أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قيس مجيد المولى - في اللحظات التاريخية المهمة تشكلت الحداثة الشعرية-4














المزيد.....

في اللحظات التاريخية المهمة تشكلت الحداثة الشعرية-4


قيس مجيد المولى

الحوار المتمدن-العدد: 3031 - 2010 / 6 / 11 - 00:51
المحور: الادب والفن
    


يكون الغموض في الشعر كنتيجة بعد أن تستهوي التجربة الشعرية الإيحاءات والدلالات الرمزية وكذلك الهوية الشخصية التي تتمتع بأستقلالية التجربة ، والغموض لدى شعراء حداثة شعر تكمن في قوة الفاعلية الجمالية التي تبتعد عن المعنى من خلال خرق البنى الإيحائية التي كانت تنساب في القصيدة القديمة كجُمل متواصلة تتمم غرض بعضها البعض إذ أن المتلقي كان يدرك فحوى البيت الشعري من إدراك البيت الذي قبله وهكذا ضمن السياق العام للقصيدة ،
إذ أن الشاعر عمد لترك اللغة هي التي تقول ماتريد وبما أن الذاكرة السمعية قد تشبعت بالمألوف من هذه المفردات القاموسية مع وجود إيقاع مرافق لموقع المفردة ضمن الجملة الشعرية وكذلك موقع الجملة الشعرية مع متوالياتها فلاشك أن المتلقي لايقوم لايقوم بأي إستحضار فكري ونفسي لقولبة الصور الشعرية كما أن هذه الجمل الشعرية ليس لديها من القوة على إحالة المتلقي لمناخ بعيد عن ضرفيته الأنية فتجعله قادرا على مغادرته لزمكانيته ولو بشكل محدود كي يستطع من تفكيك ذلك الإرغام في الترابط العضوي الإنسيابي وبذلك تتنوع لديه القوى الإيصالية وبالتالي تكون قدراته الإستلامية قادرة على تفسير صياغة أخرى للمعنى
مادامت اللغة تعبر بدلالة أدونيس عن نظامها الإشاراتي في أسعد وأتعس اللحظات ،
كما أن هذا الغموض الساحر لدى المحدثين لم يأت متأخرا فهناك تجد بعض الألغاز وشئ من السحرية لدى رواد القصيدة القديمة رغم فقر مدلولاتها الشمولية لكنها كانت تؤشر حاجة الشاعر ورغبته بالقفز مسافات مقبولة نحو الدهشة المطلقة التي يزينها إطار ما من الغموض ولو بنسب متدنية وإيصالات شبه مدركة ،
لقد كانت الأزمة الوجودية تحفر إستقلاليتها في العقل العربي بعد أن قدمت ماأستطاعت للمجتمع الأوربي في الشعر والفن والمسرح ووظف الأدباء الأوربيين وجودهم الجديد في مضامين متطورة سعيا للحرية وإكتساب حرية الذات وخلق الإنسان الجديد القادر على توظيف معاناته وأستثمارها لرفع معنوياته من جهة ولفهم الوجود بطريقة مثلى خالية من الحقائق الكونية وإيجاد البدائل للحد من تأثيراتها عليه ،
وبما أن الحداثة قد نجحت في تحرير اللغة من موروثها القديم فقد حدثت إنتقالية جديدة عبر لغة جديدة الى متاهات الروح لتبتكر أشكالا من أوجه الإتصال مع المعاناة ومع هلوسة البوح التي رافقت غزارة الإنتاج الشعري
عندما حطمت الحداثة الجديدة الأسيجة التي تحول دون الولوج الى الخوف وأستثمار دلالاته المختلفة وتقديمه عبر ما يحتاج اليه الشاعر ضمن أساسيات موجوداته بعد أن حقق أنتقالته في خروجه،
من مسمى (طهارة اللغة ) إلى عهرها وهي تحفل بالمفردات ذات الغاية المتعددة في صياغة الشكل الجديد للأخلاق الفاضلة لا على أساس ذلك الفهم التقليدي للعديد من المفردات القاموسية التي تكتفي بمضامينها بل بالإنسياح عبر المتداول (المحظور ) إذ دخلت مفردات جديدة ضمن القاموس الشعري الجديد وأعتمدت ضمن سياقاتها التعبيرية رغم أنها كانت تؤدي غرضا واحدا في حين جعلها رواد الحداثة تؤدي أغراضا متنوعة وبغير دلالاتها المستخدمة في الحياة العامة رغم أنها أشياء واقعية محسوسة لكنها حركت بأتجاه أخر خلافا لوظيفتها الواقعية لترتفع إلى عالم شعري
وتبعث من تلاقيها مع مفردات أخرى رديفة لغة مركزة كثيفة وأشارات وصور وأسرار من الأساليب والحكايا ومثل عليا من الجمال تنبع من فوضى خلاقة يبلغ الشاعر في نصه حد التقديس والعبادة لقناعته بعمله الخلاق المبتكر ،
لقد زاوج المحدثون اللغة الجديدة عبر أبعادها النفسية والفلسفية فامتصوا منها ذلك الهزال المرافق لادائها بعد أن فصلوا بين المتشابهات كلا على حده ومثلها المتضادات كلا على حده فالشك مقابل التطهير والأسماء والرموز مقابل الفراغ وبذلك تم خلخلة منظومة المفردات التي تنتمي إلى معيار ما والتي كانت تشكل ظواهر بارزة في طبيعة النص الشعري وسياقاته التقليدية ضمن أغراضه،
أن الوجه الإنتاجي لرواد الحداثة كان يهدف إلى إشراق أدب حي بلغة حية غير معتدلة وغير مكتفية بوجودها التي توفر لهم الطلاقة في التعبير والتجانس الموسيقي الخفي والإستدلال الرمزي التي تؤمن لنفسها تطورها الخاص مع تطور الزمن ،



#قيس_مجيد_المولى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في اللحظات التاريخية المهمة ولدت الحداثة الشعرية-3
- في اللحظات التاريخية المهمة تشكلت الحداثة الشعرية-2
- في اللحظات التاريخية المهمة تشكلت الحداثة الشعرية-1
- منام هادئ عند حيّ جميلة
- هؤلاء أصحاب حاجة بعيدة
- كل ماحولنا يشير
- لم يبق من الخرافة غير ذيلها
- في تقدير الساعة المؤقتة
- نتكون مانشاء
- لا حاجة لعرض بيانات أو البحث تحت رأس نعامة
- رئة فاسدة وغيبة كذوب
- يقطف أعمار الناس بعجالة
- إن دق عند رأسها جرس أو ضرب جسدها بمطرقة
- مُشبك لقبعة وبروش لزهرة شومي
- ينجو هولاء القلة من قيودهم
- جاء سارتر والذباب إلى المقصلة
- ملامح من أصل النار في الأداب اليونانية القديمة
- عبد الله...
- لن تروى كقصة أو تدر كعاطفة
- لم نعد نهتم بظاهرة أو نهتم لأحد


المزيد.....




- العمارة التراثية.. حلول بيئية ذكية تتحدى المناخ القاسي
- صدور -الأعمال الشعرية الكاملة- للشاعر خلف علي الخلف
- القدس تجمع الكشافين.. فعاليات دولية لتعزيز الوعي بالقدس وفلس ...
- زوار المتنزهات الأميركية يطالبون بسرد الوقائع الحقيقية لتاري ...
- استجابة لمناشدتها.. وفد حكومي يزور الفنانة المصرية نجوى فؤاد ...
- -أنقذ ابنه من الغرق ومات هو-.. تفاصيل وفاة الفنان المصري تيم ...
- حمزة شيماييف بطل العالم للفنون القتال المختلطة.. قدرات لغوية ...
- لتوعية المجتمع بالضمان الاجتماعي .. الموصل تحتضن اول عرض لمس ...
- -شاعر البيت الأبيض-.. عندما يفتخر جو بايدن بأصوله الأيرلندية ...
- مطابخ فرنسا تحت المجهر.. عنصرية واعتداءات جنسية في قلب -عالم ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قيس مجيد المولى - في اللحظات التاريخية المهمة تشكلت الحداثة الشعرية-4