علي عجيل منهل
الحوار المتمدن-العدد: 3027 - 2010 / 6 / 7 - 17:21
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
تعتبر الشخصية العراقية الكردية اللواء فؤاد عارف من الشخصيات المهمة التى ساهمت فى تاريخ العراق الحديث واقترن اسمة فى الوثاثق البريطانية منذ اواسط الاربعينيات مقرونا فى الغالب , با لقضية الكردية, كما يقول المؤرخ المعروف كمال مظهر احمد فى مقدمة مذكرات اللواء فؤاد عارف ص11,, وقد انتقل الى رحمة ربه عن عمر 97 عاما,, ومن حسن الحظ انه اصدر مذكراته ,, مذكرات فؤاد عارف الجزء الاول وقد علق وقدمها المؤرخ البارز كمال مظهر احمد ,ويقول الدكتور كمال مظهر احمد,, ان المنشور من مذكرات اكراد العراق يكفى بالكاد لاستكمال عدد اصاب اليد ص 12. و هذه المذكرات فيها الكثير من ماء الحياة ,, فهو يتذكر اثار الحرب العالمية الاولى , ويعيش حركات الشيخ محمود وانتفاضاته عام 1919 ويجلس مع الامير غازى على رحلة الدراسة ويكون مرافقه بعد ان ينتقل العرش اليه رغم الاعتراضات عليه بكونه كرديا مرافقا للملك,, ويدخل اسمه الوثائق البريطانية الخاصة منذ العام 1939, ويكون على اوثق صلة بمعظم الضباط الاحرار لثورة 14 تموز عام 1958 وعلى رأسهم الزعيم عبد الكريم قاسم والعقيد عبد السلام عارف ,, وتكون له مواقع حساسة بعد الثورة محافظ كربلاء ووزيرا ونائب رئيس الوزراء فيما بعد ويلتقى بزعماء وقادة من امثال جمال عبد الناصر ومكيويان وسكارنو وشوانلاى وجها لوجه,, وهذا ما يوضحة صاحب المذكرات بصراحته المعهودة وصدقة المعروف وبدون مبالغة او حقد او اصطناع الاحداث. ويلاحظ القارى ان الرجل يبحث عن فضائل الناس,, كما يقول الدكتور كمال مظهر,, من بدون مثالبهم ص11 ونقرأ عن صاحب المذكرات عن دوره اثناء النقاش الحاد الذى دار فى وزارة الدفاع بين المرحوميين الزعيم عبد الكريم قاسم والعقيد عبد السلام عارف بعد اقصاء الاخير من مناصبه وتعيينه,,, سفيرا للعراق فى المانيا الغربية ,,بعد ثورة 14 تموز بأشهر قليلة. ويروى الحدث باسلوب بسيط باعتباره الشاهد الوحيد الذى رأى بعينه ادق تفاصيل ما رافق النقاش المذكور من انفعالات كادت تنتهى بكارثة سياسية.
ويقول ان القوى الوطنية التى تناصر عبد السلام عارف تتألف من الوحدويين وحزب البعث العربى الاشتراكى والقوميين العرب والاخوان المسلمين ومعظم المستقلين من لهم نزعة دينية او قومية. اما القوى الوطنية التى تناصر عبد الكريم قاسم تتمثل بالحزب الشيوعى العراقى والوطنى الديمقراطى والحزب الدمقراطى الكردستانى وكثير من القوى الديمقراطية ممن لم يجدوا مبررا,, لقيام الوحدة الفورية ,,بل لم يؤمنوا اساسا بمسألة الوحدة. اما كيف دار النقاش بين عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارق كما يقول فؤاد عارف فى مذكراته ص200 فقد فكرت ان تركهم وحدهما ,كمل يقول السيد فؤاد عارف قد تكون بينهما اسرا ر فأستأذنت بالخروج ودخلت غرفة السكرتير حتى وجدت ناجى طالب ومحى الدين عبد الحميد وعبد العزيز العقيلى وناظم الطبقجلى وعبد الوهاب الشواف حتى ان ناجى طالب قال مازحا كملت الطبخة ابا فرهاد . وفى تلك الحظة والحديث للسيد عارف سمعت عبد الكريم قاسم ينادينى من غرفته التى تؤدى الى السكرتير قائلا,,,, اين انت ذاهب يافؤاد,,, فعرفت انه لايريد ان اتركهما وحدهما او ربما كان يخشى ان يبقى مع عبد السلام لوحدة فعدت الى غرفته بسرعة واوصدت الباب من ورائى وتشاغلت عنهما بالنظر الى الصور المعلقة على الجدار.. والنقاشى يدور بينهما وسمعت عبد الكريم قاسم يصيح بحدة ,, ياعبد السلام خنت الثورة من اليوم الرابع لقيامها,, واخرج عبد الكريم قاسم برقية ارسلها الملحق العسكرى المصرى عبد المجيد فريد , الى الرئيس عبدالناصر يقول بها انه اتصل بعبد السلام عارف وهو مصر على الوحدة الفورية بين العراق والجمهورية العربية المتحدة وسوف يرغم عبد الكريم قاسم على قبول الوحدة واذا لم يوافق سوف يتخلص منه,,,, واستطاعت الجهات الامنية العراقية بالحصول على هذه البرقية وسلمت الى الزعيم عبد الكريم قاسم,,,ص201 .وفجأة عبد الكريم قاسم يصرخ قائلا,,,,ولك انت شد تسوى ؟ اى ماذا تفعل ؟ فالتفت الى عبد السلام عارف, والقول لفؤاد عارف,, اذا به يسحب مسدسه وهو يهجم على عبد الكريم قاسم ممسكا به وانقضضت بدورى على يد عبد السلام عارف وامسكت به ثم بدأت الوى ساعده حتى اخذت المسدس منه وكان عبد السلام يحاول المقاومة ولكنى سيطرت عليه فسقط ارضا وهو يبكى ص201 دفعت الضجة التى حدثت فى غرفة الزعيم الى دخول السادة الجلوس فى غرفة السكرتير بالاضافة الى عبد الكريم الجدة امر الانضباط العسكرى ووصفى طاهر مرفق عبد الكريم قاسم واول الداخلين هو محى الدين عبد الحميد وبدأ عبد السلام يبكى,, وهو ملقى على الارض وكنت افرغ المسدس من اطلاقاته,,, وجدت عبد الكريم قاسم يصيح قائلا ,,لولا فؤاد لاغتالنى عبد السلام... فقال عبد السلام ,, انا لم انوى قتلك فقال عبد الكريم,, اذن لماذا سحبت مسدسك فقال عبد السلام ,, كنت اريد ان انتحر,, فقال عبد الكريم,, اذا كنت تريد ان نتحر فانتحر فى بيتك واما هنا قد سحبت مسدسك فى حضور رئيس الوزراء وهذه جريمة تحاسب عيها. وتم اقناع عبد السلام عارف بالسفر الى بون لكى تهدأ الامور ويقول فؤاد عارف انه طلب من عبد السلام راجيا ان يكون عبد الكريم قاسم فى توديعه فى المطار صبيحة يوم سفره. وقام طاهر يحى, بايصال عبد السلام عارف الى داره, وبعد ان غادر عبد السلام الى داره طلب الزعيم من فؤاد عارف ان يبقى معه ويقول فعلا اعطانى سرير نومه وفرش على الارض. واذكر كما يقول فؤاد عارف,, ان عبد الكريم قاسم قبل ان ينام قال والله يااخى يا ابافرهاد منذ ان قامت الثورة وانا وعبد السلام ننام فى هذه الغرفة واعطيه فراشى مثلما اعطيتك اياها الان وانام على الارض ولكن فرقا واحدا بينك وبينه هو انه عندما ينام غرفتى كنت انام واصبعى على زناد مسدسى خشية غدره بينما الان سأنام مطمئنا معك,,, وحاولت تلطيف الامور فوافقك على توديعه فى المطار صباحا. وقدم عبد السلام استقالته الى الزعيم ويقول فيها,,,,, انا اقوم بالثورة وصديق شنشل هو الذى يصدر الامر بتعينى وكان صديق شنشل وزيرا للارشاد ووكيل وزير الخاجية . ويقول عن عبد الكريم قاسم انه يؤمن بالديمقراطية والحوار وكان رجل عراقى له صفات العراقى وكان انسان بسيط بكل معنى الكلمة واقصد البساطة التواضع, ولايعرف الحقد وكريم النفس, سخيا لايعرف البخل, غيورا على العراق ,كان كتوما جدا, وقليل الكلام, وغدا خطيبا بعد الثورة, ويقول مسؤولية قيادة العراق كانت اكبر من قدراته الحقيقية ولكنه كان ضابطا جيدا شجاعا. ص213 . اما عبد السلام عارف فكان جرئيا وجيدا لكن جرأته فيها شىء من التهور احيانا غير قادر على صياغة افكاره بلغة موزونة لذا وجدنا يقع فى مطبات ومزالق فى اثناء خطاباته كما انه , سليط اللسان قلما يحترم مقابله, وكان اتجاهه الى الوحدة واضحا ولكنه استثمر الاتجاه الوحدوى لعزل عبد الكريم قاسم ولكنه لم يحقق الوحدة الفورية التى كان يطاب بها عندما اصبح رئيسا لجمهرية العراق.
وبعد سفر عبد السلام عارف عينت وزيرا للدولة لشؤون الاوقاف ص214 وكان من عادتى فى الذهاب الى اجتماعات مجلس الوزراء,, ان اصاحب السيد خالد النقشبندى عضو مجلس السيادة بسيارته وكنت اترجل من السيارة الى وزارة الدفاع ودخلت الى الوزارة فى احد الايام حيث كان موعد الاجتماع الساعة العاشرة وارتاب الحرس بى فقالوا من انت فقلت متعهد الارزاق,, وصاح الجندى والله خوش متعهد يجى نص الليل يسلم ارزاق تعال امر الحرس شوف الافندى شى يكول ,, يكول جاى نص الليل انى متعهد الارزاق وهنا جاء امر الحرس وعرفنى وادى التحيه وقال,, للجندى ولك هذا اللواء فؤاد عارف وزير الدولة. يعتبر فؤاد عارف من الشخصيات المهمة التى نالت الاحترام والتقدير فى خدمة العراق الحديث وتمتع بحب وثقة القادة الكرد الذين عاصرهم من دون استثناء. واهدى كتابه الى كل شاب يرنوالى نعمة حب الناس والصدق والصراحة و نتاول فى موضوع قادم ماورد من مذكراته المهمة فى تاريخ العراق الحديث
#علي_عجيل_منهل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟