أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل الخياط - إغتيال الرنتيسي وإشكالية الجنة والنار .. دعوة إلى جميع الإسلامويين لقراءة هذا الموضوع , وعلى الأخص إبن لادن , البلطجي مقتدى الصدر .















المزيد.....

إغتيال الرنتيسي وإشكالية الجنة والنار .. دعوة إلى جميع الإسلامويين لقراءة هذا الموضوع , وعلى الأخص إبن لادن , البلطجي مقتدى الصدر .


عادل الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 811 - 2004 / 4 / 21 - 04:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما طرقَ سمعي إغتيال عبد العزيز الرنتيسي , تذكرت الجنة التي عرضها السماوات والأرض , لا أعرف لماذا ؟ ربما لأن الرنتيسي ينتمي إلى تنظيم - حماس الإسلامي - وصلة التنظيمات الإسلامية المعاصرة أكثر إرتباطا أو أكثر سعيا للفوز بالجنة من الأولين أو الأسبقين , بل ربما إن سعيهم هذا أقوى صميمية حتى من المجاهدين الأوائل , في صدر الإسلام , حيث لم نسمع أو نقرأ في تلك العهود عن عمليات التضحية بالنفس من خلال التفجيرات الإنتحارية كما نشهده في هذا الزمان ! لكن من يدري ربما لو كانت عندهم قنابل كما الآن أيضا لفجروا أنفسهم في حشود الناس وأحالوها شظايا متناثرة !!
على أي حال , أقول تذكرت الجنة , أو بالأحرى حكاية عن شخص ما دخلَ الجنة نتيجة - سكرة قوية - في بار من بارات شارع - أبو نؤاس - ؟
كانت حياة هذا الشخص عبارة عن سلسلة متصلة من السكر والإفلاس , لكن شفيعه في ذلك إنه كان من النوع الإجتماعي , بحيث يستطيع أن يحصل على المال من خلال تلك العلاقات ! فمثلا في إحدى المرات دخل على أصدقائه في بار - الخضراء - عل ضفة - أبو نؤاس - ولم يكن عنده - فلس أحمر - أو ربما فقط - درهم - إجرة الباص - وأصدقاؤه كذلك , كانت النقود التي في حوزتهم على قدر - الشراب الذي كانوا يشربونه . حاول معهم بكل الطرق , أو كما نقول باللهجة العراقية ( منا منا , كل واحد بيك عرق , كل واحد بطل بيره ) فلم يفلح , فرجع خائبا , لكن في الطريق , أو بالأحرى في الباص قاده حظه إلى الجلوس بجانب إمرأة كانت ذاهبة إلى بيتها بعد إنتهاء عملها , حيث كان الوقت حينها نهاية عمل . أيضا من الصدف التي خدمته إن ذلك المكان في الباص كان هو الوحيد الفارغ , كذلك كان ذلك اليوم - يوم رواتب الموظفين - حيث إن تلك المرأة كانت تعمل موظفة حكومية . وهكذا , ولأنه كان يغلي على تلك - السكرة - على ضفاف أبو نؤاس وبرفقة أصدقاء السوء والرذيلة ( إلي مايستحون من سكرهم وعربدتهم المستمرة )
فقال لها , أو سألها فيما إذا كانت تعمل , لكن لا , في البداية أخذ يتحدث إليها أحاديث غير مترابطة - فمرة يقول لها : لو كنت إستخدمت غير هذا الباص أحسن , ومرة يقول إنه يُفضل سينما - سميره أميس على سينما الخيام لأنها هادئة , وأخرى يقول : المواد في السوق العربي أرخص من الأسواق المركزية .. وغيرها , وأخيرا سألها عن العمل , فأجابته بالإيجاب بأنها تعمل وأنها أنهت عملها للتو ومتوجهة إلى البيت - وكان وضعها إزاء تلك الحالة بين الدهشة والضحك - فرجع سائلا عن يوم الراتب , فإزدادت دهجة وضحكا وقالت له : ولماذا تسأل ؟ فقال لها : ولله محتاج خمس دنانير , جماعتي ( أصحابي ) يسكرون حاليا على أبو نؤاس وتركتهم لأن ما عندي فلوس . ثم أخذ يُقسم لها بالقسم العراقي الذي ربما لا يعرفونه إخواننا العربان : والحسين والعباس راح أرجع الفلوس إليك أول ما يصير عندي , ثم اردف : الله يخليك الله يخليك بس خمس دنانير. " كانت الفتاة قد أخذت عيونها تدمع من شدة الضحك وهو يحدثها بهذه الطريقة . وبالفعل أعطته ال - خمسة دنانير ورجع إلى أصحابه ليسكر معهم .
هذه واحدة من حكاويه عن الإفلاس . أما بخصوص حكايته مع الجنة وكيف دخلها , فقد أتت ببساطة ودون تعقيد - لا تفجيرات ولا جهاد ولا عمائم ولا بطيخ - . فذات ليلة كان في جيبه عشرين دينار , كيف تكونَ هذا المبلغ عنده ؟ لم يخبر أحدا بذلك . ربما بقدرة قادر , فالمعهود إنه حتى حين يطلب فلوس من معارفه فإنه يطلب على قدر - سكرة يوم واحد - لكن يظهر إنها فعلا بقدرة العلي القدير لأنه أراد أن يدخله الجنة !! على أي حال , سكرَ تلك الليلة حد الثمالة , وأعطى الكثير من ( البخشيش ) لنادل البار - بالمناسبة السِكير عادة يكون ( كريم ) جدا في عطائه , ليس مثل رجل الدين يمتاز بالبخل - إضافة لذلك شرب أحد أصدقائه على حسابه . وحين خرج من الحانة , وأثناء مسيره في الطريق إعترضه أحد ( المتسولين ) طالبا المساعده , فمد يده في جيبه - كانت قد فضلت عنده ( خمسة دنانير ) من العشرين دينار - وأخرج الخمسة دنانير وأعطاها بالكامل إلى ذلك المتسول قائلا له : خذها , حلال عليك .. وأضاف : لاتخف طالما يوجد سكارى على الأرض لن تموت من الجوع ." .. لكنه بعد أن سلمها له , عبرَ الشارع فصدمته سيارة مسرعة فمات على الفور . لا أعرف كيف حدث هذا , لكن الواضح إن أمثاله يعشقون الموت - مثل جان دمو - . المهم , بعد أن تمت مراسيم دفنه , إنتقل إلى الأعلى - الغريب إنه لم يظهر له أحد في القبر , لا مُنكر ولا نكير - وبدأت محاكمته , وبعد مداولات بين رئيس المحكمة ومساعديه , نُطق بالحكم التالي : قررت المحكمة إنك تذهب إلى الجنة . " كان ذلك القرار غير متوقع بالنسبة له , ولأنه لا يؤمن بالقدريات , أن تقع الأشياء هكذا دونما مقدمات أو أسس ترتكز عليها , فقد ضحك بقوة وقال لهم : لا شك إنكم تمزحون . " فصاحوا به : نحن لانمزح , تذهب إلى الجنة , معناها تذهب إلى الجنة , هل تفهم ؟ . فرجع سائلا : لكن كيف , فقط أفهم , لقد أنفقت عمري كله سكر وعربدة . عند ذاك قالوا له : هذا صحيح , لكنك عملت حسنة قبل موتك , حين أعطيت المتسول - خمسة دنانير - هل تذكر ؟ لذلك قررنا عليك الجنة . "
عندنا باللهجة العراقية أمثال كثيرة ترتبط بهذه الحالة , واحد منها يقول : ( ومهروش وطاح بكروش ) ومعناه, يعني يعني يعني ( هاي شلون ورطه , شلون تفسر هذا بله ) بإختصار , يعني هو كان سابقا لا يشبع ولا يقنع من الخمر , والآن دخل جنة عرضها السماوات والأرض , وأنهار الخمر فيها لا تُعد ولا تُحصى , فماذا تراه سيفعل ؟ الذي فعله , إنه لم يفارق أنهار الخمر للحظة واحدة , ينتقل من نهر إلى آخر , يغرف من النهر من هنا , ثم يلتقط الفاكهة من هنا , بل أخذ ( يخبط ) يخلط الخمر باللبن ويشرب ( طبعا الخلط في الجنة ليست فيه أية مضاعفات مِعوية كما في الأرض حين تخبط أحيانا يُسبب عندك تسممْ أو حالات أخرى ) .. ثم أخذ يتأمر على الملائكة , مرة يقول لهم : أريد ( مركة باميا ) مرقة باميا - ومرة ( باجه ), ومرة يطلب سمك ! وطبعا هو يطلب هذه الطبخات لأنها مرتبطة في مُخيلته بأيام الأرض , وكيف كان يسكر من هنا ويذهب ليأكل سمك ( مسكوف) على أبو نؤاس , أو يذهب إلى ( منطقة العلاوي ) ليأكل ( باجه ) أو حين تطبخ له ( الحجيه أُمه مركة باميا ) ! لكن الواضح إن الملائكة قد بدأوا يضجرون من طلباته التي لا تنتهي , والتي لم يلبوها بالكامل , لأنهم بصراحة لايملكون بعضا منها و كانوا يقولون له : إذا تريد - باميا , أو باجة, عليك أن تذهب إلى النار , هناك أصحابك الذين تعرفهم , يطبخون هذه الطبخات , أما نحن فليس عندنا منها , نحن عندنا تفاح , برتقال ,عسل, موز, لوز , جوز .. لكن ذات يوم بالفعل أخرجهم من طورهم , فقد سكرَ سكرة قوية جدا , وأخذ يصيح عليهم : وا ( الحور العين ) أين أصبحن , أريد الحور العين , حالا أريد الحور العين .. " حين ذاك مسكوا به ( وشبعو جلاقات ) مسكوا به وأخذوا يشبعوه ضربا , وهم يقولون له : ملينا منك وجزعنا , يعني هي خمس دنانير , كيف رايك , تشترينا بيها ( خوب موتشترينا ) تشتري الجنة بيها , ثم حملوه ورموا به في النار , وحتى بدون أي أمر من رئيس المحكمة , وقالوا له : روح هناك , إطبخ باميا , وباجه !!
الرباط في حكايتنا هذه هو الرنتيسي وكيفية التعامل معه هناك , فالمشهود للرنتيسي إنه مجاهد ضد الكيان الصهيوني , لكن مع الأسف هناك نقطة سوداء في حياته , هي علاقته بصدام حسين المجرم إبن المجرمين , وظل متشبثا بهذا الموقف حتى آخر نفس لفظه , ونحن نذكر كيف أقام مجلس الفاتحة للمجرمين عدي وقصي , ولا أعرف أين صلة الربط بين هذا وذاك , يعني مثلا هل كان الرنتيسي سيقبل دعوة دعارة وسط العاهرات من - عدي - وهو الشيخ الإسلامي المُفلطح ؟ , أو هل كان سيقبل منه حفلة حرق مجاميع بشرية بالتيزاب أو بالأحماض الكيميائية ؟ , أو هل إرتاح ضميره المتكلس وهو يرى تلك المجازر التي لايمكن أن تخفى على أي مصاب بعته عقلي . والواقع إن هؤلاء حقا يدعون إلى السخرية والعجب - أعني حماس وبقية التنظيمات الفلسطينية - فعلى سبيل المثال حماس هذه , هل هي في تحالف مع إيران وحزب الله وسوريا , أم مع صدام , أم مع الجميع أم مع منْ ؟ أم إنهم جميعا ينافقون بعضهم على بعض , فصدام كانت عنده معارضة إيرانية ضد نظام الملالي , وهؤلاء الملالي عندهم معارضة عراقية ضد صدام , وإيران علاقاتها مع - حماس منذ بداية حكم الملالي, ولحد العام الماضي تُمسك لها سفينة أسلحة مرسلة إلى - حماس - وحزب الله في قناته - المنار - يعرض عملية إعدام بشعة , تفجير شباب عراقيين , ويتهجم على نظام صدام , وثاني يوم يظهر أحد عناصر - حماس - في نفس القناة يمتدح صدام , . وغيرها وغيرها وغيرها .. وكل هذا النفاق والخداع والمتاجرة , فقط لأجل أن تُوضع , أميركا شماعة , العداء لأمريكا هو المقياس وليس الأخلاق , والحقيقة إنه ليس عداءا , كلها فبركات سخيفة أبله البلهاء ممكن أن يراها واضحة وضوح الشمس!! إذاً فليظلوا تحت مطرقة الصهيونية طالما ظلوا غير صادقين في معتقداهم - إذا كانت عندهم ذرة من المُعتقدات- وسلوكياتهم , أو بتعبير أكثر دقة إنهم طالما إستمروا في نفاقهم هذا فلن ينالوا مايبتغوه ولو حاربت معهم كل ملائكة السماء التي يُؤمنون بها !!
[email protected]



#عادل_الخياط (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سين - عين .. تذكير إلى حازم جواد .. نص قصير جدا مُهدى إلى رو ...
- التاسع من نيسان ونهاية الفوهرر العروبي - 5
- التاسع من نيسان ونهاية الفوهرر العروبي --- 4
- ميكافيلية فوهرر العروبة القزمْ !؟ .................. --- 3
- ميكافيلية فوهرر العروبة القزمْ !
- ميكافيلية فوهرر العروبة القزمْ !؟
- حمدان الحسني ورحلة العذاب والإنفصام
- النفط أخصبَ المُخيلة العروبية بعد نضوبها !؟
- رؤيا الخراف الوحشيه
- قوميو البترول المعاكس
- هل أصبح سعدي يوسف قوميا ؟ رد على موضوع سعدي يوسف : بم نباهي ...
- على خلفية القرار 137 المجتمع السليم نتاج لدولة القانون والحر ...
- الإرهاب .... نظرة تاريخية موجزة
- أُسطورة بلاد الثلج
- حكاية رجل الأنترنت الذي فقد عقله
- شجرة السلطان


المزيد.....




- تونس ـ السجن لرئيس الحكومة الأسبق ومسؤولين سابقين في قضية -ا ...
- مصر.. البلشي يحسم مسألة سباق نقيب الصحفيين
- لبنان يعرب عن تضامنه مع سوريا في وجه -الاعتداءات الإسرائيلية ...
- الولايات المتحدة تلغي نظام الإعفاء من التأشيرة مع رومانيا
- توصيات الجامعة الربيعية لأطاك المغرب المنظمة بالرباط أيام 25 ...
- ناشطة بأسطول كسر الحصار: قلقون من احتمال حدوث هجوم إسرائيلي ...
- كيف استخدمت الدعم السريع المسيّرات لتغيير مسار الحرب؟
- غارات إسرائيلية جديدة على سوريا ودوي انفجارات في دمشق
- محللون: إسرائيل تستثمر هشاشة الوضع بسوريا لفرض وقائع ميدانية ...
- غارات إسرائيلية تستهدف مناطق متفرقة في سوريا


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل الخياط - إغتيال الرنتيسي وإشكالية الجنة والنار .. دعوة إلى جميع الإسلامويين لقراءة هذا الموضوع , وعلى الأخص إبن لادن , البلطجي مقتدى الصدر .