أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد عبد الفتاح السرورى - النقيضان















المزيد.....

النقيضان


محمد عبد الفتاح السرورى

الحوار المتمدن-العدد: 2574 - 2009 / 3 / 3 - 09:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


السؤال.... هل هناك تعارض بين المنهج العلمي والمنهج الديني؟!
ولكن قبل طرح السؤال علينا أولا أن نبحث في خصائص كلا المنهجين حتى يتسنى لنا الإجابة معتمدين علي منهج بعيدا عن المشاعر السابقة والثوابت الراسخة.
• من صفات المنهج العلمي انطلاقة من قاعدة فرض الفروض ثم البحث فيها بمنهج بعيد عن اليقين الثابت المسبق الاعتراف بصحته وتلك بديهية طبيعية فلو فرضنا فرضا سبقا( ثابت) فما هو الداعي أساسا للبحث عن صحته فرضا إذا كنا منذ البداية جعلنا ثابتا موقفا به.
• ومن صفات المنهج الديني هو انطلاقه من قاعدة (الوحي) أي انه يعتمد علي الخبر السابق المنبأ به من قبل قوة اعلي تعلم وتعي كل شيء وتحيط بكل شيء علما وما علي المتلقين ألا السمع والطاعة (قالوا سمعنا واطعنا) و(ابن الطاعة تحل علية البركة(.
• من هذه المقدمة الموجزة نستطيع أن نقول أن المنهج العلمي هو منهج (تجريبي) أما المنهج الديني فهو منهج (خبري)، المنهج العلمي يبدأ من فرض جميع الفروض المتاحة متساوية في طرحها بناءا علي معطياتها الممكنة أما المنهج الديني فهو يبدأ باليقين (الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه) فبأي عقل يحاول البعض إيجاد قاسم مشترك بين المنهجين وهما في الأساس طرفي نقيض.
وللبرهنة على ما نقول أننا لو افترضنا فرضية وضربنا بها مثلا لاختلف المنهجين في البحث علي الرغم من وحدة المثال فشروق الشمس من مشرقها كل صباح وغروبها من مغربها كل يوم بانتظام متواتر ودون تغيير منذ أن وعي الإنسان لها. هذه البديهية البسيطة التي نعايشها جميعا ولا ينكرها منا أحدا لو تناولناها علميا فسوف يؤدي بنا لافتراض أن لهذا الكون إلها واحدا وذلك لديمومة هذه الظاهرة دون انقطاع مما يدل على خضوعها لقوة ثابتة لا تتغير أرادتها أو مشيئتها إما لو تناولنا نفس الظاهرة (دينيا) فلسوف نبدأ بالنتيجة التي انتهي إليها المنهج العلمي بمعني أننا حينما نتناول هذه الظاهرة بالمنهج الديني فسوف يكون المنهج حينذاك هو اليقين منذ البداية بان لهذا الكون أيضا إلها واحد والدليل ثبات هذه الظاهرة ودون تغيير منذ الازل وحتى الآن مما يدل على خضوعها لقوة ثابتة لا تتغيير أرادتها أو مشيئتها أو سنتها.
أي أن نتيجة المنهج العلمي هي (معطيات) المنهج الديني.
وقد يقول قائل في هذا المقام ان إتباع المنهج الديني لهو ادعي و أولى بما انه يخبر مسبقا بما يؤدي به العلم لا حقا فما هو الداعي للبحث والتجريب أن كنا نملك منذ البداية (الخبر اليقين) والرد علي هذا القول بان العلم واحدا والمعمل واحد أما الأديان فمختلفة بل ومتعارضة ومتناقضة أحيانا فما يقره دين لا يقره أخر وما ينفيه دين قد يؤكده دين أخر ولهذا الموضوع حديث أخر لكن ما ينبغي قوله في هذا المقام أن (خبريه) المنهج الديني تتعارض بالحتمية مع (تجريبية) المنهج العلمي فالدين لا يعترف في أخباره (بالمعامل) والعلم لا يعترف في نتائجه (بالوحي).
وليس هذا وحسب أن أهل الأديان المختلفة يناطحون بعضهم البعض في مناظرات ومسجلات لا تنتهي علي الرغم من انتمائهما سويا لنفس المنهج في البحث والتعليل. ولو أعملوا عقولهم فيما يقولون ربما وصلوا لنتيجة مشتركة قد لا تكون في مجملها في صالح ما يتصارعون من اجل إثباته.
أن اكثر ما يثير دهشتي هو محاولة أصحاب كل دين (إثبات) ما يقولونه بالحجة والبرهان وعقلنه أوامر و نواهي كل دين. العجيب في الأمر أن هؤلاء القوم يعمون عن حقيقة أمام أعينهم واضحة لكل ذي لب وبيان حقيقة مؤداها أن هناك قسما من البشر استغني بالكامل عما يقوله أصحاب كل دين. فإذا كان الصلاح وكل الفلاح في الانتماء لدين معين وترك ماعداه فما هو تفسير السادة الأفاضل في استغناء كل طرف عما يتمسك به الطرف الأخر ومع ذلك يعيشون في مجمل حياتهم حياه طبيعية عادية لا ينقصها ألا ما ينقص حياه باقي البشر من عوارض وأحداث تسري عليهم جميعا بلا استثناء وإذا كان الصلاح والفلاح في اتباع الأديان من الأساس فما هو تفسير المشايخ والقساوسة والحاخامات أيضا في ملايين البشر الذين يعيشون حياتهم وهم لا يدينون أصلا بدين إبراهيمي.
وسؤال أخر..... لماذا يصر أصحاب كل دين باستماتة في محاولة إثبات صحة دينه بالعقل علي الرغم من أننا لو طبقنا المنهج العلمي بحثا فيما تقوله الأديان فمن الجائز أن النتيجة حينذاك لن تكون في صالح أي دين علي الإطلاق!!!
فمن يستطيع أن يدعي أن العقل أو العلم يقر بإمكانية قيام الأموات من قبورهم بعد موتهم فعليا بثلاثة أيام وأي عقل هذا بل وأي عين محايدة تستطيع ان تؤكد إنها رأت يوما يوما حيوانا بجناحين يطير خارج نطاق الكرة الأرضية ملحقا في السموات السبع حتى يصل إلى (سدرة المنتهى).
الدين والعقل يتعارضان والمنهج العلمي والمنهج الديني نقيضان ضدان وخصمان ولا يوجد ما يثبت حتى الآن (حتى نكون علميين) شئ يبرهن علي التوافق بينهما.
والخلاف بين المنهج العلمي والمنهج الديني ليس جديدا بل هو خلاف قديم يتجدد من حين لاخر ويكثر فيه الحديث والملاحظ أن تأجيج هذا الخلاف لا يرجع لرجال العلم ولكنه يرجع لرجال الدين الذين يصرون من حين لاخر علي التحدث في أمور علميه متغيرة بحديث ثابت مقدس ويا سبحان الله إذا كان (الخبر الديني) هو اليقين فأي دين خبره هو اليقين؟!
حينما يتحدث الناس لغة الدين يختلفون ولكن عندما يتحدثون لغة العلم يختلفون أيضا ولكن الخلاف هنا الفيصل فيه هو المعمل والتجربة والدليل والبرهان الذي لا ينكره مكابر أما الفيصل في الخلاف الديني هي المشاعر والأحاسيس ودين الأباء. فالعلم يوحد ولا يفرق والدين يفرق ولا يوحد (إنما المؤمنون أخوه) المؤمنون فقط أما ماعداهم من البشر أن لم يكونوا مؤمنين فليسوا باخوة ولا رابط بينهم. وليس هذا فقط بل أن أهل الدين الواحد يختلفون فما بالنا وقد اختلفت أديانهم فعن أي توحد يتحدثون؟!.
هل يستطيع أن يقف أحد العلماء في مؤتمر علمي ويبرهن علي صحة ما يقول بناءا علي مرجعيته الدينية هل يستطيع أحد من العلماء المسلمين أن يتحدث في مؤتمر علمي يحضره علماء غير مسلمين ويقول أن هذه النظرية العلمية صحيحة لان القران الكريم ذكرها أوانها غير صحيحة لان القران لم يذكرها أو حتى ذكر ما ينقضها وينفيها؟!.
ربما تكون هذه المشكلة في المسيحية شبه محلوله وذلك لان جاليليو قد دفع الثمن ولكن الثمن لم يدفع بعد في الإسلام فالمشكلة عند المسلمين لاتزال قائمة لا يزال بين اظهر المسلمين حتى يومنا هذا من يحاول جاهدا أن يحاول أن يبرهن أن ما أكد القران أكدا العلم و ما نفاه القران العلم؟!!
وانه ليحضرني في هذا المقال المقولة الشهيرة المنسوبة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما قال مخاطبا الحجر الأسود (والله أنى لأعلم انك حجر لا تضر ولا تنفع ولو لا أنني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك) وسبب استحضاري لهذه المقولة أن عمر بن الخطاب علي الرغم من انه ينتمي في مجمل ثقافته لبيئة بدوية لم تكن تعرف شيئا وقتها عن المنهج العلمي في البحث والدراسة إلا انه بفطرته الطبيعية تنبه إلى هذا التعارض الواضح بين تقبيل الحجر الأسود وبين نواهي الإسلام عن طقوس الوثنية ولم يجد مخرجا من هذا الفخ سوي إرجاع الأمر كله لرؤية رسول الله بفعل لانه لو اعمل عقله وطبق منهجا علميا فيما يفعل لما فعل فلا مناص أمامه ألا السمع والطاعة وان يرجع الأمر كله لطاعة الله ورسول لا إلى العقل والمنطق. والأمر واضح .
ولا يزال المسلمون حتى يومنا هذا يفعلون مثلما فعل بن الخطاب دون ان ينتهوا لذلك ليس فقط في تقبيل الحجر الأسود ولكن أشياء أخرى فالمسلمون محرم عليهم الاعتقاد في الدجل والشعوذة رغم انهم يؤمنون (بالنفثات في العقد).
أي أن المسلمون دينا يؤمنون بشيء وعقلا يكفرون به وما المقولة السابقة لابن الخطاب ألا دليل.
يا أهل الدين رحمة بالأديان مما تقولون وتدعون أما أهل العلم فالمعامل كفيلة بهم إليها يحتكمون ويتفقون على نتيجتها وان كانوا في الأديان مختلفون.




#محمد_عبد_الفتاح_السرورى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا ردنا - الرد على الدكتور محمد عمارة
- البدونة
- العقلية المنبرية
- مدارس الصراخ السياسى
- نحو إلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة/ ميراث المرأة..... بي ...
- نحو إلغاء (كافة) و(كل) و (جميع) أشكال التمييز ضد المرأة/استل ...
- حتى (بول المرأة) سامحكم الله


المزيد.....




- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد عبد الفتاح السرورى - النقيضان