أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد عبد الفتاح السرورى - ذبح الدولة المدنية كنسيا














المزيد.....

ذبح الدولة المدنية كنسيا


محمد عبد الفتاح السرورى

الحوار المتمدن-العدد: 3025 - 2010 / 6 / 5 - 20:21
المحور: المجتمع المدني
    



من اللازم أن نوضح أن حديثنا فى مقامنا هذا ليس حديثا دينيا على الأطلاق بل هو حديث إنسانى وحضارى فى المقام الأول وينتصر للأنسان ضد سلفية النص فى جميع الأديان .. لقد جاء موقف الكنيسة الأرثوذوكسية المصرية من حكم المحكمة الأدارية الذى يلزم الكنيسة بإعطاء تصريح الزواج الثانى للمطلقيين صادما لكل أنصار ومؤيدى الدولة المدنية فى مصر وأن تمسك الكنيسة المصرية بموقفها الرافض لتزويج المطلقين إنما يترجم طبيعة الحال الذى نحيا جميعا فى ظلاله الكئيبة
(لا طلاق إلا لعلة الزنا ) هذا هو النص الذى تتحجج به الكنيسة الأرثوذوكسية المصرية فى موقفها الرافض للحق الإنسانى الطبيعى فى الزواج وتكوين أسرة غير الأسرة التى من المؤكد لأسباب قوية تم فصم عراها وتعطى الكنيسة تصريح الزواج فقط للطرف البرىء فى حال الزنا ولنا على موقف الكنيسة هذا عدة ملاحظات نرجو ان تأخذها بعين الأختلاف الإنسانى لا الأختلاف الدينى لأننا كما ذكرت آنفا نكتب للأنسان وللأوطان وليس للمذاهب والاديان
السؤال... فى حالة إقرار الطرف الجانى بجريرته وزواج الطرف الأول فبأى حق فطرى وطبيعة يظل هذا الطرف المذنب يتجرع تبعات جريرتة العمر كله وكيف يتسنى لرجل أن يظل طوال عمرة بلا أسرة أو زوجه لمجرد أنه قد أخطأ مرة أو عدة مرات فى حق نفسه وزوجته وبأى حق إنسانى تظل المرأة التى أرتكبت هذا الجرم طوال عمرها وحيدة بلا أسرة وزوج على الرغم من معاقبتها أسريا وإجتماعيا ودينيا أيضا ..بأى حق وأى عدل يقر هذا؟
السؤال .. هناك بعض من حالات الزواج يستحيل العشرة معها وتمسك الكنيسة بسبب واحد ووحيد لمنح الطلاق يعد عميانا عن هذا الحال الذى من المؤكد أن هناك من تعانى ومن يعانى منه وحجة الكنيسة أن الطلاق يفتت الأسرة ويشرد الأبناء إنما هى حجة مردوده عليها لأن لا أحد يسعى للطلاق بسهوله والطلاق فى حد ذاته حلا مرا لا يتم اللجوء له الإ حل أخير ووحيد ولا أدرى كيف ترى الكنيسة أن نشأة الأطفال فى جو أسرى متوتر ومشحون بالكراهية أمرا يمكن تجاوزه والسكوت عنه
وماذا لو تيقن أحد الأطراف من زنا الطرف الأخر دون أن يستطيع أن يثبت الواقعه إثباتا قانونيا ؟
إن ما دفعنى للكتابة فى هذا الموضوع على الرغم من أنه لا يمسنى بصورة مباشرة هو تنبيه جميع أنصار فكرة المجتمع المدنى و أنصار الدوله المدنية لهذا الموقف (السلفى ) الذىتتبناه الكنيسة الأرثوذوكسية المصرية والتى ترجمت من خلاله مدى خضوعها هى الأخرى لنفس السلطة السلفية التى يعانى منها المجتمع ككل بشقيه الإسلامى والمسيحى
إن قضية ثبات النص ضد صيرورة وتغيرات المجتمع هى قضية المجتمع المدنى الأولى لأن السلطة التى يمنحها النص الثابت لرجال الدين ( فى أى دين ) سلطة مطلقة لا يمكن التغلب عليها إلا بإستقراء الواقع و تبيان حالة وما يحتاج الية من قوانين وإجراءات تتجاوز هذه النصوص الثابتة والتى صيغت فى أزمنة و لأناس كانوا يعيشون فى ظل حال مختلف تماما عن حالنا اليوم بكل تعقيداته
القضية ليست فقط قضية الطلاق فى المسيحية أو الطلاق الغيابى فى الأسلام بل هى قضية الانسان الذى لا يجد له نصيرا ومدافعا عنه ضد سطوة وسلطة مؤسسات لا تفهم ولا يريد ان تعى طبيعة الحياة اليوم وكيف أن الزمان تغير وان الوصيه التى صيغت لمجتمعات فى مرحلة ما ومكان ما لا تصلح بالضرورة لكل المجتمعات فى كل زمان ومكان فهذا ضد المنطق السوى والعداله الفطرية البديهيه ولكن مع من نتحدث ؟
قال قداسة البابا شنودة بعد أن أكد على تمسكه بموقفه ( من له أذنان فليسمع ) ونحن فى مقامنا هذا نكرر ما قاله ونؤكدة من له أذنان فليسمع ...يسمع أن مناهضة الفكر والفقة والكهنوت السلفى سوف يأخذ من أهل التمدن وانصار التحضر الجهد الجهيد وأن الطريق طويل وشاق ويحتاج لتضافر جهود الجمع المثقف ضد من يتمسكون بنصوص كانت فى زمان ما حلا فأضحت اليوم مشكلة نبحث لها عن حل وما القضية الأخيرة إلا دليلا وبرهانا على ما نقول.... نقول هذا ونتمنى أن كل من له أذنان أن يسمع كما قال قداسة البابا



#محمد_عبد_الفتاح_السرورى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين يوسف زيدان وسيد القمنى
- فرنسا والنقاب
- المتأقبط
- لا فتات من زمن فات
- القيادات المنقادة
- إطلالةعلى السينما المستقلة
- قصيدة النثر والأدب
- حول نظرية المؤامرة
- حول بيع أراضى مصانع النحاس
- ضد البرادعى
- الأقباط والقومية العربية
- نضال المرأة من أجل الكرامة
- الطلاق الفورى و الطلاق الغيابى
- فى نقد العقل العربى
- الصمت الذى صنع فقها
- الصحافة الدينية والمرأة
- دفاعا عن سيد القمنى
- تناقضات البخارى فى روايات ليلة القدر
- السلفيةالارثوذوكسية
- الحرية فى الاسر


المزيد.....




- إجراء خطير.. الأمم المتحدة تعلق على منع إسرائيل وصول مساعدات ...
- فيديو خاص: أرقام مرعبة حول المجاعة في غزة!!
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بفتح المعابر لدخول المساعدات إلى غز ...
- مسؤول أممي لبي بي سي: -المجاعة في غزة قد ترقى إلى جريمة حرب- ...
- الأونروا تدعو لرفع القيود عن وصول المساعدات إلى شمال غزة
- الأمم المتحدة: هناك مؤشرات وأدلة واضحة تثبت استخدام إسرائيل ...
- نادي الأسير: الاحتلال يستخدم أدوات تنكيلية بحق المعتقلين
- رفح.. RT ترصد أوضاع النازحين عقب الغارات
- ميدل إيست آي: يجب توثيق تعذيب الفلسطينيين من أجل محاسبة الاح ...
- بعد اتهامه بالتخلي عنهم.. أهالي الجنود الأسرى في قطاع غزة يل ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد عبد الفتاح السرورى - ذبح الدولة المدنية كنسيا