أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد الفتاح السرورى - حول نظرية المؤامرة















المزيد.....

حول نظرية المؤامرة


محمد عبد الفتاح السرورى

الحوار المتمدن-العدد: 2873 - 2009 / 12 / 30 - 01:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


* أجهر دوما وبلا خجل أنني من المؤمنين بنظرية المؤامرة ... رغم كل ما يجره هذا المبدأ على معتنقيه بالسخرية والأستهزاء والأستخفاف ... أجهر دوماً وبلا خجل أن التاريخ لا يكتبه إلا القادرون على التآمر وأن الأحداث لا تتحرك عشوائياً بل إن هناك من يحرك ويسمح ويعطي ويمنح ... إن الكفر بنظرية المؤامرة – من حيث المبدأ – معناه الايمان بأن الواقع المعاش ما هو الإ نتاج لمجموعة من المصادفات وهذا يأباه المنطق السوي ويرفضه العقل السليم.

إن أشد ما يثير عجبي من الذين يسخرون ويستخفون من نظرية المؤامرة هو نفيهم التام للواقع المعاش وعميهم المطلق عن الواقع المحسوس والشاهد للعيان

ما التاريخ والواقع الإ نتاج بديهي وحتمي لمخرجات نظرية المؤامرة ... من أين نبدأ .... من معاهدة سايكس بيكو والتي قسمت الامبراطورية العثمانية المعروفة بأسم رجل أوربا المريض إلى مجموعة من الدول يخضع كل منهما لهيمنه وسلطان دولة أوروبية... المغرب العربي وبلاد الشام لفرنسا ومصر السودان لانجلترا ... هل يشك أحد أو يشكك أن معاهدة سايكس بيكو هذه إنما هي ترجمة حرفية ومتقنه لنظرية المؤامرة ... ألا تعد هذه المعاهدة الظالمة مؤامرة جري الاعداد والتنفيذ لها من جانب متآمرين حقاً .... هل جري تقسيم الامبراطورية العثمانية صدفة .... هل تم توزيع الغنائم عشوائياً ....?

لا يمكن أن نرحل عن سيرة الدولة العثمانية – الغير مأسوف عليها من جانبا – إلا ووجب علينا أن نذكر بلفور ووعده المشئوم .... وضياع فلسطين... هل أصدر بلفور وعده من تلقاء نفسه هل نطق به لشعوره بأن اليهود بالفعل بستحقون أرض فلسطين أم أن الأمر كله مرجعه لمؤامرة حقيقة جري الإعداد والتنفيذ لها بمهاره في ظل إستكانه كاملة ممن يؤمنون بأن أحداث الواقع ما هي الا أحداث قدريه محتومة منذ الازل ولا سبيل لرد القضاء والقدر ... وليكن بعد ذلك ما يكون...

وياليت الأمر مقصور على واقعنا العربي والإسلامي بل إن هذه النظرية لا تطبق ولا تنطبق علينا فقط بل إن لها ضحايا آخرين ... والسؤال البديهي الذي أبرهن به على قولي هذا ... لماذا أسقطت الولايات المتحدة الامريكية قنبلتها الذرية على مدينة هيروشيما وناجازاكي ولم تسقطهما على المانيا رغم انها الأولى بهذا الفعل الإجرامي شديده القسوه اليابان كانت طرفاً في الحرب ولكن المانيا كانت المنشأة لها والراعية لفكرتها الأساسيه وهى ضرورة تسيد العرق الآري فلماذا إذن سقطت القنابل الذرية على رؤس الجنس الأصفر ولم تسقط على أحفاد الجنس الأبيض ... هل يملك أحد الاجابة على تساؤلي هذا ؟!! ألم تكن المانيا أولى بالدمار جزاءاً وفاقاً لسعيها للحرب والهيمنه. أليس أسقاط القنابل الذرية على اليابان مؤامرة – أورو أمريكية – لأن الجميع يعلم أن الضمير الأوروبي لن يتسامح ولن ينسى هذه الفعله الشنعاء إن كان هو ضحيتها أما إذا كانت الضحية من الجنس الاصفر أو الاسود أو من أصحاب الرايات الخضراء فلا بأس فهناك عشرات التفسيرات – البراجمانية – التي سوف تبرر الافعال والاقوال وتناقص المواقف.

هل سقوط الاتحاد السوفيتي وتفككه هكذا فجأه من تلقاء نفسه و أنهيار دول الكتله الشرقية الواحدة تلو الأخرى تباعاً مثل سقوط قطع الدومنيو أمراً عادياً وتلقائياً أم أنه نتاجاً حتميا للمؤامرة ونظرياتها ....

هل توقف الحرب العراقية الإيرانيه فجأة دون مقدمات فيعقب ذلك إحتلال العراق للكويت ثم ماتلي ذلك من أحداث معروفة ألا يعد ذلك من أفعال التآمر وتطبيقاً لنظرية المؤامرة.


ولنأتي للمؤامرة الكبرى أعظم مؤامرات القرن الواحد والعشرين وأكثرها حنكه ومهاره في الفكر والتنفيذ وأعني بها أحداث الحادي عشر من سبتمر المعروفه لدى البعض بأسم)غزوه منهاتن(والتي سيق فيها المجتمع الدولي الى تريد الروايات الرسمية الأمريكية عنها وتم غسيل مخه بصورة مهوله ... وأنني واحداً من كثيرين لا يعتقدون إطلاقا أن المدعو أسامه بن لادن ومعه هذا التنظيم الهلامي المعروف بأسم تنظيم القاعده يعد مسئولا عن خطف طائرتين وتحويلهما لقنابل طائرة تصطدم ببرجي التجارة فينهار إنهياراً نظامياً كما رأينا ... هل تنظيم القاعدة هو المسئول عن فيروس الجمرة الخبيثه فكيف تم تركيب وتجهيزه ترى في أي كف من كهوف افغانستان تم انشاء المعامل التي من خلالها جري تخليق هذا الميكروب المصنع معملياً ؟.. وبمناسبة الحديث عن أفغانستان لقد كان المجاهدون الافغان أبطالا في السينما الامريكيه يساعدون البطل المغوار )جمس بوند( في مغامراته ضد الاتحاد السوفيتي و كانوا يمدون له يد العون عندما كان العدو لبوند هو العدو الأحمر وعندما تغيرت الألوان تغيرت الادوار وصار كل شئ سئ في السينما الأمريكية مصبوغاً باللون الأخضر ... وكل لبيب بالاشارة يفهم ....

سوق الأدله والبراهين وذكر الواقائع والاحداث عن وجود نظرية المؤامرة يحتاج الي تبييض صفحات كاملة سواء من أحداث الواقع أو من أضابير التاريخ كأمثلة حيه برهاناً لما ندعيه

و لا يمكن أن يكون هناك ثمة حديث عن المؤامرة ونظريتها إلا ويبرز من طيات هذا الحديث سؤال يفرض نفسه فرضا .... لماذا تنجح المؤامرات علينا دائما .... لماذا تعد مجتمعاتنا أرضا خصباً لتفعيل أسباب نجاح هذه النظرية ... لماذا يوجد لدينا هذ القابليه العجيبه للتآمر علينا؟!

ومن هذا السؤال الأم تنبثق أسئلة فرعية ... هل تنجح نظرية المؤامرة في مجتمعاتنا لأننا قوم أبعد ما نكون عن التفكير العلمي المنظم ..... أم لأننا نكره المنهجية في الفكر والفعل كراهية التحريم....

هل تنجح نظرية المؤامرة لأن المتصدرين للمشهد دائما ليسوا على مستوى المسئوليه ولا يتحملون مقتضيات الأمانه الملقاه على عاتقهم

هل تنجح لأننا في مجملنا شعوباً وأنظمة نكره عناء البحث في الأسباب ونرى أن التاريخ قد كتب مسبقاً ولا داعي لعناد القدر ... ام تنجح لأننا مؤمنون بأن القدر وحده هو الذي سوف يعيد لنا حقوقنا المسلوبه ويثأر لنا ممن ظلمنا كما ندعوا أسبوعياً في خطبة الجمعة ونردد جميعا خلف الداعي )آمين)

عشرات الأسئلة تواردت على ذهني وأنا أسطر هذه السطور .... أسطرها لعلى أجد عند أحد من المؤرخين أو الباحثين أو حتى الهواه المهتمين إجابه ...هذه الاجابة التي عصت على حتى أنني ظنت أن هناك مؤامرة ضدي حتى لا أصل ولا أهتدى






#محمد_عبد_الفتاح_السرورى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول بيع أراضى مصانع النحاس
- ضد البرادعى
- الأقباط والقومية العربية
- نضال المرأة من أجل الكرامة
- الطلاق الفورى و الطلاق الغيابى
- فى نقد العقل العربى
- الصمت الذى صنع فقها
- الصحافة الدينية والمرأة
- دفاعا عن سيد القمنى
- تناقضات البخارى فى روايات ليلة القدر
- السلفيةالارثوذوكسية
- الحرية فى الاسر
- حول كتاب برهان غليون- محنة العقل العربى
- عرض رواية مزرعة الحيوانات
- نقد فكر النقل
- الاسلام و الحداثة
- المخيال العربي في الاحاديث المنسوبة الي الرسول
- النقيضان
- هذا ردنا - الرد على الدكتور محمد عمارة
- البدونة


المزيد.....




- أهالي رامز يحتجّون على تهديد حقّهم في المياه جرّاء تحويل منا ...
- فشل بفحص الرصانة.. رائحة كحول تفضح طيارًا قبيل إقلاعه في الل ...
- الإمارات ترحب بـ-اللقاء التاريخي- بين ترامب وبوتين في ألاسكا ...
- تصاعد الاحتجاجات المناهضة للحكومة في صربيا.. والسلطات تنفي ا ...
- كيف يوظّف رئيس بنين -دبلوماسية الجوازات- مع نجوم أميركيين
- خبيران عسكريان: احتلال غزة خطة مبهمة ويُحضّر لها بالقصف والت ...
- جنازة رمزية في ستوكهولم لصحفيي الجزيرة الذين اغتالتهم إسرائي ...
- تحليل.. لماذا يُعدّ إقناع بوتين بالجلوس مع زيلينسكي الاختبار ...
- مواجهة في الظل بين تل أبيب وطهران.. هكذا تعمل إيران على إعاد ...
- نظام -العقوبات الثانوية- الأمريكية .. أداة ضغط لتحييد الطرف ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد الفتاح السرورى - حول نظرية المؤامرة