أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيمون خوري - العالم العربي .. وظاهرة إزدواجية السلطة مع الأصولية















المزيد.....

العالم العربي .. وظاهرة إزدواجية السلطة مع الأصولية


سيمون خوري

الحوار المتمدن-العدد: 3039 - 2010 / 6 / 19 - 16:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عادة في الأزمات تختلف الأدوار ، البعض قد يتنحى ، والأخر يفرض وجوده . أو في أسوء الحالات يفرض ظلة ، فوق ظل سلطة أخرى في لحظة غروبها أو ضعفها. وهي ظاهرة عانت منها بلدان مثل الأردن ولبنان في فترة صعود تيار المقاومة الفلسطينية . أو ما اطلق عليها ظاهرة " إزدواجية السلطة " تحت شعار كل السلطة للمقاومة وكرست حالة إنقسام داخل بنية المجتمع . وهي ذات الظاهرة التي عانى أو يعاني منها المجتمع الفلسطيني مؤخراً . بيد أننا الأن أمام ظاهرة أسوء .
فالعالم العربي ، بلا شك في أزمة معقدة ومركبة معاً . أزمة قيادة سياسية . وأزمة مجتمع يعاني من خيانة ما يسمى بقيادات رسمية وعجز ذاتي على إنتاج البديل الديمقراطي ، في ظل تمدد الأصولية المودرن . وهي سلطة موازية لسلطة النظام الرسمي ومنافسه له . سلطة أصولية خلعت الحجاب الأسود ، والعمامة ، وإرتدت بدلاً عنه منديلاً اسوداً أو ربطة عنق قابل لمجاراة الموضة السياسية . والتفاعل معها على الطريقة التركية . في أعقاب الخطاب الأمريكي للقوى الأصولية في أفغانستان ؟، التي تراهن على تدجينها السياسية الأمريكية من خلال دور العراب التركي الأصولي المودرن . فتركيا هي أوربية وعلمانية في خطابها السياسي الأوربي ، وعثمانية مودرن حامية للديار الإسلامية في خطابها نحو العالم العربي والإسلامي . وديكتاتورية في خطابها السياسي الداخلي للقوميات التي يتألف منها نسيج الدولة التركية " الأكراد والعرب والأرمن ..الخ " . وفي سياق البحث التركي عن مكونات الهوية التركية الجديدة كدولة إقليمية صاعدة ، تملك أدوات التأثير السياسي في المنطقة نظراً لغياب العنصر الفاعل في العالم العربي . تبدو المنطقة العربية مرة أخرى منضوية تحت جناح الباب العالي ، بثوب قشيب ومعصرن . وطالما تحولت القضية الفلسطينية الى وسيلة تلميع لأدوار البعض ، فلا مانع أن يكون لتركيا العثمانية الجديدة دوراً في هذا المجال سواء تحت يافطة الدين ، أو العامل الإنساني . وهنا يصبح رب البيت التركي بالدف ضارباً ، وشيمة الأنظمة العربية الرقص على أشلاء ما تبقى من أسماءهم العظيمة التي ساهمت بتعهير المنطقة وخصيها . في مرحلة هي الأسوء منذ الهجرة الى يثرب الكنعانية . ومن لا يقرأ التاريخ لن يقرأ المستقبل .
في قضية حصار غزة ، موجة عاصفة من المقالات التي شهدها هذا الموقع وغيره . بعضها ، دبجت في مديح الباب العالي . والقليل إلتقط أو تلمس خطورة الدور التركي . في سياق الصراع على كسب ود شعوب المنطقة من ميناء غزة . ونسي بعض من هلل وكبر للدور التركي ، أن أول زيارة رسمية للرئيس الأمريكي الجديد " أوباما " كانت الى تركيا . وهي لمن يتعاطى السياسة وليس علم الكتاتيب والمشايخ . كانت هذه الزيارة عنوان المرحلة القادمة لطبيعة القوى المتوقع بأن تكون فاعلة وكبدائل عن القوى السياسية العربية الرسمية الميتة سريرياً . والتي تعاني أصلاً من طلاق بائن بينها وبين شعوبها . فجاء الدور التركي في إطار محاولة تجديد الثقة والبيعة للعثمانية الجديدة ، ورموزها في المنطقة العربية من القوى ذات اليافطة الدينية المتحالفة معها . وهي رموز سياسية أصولية نتاج عملية عولمة الأصولية المودرن الجديدة في حقبة ما بعد الإعلان النهائي عن موت الرموز السياسية العربية خاصة أؤلئك العجائز من " الرؤساء " ، الذين إستهلكوا أنفسهم وشعوبهم معاً من المحيط الى الخليج . من الشاويش علي الى ملك الملوك ومن آل البيت الى آل عمران .
قراءة سريعة لأوضاع المنطقة هذه التي تسمى مجازاً عالماً عربياً .. تكشف أن المنطقة خلال العشر سنوات الأخيرة تعرضت الى درجة عالية من التحولات الدراماتيكية . سواء في الشرائح الإجتماعية الوليدة الجديدة المستقطبة أصولياً ، أو في صعوبة التكيف مع التطورات والمنجزات الحضارية في العالم . بل أن العالم العربي يشهد نوع من الردة الإرجاعية نحو عصور لم تكن قائمة أصلاً سوى في الوهم . العصر الذهبي لهذه الخلافة أو تلك ..؟؟ عولمة التخلف كفعل موازٍ ومساير بل ومتضامن مع عولمة رأس المال الذي تساهم به رجعية المنطقة بحصة الأسد فيه من خلال إستثماراتها سواء أكانت حلال أم حرام . لكن رأس المال الإحتكاري هذا فوق سلطة الدين الذين هم من يمارس فعل تقنين القانون الديني وتشريعة من تجارة حلال الى سلطة سياسية حلال تمارس نكاح شعوبها بالحلال وبقية الشعوب الأخرى بالحرام .لكنة غفور رحيم طالما أن الوسيلة تخدم الغاية . أمام هذه الحالة سقطت المنطقة في فخ مصيدة العقل . التي أحدثت تغييراً هائلاً في الأفكار والقناعات والآراء لدى جمهور عريض من سكان المنطقة العربية . نحو إعادة تركيب صورة جديدة مرة أخرى لصالح ترتيبات المستقبل السياسي للمنطقة ، على ضوء إدخال تركيا كلاعب جديد حيوي يحظي بدعم أوربي – أمريكي لتمرير الإستراتيجية الجديدة التي عبرت عنها واشنطن في لقاءها مع " الرئيس " الأفغاني مؤخراً وتعني بإختصار المصالحة مع القوى الأصولية . ودعمها مجدداً لتولي مرحلة عسيرة مقبلة . خاصة في العالم العربي الذي يعاني أصلاً من غياب وتغييب لدور أية قوى ديمقراطية بديلة للوضع المأساوي الراهن .
هذا في الوقت الذي تعيش فيه كافة الأنظمة بلا إستثناء حالة من إزدواجية السلطة السلمي ، أو تقاسم النفوذ بينها وبين القوى الأصولية . هنا يبرز طبيعة الدور التركي وأهميتة في قراءة الخارطة الجيوبوليتيكية للعالم العربي ومعه حوض المتوسط .
هناك نقطة في غاية الأهمية تبدو دائماً متوارية أو أن الضوء لا يسلط عليها رغم كونها تشكل محوراً رئيساً في السياسة التركية الخارجية . وهي الموضوع القبرصي . تركيا مع حل الدولتين على الصعيد الفلسطيني . وهو حل تطالب به معظم القوى السياسية في العالم لإنهاء الصراع الفلسطيني – الأسرائيلي . على الجانب الأخر يفتح الباب أمام حل مماثل على صعيد المعضلة القبرصية . هناك شعبان من قوميتين مختلفتين ، إمكانية التعايش المشترك أصبحت من المحال . لذا فحل الدولتين في الشرق الأوسط مقدمة لتكريس حل ثنائي آخر في قبرص في الوقت الذي جرى فيه توطين العديد من العائلات التركية في الشمال القبرصي . نخلص هنا الى أنه وبغض النظر عن حادث السفينة كانت تركيا تدرك الأبعاد السياسية لمشاركتها في حملة كسر الحصار على غزة . كما أن الجانب الفلسطيني في غزة كان بدورة يدرك أنه على كلا الحالات مقبل على تحقيق مكسب سياسي سواء كسر الحصار أم لم يكسر . لأن المسألة أبعد من قضية الجانب الإنساني لسكان غزة ، لكافة اللاعبين في موضوع غزة . المسألة تتعلق بالضبط بالترتيبات السياسية القادمة . وعملية حسم إزواجية السلطة على الصعيد الفلسطيني بين طرفين متصارعين على السلطة والثروة معاً ، حيث تحولت حكومة "عباس" الى نمر من ورق . وفي العالم العربي لصالح طرف أصولي مودرن صاعد . بفضل إمبراطورية عثمانية غير متوجة جديدة تملك التأثير الدبلوماسي والقوة العسكرية . والعلاقات الحميمة مع الأطراف المتخاصمة . ربما هنا زيارة الرئيس السوري الأسد الى أنقرة تحمل أكثر من مغزى سياسي .. لكن من يقرأ المستقبل ..؟ بيد أن تل أبيب ليست في عجلة من أمرها طالما أن الصديق التركي هو من يقوم بترتيبات موسم الحج الى البيت الأبيض . وطالما أن إستراتيجية الصديق التركي قائمة على أساس إعتبار الولايات المتحدة القوة العالمية الأولى في أسس السياسات الجديدة للشرق الأوسط . وهنا فإن فرص تحول اللاعبين الصغار الأصوليين في العالم العربي الى تجاوز المرحلة السابقة تبدو قابلة للتحقيق . لحسم الصراع على السلطة عربياً ، وبتزكية دولية . ما يجري حالياً هو عملية إستثمار للزمن الحلال القادم .



#سيمون_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من إسطورة نوح الى المسيح المنتظر / الى سوبرمان العصر القادم ...
- بلدان للبيع .. أو للإيجار ..؟
- التكنولوجيا.. آلهة العالم الجديد / من مبدع لها الى عبد لها
- التكنولوجيا ... آلهة العالم المعاصر .؟ / من مبدع لها الى عبد ...
- البحث عن نموذج جديد للعدالة
- إرهاصات ماقبل التغيير القادم ..؟/ اليونان نموذجاً
- مسيرة المليون / شهود على ما حدث في أثينا
- مارغريتا .. آه ..يا مارغريتا
- مشاعية - الجنة الفردوسية - / حرية جنسية - مساواة إجتماعية - ...
- من هي - المومس - المجتمع .. أم بائعة الهوى ..؟
- عندما - يتغوط - العقل / تصاب - المؤخرة - بالصداع ..؟
- إذا كان ( الإله) ليس وهماً.. / فهو ملحد ؟
- قبيلة - الماساي - الأفريقية/ ومعابد - الإلهه- في مالاوي
- عندما يتحول الدين الى / فلكلور للفرح والمحبة
- لماذا إختفى مفهوم الرجعية / من أدبيات اليسار ..؟
- من إسراطين ..الى نيجيريا / حوار هادئ مع الأخ العقيد القذافي
- ما بين أحفاد السيدة - ماكبث -/ وبقايا ماري إنطوانيت ..؟
- مؤتمر - قمة - العائلات الحاكمة / في العالم العربي
- ببغاء - السيدة مرتا - / وأبونا الخوري..؟
- برج - الأسد -


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيمون خوري - العالم العربي .. وظاهرة إزدواجية السلطة مع الأصولية