أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سيمون خوري - عندما يتحول الدين الى / فلكلور للفرح والمحبة














المزيد.....

عندما يتحول الدين الى / فلكلور للفرح والمحبة


سيمون خوري

الحوار المتمدن-العدد: 2970 - 2010 / 4 / 9 - 16:51
المحور: حقوق الانسان
    


الفرح لا يفرق بين جنسية وأخرى أو لون وأخر . فليس هناك فرح عربي أو فرح صيني أو غربي . الفرح والإبتسامة والمحبة ، هي جزء من مكونات الإنسان الطبيعية . فالصيني لا يبتسم بالعرض ونحن نبتسم بالطول .. والمشكلة ليست في الأسنان التي ستسفر عنها الإبتسامة ، أكانت صفراء أم ناصعة البياض ، بل في العقلية والبنية الثقافية . الإبتسامة هي رأسمال طبيعي للإنسان .
بمناسبة عيد الفصح ، وإن كانت المناسبة قد مرت ، لكن أود إيراد هذه الحادثة في معرض التأكيد على ما جاء في كتابات العديد من الأصدقاء حول موضوع وضع الدين أيأ كان في حجمه الطبيعي . او بمكانه الذي يمكن للمرء من خلاله إحترامه بوصفه جزء من تراث الماضي . بإعتبار ذلك حلاً لوأد مفاهيم التعصب والتطرف ولعقلية إقصاء الأخر وعدم المساواة الإجتماعية .
عندما يتحول الدين ، الى جزء من الفلكلور والتقاليد الجميلة ، التي لا تقرر نيابة عن الإنسان حق تقرير مصيره . تتحول المناسبات الدينية الى حفلات فرح جماعية . وتتراجع الى الخلف كل ثقافة إقصائية للإخر المختلف . وهو الفارق بين ثقافتين ، ثقافة المحبة ، ومفاهيم الكراهية والتعصب .
مساء يوم السبت ، أو ما يسمى بعيد " القيامة " والفصح وإنتهاء الصوم الكبير، إقترح عدد من أصدقائي المسلمين الذهاب معاً الى الكنيسة لحضور الإحتفال الديني بهذه المناسبة . وبما أني لست من زوار مراكز العبادة ، وافقت على مضض وتنازلاً مني لصالح رأي اصدقائي المسلمين . رغم أن الفكرة أعجبت زوجتي بإعتبارها مناسبة لرؤية الفرح على وجوه الأطفال والنساء والعجائز وإضاءة الشموع ليلاً.
على الطريق إشترينا شمعاً من باعة متجولين ، سألت أحد أصدقائي من المسلمين ما الهدف من هذا الإقتراح ..؟ أجاب : أريد معرفة الفارق بين زمنين ، بين زمن ميت ، وبين زمن قادم . لم تكن هناك فرصة للنقاش . زحمة الناس في الشارع ، وإبتسامة الأطفال ، وصراخ بعض الباعة لا يفسح مجالاً للحديث ، الفرصة متاحة فقط للعين لإلتقاط مجموعة من الصور الجميلة حول كيف تفرح وكيف تبتسم للإخر وأنت لا تعرفه .أو أن تداعب خصلات شعر فتاة صغيرة بعمر الزهور الربيعية تمر مسرعة بقربك تتأبط زراع والدتها .
لم ندخل الى الكنيسة ، بقينا في الخارج بسبب الإزدحام . بجانبي كان عدد من المهاجرين من ( بنغلادش وباكستان وأفغان ) إضافة الى جنسيات أفريقية أخرى . لا أدري كيف خطر على بالي سؤال أحد المهاجرين من بنغلادش ، هل أنت مسيحي ..؟ أجاب كلا أنا مسلم . نحن جميعاً مسلمون ..؟
تابعت سؤالي لماذا حضرت ..؟
أجاب : إنه عيد ..
إجابة المهاجر البنغلادشي ، إختصرت المعنى والهدف من الحضور إنه " عيد "
لم يعد مهماً بقية التفاصيل إنه " عيد " هو يوم للفرح مثل كافة الأعياد الدينية الأخرى لدى كافة الطوائف والعقائد . هو يوم تملك فيه حق الإبتسامة ، وتحية الناس ومداعبتهم ، وتجرجر التحية نتف من أحاديث بعيدأ عن هموم السياسة تتناول كيفية شواء الخرفان المسكينة ، وأين سيقضي هذا وذاك إجازتة الأسبوعية .
يوم تتخلص فيه من أعباء التفكير بالجانب المظلم في بلدان الشرق الأوسط المنكوب بحكامة وعسسهم . ويسرح الإنسان بخياله كيف كانت تنزل الألهة من السماء لتفرح مع المواطنين ترقص وتضحك وتشرب الخمر ، وتداعب الفقراء ثم تصعد الى عليائها حسب الميثلولوجيات الأغريقية القديمة . بينما الرئيس لدينا إذا أراد موكبه المرور في شارع ما تغلق كل الشوارع الفرعية والرئيسية ، ويمنع السير حتى في الهواء . وقد تنهك فرق الحراسة على مدار يوميين سابقين على مروره الكريم .
المهم ، الأخوة المسلمون لم يروا في حضورهم إحتفالاً لطائفة أخرى إنتهاكاً لعقيدتهم ، أو شركاً " بالإله " أو تنازلاً عقائدياً ، بل كانت الإبتسامة والفرحة ومبادلة التحية مع الناس هي الصفة الغالبة على سلوكهم الحضاري . وتحولت الشوارع الى باقة جميلة من الشموع ، كأنها مصابيح تنشر ضوء التأخي والمحبة والمساواة الإجتماعية بين البشر . فيما كانت الألعاب النارية تملئ قلب الأطفال بهجة وسروراً ومع كل شهاب منطلق تسمع شهقات الصغار والكبار معاً بل وتصفيقهم .هذا هو الفرح ، والإبتسامة عندما لا يكون لها هدفاً او لمصلحة ما إنما تعبير عن طبيعة الإنسان البسيط والعادي الذي لا يعرف نفاق كافة الوعاظ .
عندما يتخلص الدين من أوامرة الناهية والنافية في الشأن الدنيوي ، ويتحول الى مجرد طقس عبادي . عندها يمكن للدين أن يساهم في توفير قدر أكبر من العدالة الإجتماعية المستندة على مبدأ المساواة بين الجميع في نظر القانون الوضعي الناظم لحركة المجتمع . ربما هذا معنى فصل الدين عن السلطات التشريعية والسياسية .
نظلم أنفسنا كثيراً ونظلم الأخرين معنا عندما يتحول الدين الى حائط برلين السابق بين الناس . ويعتبر هذا أو ذاك أن عقيدته هي الأصح . في الوقت الذي لا يملك أحداً ما برهاناً أياً كان حول صحة نسب كتابه الى ( الإله ) المغيب داخل فنتازيا العقائد . من المؤكد أن الدين قد مات ، بيد أننا نعيش على إحياء الذكرى فقط . مثل كل المناسبات الأخرى . البعض يحول المناسبة الى عزاء ، والبعض الأخر يحولها الى يوم للفرح . فإذا فرض علي الإختيار، سأختار الفرح ومحبة الناس وإبتسامة الأطفال ، ووردة حمراء ، وقليل من الخمر الأحمر المعتق ، وأصدقاء من كل الألوان .



#سيمون_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا إختفى مفهوم الرجعية / من أدبيات اليسار ..؟
- من إسراطين ..الى نيجيريا / حوار هادئ مع الأخ العقيد القذافي
- ما بين أحفاد السيدة - ماكبث -/ وبقايا ماري إنطوانيت ..؟
- مؤتمر - قمة - العائلات الحاكمة / في العالم العربي
- ببغاء - السيدة مرتا - / وأبونا الخوري..؟
- برج - الأسد -
- إعلان- الجهاد - النووي ..؟
- هل - الملائكة - سعاة بريد / لتوزيع النصائح ..؟
- تلميذ في الإبتدائية .. مدير جمعية تعاونية ..؟
- أنت ... كافر ونص ..؟
- رقص - هز - البدن ..؟
- البحر ... يلد النساء ...
- ثقافة - صباح الورد -
- إمرأة .. وكاهنان .. ونهر ..؟
- عندما تحولت تشو يينغ تاي / الى فراشة ملونة ..؟
- جلسة تحضير أرواح / في قرية (بريفزا) ..؟
- العودة من المستقبل الى / عصر نهاية الديانات ..؟
- في حفلة زيزي حتى القطط والكلاب/ تعلمت معنى المساواة..؟
- دعوة الى صديقي الكلب المحترم / لحضور حفلة عيد ميلاد..؟
- خمرُُ في الجنة .. وشاي في الدنيا للمؤمنين..؟


المزيد.....




- واشنطن تطالب بالتحقيق في إعدام إسرائيل مدنيين اثنين بغزة
- 60 مليون دولار إغاثة أميركية طارئة بعد انهيار جسر بالتيمور
- آلاف يتظاهرون في عدة محافظات بالأردن تضامنا مع غزة
- شيكاغو تخطط لنقل المهاجرين إلى ملاجئ أخرى وإعادة فتح مباني ا ...
- طاجيكستان.. اعتقال 9 مشبوهين في قضية هجوم -كروكوس- الإرهابي ...
- الأمم المتحدة تطالب بإيصال المساعدات برّاً لأكثر من مليون شخ ...
- -الأونروا- تعلن عن استشهاد 13750 طفلا في العدوان الصهيوني عل ...
- اليابان تعلن اعتزامها استئناف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئي ...
- الأمم المتحدة: أكثر من 1.1 مليون شخص في غزة يواجهون انعدام ا ...
- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سيمون خوري - عندما يتحول الدين الى / فلكلور للفرح والمحبة