أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عادل الخياط - فيصل القاسم وعُقدة النقص - هل إستطاع أحد ما أن يستشف أين تكمن عُقدة النقص في تكوين هذا الفيصل - ؟؟!!















المزيد.....


فيصل القاسم وعُقدة النقص - هل إستطاع أحد ما أن يستشف أين تكمن عُقدة النقص في تكوين هذا الفيصل - ؟؟!!


عادل الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 921 - 2004 / 8 / 10 - 09:18
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


تخيل , بعد رحلة عمل شاقة طويلة , تفتح عينيك , تأخذ حماما , ثم تتصل بمن يُهمش غربتك نوعا ما وسط هذا العالم, تفتح قنينة الخمر وتنخب بعض الكؤوس , ثم يبدأ صوت - نجاة الصغيرة المخملي - والطير المسافر - الطير المسافر وتراب الأجداد والحنين والإغتراب والتساؤل عن إبن تلك الأرض الذي لعلَ الجليد وربما جهنم القطب الجنوبي قد خثرَ أنفاسه - أنفاس الشوق الأزلي نحو جادات تلك الطرقات الصاخبة في زمن براءة العالم !! أقول في ذلك الخضم مع طير نجاة المسافر , وقبالة إطلالتها الغجرية التي تهيم في عوالم الشرق الصوفي - في هذا الخضم تأتيك مكالمة من صديق من منفاه على حافة الأرض لتسألك : هل شاهدت أو إستمعت إلى - فيصل القاسم في حلقتيه عن نقل السلطة إلى العراقيين ومحاكمة صدام - !! أقول تخيل ؟ ( رجاءً بس إتخيل , بس إتخيل ) هذا المُروق الفظ على سمفونية الحب والحياة في مثل هذا الوضع ؟!
عليه حين إتصل هذا الصديق وسألني بهذا السؤال الطاعوني , قلت له على الفور : يا فتاح يا عليم , يا رزاق يا كريم على هذا الذِكر الذي يسد النفس .. وإستدركت بمزاح :( يعني أنت تخابرني من أُستراليا لتسألني هذا السؤال , والله العظيم .. ماذا أقول.. : إستحي شويه , إستحي على طولك , هل تعلم أين كنت أنا , في أي عالم أعيش لتأتيني وتسألني ؟ عن ماذا تسألني ؟ عن إنفصال القمر عن الأرض!!
واحد ( مُهرج سيرك ) و( الكومبارس ) رعيان غنم يستفتون على مستوى أو ما مديات تهريجه السيركي هذا !! ومع ذلك فإن هذا التهريج مقرونا بحالة أخرى هما ما يُشكل عقدة النقص التي نحن بصددها هنا - مع إستثناء أن طبيعة عمله أو برنامجه ( الإتجاه المعاكس) على وجه الخصوص يفرض عليه تهريجا من هذا النوع أو إن توجه تلك القناة أساساً ينطلق من هذا المفهوم - !! وقد جاء هذا الإستنتاج على خلفية - المكالمة الهاتفية - التي أشرت إليها من الصديق المذكور .

فالواقع أنني لم أستمع إلا لحلقتين أو ثلاث من هذا البرنامج - الحلقة التي أُستضيف فيها ( سيد نصار والأخ الشاعر العراقي علي الشلاه ) وقد كتبت تعقيبا على تلك الحلقة في الحوار المتمدن . والحلقة الأخرى هي التي أُستضيف فيها الأخ ( كريم بدر , الذي فعلا وبجدارة انه مزقَ الزيف القومجي عبر فضائيتهم المريبة تلك ) والآخر هو ( فوكو القرن الواحد والعشرين ) المفكر - فاضل الربيعي - والثالثة على ما أذكر حلقة السجون العربية. والسبب الذي يدعوني إلى عدم مشاهدته هو أنني ربما لا أكترث له , وربما انني أصلا لا أمتلك ( ستلايت ) . لكني إستمعت لتلك الحلقات عن طريق الإنترنت. وعلى أي حال أقول نتيجة هذا الإتصال , كذلك ما نُقل عن فيصل القاسم على بعض المواقع ونفاقه , دفعني بعض الفضول , أو ربما نوع من المشاركة ضد عصابات قاطعي الرؤوس والملثمين والمتبنين لهم - طاقم قناة الجزيرة - إلى الإستماع إلى حلقات أخرى , كذلك قراءة بعض مقالات هذا الفيصل المفصل ( يخزي العين ) حين ذاك إتضحت جوهرية أو الخلفية الجوهرية لهذا النعيق الذي يصك آذان الخلق من المحيط إلى ( ربطة عنق ) هذا الفيصل ( كالَ ضابط الـ FBI للسجين الإتهامات , فأجابه السجين في كل مرة بعدم علمه بأي شيء , أخيرا قال هذا السجين للضابط وبسخرية ( Nice tie ) أرجو أن لا يعتقد البعض أن العِلة في ( ربطة عنق ) فيصل القاسم الحمراء , فقضية ( الربطة ) لها قصة أخرى , ربما نذكرها هنا أو في موضوع آخر !
إذن أين العِلة يا ترى ؟
يُقال في علم النفس أن ( عُقدة النقص ) هي غير ( الشعور بالنقص ) فالشعور يكون تحت متناول العقل , كأن يكون لدى الشخص عاهة من نوع ما . أما العقدة فهي ليس تحت هذا المتناول , حيث أن الشخص المصاب بها يتصرف على أساسها دون علم بها , وحتى حين يُواجَه بها من الآخر فإنه يرفضها بشدة , بل يسخر من هذا الآخر الذي يُوصمه بها ( أحب أن أنوه هنا هو أنني أشرت إلى هذه العقدة في موضوع بخصوص صدام , وأذكرها هنا لكونها في الواقع قد فرضت نفسها قسراً , يبدو إن كل من تكتنفه موجات من الجذب نحو ديكتاتور الحفرة العروبية , تنبض في جيناته الوراثية تلك الدونية !!
نعود إلى التساؤل , أين العلة ؟
العلة هي عدم قدرة هذا الفيصل على إنتاج الأفكار في كتابة المقال , كذلك عدم قدرته على التعبير الأدبي في هذه الكتابة !! هذان الشقان يُكمل أحدهما الآخر . على سبيل المثال أن فكرة المقال من الممكن أن تكون بسيطة جدا , بل حتى بعدم وجود فكرة أصلا , لكن الجملة الأدبية تصحبها سخرية من نوع ما , تصاعداً وهبوطا , ثم إقترانها بصدمات شتى , سوف يعطي الكتابة جذبا ولو نسبياً . لنأخذ بعض الأمثلة : في تعقيب على مجزرة حلبجة من مراسل ( الغارديان البريطانية ) قال يصف مجاميع الأطفال والنساء وهُم مبعثرين مسمومين بالخردل والسيانيد , قال : لم تكن هناك دماء ولا جراح , مئات , بل آلاف من الكائنات البشرية: نساء وأطفال وشيوخ - منثورة كأوراق الخريف على إمتدادات طرقات حلبجة وأزقتها تلعب بها ريح السيانيد والخردل , ترى هنالك شيخا مُلقى قبالة بيته , أظنه كان كان يركض مسرعا نحو البيت وكأنه يعتقد أن سقف الدار ممكن أن يكون له واقيا من شظايا القنابل ولم يعلم أنها سموم الموت !! وترى هناك إمرأة تحتضن طفلها مرمية عليه كأنها تعانقه العناق الأخير ..... !!! "
طبعا هذا المراسل فقط كان يرسل خبرا وتعقيبا بسيطا ولم يكن يكتب مقالا , ومن المحتمل الكثيرين غيره قد نقلوا مثل هذا الخبر , ربما نقلوه بصورة عادية ومن المحتمل على شاكلة الصحفي المذكور , لكن بالتأكيد أن من نقلوه على الشاكلة الأدبية المشار إليها سوف يظلون أو تُعطى كتاباتهم تميزاً من نوع ما .
لنأخذ الطيب صالح في فترة عمله في الـ BBC في فترة الستينات . إستعرض في مقال من المنظمة الدولية زيارة ( خروشوف وطاقمه ) إستعرضها بطرافةٍ , ومن ضمن هذا الإستعراض هو توصيف ( خروشوف ) لبعض ممثلي الدول التي تدور في الفلك الأميركي , ومنهم على ما أذكر ممثل دولة ( الفلبين ) بحجمه الضئيل ونظارته الصغيرة وإنتفاضته المثيرة للضحك على ( خروشوف ) وكيف أن هذا يتهجم على ممثل دولة مستقلة وعضو في المنظومة الدولية , فيجيبه ( خروشوف ) بالقول أين هذا الإستقلال , فنحن بحاجة إلى مجهر لكي نراه !! كذلك إتهام ( خروشوف ) لبقية دول عدم الإنحياز , وأنها من المفترض أن تكون واضحة في سياساتها , فأما أن تكون في هذا المعسكر أو ذاك . ..
وعند نهاية جلسات رؤساء الدول في المنظمة الدولية , يستعرض كيف إعتذر ( خروشوف ) بأخلاق مهذبة من ممثل دولة الفلبين , كذلك كيف أن الصحفيين الأميركيين قد شعروا بحزن حين رحل ( خرشوف ) إلى بلده بعد إنتهاء جلسات المنظمة الدولية !! بالطبع أن هؤلاء أحسوا بذلك الحزن لأن الصحافة كما هو معروف أصلا تبحث عن المثير والعجيب والذي سوف يدر العجيب والغريب أيضا !؟

هذان مثالان , وهناك المئات والآلاف من الأمثلة !! فهل إستفاد القاسم من تلك ؟ طبعا من السذاجة مقارنة مراسل للغارديان أو كاتب مثل الطيب صالح بهذا الفيصل , لكن لا بأس في ذلك , على الأقل لتعريفه بقيمة نفسه , أو لعله يتعلم شيئا ما .. لكن لنرجع إلى القول : إذا كان ليس بمقدوره أن يخلق شيئا من هذا القبيل , فهل تُضخ فيه قوة سحرية لخلق إبداعا من نوع ما ؟!
ولأجل أن نُبرهن له أن تلك ليس مجرد تخرصات , سوف نستعرض بعض ما كتبه .
طبعا ليس من المهم التطرق لكل ما كتبه , فنموذج أو إثنين سوف يُلقيان الضوء على مغزى هذا الموضوع : ومن ذلك
ما قاله في مقاله عن - الآباء الذين يستنجد بهم هذا القاسم لإنتشاله من هذا الزمن الصعب - فهو أشبه بمُعلم يُلقي على تلاميذ أول إبتدائي ذوي الستة أعوام من العمر , يلقي عليهم درسا عن الصح والخطأ , أو بتشبيه آخر : أب يقول لإبنه في حديقة الحيوان أو في مدينة الألعاب أو في أي مكان عام , يقول له : لا , بابا , عيب تعمل هذا الشيء , عيب بابا عيب , الله راح يخليك بالنار , عيب بابا عيب ) !! أو بتشبيه آخر أكثر دقة - الممثل العراقي قاسم الملاك عندما يقول للمثل طعمة التميمي في مسلسل الذئب وعيون المدينة :( رحومي رحومي لا تشرب جكاير ترى بعد يومين راح تشرب عرك ) : أدعو من يهمه الأمر لقراءة هذا الموضوع على صحيفة الحقائق , ودعوة عامة للضحك .

أما موضوعه عن الديمقراطية التي تعيد نفسها , فإنه بالضبط نشرة إخبارية . نشرة تقول :
أزنار - رئيس وزراء أسبانيا خسر الإنتخابات نتيجة مشاركته في الحرب ضد العراق خلافا لرغبة شعبه !!
في المقابل ثباتيرو رئيس الحزب الإشتراكي الأسباني فاز في الإنتخبات لأنه رفض تلك الحرب !! بشرفكم أين الفكرة ؟

وفي بريطانيا هبطت شعبية - توني بلير - لعدم إكتشاف أسلحة دمار شامل في العراق ! ألف رحمة على موتاتكم , فقط دلوني على الفكرة ؟!

و- جون هاوارد - رئيس وزراء إستراليا أيضا ألقى باللائمة على أجهزة مخابراته مثلما فعلَ توني بلير وبوش !! ( يمعود - بالسوري: يا زلمه : أين الفكرة , أسألك بحق موتاك , ومن لم يزالوا ينبضون , أين الفكرة ؟! نحن لسنا في إستوديوهات الأخبار , يا زلمة , يا فيصل , يا زلمه نحن لسنا في إستوديوهات الأخبار , أنت الآن لا تلق نشرة للأخبار , يا زلمه فقط إنتبه إلى نفسك !!؟؟ لقد أقسمت عليه بتلك العبارات , وحذرته بمختلف التحذيرات , لكن الذي إتضح من عدم إستجابته أن مهنته الإعلامية طاغية إلى درجة يصعب معها إنتشاله من إخطبوطيتها الغير متوازنة , وبالطبع يصحبها عدم توازنه الشخصي , كذلك عقدة النقص التي هي جوهر هذا الموضوع !!!

وفي أميركا كذلك , وفي جزر القمر , وفي حافات المياه حدثت ذات الأحداث التراجيدية عن تخلي الشعوب عن حكوماتها الغير أو المتقاطعة مع تطلعاتها, ولم يعلم هذا القاسمي أن تلك ديمقراطية ممتدة منذ أكثر من مئتي سنة , حقا شر البلية أم المصيبة أم الفرحة أم الـ - ماذا ؟ فلعلنا بحاجة إلى مفردات نستطيع بواسطتها التواصل مع هذا العالِم العرموطي !!!
إلى ذلك فإنه يقفز في هذا الموضوع من تلك الديمقراطيات الغربية إلى عوالمنا أو قادتنا التاريخيين , ولا أعلم أين صلة الربط بين هذه وتلك !! حبيبي فيصولي , حين تكتب تذكر نفسك , أنا أقول لك أنك من الممكن أن تكون كاتبا , لكن تذكر أن الكتابة لا علاقة لها بنشرة الأخبار , أيضا حين تكتب لا تنسى عقلك وتشطح في أشياء لا تخص الموضوع الذي أنت بصدد كتابته !؟ كما أود أن أذكرك بعباراتك تلك التي بدأت بها في موضوع نشرة الأخبار التي نتحدث عنها الآن : لقد ذُهلت !! : كم شعرت بالحزن !! . : لقد لفني الحزن !! .. : والمضحك !! .. وغيرها من التعبيرات التي عادة ما يبدأ بها كاتب مستجد كتابته !! أيضا التضارب الذي يكتنفها : فمرة يشعر صاحبنا بالحزن ! ثم يزداد حزنه : لقد لفني الحزن ! لكنه يرجع إلى الضحك : والمضحك !! .. نعم , محتمل أن تلك التعابير تنطلق من المصلح الأدبي : الكوميديا الترجيدية ." .. لكن المشكلة - وكما تبين في بداية هذا الموضوع أن الرفيق - فيصل القاسم - أساسا لا علاقة له بالتعبير الأدبي , أو المحتوى الأدبي ! فكيف يصح هذا !!؟؟؟ ومن هنا - أعني لإفتقاره المُتقع للجملة الأدبية - فإنه حتى حين يستشهد بالكاتب العالمي الفلاني , والعالم السسيولوجي العلاني , يأتي هذا الإستشهاد باهتا ( لعبان نفس )
والكارثة الأكثر فتكاً أنه رغم عقمه العقلي هذا فإنه يُقحم نفسه في أفكار تتجاوز ليس عقله الضئيل حسبْ , بل ..؟: فالشيوعية هي نفس العولمة الحديثة , كيف هي نفس الـمصيبة يا مصيبة العصر الفكرية يا ( فيصلون) يا إبن ( القاسميون) ؟: لأن الشيوعية أرادت أن تحتل العالم , والعولمة كذلك تريد أن تحتل العالم !؟
هذا فقط !! الشيوعية أرادت ان تحتل العالم , والعولمة تريد أن تحتل العربان , العفو العالم !! هذا فقط !!
لاحقا إذا سألك أحد ما : ماهي الشيوعية ؟ فليس عليك أن تقتحم آفاق الفكر والفلسفة وعلوم التاريخ والإجتماع والسياسة والإقتصاد والإنثروبولوجيا و..و .. و .. و.. على إمتداد تاريخ الجنس لأجل أن تكون مُقنعاً في إجابتك , فها هو , هاهو داهية فكر القرن الواحد والعشرين يختزل تاريخ الفكر برمته في بضعة مفردات , ويا لها من مفردات جحيمية البُعد , يبدو أنها لهذا السبب تمكنت من هذا الإقتضاب الخارق !!!!!
من هنا , فلا بد من تعميم هذا التعريف - الفيصلي القاسمي - على مؤسسات الأرض المعرفية والمتاحف بدون إستثناء - !!
هل ثمة حاجة إلى المزيد من التعليق أكثر من السطور التي وردت ؟ فلقد كنت عازما على الإكتفاء بالتعليق على المقالين اللذين وردا في البدء , وحين أطاح بي الفضول إلى هذا الموضوع الثالث , كنت أنوي التعبير بكلمات معدودة فقط , كلمات تقول : أنه من الإنتحار بعينه أن ترد على غباء فاحش بهذا المستوى !!!!


أقول فقط إطلعو على تلك المقالات العظيمة بإمعان وسوف تدركون ودون مراء أساس نعيق فيصل القاسم وأنه ينطلق من تلك العقدة الرهيبة !!
ومن الممكن إستشفاف شيئا من هذا القبيل من خلال تركيزه على ( الكُتاب) أو مُحتوى كتاباتهم ذات المغزى الأدبي أو الفكري في برنامجه . فمن يعيش في بلاد الغرب يرى أن مثل تلك البرامج الحوارية هي من ضمن أساسيات محطات التلفزة الغربية , لكن ليس بالأسلوب الذي تطلق فيه على الفضائيات العربية , وأولها قناة الجزيرة , فعلى سبيل المثال نحن هنا في ( كندا ) وعلى قناة شهيرة تدعى - CBC, ثمة برنامج يُدعى ( Counter Spin ) يُقابَّل في هذا البرنامج عادة ناس من شتى الإتجاهات : سياسيون , أكادميون في جميع المجالات , صحفيون , عسكريون وإلخ .. كذلك تحضره ناس من العامة داخل الأستوديو لطرح آرائهم .. إلى ذلك يكون مُقدم البرنامج مُحايداً بإطلاق , ومداخلاته تختصر على أشياء محدودة . ولا ضير بالنسبة لبرنامج - الإتجاه المعاكس - فأحيانا تكون المواصفات مطابقة لتلك المواصفات الواردة بخصوص البرامج الحوارية في عالم الغرب , لكن أن يكون بهذا المستوى من التهريج على الأغلب ! وإذا تجاوز المرء هذا التهريج لكونه أساسا يعكس توجه قناة الجزيرة عموما مثلما نوهت , وركزَ َعلى البرامج ذات الصلة بـ - الولايات المتحدة الأميركية وعلاقتها بالأصقاع الساخنة في العالم , أية منطقة ساخنة وليس بالضرورة العراق - ( مع التأكيد أن تلك البرامج لها السمة الغالبة في قناة الجزيرة ) أقول حين التركيز على إنفعال مُقدم البرنامج - القاسم - على برامج تتجه في هذا المنحى تراه متطايرا بصورة غير طبيعية - ومرة أخرى إذا تجاوزنا كرهه لـ ( أميركا ) بإعتبارها الشيطان الأكبر , كذلك إذا فعلنا ذات الشيء بخصوص غريزته الثورية الأخلاقية - وإنطلقنا من منطلق سايكولوجي محض في فهم هذا النموذج , إذ ذاك سوف نرى تلك العُقدة تطل واضحة بجلاء في واقع مثل هذا , كيف ؟ فعند السخونة السياسية تتفتح قريحة الكتاب , ولا ريب أن ذلك ينطلق من منطلقات شتى : أخلاقية , مهنية , توثيقية , وربما فضول من نوع ما أو نرجسية - أزاء تفاعل الأحداث - وكما ذكرت ليس بالضرورة فيما يخص العراق - وتلك الوقائع عادة ما ترتبط بـ - أميركا - كأن تخص القضية مسألة مساعدات أو حث مجلس الأمن على إصدار قرار إدانة أو تحذير, مثلما حدث في دارفور , أو قضية تخص الجدار العازل في الضفة الغربية أو فيما يخص جورجيا مثلا , أوفي أي مكان في العالم - أقول تنفتح قريحة الكتاب على تفاعل الأحداث , وفي الأغلب تأتي تلك الكتابات بين من يُعالج الوقائع معالجة عقلية , وبين من ينطلق من وقائع تاريخية مثلما حدث مع محاكمة صدام , وبين من يعاكس المنطق في رؤيته للواقع على خلفية نوازع من نوع ما ,- هنا تتضح عقدة هذا الفيصل - تراه يُركز على تلك التداعيات أكثر مما يُركز على غيرها ( التداعيات التي لها صلة ربط وثيقة بالسياسة الأميركية ) , ولهفته وهو يطرحها في مقدمة برنامجه تنطوي على تلك العقدة ( الكتاب وما يطرحونه من رؤىً متناقضة مقرونة بتعبيرات أدبية )
: أعني أن تلهفه هذا يعكس دونية عدم القدرة على الخلق مثلما يفعله هؤلاء الكتاب ( بصرف النظر عن توجهاتهم ) , سواء من ناحية الخلق الفكري أو الأدبي . يترسخ هذا الإعتقاد أكثر عندما يمارس هذا الـ - الفيصل - الكتابة ؟ وثمة شقان في هذا الإطار : الشق الأول : إن لجوئه إلى الكتابة بحد ذاته هو لسد النقص الذي نحن بصدده ." .. والشق الآخر هو إن إفتقار كتابته للخلق المُشار إليه يُبرهن أو يُعطي مصداقية للشق الأول - لكنها على كل حال ترضي أو تُسكن تلك العُقدة المتوقدة في العقل الباطن, إلى ذلك ثمة الصدى الخارجي يمنحها سكونا أكثر - أعني الشعب العربي المضمخ حد الويل حقدا على كل ما يرتبط بالولايات المتحدة وإسرائيل -, وما دامت كتابات مثل ما يسطره القاسم : أميركا إحتلت , أميركا قتلت , سياسة أميركا تنبع من مصالحها القبيحة . أميركا تساند إسرائيل , أميركا تاريخها إستعماري .. وغيرها وغيرها , تثلج تلك الصدور الموغلة بالحقد دون أية إلتفاتة لنوعية تلك الكتابة فإن هذا الواقع يغدو عامل دفع إضافي في تهدئة تلك العقدة !! لكن التناقض الغريب الذي يتولد - وفي العقل الباطن أيضا - على خلفية هذا الوضع السايكولوجي , هو ( الحُب المطلق ) إزاء هذين الكيانين ( أميركا , إسرائيل ) فلقد أصبحا مصدر إلهامه في الكتابة وبذلك إنتشلاه أو أنقذاه من سموم ( توت عنخ آمون ) الراقدة في عُمقه الغير واعي !! يرفد تلك الجاهزية ( أعني إن موضوع إسرائيل المجرمة وأميركا الشريرة هو موضوع جاهز - طازج للكتابة - لا يلعب به إلا أمثال القاسم ) يرفدها - الرأي الآخر - المتقاطع مع تلك البساطة في رؤية الواقع السياسي , أقول يرفدها أو يعطيها جاهزية أكثر , بمعنى آخر أن هذا الرأي المُناقض أيضا يصبح عامل مساعد عندما يُستغل ؟ مثلا : عجيب كيف ينظر هؤلاء إلى الواقع السياسي !! : هؤلاء المتأمركين المتصهينين الذين باعوا عروبتهم وإسلامهم !! : ألا ينظر هؤلاء إلى تاريخ أميركا الإستعماري !! : هؤلاء ينظرون إلى الثوري مقتدى الصدر كإرهابي عندما يتحدى أكبر قوة في العالم , كذلك حزب الله العظيم الذي حطم أسطورة إسرائيل التي لا تُهزم , وأيضا منظمة حماس التي سوف ترمي إسرائيل في البحر .. وإلى غيرها من التعابير الجاهزة المُستهلَّكَة التي لا تنطوي على أية مدلولات !! ..
والمشكلة أن هذا ( الفيصل ) رغم عٌقدته بخصوص ما يقوله الكُتاب من تعبيرات أدبية , وترديداته لعباراتهم الأدبية وأفكارهم أثناء تقديم برنامجه, فإنه لم يستطع أن يستلهم تلك الصيغ الأدبية والفكرية , فلقد ظلت تراكيب الجُمل ضئيلة تثير السخرية والشفقة في كتاباته !! والذي أعتقده أنه يعاني بشكل فظيع في أعماقه المظلمة لتداعيات تلك الحالة , وهي على أي حال تندرج ضمن عُقم عدم القدرة الذي نحن بخصوصه الآن !! لكن الأنكى من كل هذا أن هذا الواقع فيما يبدو قد أخذ يؤثر على وضعه إعلاميا ؟ فعلى سبيل المثال في حلقة نقل السلطة عندما قال له الأخ هاشم العقابي : إن إستفتاءك هذا الذي تعمله والذي تُحاول أن تؤكده وتنعق به للعربان ونسبته المطلقة بأن السلطة لم تنتقل للعراقيين وأنها شكلية , هذا الإستفتاء ليست له قيمة . ذلك لأن الـBBC قد عملت إستفتاءً يخص نفس الموضوع وظهرت النتيجة أن 88% هي في مناصرة الحكومة العراقية الجديدة , وعليه فإن ما تقوله عن العربان لا يعنيني من قريب أو بعيد !!
فحاول هذا الفيصل العبقري في حلقة - محاكمة صدام - أن يلعب على ذات الوتر , فقال للأخ ( خلف عبد الصمد ) , - : لماذا أنتم العراقيون دائما تقولون أن نتيجة الإستفتاء على الإنترنت فقط تعبر عن العرب الذين هم طالما ناصروا صدام ولم يزالوا يناصرونه , ويستدرك القاسم : أنا أقول لك أن 90% من تلك الأصوات هي صادرة من العراق وليست من العربان الذين أنتم تعتقدون أنهم مناصرون لصدام ." .. في ذلك الوقت كنت أتمنى للأستاذ - خلف عبد الصمد - أن يقول له : حالا أريد أن أشاهد تلك الأصوات الصادرة من العراق ." .. ومع أن الأستاذ خلف - لم تنطل عليه الفبركة ورد بما هو منطقي بأن عالم الكومبيوتر هو ليس عالم الضحايا المؤَّلفة التي جزرتها دكتاتورية صدام وبذلك فقد أغلقَ فم هذا القاسم " .. لكن التساؤل , أو النصح الذي نحن بصدده هنا حول الإنحراف العقلي لـ - فيصل - والذي هو إمتداد لهذا الموضوع وكيفية تأثيره على مستقبل عمله : فعندما يقول لك - العقابي - إن 88% قد أدلوا بأصواتهم على إستفتاء الـ BBC , لصالح الحكومة الجديدة .. فكيف بعقلك الفذ وبعد حلقة أو إثنتين تقول لـ - عراقي آخر - أنتم العراقيون تقولون أن الإستفتاء دائما ما يأتي من العربان , وأن محاكمة صدام مرفوضة من 90% من العراقيين !! فكيف في إستفتاء الحكومة السابق على الـ BBC يناصرون الحكومة الجديدة , وكيف أن أغلبيتهم يرفضون محاكمة صدام أو - وللتأكيد إعتباره مجرما وليس فقط محاكمته -, فذلك يعني أن العراقيين حين يواجهونك بحقائق صادرة عن مؤسسات إعلامية من هذا القبيل لا بد وأنهم صادقون وتلقائيون , وأنك أنت بعقليتك العفنة وعُقدك , وبمن تجلبهم إلى برنامجك الكارثي أنتم الغير منطقيين بإطلاق أو تُزيفون الحقائق التي تنقلها جميع وسائل الإعلام !!

حبيبي فيصل - فيصولي - ( لا أعرف كيف يُدلعوك - فيصولي , فيصلوني )
حبيبي , يعني هل ذنب الناس هو أنك لا تجيد الكتابة , ليس بمقدورك إنتاج الأفكار , أو التعبير الأدبي أو تراكيب الجُمل .. أو .. يا أخي إترك الكتابة , يعني هل هي صك الغفران !! .. ما شاءالله أنت إعلامي كبير , وتعمل في مؤسسة إعلامية كبيره , ومنصبك هذا يدر عليك أرباحا طائلة كما إن الـ Reputation ( تبعك ) قد سطعَ على إمتداد عالم العربان والرعيان , حتى أنك حين زرت قريتك في سوريا أخذ الناس يهتفون لكَ : بالروح بالدم نفديك يا فيصل !! " .. يبدو لهذا السبب أنت مُعجب بشخصية البطل العروبي مثل : صدام , والشيخ ياسين , والرنتيسي , وإبن لادن , والزرقاوي وغيرهم من ثوريي العصر العرباوي الإسلاموي!! بس هذي ( السوالف ) راحت , ليست أضحت عتيقة حسبْ , إنما تُثير غثيانا سارتريا عدميا , الناس اليوم تتطلع إلى حُكم القانون الذي يحكمها ويُلبي رغباتها.. لكن هذا موضوع آخر , سوف نلقيه عليك في محاضرة أخرى . مع خالص تحياتي إلى حضرتك يا - مستر فيصل .



#عادل_الخياط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار نحو العمق - قصة ضياع الشيوعي العراقي بعد سقوط الجبهة ال ...
- مُقترحات قومجية إلى نقابة المحامين الواوية ( الأردنية ) بخصو ...
- كيف كان إستقبال - الحُور العين - للـ - وطاويط - وطاويط الأعر ...
- ما هي قصة إتفاقية زمزميات الماء والـ - بُقج - بين جيش المهدي ...
- ما هي قصة إتفاقية زمزميات الماء والـ - بُقج - بين جيش المهدي ...
- هل سيكتمل سقوط محور الشر لو خسر الرّهان الإيراني السوري وفاز ...
- سعدي يوسف وهاجس - الأميركي القبيح - 1 - 2
- تحت معبد الضباب
- صفقة من لحم !
- إغتيال الرنتيسي وإشكالية الجنة والنار .. دعوة إلى جميع الإسل ...
- سين - عين .. تذكير إلى حازم جواد .. نص قصير جدا مُهدى إلى رو ...
- التاسع من نيسان ونهاية الفوهرر العروبي - 5
- التاسع من نيسان ونهاية الفوهرر العروبي --- 4
- ميكافيلية فوهرر العروبة القزمْ !؟ .................. --- 3
- ميكافيلية فوهرر العروبة القزمْ !
- ميكافيلية فوهرر العروبة القزمْ !؟
- حمدان الحسني ورحلة العذاب والإنفصام
- النفط أخصبَ المُخيلة العروبية بعد نضوبها !؟
- رؤيا الخراف الوحشيه
- قوميو البترول المعاكس


المزيد.....




- تطاير الشرر.. شاهد ما حدث لحظة تعرض خطوط الكهرباء لإعصار بال ...
- مسؤول إسرائيلي لـCNN: الاستعدادات لعملية رفح مستمرة حتى لو ت ...
- طبيب أمريكي يصف معاناة الأسر في شمال غزة
- بالفيديو: -اتركوهم يصلون-.. سلسلة بشرية من طلاب جامعة ولاية ...
- الدوري الألماني: شبح الهبوط يلاحق كولن وماينز بعد تعادلهما
- بايدن ونتنياهو يبحثان هاتفيا المفاوضات مع حماس والعملية العس ...
- القسام تستدرج قوة إسرائيلية إلى كمين ألغام وسط غزة وإعلام عب ...
- بعد أن نشره إيلون ماسك..الشيخ عبد الله بن زايد ينشر فيديو قد ...
- مسؤول في حماس: لا قضايا كبيرة في ملاحظات الحركة على مقترح ال ...
- خبير عسكري: المطالب بسحب قوات الاحتلال من محور نتساريم سببها ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عادل الخياط - فيصل القاسم وعُقدة النقص - هل إستطاع أحد ما أن يستشف أين تكمن عُقدة النقص في تكوين هذا الفيصل - ؟؟!!