أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد عبد الفتاح السرورى - نقد فكر النقل















المزيد.....

نقد فكر النقل


محمد عبد الفتاح السرورى

الحوار المتمدن-العدد: 2590 - 2009 / 3 / 19 - 10:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


علة الاجتهاد بين فقه الواقع وهيمنة السلف:
* فى عدد سابق من جريدة الحياة وعلى متن هذه الصفحة المعنية بالتراث وقضاياه دار سجال بين ما طرحه الأكاديمى المغربى محمد الحداد فيما يخص مسألة الاجتهاد وبين الكاتب عبد الله على العليان وأستأذنهما وأستأذنكم فى أن يكون لى فى هذا السجال قول.

* (لا اجتهاد فى نص) هكذا يكون البدء فى الحوار مع أصحاب العقلية التى تمثل الأكثرية الغالبية من المشتغلين بالفكر الاسلامى اليوم وبالطبع تمثل هذه المقولة (المبدأ) لباب تفكير غالبية عوام المسلمين على اختلاف مشاربهم. هذه المقولة التى تمثل أول مصدر من مصادر مصادرة فعل التجديد وإعمال العقل فيما ينقل إلينا من تراث السلف فأداة النهى (لا) ليست فى هذا المقام مجرد أداة لغوية لتوضيح المعنى بل هى أداة فعل وتنفيذ ليست مجرد قول عابر ولا رد مؤقت. بل هى المبدأ والمنتهى.

* وعندما مات النبى صلى الله عليه وسلم ترك لنا قرأنا بين دفتى مصحف لا ينطق أوراقه بل يتكلم به الرجال كما قال فى هذا المعنى يوما ما على بن أبى طالب أى أن القول كما تفسر وكما نقول به ثم تواتر الفكر الإسلامى على مر الدهور وأصبح لدينا تراثا هو فى مجمله تراثا بشريا ناتجا من التفسير (البشرى) لكل ما ترك النبى (صلى الله عليه وسلم) من قرآن وسنة وذلك هو بيت القصيد التفسير والتأويل فالقضية إذا هى قضية (التأويل) الذى أصبح مقدسا وليس (النص) الذى هو مقدس بحكم انتسابه إلى مصدر إلهى وعلى الرغم من أن (التفسير والتأويل) هو فعل ناتج عن فكر البشر فى الأساس إلا انه تحول بحكم التقادم (فى نسق يقدس الماضى أساسا) أقول تحول هذا المنتج البشرى إلى مقدس هو الآخر اكتسب مهابة وجلال فى مجمل أطروحاته لا تقل على مهابة المقدس بطبيعته إلا وهو النص الإلهى. ولكى يكون كلامنا أكثر تحديدا نحاول أن نضع خلاصة ما نبغى طرحه فى نقاط محددة.

أولا :
* يقول الأستاذ (عبد الله العليان) أن قضية الاجتهاد لا تخص عصر من دون عصر أو جيل من دون جيل يقوم بها مثقف ثقافة تقليدية أو مثقف ثقافة حديثة أو حداثية لكن المعايير والاشتراطات والمؤهلات هى الفيصل فى التصدى لقضية الاجتهاد والتجديد وتلك مسألة محورية ويكمل الأستاذ/ عبد الله متسائلا من قال أن الاجتهاد لا يقوم به إلا الأوائل أو المثقفون التقليديون؟ إلى هنا انتهت تساؤلات الأستاذ/ عبد الله العليان وإذا سمح لى أن تبدأ إجابتى.

* لا يا أستاذ عبد الله أن قضية الاجتهاد أصبحت بالفعل تخص عصر وجيل دون غيرهم والذى يقوم بالاجتهاد الآن هم المثقفون (الناقلون) فحتى التقليدى قد يبدع أما (الناقل) فلقد نأى بنفسه عن الإبداع ووقى نفسه شر الابتداع أما قولكم أن الاشتراطات والمؤهلات هى الفيصل فى التصدى لقضية الاجتهاد والتجديد فهو قول ينفيه الواقع نفيا تاما فكثيرا ممن خاضوا معارك التجديد (اجتهادا) توافرت فيهم الشروط والمؤهلات بل مع هذا لم يسلموا من الاتهامات بدءا من طه حسين حتى نصر حامد أبو زيد مرورا بالشيخ خليل عبد الكريم والمستشار/ محمد سعيد العشماوى وغيرهم كثيرا مما لا يتسع المجال لذكرهم جميعا فالمؤهلات الاجتهادية متوفرة فيهم على اختلاف تخصصاتهم ومحاولاتهم ولكن غير المتوفر فيهم هو خروجهم من ذلك التقليد الذى تقول عنه أنه مذموم عند كثير من علماء المسلمين. نعم هم ذموه قولا ومدحوه فعلا وعملا. (قل لى يا أستاذ عبد الله متى سمعت أذناك خطبة جمعة علقت بذهنك ولم تبارحه لأنها احتوت على فكر جديد أو قول غير معتاد سماعه مرارا وتكرارا؟ هل يستطيع أن يفعلها خطيب مسجد من على منبر؟ لكن يستطيع أن (تقليدى) أن يتهم أى مجتهد (أن ينكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة وهو مطمئن تماما أن اتهامه يلقى استحسانا ودون أن ينتبه المستحسنون أن إنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة قول هو أساسا مبنى على اجتهاد ويا سبحان الله!!
ثانيا:
* يتساءل الكاتب عبد الله على العليان (من طرح قاعدة تغير الأحكام بتغير الزمان من القائل حيث وجدت المصلحة أو إمارات العدل وأسفر عن وجهه فثم شرع الله ودينه من القائل الجمود على المنقولات أبدا ضلال فى الدين وجهل بمقاصد علماء المسلمين والسلف الماضيين ومن القائل أن الشريعة بناءها وأساسها على الحكم ومصالح العباد فى المعاش والمعاد وهى عدل كلها ورحمة كلها ومصالح كلها وحكمة كلها فكل مسألة خرجت عن العدل إلى الجور وعن الرحمة إلى ضدها وعن المصلحة إلى المفسدة فليست من الشريعة وإن أدخلت فيها بالتأويل) وينسب الأستاذ عبد الله المبادئ والأقوال السابقة إلى الأوائل أيضا الذى توافرت فيهم الاشتراطات والمؤهلات إلى هنا تنتهى التساؤلات ولكى تبدأ تساؤلات أخرى ردا على تساؤلات المتسائل.

* كل ما سقته من تساؤلات صحيح يا أستاذنا الفضل ولكنى هاهنا اسأل لمن الهيمنة اليوم؟ هل هم للأوائل الذين استشهدت بأقوالهم السالف أم هم للأوائل الذين يمثلون بالفعل الثقافة التقليدية والذين أتهمهم الأستاذ محمد الحداد بفرض معاييرهم على المجتمع كله؟! أليس مع الحداد حق أليس لاوائل (الثوابت) قصب السبق عن أوائل (المتغيرات)؟!

* أليس لاوائل (المنقول) مكانه فى قلوب ومعنويات عوام المسلمين وصفوتهم على حد سواء أكثر بكثير من أوائل (المعقول).

* ثم نأتى للنقطة الأخيرة والتى يقول فيها الأستاذ/ عبد الله العليان فيما يخص مسألة العراق بأن الكاتب محمد الحداد قد صور المشكلة فى تلخيص غريب حيث أن (الحداد) قد علل أن كل طرف يدعى امتلاك الحقيقة المطلقة وفى الحقيقة إننى هنا أرى أن الغريب ليس هو قول (الحداد) ولكن الغريب بالفعل هو رد الأستاذ/ عبد الله – الذى يؤكد أن العراق فى محنة سياسية وليست دينية نعم هذا صحيح ولكن المؤكد أن هذه المحنة السياسية أحد أسبابها (حتى نكون موضوعين) هو الخلافات الدينية وأن بالفعل كل طرف من أطراف العراق المتحاربة يدعى امتلاك الحقيقة المطلقة المفارقة هنا أن المحتل أيضا يدعى امتلاك هذه الحقيقة المطلقة!! نعم أساس هذه المحنة ووقودها دينى ومذهبى وعقائدى وإلا بماذا نسمى هذا العداء السافر بين السنة والشيعة ألا يستغل الاحتلال هذا العداء الدينى فى تأجيج الصراع ويا ليت علماء السنة وأئمة الشيعة (يجتهدون) سويا لعلهم يجدون لهذا الخلاف الذى أصبح لا مبرر له ولا معنى حتى يستطيعوا سويا أن يجدوا طريقة لإخراج المحتل من بلادهم. وليس هذا فحسب بل يا ليت أحد المفكرين الأمريكيين (يجتهد) هو الآخر فى محاولة لإقناع صفوة الساسة الأمريكيين بأن هذه الحرب لا معنى لها ولا مبرر ولكن يبدو أن الاجتهاد أصبح قضية غير محببة عند الغربيين أيضا خاصة إذا تعلق الأمر بأمور السياسة والحكم وشن الحروب.

* هذا ما طرحه الكاتب عبد الله العليان فى مجمل رده على الأستاذ/ محمد الحداد ولنا فى النهاية تعليق:
- أن قضية الاجتهاد هى من أشد قضايا الفكر الإسلامى تعقيدا لأنها ببساطة تعد هى القضية الكاشفة لنوعية العقليات المسيطرة على المشتغلين بالفكر الإسلامى وهم فى غالبيتهم يقاومون التجديد مقاومة هائلة. وهم لا يخجلون من أن يطرحوا شعارهم القائل (تقديم النقل على العقل) وأن لم يطرحوا قولا طرحوه فعلا وذلك فى التصدى لكل من يحاول التجديد، والشاهد للعيان أن الاجتهاد بعد الآن فى العالم الإسلامى فعلا منفيا نفيا تاما وكل ما يحدث هو الدوران حول نقطة ولكن بمسافات متساوية لا تخرج من فلك دائرة هى فى حد ذاتها دائرة السلف الصالح وما تركوه لنا من أفكار ومقولات أصبح ثوابت ومبادئ العجيب فى الأمر أن هؤلاء السلف هم أنفسهم لم يدعوا ولم يدعوا إلى قداسة أقوالهم وتنزيها تلك التى رفعها إليهم المحدثون؟ بل كانوا يقولون قولهم فى عصرهم بناءا على متطلبات دافعهم وأن من هؤلاء السلف ليسوا فعلا سلف كما هو مفهوم من الخطاب العام للتقليديون أى أنهم ليسوا من الصحابة ولا التابعين ولا تابعى التابعين أى أنهم لا يصدق فيهم الحديث المنسوب إلى النبى صلى الله عليه وسلم والقائل فيما معناه (أن خير القرون قرنى هذا ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) ومع هذا تحول هؤلاء (القدماء) إلى سلف وما هم بذلك؟ وأصبحت اجتهاداتهم ثوابت قولية وفعلية منعت من التجديد وحددت حدودا لا ينبغى الخروج عليها وإلا اعتبر من يفعل ذلك (ينكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة). وإلا فكيف يمكن تفسير هذه الحالة من حالة الجمود على (المنقول) قولا وفعلا وتقديسا، إن حالنا بالفعل كما وصفه الأكاديمى محمد الحداد "نحن نرواح فى المكان نفسه" نعم نحن ندور فى نفس المكان ثم نعود للمربع رقم واحد وذلك من أمد طويل وكل محاولة للخروج من المكان نفسه تواجهه بفكر أقل ما يوصف به أن فكر (الغيبوبة) فكر غائب تماما عن الواقع فاقد للزمن وتائه عن المكان. هل يمكن لمثقف غير تقليدى أن يطرح ما أسميه (فقه الواقع) هل يستطيع اليوم مثقف غير تقليدى أن يواجه هذا الطوفان الهائل من الأقوال التراثية (بعضها ينسب إلى النبى مباشرة) دون أن يتهم بالتهم المعروفة سلفا؟! جف الحلق من كثرة الحوار مع الذين يمثلون فكر الأمس وغالبا ما ينتهى الحوار معهم إلى نقطة لا يمكن وصفها بالودية على أى حال .. قضايا كثيرة تمثل لب الحياة اليومية للمسلمين سواء في أوطانهم أو غربتهم ولا يزال فكر السلف هو المهيمن عليها تحليلا وتحريما (أحد العلماء حرم السفر لبلاد الكفار إلا بشروط محددة حددها هو) ويكفى أن نتابع سويا نوعية الأسئلة الموجهة للعلماء فى القنوات الفضائية ليلا ونهارا لنعرف ما فى العقول من اهتمامات وما فى الألباب من قضايا وهموم.

- أن تقديم النقل على العقل هو الأساس المؤسس لأيدلوجية المفكرين الإسلاميين بالنقل يستشهدون وبه يحتجون وأحيانا يكفرون به المسلمين ويردون, نحن نحتاج أشد ما نحتاج إلى آليات جديدة فى التعامل مع التراث الإسلامى نحن نحتاج أشد ما نحتاج لإعادة قراءة كثير من ثوابت تفكيرنا قراءة نقدية تقوم على أساس ما كان يصلح للأمس أضحى لا يصح لليوم ليس تجرئا على دين الله ولكنها جرأة على فكر البشر الذين فسروا الدين وأصبح تفسيرهم مرجعا وما هو بمرجع ولا حجة إلا على الذين ارتضوا أن يكون للإنسان سلطان عليهم أما غيرهم ممن كفروا بغير سلطان الله فلا يعدوه حجة بل هو ناتج بشرى أدمى قاله وعمل به أدمى مثله مثل كل البشر آدمى قد يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه فكر بشر فكيف يمكن للاجتهاد أن يكون له دورا وأن يؤسس لفقه الواقع فى ظل الهيمنة الكاملة لفكر السلف .. كيف؟



#محمد_عبد_الفتاح_السرورى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلام و الحداثة
- المخيال العربي في الاحاديث المنسوبة الي الرسول
- النقيضان
- هذا ردنا - الرد على الدكتور محمد عمارة
- البدونة
- العقلية المنبرية
- مدارس الصراخ السياسى
- نحو إلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة/ ميراث المرأة..... بي ...
- نحو إلغاء (كافة) و(كل) و (جميع) أشكال التمييز ضد المرأة/استل ...
- حتى (بول المرأة) سامحكم الله


المزيد.....




- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد عبد الفتاح السرورى - نقد فكر النقل