أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عادل الخياط - الإرهاب .... نظرة تاريخية موجزة















المزيد.....


الإرهاب .... نظرة تاريخية موجزة


عادل الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 718 - 2004 / 1 / 19 - 05:42
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


 ظاهرة الإرهاب بشكلها العام عادة تُعزى إلى عوامل إقتصادية وإجتماعية ونفسيه ..
والعامل الإقتصادي هو المُرجح عادة ... وهذا الإعتقاد يرجع في أصله
إلى تنظيرات ماركسية بحته , على خلفية إن العامل الإقتصادي هو السبب لأي ظاهرة .. وقد يتضمن ذلك التعريف الإشتراكي للثقافه : إنها البنيان
الفوقي للمجتمع الذي يشمل : التاريخ والفلسفه والدين والقانون والآداب والفنون
.. وغيرها من العلوم الإنسانيه.... وهي تتحرك وفقا لذلك بتأثير - الأساسي  أو التحتي وهو الإقتصاد .... وقد عُزيت الكثير من الظواهر في فترات تاريخيه ومن وجهة نظر ماركسيه لذلك العامل !!!!!
غير ان ذلك سوف يكون توصيف يعوزه قسطا من الدقة إذا أُستعرض
الكثير من الأحداث والظواهر التاريخيه - بغض النظر عن الكثير من
علماء الإجتماع الذين نسبوا حركة التاريخ كل حسب مفهومه - مثل مسببات الحروب الأهليه والحركات الإنفصاليه والحركات الراديكاليه والمجموعات العرقيه هنا وهناك .. وغيرها  والتي أدت فعلا إلى تغيير معالم دول كثيره .... بل حتى  " إنجلز " نفسه أقرَ بعد وفاة ماركس , إنهما فعلا أهملا بعض
العوامل لِحساب العامل الإقتصادي .........  لكن  لننظر إلى الماركسيه من منظار مختلف - منظار تأثير الترسبات الإجتماعية والدينيه على البشر رغم إيمانهم بالفلسفة والعلم .. فالمعروف ان الماركسيه فلسفة علميه , فلسفه زعمت إنها إنفردت عن بقية الفلسفات بعلميتها , حين حددت حركة المجتمع ضمن مجموعة من القوانين , وبالرغم من ذلك فإن العلم والفلسفه أحيانا يفرزان ضمن كينونتهما عقائد خارج إطارهما....  فلقد إنطلق الكاتب
" أدموند ولسون " من ديانته اليهوديه في رؤيته لمُنظر الماركسيه الأول
, فقد كتب في كتابه- نحو محطة فنلاند - أو الإسم الفرعي : تطور الفكر الإشتراكي من ( فيكو ) إلى ( لينين ) "
كتب عن ماركس قائلا : إن خصيصة العبقرية لدى اليهود كانت من النوع
الأخلاقي , وفي هذا المجال كانت تتجلى عبقرية " ماركس " بالنسبة إالى عصره في كونه يهوديا , إذ لم يكن غير اليهودي قادرا على خوض حرب لا 
هوادة فيها ومفعمة بالعناء من أجل إنتصار الطبقات الفقيره ." ... كذلك نسبَ الكاتب تلك العبقرية الأخلاقيه النابعة من اليهوديه إلى " فرويد " و " بروست " وانشتاين وغيرهم !!!!!!!!
ربما يُناقض معنى هذا القول ما ذُكر في " بروتوكولات حكماء صهيون " , غير انه يتفق معه في الرؤية الضحله للماركسيه ... ومثلما كان سوف يقود
مثل هذا العزو إلى الإستخفاف حد السخرية من جانب من نُسب إليهم , وعلى الأخص ماركس .. كذلك يفعل بالنسبة لأي مُتفحص إدعاء كتابْ
البروتوكولات بخلق اليهود للشيوعية من أجل تقويض بقية الديانات والسيطرة على العالم!!
إن هذا يُفسر كل شيْ - ويفسره بعمق حين يكون الذي نطق به ماركسيا , وبعمق أكثر حين يكون كاتبا مرموقا , إذن كيف يكون بالنسبة لشخص عادي , وأيضا كيف بالنسبة للمُشرب حد الثمالة بدين ما أو فكر عنصري- إنه يُفسر الولاء المُطلق خارج نطاق العقل , أو
الولاء لطفيليات العقل - كما يُسميها - " كولن ولسن " .. يُفسر الكنيسة
التي أباحت بدموية أوربا لفترة ألف عام.. يفسر أمما وشعوبا إعتنقت ديانات سماويه و ظل إنتمائها لعرقها متجذرا فيها كالجرمان والفرس والأتراك.. ويُفسر كل الحركات المتطرفة
التي خضعت للفكر الشاذ .. تاريخ التطرف الدموي أكبر من أن يُحصى , و ليس ثمة قضاء لهذا التاريخ  , وإذا كان, فقد برهن الزمن عبثيته , وحين توسمَ البشر خيرا بتطور الحضارة البشريه , فقد
خابت ظنونهم وجاءت تلك أكثر دموية ولوثا ... :الستالينيه , النازيه 
المكارثيه أو العسكرية الأمريكيه, القوميه العربيه , الخمينيه , الطالبانيه, التلوث البيئي وهو الأخطر بلا شك..            
إن القتل يصبح ضرورة تاريخية حين يُمارس لأجل هدف " سام " .. وإزالة
العنف يجب أن يأتي بعنف أكثر ضراوة - أليس هذا هو قانون" فانون" -
وبطبيعة الحال إنه لا ضرورة لخلق الأسباب , فهي في صميم أي مفهوم
يُمارس الإرهاب .. فمن المنظور النازي إن الكائنات المنحطة هي " فايروسات " في جسم الكون يمنع تطوره نحو حياة أفضل , ونحن لنا الأحقية في إبادتها لأننا الأرقى!!!!!!!.. النازية ليست نتاجا للفكر العنصري
الألماني في القرون المتأخرة حسب, إنها خلاصة تاريخ الشعوب الجرمانية منذ ما قبل الميلاد والتي  قوضت بهجماتها المتلاحقة الإمبراطورية الرومانيه لتحل محلها نهاية المطاف .... بنود معاهدة فرساي المجحفة ضد الألمان بعد خسارتهم في الحرب العالمية الأولى والتي أرهقتهم إقتصاديا صحيح إنها أحد العوامل
في تكون النازية , لكنها جرعة الثأر التي مُورست ضد الأوربيين وليس
جوهر تلك الحركة التي صارت حتى بعد سقوطها ظاهرة فكرية وإجتماعية
ونفسية شاذة , وقد تناولتها الكثير من الدراسات والأعمال الفنيه , مثل
فلم " بواب الليل , للمخرجة الإيطالية " ليلينا كافاني "
أما العنف الستاليني فقد كان نتاجا - ودون إرادة - لعملية
تحول كُبرى لم يشهدها التاريخ من قبل كما حللها " دوتشر " :
من المعتاد القول الآن , ان الستالينيه كانت نتاجا لمجتمع بعد الثورة ,
معزول , غير متطور , قبل صناعي عموما , منشغل في تراكم إشتراكي بدائي , أي في عملية لتصنيع سريع , وتحديث يتم تحت هيمنة الدوله على
أساس من الملكية العامه لوسائل الإنتاج , وكنظام حكم وأيديولوجيه كانت
الستالينية تمثل كل من تخلف بيئتها القوميه والتحول القومي لتلك البيئة
, ولذلك فإننا نجد هذه الإزدواجية في سمة الستالينية ومظهرها , لذلك نجد عنفها الفظ وتوجهها المذهبي البدائي الإنعزالي من ناحية , ونجد من ناحية أخرى إندفاعها التاريخي وتصميمها على إستبدال إسلوب الإنتاج وطريقة الحياة ا لروسيين العتيقين , بإقتصاد عصري مخطط وتعليم جماهيري على نطاق واسع ." .............
والإمبراطورية العظمى مارست عنفها الفظ الذي لم يشهده العالم من قبل
مثلما وصفه جورج ويلز : ان ما مارسه الأوربيون والبريطانيون على الأخص من فضاعات لأجل الإستحواذ على المطاط في افريقيا لا تضاهيه فضاعة من قبل "  وأبناء جون بول يعزون ذلك انهم خريجي
جامعتي أكسفورد وكمبردج وكتابْ الأخلاق الوضعية ل"أ رسطو" المعصوم من الزلل مثل الإنجيل المسيحي!!!!!!!!!
 
 لكن هل خُلق عالم جديد منذ سقوط النازية وإنتهاء الستالينيه وحقبة الإستعمار ؟
كان أول إستخدام للقاصفة الأمريكية ( ب 52 ) هو أثناء حرب جنوب شرق
آسيا , وعلى الأثر جاء توصيف ( واشنطن بوست ) بلاغيا وإنسانيا حد
النخاع  لقصف هذا النسر الإسطوري وهو يتناغم مع قصف البارجة " نيوجرسي, جاء الوصف تحت مُسمى : عملية تكسير العظام " .. والتكسير
 الذي عنته هو أوهي الإبادة  الجماعية التي قُتل فيها أكثر من أربعة ملايين من البشر ودُمرت الطبيعة والتشويه شمل كل مناحي الحياة!!!!!!!!
لا غرابة أن تكون عقلية الصحافة الأميركية متواءمه تماما مع عقلية
جنرالات البنتاكون حول الفضاعات التي كانت تجري في فيتنام , فهي
تجسيد لعقلية رعاة البقر التي إجتاحت الولايات المتحدة ما بعد الحرب العالمية الثانيه والتي عبر عنها بإمتياز - فرانسيس كابولا - في
- الرؤيا الآن .. ولكي
تكتمل الصورة فإن السياسي الأميركي هو إمتداد طبيعي لتلك القباحة
والوحشيه وعلى الأخص حين يكون على شاكلة ( ساندي بيرغر ) مستشار الأمن القومي الأميركي في حكومة " بل كلنتون" - الديمقراطي المتسامح
غير الجمهوري اليميني المتزمت ههههههه- بيرغر الذي وصفَ بفخر وإعتزاز الحصار على العراق الذي حصد أكثر من مليون ونصف طفل عراقي , وصفه قائلا: إنه لا مثيل لقسوته في تاريخ العالم كله ." .. أليس
قول مثل هذا يُذكر بقول سياسي في الرايخ الرابع - أم إن أميركا حاليا
هي الوجه الديمقراطي للنازيه؟ !! وربما يقترن هذا بتساؤل من قبيل : من
هم الذين حُوكمو في نوتنبرغ , ربما سييئ الحظ فقط حسب ( جهلن )
رئيس قسم إستخبارات الشرق في الإستخبارات النازية في مذكراته التي ذكر في جزء منها , إنه
كان على يقين من إنه سوف يُعدم لو وقعَ بأيدي القوات السوفيتية التي
داهمت حصون " برلين " , أما الجيوش القادمة من الغرب فهي بلا شك
مضمونه , وهذا ما حدث بالضبط , فقد إستخدمه الأميركان كخبير إستخباراتي , ويُعلق هو قائلا : إنني وجدت ان الأميركيين أجهل الناس
بالمسائل الإستخباراتيه.
الواقع أن تناول أميركا كقوة عظمى ساهمت كطرف رئيسي في عمليات
إبادة إنسانية , أوطرف مساعد في بناء أنظمة إستبدادية شوهت الإنسان
والحضاره ... هذا التناول ليس إختراع .. إنه  واقع
وّثقته حقائق التاريخ ولا مجال للجدال فيه ... لكن الجدال ينبثق على خلفية هذا الخبير الإستخباراتي حول ما أُثير ويُثار حول ماهية السياسة الأميركيه
, ومدى جدواها  والأهم قدرتها على حل الأزمات الدولية .. بتعبير آخر
سياسه فاشلة , غير قادرة على إحتواء الأزمات على طول الخط لذلك هي تلجأ إلى الحل العسكري على الطريقة النازيه , وإلا ماذا يعني هذا الكم الهائل من الحروب , وهذا الإفتراض إذا كان ثمة نوع من المصداقية في الخطاب الأميركي , حتى وإن كانت تلك المصداقية تنطوي على نفعية ضيقة
وليس على أساس براءة ملائكيه , فلا أحد لا يتفق إنه
لا وجود للمعايير الأخلاقية في السياسة الدولية عموما!!!!!!! .. ومع ذلك
فلابد من تساؤلات من قبيل: أين ومتى وكيف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كانت الحرب الباردة هي المُبرر , صراع النفوذ بين الإتحاد السوفيتي
والولايات  المتحدة يُبرر واقعيا وإن لم يُبرر أخلاقيا !! لكن في الربع الأول 
من عقد الثمانينات كان الدور السوفيتي قد بدأ يضمحل .. " أوليفر نورث"
المستشار السابق في البيت الأبيض وبطل فضيحة " إيران كونترا " وصفَ
إحتلال " غرينادا " في اكتوبر 1983 بأنه الحلقة الأولى في سلسلة إنهيار
الإمبراطورية السوفيتيه ... ومن ثم جاء الإنهيار سريعا : سقوط دول أوربا
الشرقيه الواحدة تلو الأخرى , ويُحل حلف فارسوفيا ,  ويسقط جدار "
برلين " ويؤيد السوفيت الحملة العسكرية الدولية بقيادة الولايات المتحدة ضد إحتلال الكويت, ثم ينتهي الإحتلال السوفيتي ل " أفغانستان"  .. وأخيرا يتفكك الإتحاد السوفيتي نفسه... لكن في ذات الوقت الذي كانت الولايات المتحده تنخب إنتصارها التاريخي بتهاوي القطب الآخر , كانت هي ذاتها 
تُنمي وتخلق كيانات سوف تكون عبئا ثقيلا على كيانها , ولا ندري هل فعلت ذلك عن حكمة أم غفلة ؟
كان الدعم الغير طبيعي من قبل الغرب وأميركا بالذات ل " صدام " في ربع العقد الثامن تقريبا , حقا يمثل إنهيارا في نوعية التعامل مع الحدث : راديكالية قادمة من الشرق بقوة , ومن الجانب الآخر قومية لها جذورها في مناوئة الغرب ؟؟؟؟ .. وعلى أي حال فإن تلك السياسة التي هدفت لصد الراديكاليه
القادمة من طهران , ان تلك الراديكالية المخيفة نمت وحققت الكثير من التأثيرات , بل أصبحت ظاهرة إمتدت في آسيا وأفريقيا لاحقا , ورغم أن
تأثيرها كان جليا قبالة عيون الأميركان , بل كارثيا كما حدث في " لبنان "
وغيرها من المناطق- بل إن أحداث سبتمبر 11 هي إحدى مظاهرها- ... والأكثر سخرية أن الطرف الذي تبنته بقوة
لوقف ذلك الزحف المتطرف كان هو أيضا ينمو كظاهرة سوف تكون لاحقا
منصهرة أو متوائمة مع تكوينات أخرى لا تتفق من حيث الأيديولوجيه لكنها تفعل من حيث 
الجوهر في نظرتها إلى الغرب وأميركا بالذات - وتلك النظرة يعرفها القاصي والداني والغرب ذاته على بينة تامة بها!!!!
ان القناعة المتمخضة عن المصلحة الضيقة القبيحة بخصوص واقع دولة
 ما- يتأتى من وضع بعينه وليس نتيجة خصوصيات تاريخية ودينية وفكريه
 معقدة تكتنف هذا الواقع , بل حتى ليس على ضوء ظواهر جلية لحزب أو
منظمة ما .... والأدهى ان إخفاقات السياسة الدوليه إزاء أية بقعة مأزومة في العالم
غالبا ما تأتي معطياتها مركبة الإرهاب والعنف والقتل , مثلما حدث في العراق وأفغانستان.. فتطبيل الميديا الأميركيه ل " أحمد شاه مسعود "
وهو يدخل " كابل " أثر إنسحاب القوات السوفيتية يبعث على إستفسار من نوع غريب
: الزعيم الثوري الأفغاني أحمد شاه مسعود يلج العاصمة الأفغانية كابل ."
أتكون عقدة نقص رهيبة أصابت " أميركا " عن إرتباط مفهوم الثورة
بالحركات اليسارية لعشرات السنين , فأسقطته على من تدعمهم بالسلاح
وعلى الأخص المقاتلين الأفغان لأنهم يقاتلون ضد السوفيت بإعتباره
مركز اليسار بالمفهوم العام؟؟ ............... لكن هؤلاء الثوريون تحولوا
في الإعلام الأميركي بين ليلة وضحاها إلى حشاشين وتجار مخدرات
وقادمين من القرون الحجريه !!! .. ثم إستحال " برهان الدين رباني "
وحكومته وأبرزهم وزير دفاعه " أحمد شاه مسعود " إلى إرهابيين لكونهم طاجيك ذوي ثقافة ولغة فارسيتان حيث الإرتباط ب " إيران " ويتوجب
القضاء عليهم بتكوين منظمة من" البشتون " بتسليح أميركي وأموال سعودية وباكستان سوف تكون موضع التدريب!!؟؟.. وهذا الأمر حدث
بعد سنتين تقريبا من حادثة إجتياح الكويت ؟؟؟؟
ويقودني القطار إلى عالم " جين موريس " و " برجي السماء والبنتاكون والمأساة..
مأساة خلقها عالم غير متوازن مثلما فعل قبل ذلك ... لم تكن أحداث سبتمبر11 هي مجرد مجموعة من الأشخاص إختطفوا طائرات مدنيه وفجروها في معالم أميركية مهمه , إنها تاريخ  الإستباحات الأميركية وإستخفافها حد السخرية بالشعوب وحقوقها .. إلى ذلك هناك الإشمئزاز البشري من غرور القوه, فأنت لا تستطيع أن تفهم ما الذي يدعوا أناس من جنسيات مختلفة يفرحون لعمل مثل هذا رغم بشاعته إذا لم يكن ثمة غرائز فطرية ضد الطغيان بجميع أشكاله....  مراهقون بل أطفالا
في دول الغرب وقفوا في برامج تلفريونيه وقالو إن أميركا حصدت ما بذرته يديها .. ولا فرق بين بذرها - سواء بدعمها للدكتاتوريات التي تقمع شعوبها, أو بإزدرائها بحق شعب ما يرفض إملاءاتها .. وأعتقد إن هذا الأمر إلى الآن قائم في عواصم الغرب في نظرتهم إلى وقائع شبيهة بهذا الأمر, بل حتى أميركا ذاتها أقرت بتلك الحقيقة , أم أن هول الصدمة هو الذي دعاها إلى هذا الإقرار
 : فبعد احداث سبتمبر 11 , وقد تزامنت حينها الخطابات السنوية لزعماء الدول في الأمم المتحدة , قال بوش في خطابه:
إن المصلحة الوطنية مهما كانت فإنها لا تستدعي هذا الحجم من الإرهاب!!
أحيانا تدفعك أشياء ما إلى تذكر قول الفيلسوف " سقراط " ان الديمقراطية هي حكم الغوغاء ؟؟؟؟؟؟ .. فما علاقة أميركا الراقدة في أقصى الأرض بقضية وطنية قادمة من وراء الأغوار ؟ , هل الذين ضربو أميركا هم أناس من تكساس أو لاس فيغاس أو أية ولاية ويريدون الإنفصال ؟ .. أليس ذلك
إقرار صريح بالإنتهاك الأميركي المباشر لمصائر الشعوب ؟ .. وقبل ذلك
الإعتراف بوجود مصلحة وطنيه , وتلك المصلحة منتهكة - ,وإلا لماذا يلجأ
من يؤمنون بها إلى العنف - والإنتهاك يعني قتل وتدمير وخلق عالم نفسي
وإجتماعي مُعقد , وذلك هو عين الإرهاب وهذا سوف يقود إلى إرهاب مضاد
وووو....... والمفارقة المضحكة المبكيه الأخرى إنه- بإدراك منه أم دون ذلك - سبغ صفة الوطنية على من نفذوا  تلك العملية وتنظيمهم الإرهابي.. ذلك حدث تحت سقف المنظمة الدولية ,وكان لا بد إلى  نوع ما من اللياقة.. أما بحضور الصحفيين فالخطاب من نوع مختلف : إننا سوف نُري العالم الإختبار الحقيقي"!!!!... منطق هتلري .. لكن ربما كانوا على حق
فالمنطلق السايكولوجي المنعكس عن ذلك الحدث الكارثة , انه لا المواطن
الأميركي العادي ولا السياسي ولا العسكري ولا الأكاديمي , كان من الممكن أن يتوقع شيئا من ذلك القبيل ..... فأميركا رغم تاريخها المليء بالحروب
فقد ظلت ويلات الحرب خارج نطاق حدودها ,بحكم موقعها الجغرافي المفصول بمحيطات الأرض الكبرى , رغم حدث بول هاربر الضئيل نسبة لمأساة الحروب في بقية قارات الأرض الأخرى !!!!!!! .. وطبعا بغض النظر عن الحرب الأهلية الأميركيه , فلقد أضحت شذرات منسية في صفحات الكتب التي يُفضل عليها في حاضر الشعب الأميركي مقامرات سباق الخيل - حسب
جون شتاينبك - والسيارات ومصارعة الثيران البشرية والعنف الشرس في الأدب والفن بكل اشكاله !!!!!!!!!
التهديد المضمخ بفرقعة القنابل أيضا ذي هدف سام - الديمقراطية - مثل كل مرة .. وتتفق معه , رغم الجراح واللوث والبتر , بل تؤيده بقوة , فأنت الشعب الضحية , المتشبث بأية قشة تجعل نسلك القادم - شعبك القادم
ينعم بالأمان والإزدهار ... غير إن الكيل بنفس المكيال ظل , بل إزداد إيغالا
في التعامل المزدري ازاء الأزمة التي قادت الى أحداث سبتمبر - فلسطين -
وإذا كان المفهوم الأميركي الجديد المرتكز على ان البناء الديمقراطي في العراق والمؤمل له أن يكون الحلقة الأولى في سلسلة الديمقراطيات في العالم العربي , سوف يكون الفايروس القاتل للإرهاب , فإن هذا حلم طوباوي لا يختلف عن سابقاته من الطوبيات؟؟؟
الديمقراطية ليست مجرد كلمة مكونة من بضعة حروف ....
تحضر الشعوب أرفع شأنا من الديمقراطية .. الديمقراطية لا تُحضر
الشعوب , إنما التحضر هو السبيل الأمثل للديمقراطية ... الجبهة الإسلامية
للإنقاذ فازت في إنتخابات الجزائر , فهل كانت تلك الإنتخابات ضرورية
قبل أن يدرك الشارع الجزائري ماهية تلك القوة الظلامية , والتي أدركها
لاحقا حين كشرت عن مذابحها الفضيعة ....
الديمقراطية في باكستان الممتدة منذ عشرات السنين , لم تلغي الإنقلابات
العسكرية والأفكار المتطرفة!!!!!!!!!
أخيرا وليس آخرا أن الديمقراطية لا تعني التخلي عن حق مغتصب .. وعلى سبيل المثال لا الحصر , الإصرار الياباني على إسترجاع جزر الكوريل المحتلة من قبل الروس , رغم أنتهاء الروح العسكرية اليابنية التي إنتهت
بإنتهاء الحرب العالمية الثانية....
فهل ستعي أميركا بإعتبارها القوة الأعظم في العالم , ولأنها تعتبر نفسها
مسؤولة عن إستقرار السلم العالمي - ان المعيار الأخلاقي في التعامل مع الأزمات هو المفتاح الرئيسي للقضاء على الإرهاب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



#عادل_الخياط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أُسطورة بلاد الثلج
- حكاية رجل الأنترنت الذي فقد عقله
- شجرة السلطان


المزيد.....




- إيلون ماسك ونجيب ساويرس يُعلقان على حديث وزير خارجية الإمارا ...
- قرقاش يمتدح -رؤية السعودية 2030- ويوجه -تحية للمملكة قيادة و ...
- السعودية.. انحراف طائرة عن مسارها أثناء الهبوط في الرياض وال ...
- 200 مليون مسلم في الهند، -أقلية غير مرئية- في عهد بهاراتيا ج ...
- شاهد: طقوس أحد الشعانين للروم الأرثودكس في القدس
- الحرب على غزة| قصف إسرائيلي مستمر وبلينكن يصل السعودية ضمن ج ...
- باكستان.. مسلحون يختطفون قاضيا بارزا ومسؤول أمني يكشف التفاص ...
- كلاب المستوطنين تهاجم جنودا إسرائيليين في الخليل
- بلينكن يصل إلى السعودية للاجتماع مع وزراء خارجية دول مجلس ال ...
- ما علاقة الحطام الغارق قبالة سواحل الأردن بالطائرة الماليزية ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عادل الخياط - الإرهاب .... نظرة تاريخية موجزة