أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عادل الخياط - قوميو البترول المعاكس















المزيد.....

قوميو البترول المعاكس


عادل الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 740 - 2004 / 2 / 10 - 06:30
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 طلَ علينا قبل أيام قلم يقول ان البترول العتيق قد قُبر ومن العبث التحدث فيه
إنما علينا أن نحفر قبورا جديدة لطمر الملايين المستحدثة .. لكن للأسف الشديد خاب ظنه , حين أغشت عيوننا سحابة ذلك البترول السوداء , وزكمت أنوفنا رائحته الخانقة, وأغشى سمعنا زعيق فورانه المقرف من على شاشة قناة الجزيرة وبواسطة سليلي بطل الكوبونات (فيصل القاسم
وسيد نصار ) وهما يرددان ذات الموعظة التي أطلَ بها علينا ذلك القلم -
فيا له من إقتران عظيم وفخر أعظم !!... إذن صدام لم يمت أو يُقبر , فهو
ليس مجرد ذلك الجرذ الذي عُثر عليه في تلك الحفرة .. إنه دخان - الأويل -
الأسود الذي إستحال على - مدى سنوات طوال - إلى مليارات الدولارات -
مليارات تشعبت في بنوك على عرض وطول العالم ضمن شبكات يشرف عليها عناصر مخابرات وسماسرة وعملاء , وتدار بها مؤسسات إعلامية
وسياسيين وحقوقيين وفنانين وكتاب وووو .. حتى تتواصل عملية الهدم
وغسيل الأدمغة بذات الفعالية .. فالتواني أو الفتور يعني بداية الرضوخ
الذي لن يكون من مصلحة الشعب العربي - فالرضوخ - إضافة لمدلولاته
التي تتقاطع مع شخصية القومي العربي بصفته كائنا صاحب شهامة ونخوة
وشجاعة نادرة كشجاعة عبد حمود - إضافة لذلك فإنه يجب أن يظل متوفزا
بالحس الثوري إزاء الأميركي والصهيوني .. فهو بإستنفاره المُحتدم هذا
تضطرم معه العمولات المالية الضخمة .. إلى ذلك , تنتفي عدميته أو عبثيته
إزاء الحياة .. انه حقا من حسن حظ القومي العربي انه لم يلحق أو ظلَ مُتخلفا عن ركب الحضارة المعاصرة , فهو لو أدركها لكان أصابه قنوط
مريع بل مُهلك على خلفية الأمن والإزدهار الحضاري!!!!! . ووفقا لذلك
ودون مراء  فإن القوميين لو لم تغتصبهم الصهيونية والإمبريالية والفارسية
والتركية - لكن لنتجاوز الفرس والأتراك فقد صفحوا عنهم بتأثير خيط
الدين الواهن , وإن كان القومي أصلا لا يعبأ بالشرعيات الدينية - أقول لو
لم تأتي إليهم إسرائيل وأميركا , لذهبو هم أنفسهم إلى أولئك الأشرار
وتحرشو بهم !! .. إنهم مغرمون بالتاريخ - صدام كان دائما يتحدث عن التاريخ - فهم يستلهمون منه مجدهم الغابر , ونحن نرى كيف حين وحَدَهم
( محمد ) إحتلو الدنيا .. لذلك تلاحظون كيف انهم يفكرون أول ما يفكروا
في صناعة الصاروخ البعيد المدى , قبل أن يفكروا في تصليح خرابهم -
خرابهم الذي تجاوز المطلق - ومن هنا فإنهم يعبدون صدام حد الويل ..
أثخن مثقفيهم ومفكريهم وعلى مدى عشرات السنين , في جميع ندواتهم
ومؤتمراتهم وغرف نومهم , أينما حَلوا .. قاموا , قعدوا - يَعزون خرابهم
وتخلفهم , نعيمهم وفقرهم , جنتهم ونارهم , ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم
, كل ما ألَمَ ويلم بهم  ينسبونه لهزيمة حزيران 67 .. على طول السراط
رددوا ويرددون ( هُم ) و ( نحن ) , نحن و هُم ..  هزمونا لأننا متفرقون
 .. عشرات السنين وهم يرددون كالببغاوات : متفرقون , متفرقون .. عشرات السنين وهُم يعيشون في خرافة اسمها : إذا توحدنا سنهزم عدونا ..
 وهكذا تواصل تيههم الأبدي بين -  هزمونا لكوننا متفرقون - وبين - سبب خرابنا هو هزيمتنا - .... انني يوميا استحضر أعظم رثائيي ملاحم الجنس
ليتحفوني بما ملكت أروحهم من مراث, فلم أجد مرثية تليق بمأساة مثقفي
هذي الأمة .. فهم لم يدركوا يوما - ورغم عقولهم الفطحلية - ان في الحُرية
يكمن  سر الكون , لم يدركوا ان تكبل الإنسان العربي بالقيود الجحيمية
لأنظمته الدكتاتورية هو سبب كل الهزائم والخراب .. أم أنهم يا ترى يدركون
ويتغاضون ؟ .. أجل , فلقد قدموا شعار : التحرير أولا ثم الإنسان !!! .. أو : كل شيء من أجل المعركة !! .. لم يُنوهوا يوما إلى الإنتهاكات التي لا يتصورها عقل بشري التي يتعرض لها الإنسان في تلك البقاع الملعونة!!
يقتل أخيك أو أبيك أو إبنك , ثم يطلب من عائلتك ثمن الإطلاقات التي قُتل بها  - ومثل تلك الوقائع لمستها أنا بنفسي وليست خيالا - !!!!!!! ..
لكن القومي العروبي يقول لك ان أخيك خائن - عار - على هذي الأرض
وبذلك فإنه لا يستحق الحياة , بل لا يستحق حتى قبر يضمه فيها .. وأكثر
ان هذا القومي العروبي يرتضي لنفسه هو أن يقع عليه الضيم من قبل سيده
القومي .. إنه سادماسوشي , يتلذذ بقتل الآخر , وفي ذات الوقت بعذابه على
يد بطله القومي !!!!!! .. القومي العروبي أيها الأخوة يفعل كل شيء من أجل عروبته : القتل والتعذيب والتشهير والتزوير والتجسس وووو . وأكثر الأشياء التي يمقتها هي - الحرية - .. لا يتخيل نفسه أن يحيا في ظل نظام ديمقراطي !! .. فلنستمع إلى هذا النص  : 
( إن إيماننا بقيمة الدكتاتورية ليس إيمانا نظريا .. إنه إيمان ينبع من حاجتنا إلى الوحدة العربية وإلى نظام لا يجب أن يكون ديمقراطيا مائعا تحت أي ظرف من الظروف . إن الحرية مترادفة مع كفاية الطعام , والملابس , والمسكن , والصحة, والوعي الثقافي , والمشاركة الوجدانية مع مشاكل الوطن . وأنا لا أعرف إن كان المواطن المصري في يومنا هذا لا يحصل على قدر أكبرمن الحرية , مما يحصل عليه ايام الملكية والأحزاب الدستورية وحرية الصحافة , عندما كان كل شيء مسموحا به , ولكن كل شيء له ثمن.)
إذن هذا هو مكمن الداء وليس مجلس الحكم والأميركان والإنكليز وأياد
علاوي  والجلبي والباججي.. وإستثمارات النهب , ووزارة الخارجية
ومندوبي العراق والوزارات , وذلك الوزير غير مؤهل , وأنا أكثر أهلية منه
فأنا شبيه العبقري ( أندريه مالرو ) حين عينهُ ( ديغول ) وزيرا للثقافة ..
إنها البيرقراطية التي تعشعش في الرؤوس المعتقه .. الشعر الوجداني بحب الوطن تحت أضواء إرجوانية .. والجلوس وراء المكتب والهواتف ترن من
من كل حدب وصوب .. البيرقراطية العدو اللدود للديمقراطية ومؤسسات المجتمع المدني .. هل سمعتم , أو قرأتم المقال الذي نشرته طريق الشعب
قبل فترة عن إضراب عمال إحدى الشركات الذي أدى إلى الإطاحة بمدير
الشركة .. هذا هو السبب الرئيس في الرعب الذي يقبع في قلوب الكثير
من الفئات , والذي يظهر بأشكال متنوعة ومنها الكتابة ؟؟؟؟؟ وفيصل القاسم
 البليد يظن ان نعيقه سوف يكون ركن من أركان الثورة التي تطيح بالواقع الجديد , لقد نعق نعقا .. كنعيق غراب المزابل : من هو الأكثر نهبا مجلس الحكم أم
بطل الأمة العربية , ولا نعرف أية جزئية في عقله الرهيب ساقته إلى تلك
المقارنة ؟ .. مقارنة 9 شهور  ب 35 سنة!! .. لست هنا بخصوص إستعراض ذلك اللقاء , فقد كتبَ عنه الكثير من الأخوة العراقيين على كثير
من المواقع .. كذلك لست أنا الذي أو غيري يُعرف الناس بماهية فيصل
القاسم وسيد نصار , فهما أشهر من نار على علم في الإرتزاق والعمالة
ويعلنان ذلك صراحة أمام الملأ , ورأينا كيف تم ذلك خلال البرنامج ..
لكني بصدد الطرف الآخر - الشاعر العراقي علي الشلاه - الذي كان إنعكاسا
للروح العراقية الحره, الروح التي تعشق الحرية حتى وإن كانت في الجحيم
, تلك الروح التي هي النقيض الأزلي بين المثقف العراقي - بإستثناءات
قليلة طفحت إلى السطح وأخذت تضمحل رويدا رويدا - وبين المثقف القومي
العروبي الشوفيني الملتذ بعبوديته ...  فتحية للشاعر علي الشلاه وكل الكتاب العراقيين الشرفاء الذين يقفون بإرادة قوية ضد كل النعرات الشوفينية لتقويض الإنجاز العراقي الكبير .
 



#عادل_الخياط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أصبح سعدي يوسف قوميا ؟ رد على موضوع سعدي يوسف : بم نباهي ...
- على خلفية القرار 137 المجتمع السليم نتاج لدولة القانون والحر ...
- الإرهاب .... نظرة تاريخية موجزة
- أُسطورة بلاد الثلج
- حكاية رجل الأنترنت الذي فقد عقله
- شجرة السلطان


المزيد.....




- اكتشاف ثعبان ضخم من عصور ما قبل التاريخ في الهند
- رجل يواجه بجسده سرب نحل شرس في الشارع لحماية طفلته.. شاهد ما ...
- بلينكن يصل إلى السعودية في سابع جولة شرق أوسطية منذ بدء الحر ...
- تحذير عاجل من الأرصاد السعودية بخصوص طقس اليوم
- ساويرس يتبع ماسك في التعليق على فيديو وزير خارجية الإمارات ح ...
- القوات الروسية تجلي أول دبابة -أبرامز- اغتنمتها في دونيتسك ( ...
- ترامب وديسانتيس يعقدان لقاء وديا في فلوريدا
- زفاف أسطوري.. ملياردير هندي يتزوج عارضة أزياء شهيرة في أحضا ...
- سيجورنيه: تقدم في المحادثات لتخفيف التوتر بين -حزب الله- وإس ...
- تواصل الحركة الاحتجاجية بالجامعات الأمريكية للمطالبة بوقف ال ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عادل الخياط - قوميو البترول المعاكس