلة - الماساي - الأفريقية/ ومعابد - الإلهه- في مالاوي
- عندما يتحول الدين الى / فلكلور للفرح والمحبة
- لماذا إختفى مفهوم الرجعية / من أدبيات اليسار ..؟
- من إسراطين ..الى نيجيريا / حوار هادئ مع الأخ العقيد القذافي
- ما بين أحفاد السيدة - ماكبث -/ وبقايا ماري إنطوانيت ..؟
- مؤتمر - قمة - العائلات الحاكمة / في العالم العربي
- ببغاء - السيدة مرتا - / وأبونا الخوري..؟


المزيد.....




- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سيمون خوري - إنه.. زمن التثاؤب..؟