أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قيس مجيد المولى - في اللحظات التاريخية المهمة تشكلت الحداثة الشعرية-2














المزيد.....

في اللحظات التاريخية المهمة تشكلت الحداثة الشعرية-2


قيس مجيد المولى

الحوار المتمدن-العدد: 3029 - 2010 / 6 / 9 - 12:14
المحور: الادب والفن
    



لقد قام معول الحداثة المقدس بهدم البناء اللغوي للغة الشعرية في القصيدة القديمة وهو عمل جدي وجاد للإنقطاع عن القوانين وقواعد اللغة التقليدية والتحرر من الإسلوب البدائي عند التعامل مع التراث بل أن هذا الهدم أخذ بنظر الإعتبار تفكيك المفردة القديمة بكيانها المعهود وكانت الإرادة واضحة لدى المحدثين في إعادة البناء على أرضية جديدة مستندين في هذا الى وسيطهم الجديد مع المجتمع إبتداء بالصفاء الشعري ووصولا إلى السمو للوصول لكونيتهم الخالية من الخلط والإعادة ضمن مشكلات لاحصر لها إزاء بدايات أولية لليقضة العربية وشيوع الأيدلوجيات وتقلص المسافات مابين النظريات الأدبية وتأثير مخلفات الحرب العالمية الثانية على الصعيد الإجتماعي والإقتصادي وكذلك مفهوم الحريات وحقوق الإنسان ، لقد هيأ كل ذلك للمحدثين الجدد مواجهة هذا الخليط من الإشكالات بمفاهيم نظرية ولابد فيما بعد من الإنتقال ومن هذه المفاهيم
إلى تبني النظريات المناسبة ضمن ماأفرزته تلك المشكلات وكذلك التطورات التي يشهدها العالم على كافة الأصعدة وبالأخص منها التحول الذي طرأ على كيان المجتمعات التي بدأت في التحاور الذاتي عن متطلبات حاجاتها الأساسية وفي مقدمتها مسألة الحريات التي دخلت كأس ضمن الأزمة للثقافة العربية مقابل الحاجة الروحية للإنفتاح الإنساني والإفادة من المشتركات بدلا من التطلع من خلال المناطق الضيقة
إلى محدودية الإبداع في الثقافة العربية والخضوع لمسمى( قداسة )المشروع التراثي والذي أستغل من قبل رواد القصيدة الكلاسيكية ضمن المفاهيم العامة والجاهزة نحو فهم التراث العربي وكيفية الإفادة منه ،
أن تأسيس حركة الحداثة وتحديدا جماعة (مجلة شعر ) تم على أساس تلك المشكلات التي ذكرناها وبالتالي فأن هذه المواجهة الشمولية تعني في جانبها الأساس أن همها كان إبداعيا ضمن مفهوم الوصول للجمالية وتحرير الذات ،
لاشك أن هذه الدعوة قد أتت بالحاجة التي يشعر بها الكثير من الشعراء العرب ولاشك بمالاقت من قبول وأستحسان وأنتماء من الشعراء حين سارعت أقلامهم بالكتابة في المجلة وحضور القسم منهم أسبوعية يوم الخميس ،أسماء كثيرة من العراق رفدت المجلة بقصائد ومقالات ومن الأردن ومن سوريا ومن لبنان وجلهم كانوا يمثلون الواجهة الإبداعية بين أبناء جيلهم كشعراء أو كنقاد مثل بدر ، نازك ، سعدي، بلند، موسى النقدي، سلمى الجيوسي ، خالدة سعيد، رنيه حبشي ، شوقي أبو شقرأ،
إن موسسي الحركة والمساندين لها قدموا تصورات جديدة عندما عرضوا إلى تحليل القصيدة القديمة وتحليل الأثر الذي تركته في عقلية المتلقي وأنعكاس ذلك على إستجابته النفسية والعاطفية وبالتالي كانت المهمة شيئا من العسرة في تطويع الأذن القديمة وتعديل ألسنة النطق
وجعل الأحاسيس برمتها تشترك في ذلك الإداء أمام لغة وبمرور الزمن قد إكتسبت حصانة دينية وبيئة كبيرة حاضنة بل رضا إلاهي كونها لغة القرآن المحفوظة صحائفه في السماء فالسطو عليها أو محاولة العبث بها يرقى إلى منزلة الخروج على الأعراف الدينية والأخلاق العربية وبالتالي فعده البعض بمصاف التنكيل بالحظارة العربية وماأتت به من متغيرات في صالح العقلية العربية كمنهج وسلوك
كانت الحساسية تجاه (اللغة ) تلك هي التي واحدة من المعضلات على أشدها لسبب سابق ذكرناه والسبب الأخر هو بطء التطور أو بالأحرى الشللية التي أصابت الفكر العربي في توجهاته الخاصة لإختيار لحظته المناسبة لإستيعاب النتائج المترتبة ماوراء الحربين العالميتين بعد أن قسمك الوطن العربي ونمت الإقطاعية وتغلل الإستعمار في مفاصل متعددة من أجزاء الجسد العربي ورغم ذلك فلم يحفل القاموس العربي بشئ جديد بإضافة نوعية رغم أن اللغة تتطور تطورا طبيعيا ضمن سياقاتها بسبب رسوخ الماضي التقليدي في العقل وفي المخيلة ،
إن النقد والرفض وإعادة الخلق من الصفات التي لازمت سعي المحدثين للوصول إلى السرية الساحرة
وموازنة الحفاظ على مافي اللغة من عذوبة وأنتهاكها
العذوبة هنا تكمن في تحسس أعماق المجتمع وليس الإقتراب من مناطق متحسساتها والإنتهاك يعني عند المحدثين إمتلاك إرادة التغيير من خلال الإحساس بوعي المعاناة لذلك فأن مايسعى لتقديمه من عمل إبداعي لايرتبط بهيكلية الزمكانية الأنية بل تصوره بأن الذي سيأتي هو نفسه الذي الأن ، فعليه أن يكون الصوت والكلمة بمستوى الإحساس بالغد وليس التعبير عن الواقع المقيت حسب ،
هذا التصور الذي ذكرناه عن اللغة جعل العديد من شعراء الحداثة يقفون بالضد نحو قواعد النحو ونحو فقه اللغة ودعو لتصور جديد أو بالأحرى لإستعمال جديد للنظام الذي إرتكزت عليه قواعد اللغة العربية
إن الإنتقالية الكبيرة التي أحدثها المجددون في الشعر من مرحلة إنحطاط مضمونه إلى إنتقاله لروح العصر وأشباعه بمتحولات ذلك العصر يعني بأن ذلك التغيير ليس تغييرا في كيان الشعر فحسب بل ومثلما دعا إليه يوسف الخال في بيانه تغييرا في النظام المغلق والتجربة والحياة والعقل ،


[email protected]
شاعر عراقي – مقيم في قطر




#قيس_مجيد_المولى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في اللحظات التاريخية المهمة تشكلت الحداثة الشعرية-1
- منام هادئ عند حيّ جميلة
- هؤلاء أصحاب حاجة بعيدة
- كل ماحولنا يشير
- لم يبق من الخرافة غير ذيلها
- في تقدير الساعة المؤقتة
- نتكون مانشاء
- لا حاجة لعرض بيانات أو البحث تحت رأس نعامة
- رئة فاسدة وغيبة كذوب
- يقطف أعمار الناس بعجالة
- إن دق عند رأسها جرس أو ضرب جسدها بمطرقة
- مُشبك لقبعة وبروش لزهرة شومي
- ينجو هولاء القلة من قيودهم
- جاء سارتر والذباب إلى المقصلة
- ملامح من أصل النار في الأداب اليونانية القديمة
- عبد الله...
- لن تروى كقصة أو تدر كعاطفة
- لم نعد نهتم بظاهرة أو نهتم لأحد
- جاذبية المكان عندما يختفي الزمان
- خليلتي في برمنجهام


المزيد.....




- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...
- فنانون سوريون ينعون ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس
- المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإي ...
- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...
- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...
- ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قيس مجيد المولى - في اللحظات التاريخية المهمة تشكلت الحداثة الشعرية-2