أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد الفتاح السرورى - مدارس الصراخ السياسى















المزيد.....

مدارس الصراخ السياسى


محمد عبد الفتاح السرورى

الحوار المتمدن-العدد: 2541 - 2009 / 1 / 29 - 06:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



فى خطاب زاعق (كعادته) طل علينا السيد/ حسن نصر الله من خلال شاشات الفضائيات مطالباً جموع الشعب المصرى بالنزول المليونى إلى الشوارع اعتراضاً على موقف حكومتهم الرسمية وتضامناً مع الشعب الفلسطينى المكلوم ... وفى غمرة (حماس) السيد/ حسن نصر الله نسى أو تناسى أنه بهذا الطلب وبهذه العقلية يمثل أحد المكونات للحالة المزرية التى وصل إليها الوضع العربى والإسلامى أن لم يكن هو المكون الرئيسى والأساسى لها.
تحدثنا وتحدث غيرنا كثيراً عن طبيعة النتائج المؤسفة التى من الممكن أن تترتب على تسيد الخطاب الزاعق والمهيج للمشاعر والمحرك للجماهير الغاضبة ... تحدثنا وتحدث غيرنا كثيراً عن كم المشكلات التى من الممكن أن تواجها الدول والمجتمعات إذا ما تسلط على عقلية متخذى القرار فيها هذا النسق العاطفى من التفكير الذى يمكن وصفه بأنه التفكير السهل غير المعقد الذى يأخذ الأمور بظواهرها دون أن يكلف نفسه مشقة البحث فى الجوهر ويحاول أن يسبر غور الواقع الذى يواجهه حيث أن هذا النوع من التفكير يفضل دائماً ظواهر الأسباب دون الغوص فى دواخلها بكل ما يستتبع ذلك من مشقة ذهنية هى أبعد ما تكون عن أسلوب تفكيرنا بل حياتنا بصفة عامة.
أقر واعترف ورغم كل ما يتعرض له الشعب الفلسطينى فى غزه استطيع أن أقول بلا خجل أننى لا أتعاطف مطلقاً مع حركة حماس الفلسطينية (واحتفظ هنا على وصفها بالإسلامية.) أقر وأعترف أننى أحمل حركة حماس جزء من مسئولية ما يحدث للشعب الفلسطينى فى غزة ... بل أستطيع أن أقول أنها تتحمل الجزء الأكبر من مسئولية ما يحدث لمواطنيها العزل من السلاح ومن الغذاء والدواء فهذه الحركة ومنذ نشأتها كانت وبالاً على القضية الفلسطينية بصفة خاصة وعلى العرب بصفة عامة وعلى المسلمين بصفة أعم هذه الحركة التى لا هم لقادتها إلا عمل المؤتمرات الصحفية والمقابلات التليفزيونية وإلقاء الخطب العنترية التى لا تسمن ولا تغنى من جوع وإذا ما تبنت فعلا حقيقيا يندرج تحت مسمى المقاومة فهذا الفعل لا يتعدى إلقاء بعض (أنابيب البوتاجاز) على المستوطنات الإسرائيلية لتقوم بعدها قاذفات اللهب الإسرائيلية بالرد العملى على ما تقوم به حركة حماس من مقاومة نظرية وجماهيرية
حركة حماس ومعها السيد حسن نصر الله وحزبه لا يريدان (ولا يريد غيرهم ممن هم على شاكلتهم فى المنطقة العربية والإسلامية) لا يريدون جميعاً أن يقروا ويعترفوا بأن إسرائيل دولة نظامية لها جيش نظامى ومؤسسات أمنية نظامية هذا غير أنها دولة تتمتع بالتأييد الدولى المطلق من جانب المجتمع الأوروبى والأمريكى ... جميعهم لا يريدون أن يعترفوا بأن إسرائيل دولة متقدمة عسكرياً بحكم المعونات العسكرية الأمريكية التى لا تنقطع عنها والتى لا تخفى على أحد.............................. أنهم يتعاملون مع هذه الدولة باعتبارها كيان ليس له ملامح وهذا غير صحيح انهم يملئون الدنيا صراخاً وضجيجاً وسباً ولعناً وشتماً فيها وفى راعيتها أمريكا كلما أقدمت هذه الدولة المزروعة بيننا على أفعالها الوحشية المبالغ فى حدتها وعنفها ... وهنا مربط الفرس ومكمن المشكلة، وتفصيلاً لما نبغى قوله نوجزه فيما يلى :-
كنت قد آليت على نفسى من فترة ليست بالقصيرة أن أخرج من نسق تفكيرى فكرة (لوم العدو) كنت قد آليت على نفسى أن أحرم على عقلى ومنهج تفكيرى انتظار هداية العدو ومؤيديه إلى الصواب وإلى الحق المبين وألا انتظر مع المنتظرين ملائكة (بدر) بكل ما يستتبعه هذا من خروج عن السرب ومناقضه للنسق الشعبى العام ...هذا النسق الذى يتبناه هذا الخطاب الإعلامى والسياسى والدينى الزاعق الذى لا نكن له أى تقدير أو احترام بل ونظن فيه ظن السوء ونعتقد بأن هذا النسق العنترى يشكل أحد الأسباب للحالة التى وصلنا إليها.
عندما تستمع إلى المتحدثين لهذا الخطاب وتتأمل مفرداته ويبحر العقل فى معانيه لا يمكن أن تصدق أن هؤلاء القوم يتحدثون عن رغبتهم فى خوض حرب نظامية بل أغلب الظن أنهم يعتقدون أن الأمر (خناقة فى فرق عيش) ... يطالبون مثلاً بسحب السفراء وطرد السفراء وقطع العلاقات وإعلان التعبئة ولقد أحسن السفير حسام زكى المتحدث باسم الخارجية المصرية حينما أجمل رده أن هذه الأمور تخضع لمعايير دقيقة ولا يمكن تركها للرغبات الشعبية أو العاطفية وياله من رد قاسى على أصحاب العقليات المنبرية والألسنة الحربية..................................................................................... أنهم يطالبون (مصر) ولا يطالبون غير مصر ويلومون مصر ولا يلومون غير مصر بالاسم تحديداً على الرغم من أن مصر هى الدولة الوحيدة التى قدمت ولا زالت تقدم الشهداء فداءاً لفلسطين ولعروبتها ولا أدرى لماذا لا يطالب أحذ إيران أو يطالبون أحمدى نجاد بالاسم لا أدرى لماذا لا يطالبونهم بإعلان الحرب رسمياً على إسرائيل فعلياً لا إعلامياً ... لماذا لا يشن السيد/ أحمدى نجاد حرباً فعلية على إسرائيل ؟ ولماذا لا يهاجم القواعد العسكرية الأمريكية القريبة منه فى الخليج العربى ؟!
وإذا كنا نقبل هذا من (الغريب) فمن غير المتصور أن نقبله من القريب بمعنى أنه من غير المقبول إطلاقا أن تخرج من بين أظهرنا أصوات مصرية تطالب مصر و قيادتها بطرد سفير وسحب آخر أو إعلان حرب أو قطع علاقات والسؤال الذى يطرح نفسه هنا . متى نتوقف عن الصراخ ؟ متى نعمل عقولنا فى أزماتنا الداخلية والخارجية ؟ متى نتعامل مع الواقع بعقلية علمية منهجية بعيدة عن العاطفة المريحة والهتاف الحماسى ؟ متى؟! نـحمد الله على أن القيادة السياسية فى مصر لا تعطى آذاناً صاغية لهذه الألسنة الهتافية أو تتخذ قراراتها بناءاً على حسابات شعبية محضة لأنها لو فعلت فلسوف يكون الشعب نفسه هو أول اللائمين لها وأن لم تأتى بنتائجها على هواه(.هذه هن أفترضنا من الاساس ان لهذه النوعية من التصرفات لها نتائج ايجابية )
وهى بكل تأكيد لن تأتى لأن النتائج المثمرة لا تأتى إلا من البذور المثمرة ولا يوجد عند الزاعقين بذوراً مثمرة ولكن يوجد عندهم ألفاظ مثمرة والألفاظ لا تحرر أوطاناً ولا تطرد مغتصباً ولكن ما يفعل ذلك هو (الفعل) والفعل هو أبعد ما يكون عن نهج ومنهاج اصحاب الحناجر الصاخبة فهم لا يجيدون إلا العنترية الفارغة وإذا كانت ممتلئة فلا بأس شريطة أن يتحم ل غيرهم نتيجة هذه العنترية وهذا الصخب أما هم فلا.. لأن لهم مهمة أخرى مقدسه هى إرسال المزيد من (الشهداء) إلى ساحات الاستشهاد التى تخلو دائما من أبنائهم.ومن ابناء اوطانهم





#محمد_عبد_الفتاح_السرورى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو إلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة/ ميراث المرأة..... بي ...
- نحو إلغاء (كافة) و(كل) و (جميع) أشكال التمييز ضد المرأة/استل ...
- حتى (بول المرأة) سامحكم الله


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد الفتاح السرورى - مدارس الصراخ السياسى