أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عبد القادر احمد - رد على نوئيل عيسى, الخطأ لا يبرر الخطأ














المزيد.....

رد على نوئيل عيسى, الخطأ لا يبرر الخطأ


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3026 - 2010 / 6 / 6 - 12:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بعد غياب له في ظرفي الشخصي ما يبرر طوله, عدت مشتاقا لمتابعة والكتابة الى موقع الحوار المتمدن, بصورة خاصة, وكتابة حصرية, فلم يغب عن الحضور في ذاكرتي, وربطني بهذا الموقع, المستوى الفلسفي الاخلاقي الحضاري الذي يعتمده اغلب كتاب هذا الموقع, المتحزبين لعلمية الموضوعية كنهج يخدم تقدم الانسانية وازدهارها, لا للولاء الشخصي الذي سبق وان استحضرته في النص الادبي للكاتب تربية سلفية اثنية.
ان اعبر في كتابتي عن موقفا نقديا مبدئيا ضد ممارسة خاطئة, هو دليل نزاهة خلقية فلسفية, ونزاهة في نصح الذات قبل الغير, اما ان اتعامل معها بنهج دعاوي ميكافيللي, فهو يؤسس لي حضورا ادبيا سياسيا, لكن ثمنه السقوط من السمو الاخلاقي, فرقي الدلالة الثقافية للنص الادبي يكمن في مقدار دلالته على الحقيقة كما يرسمها تاريخيا الواقع الموضوعي.
في الموقف الدعاوي السياسي الذي يحمله النص الادبي لنوئيل عيسى, اثنية فكرية تبريرية تقبل معها الواقع على علاته. يشكك في اخلاقية نقدها سابقا للواقعة المثيلة, بل يكاد يقول (حسنا فعلتم ساستفيد من ذلك مستقبلا), فالسلوك النازي ضد يهود اوروبا ابان الحرب العالمية, او وقائع تاريخ اللاسامية في الشرق الاوسط, يبرر ان يمارس ( يهود اوروبا المسيطرين على الادارة في دولة اسرائيل) ذبح القومية الفلسطينية بتكوينها الاثني الثقافي الثلاثي الاسلامي المسيحي اليهودي, وهي لا تقف عند حد هذا التوظيف الميكافيللي للوقائع المرفوضة بل تضيف الى توظيف فظاعة الواقعة الاثنية ايضا توظيف فظاعة الواقعة الطبقية التي تنفذها المؤسسة الرسمية لصالح الطبقات المسيطرة في المجتمع, كمبرر يعطي الشرعية لسلوك فوقي بيولوجي ثقافي اجرامي ضد القومية الفلسطينية.
ان كتابة نوئيل عيسى تنفس عن حماسة سلفية فكرية وولاء سياسي اثني, ولا تعبر عن موضوعية تقصي حقائق, ويبدو ان هذا الخلل يتكثف بصورة مركزة في مجال القضية الفلسطينية, فبحسب هذه الكتابة يشكل وضع اليد الصهيونية الاوروبية على فلسطين اساسا صحيحا اكسب دولة اسرائيل شرعية طبيعية, وهو امر سيرفض شخص نوئيل عيسى الاقرار به بشرعيته لو ان نشالا سرق محفظة نقودها فحسب, اما الشرعية التي يضفيها نص نوئيل عيسى بصورة غير مقصودة على منهجية النازية واللاسامية فحدث ولا حرج, فبحسب هذا النص نجد في وقائع التاريخ ما يبرر المنهجية النازية واللاسامية
ان الخلل الفكري الذي يعاني منه النص الادبي المنشور حول حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها, يكمن في اثنيته وسلفيته التي تستدعي استمرار و تكرار استدعاء الصراع الاثني نهجا لحل الصراع في المجتمع الانساني, دون ان تنتبه ان مستوى التحضر الانساني بلغ العلمانية التي اقتضت بالضبط اقصاء سيطرة الرؤية الاثنية الدينية سياسيا على ادارة المجتمع وهي تسعى لتجاوز تجلياتها من اشكال تمييز بيولوجي واقتصادي واجتماعي من المجتمع انساني.
ان مدى سيطرة الرؤية الاثنية الاوروبية في مجتمع اسرائيل كثفت جسامتها حادثة اغتيال اسحق رابين لمجرد انه فلسطيني الاصل, فهو لم يرتكب محرما سياسيا لم يسبق لرئيس وزراء اسرائيلي من اصل اوروبي ولم يرتكبه, لكن ذلك جزء من مردود رؤية وسلوك الصابرا الفلسطينية الاثني الذي سلكته قبل عام 1948م, بهدف اعادة توزيع ملكية ارض فلسطين والوجاهة السياسية فيها لصالحها على حساب الاثنيات الاخرى, وبذلك سمحت لبريطانيا ان توظف كل الجيوقومية الفلسطينية لصالحها في الخارطة السياسية التي رسمتها حفاظا على تفوقها في الصراع العالمي.
هل هو شرعي في رؤية نوئيل عيسى ان نحرم يهود العالم من فرصة تخلصهم من المعاناة اللاسامية الاجتماعية ببرنامج اصلاح ديموقراطي, بل نجمعهم في دولة اسرائيل في اسخن بؤرة من بؤر الصراع العالمي وان نضعهم في مواجهة مصير الابادة باسلحة الدمار الشامل في حرب عالمية محتملة, للاسف تسعى الادارة الصهيونية الاوروبية في اسرائيل لتأجيجها ظنا منها ان ذلك يعجل في انجاز شعار اسرائيل الكبرى
ان تجريد الفلسطيني من حق الحياة في اطار صيغة وجوده القومية الطبيعية من خلال تفكيك وحدة مكونها الاقتصادي الاجتماعي بما فيها تفجير وحدة اثنية تشكيله الاجتماعي, وتناوله يوميا على العشاء والحلول محله لا يشكل نصرا الا لنمط انسانية الروبوط الالي الذي ينطوي عليه نص نوئيل عيسى الادبي
ورغم ما يحمل هذا النص من اساءة تحديد لمصيري الفلسطيني, فانني لا احمل عداءا لشخص نوئيل عيسى دون ان انكر انني حملت عداءا لاثنيته الفكرية التي انطوى عليها نص المقال فحسب, ولا يشكل ردي هذا سوى عتبا على هبوط مستوى الاخلاقية الفلسفية التي يحملها هذا النص ويعمم مع ذلك نشره على القراء, فحسم الصراع حول فلسطين لا يقرره نص ادبي لكاتب بل يقرره النص الادبي السياسي من مستوى نص وعد بلفور صاغته تقلبات وقائع الصراع العالمي الذي كان ظرفا قرر تاريخيا مصير القومية الفلسطينية, ويساعده الصراع الاثني على ان ( يستمر ) كذلك, ان اندثرت القومية الفلسطينية الطبيعية فحسب. اما اندثار المشروع القومي الصهيوني الذي انتجته ( حاجة ) الصناعة الراسمالية العالمية. فهو حتما سيوقف استمراريته لان تحرير القومية الفلسطينية لن يكون ناجزا الا بضمان استقلالية مناورتها في الصراع العالمي, وحالة تناغم وانسجام طبيعية لوجود قومي فلسطين طبيعي في ومع تشكيلة الوجود القومي الطبيعي في المنطقة,



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة اسطول الحرية بين حماسة الجمهور و جليد التحليل السياسي
- ابحاث في القضية الفلسطينية.
- الحيرة الفلسطينية بين مقولة المفاوضات ومقولة المقاومة
- المسافة بين الوعي الوطني والوعي السياسي
- ازمة اعلام حركة فتح ؟
- ماء منير شفيق اين يصب ؟
- مؤتمر حركة فتح المطلوب والمأمول
- المنطق المعكوس في الرد على زياد صيدم
- مبروووووووووك
- قراءة في قناعات الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين
- الفكر والتفكير العرقي القومي العربي راية من رايات التخلف في ...
- الفلسطينيون بلا اعياد
- هل تشكل السمات الشخصية اساسا للوحدة الداخلية ؟
- Dear Mr. President Barak Obama:
- حوار مع صديقي ابراهيم
- جدل ( الاجماع الفصائلي ) , ليس حوارا وطنيا
- المهمة الحضارية للادب الفلسطيني شكرا ميساء ابو غنام
- رسالة الى وزارة الخارجية الامريكية حتى نستطيع الاستجابة , يج ...
- الجزيرة : السم والدسم
- القدومي بيع الوسام من اجل لقمة العيش


المزيد.....




- كيف -تنجو- من الإرهاق خلال رحلة جوية طويلة.. إليك أسرار مضيف ...
- قبة حرارية هائلة فوق أمريكا تتسبب بموجة حر غير مسبوقة
- مصدر كوري جنوبي: الجيش الشمالي يقوم بأنشطة بناء غير مبررة دا ...
- أردوغان: لن نسمح بدولة إرهاب عند حدودنا
- ضابط إسرائيلي ينتقد سياسة نتنياهو ويحذر من قراراته
- في لفتة إنسانية ومشاركة للمسلمين عيدهم.. قس مصري يوزع الهداي ...
- سجناء -داعش- يحتجزون حارسين كرهينتين والأمن الروسي يحررهما
- بعد اكتشاف -أسماء الفيل-.. هل للحيوانات وعي ومشاعر يجب مراعا ...
- صحيفة تركية تتوقع حدوث مفاجآت إيجابية في سوريا
- شهيدان بحي تل السلطان غربي رفح ومقتل ضابطين وجندي إسرائيليين ...


المزيد.....

- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عبد القادر احمد - رد على نوئيل عيسى, الخطأ لا يبرر الخطأ