أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد عبد الفتاح السرورى - حتى (بول المرأة) سامحكم الله















المزيد.....

حتى (بول المرأة) سامحكم الله


محمد عبد الفتاح السرورى

الحوار المتمدن-العدد: 2287 - 2008 / 5 / 20 - 11:05
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


كثير ما كانت أتساءل ما الذي يمنع المرأة في بلادنا من آن تأخذ المكانة التي تليق بها ككائن مستقل له كيانه الإنساني الذي لا يختلف في كثير من قدراته عن قدرات الرجل وبخاصة في الملكات العقلية و القدرات الذهنية لا ينكرها ناكر. ورويداً رويدا بدا يتكشف لي الكثير من عوار الفكر في المجتمع يمنع بلوغ المرأة مبلغاً يتجاوز ما وصلت إليه بشق الانفس عبر كفاح سنين طويلة من العمل الدوؤب والنضال المستمر... وعوار الفكر الذي أتحدث وأحاول تبيانة في مقامنا هذا ليس خفياً أو مستترا أو بعمل عملاً سريا تفاجئ المرأة بنتائجه دون أن تملك لتلك النتائج رد بل هو عوار معلن ومنشور وليس هذا فقط بل هو أيضاً مجال من مجالات التباهي والزهو وذلك من عجائب الأقدار.... لنر سوايا (عينة) من خطاب المرأة سواء كان هذا الخطاب موجها منها أو موجهاًَ إليها أو عنها.....
- المرأة ضد المرأة
من تصاريف القدر التي تحار فيها الألباب وتعجز عنها فهمها العقول أن تكون( المرأة )أحد العثرات التي تقف حائلاً دون أن تبلغ المرأة سن الرشد الاجتماعي وأن تصبح هي ذاتها لا في صنف المحاربين لها ولكن في صفوف المحاربين ضدها (وما أكثرهم) فكثير من النساء لا يثقن في الطبيبات ولا المحاميات والكثير من النساء أيضا لا يحبذن عمل المرأة بالسياسة ويرين في ذلك اقتحاماً لمجال لا قبل لهن به وفي الانتخابات التشريعية الآخيرة برر الحزب الوطني الديموقراطي قلة مرشحيه من النساء بما معناه أن الناخب و(الناخبة) في الغالب لن يرشح المرشح(الأنثى) وأن ثقافة المجتمع ككل بما فيها المناطق الحضرية تميل الي انتخاب المرشح لا المرشحة وللآسف فان المبررات التي ساقها الحزب الحاكم صحيحة و نحن نعلم جميعاً مدى صحتها المؤسف في الموضوع أن الدولة لا تمنع المرأة من الترشيح كمستقلة وتعطي حق الانتخاب للمرأة فما الذي يمنع النساء أن يقفن خلف إحدى المرشحات؟!! أنها الثقافة العاملة والضمير الجمعي الذي يرفض في داخله عمل المرأة بالسياسة والاشتغال بالعمل العام وهذا غنى عن البرهان فنحن بالفعل نشعر بهذا بل ولا يزال حتى الان هناك من المجالات ما هو قاصرعلى الرجال وحدهم دون النساء مثل القضاء ومنصب المحافظ و تولي كثير من المناصب القيادية ليس بسبب انعدام أو قلة الخبر ولكن السبب الرئيسي إنهن (نساء) أي أن (النوع) هنا هو المانع و ليست الكفاءة أو المقدرة و القاعدة النسائية العامة فى المجتمع تساعد على ذلك التهميش.


كائن شيطانى
أما عن خطاب الموجه إليها فهو لا يكاد يتجاوز منطقتي (الرأس) و(الفرج)... هل يصدق أحد أن الخطاب العام الموجه الي المرأة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية يجعل من المرأة كائن ضد ذاته... إن جاز التعبير... عندما نستمع أو نقرأ الخطاب العام الموجه الي المرأة تأخذ منا الدهشة مبلغاً ففي هذا الخطاب على اختلاف مصادرة (فضائيات – كتيبات – دروس – ملصقات – فتاوي) أقول في هذا الخطاب لا تسمع فيه المرأة إلا ما يجعلها تعتقد اعتقاداً جازما أن الله قد خلقها لكي يجعلها حبلاً من حبائل الشيطان وأداه من أدوات الإفساد والانحدار الخلقي ويكفي أن نعلم أن أحد الثوابت في هذا الخطاب أن المرأة إذ خرجت من بيتها إستشرفها الشيطان وإن المرأة القدوة في هذا النموذج هي التي لا تخرج إلا مرتين مرة الي منزل زوجها ومرة الي القبر وبهذا تكون قد نالت خير الدنيا وجنه الآخرة.
شهادة المرأة....
أما عن الخطاب عن المرأة فهو بحق جوهر حديثا وسبب مقالنا هذا....
في إحدى الجرائد القومية الكبرى وعلى صفحة بعنوان( فكر ديني) كتب الدكتور على خلف الأستاذ غير المتفرع بجامعة أسيوط موضوعاً بعنوان (شهادة المرأة ومعطيات العلم الحديث). أستهل مقالة بمقدمة نسوق جزء منها فيها يقول (عوام الناس تتوقف قدراتها عند ما تدركه حواسهم المجردة اما العلماء و المفكرون من خواص الناس فحدودهم ما توصلو اليه من علم ومعرفة بقدمها العلم الحديث في صورة حقائق ونظريات تتسع وتنمو كل يوم) ثم يتطرق الدكتور كاتب المقال لموضوع شهادة المرأة والتي جعلها النص القرانى مساوية لنصف شهادة الرجل ثم قسم الدكتور الناس الي فريقين فريق يسلم مما جاء في نص الايه التي توضح الحكم في شأن شهادة المرأة وفريق أخر وصفة الدكتور بأنه (مثير الشبهات حول الأمر من منطق فحواة الانتقاص من كرامة المرأة وقدرتها) ويبرهن على وجه نظرة بأن مشاغل المرأة الكثيرة تجعل ذاكراتها اضعف في شئون المعاملات كما يبين الشيخ القرضاوي ولكي يقطع أي مجال للشبهه يورد الأستاذ الدكتور نتائج البحث الذي أجراه فريق من العلماء تابع لجامعة نيوساوث ويلز الاسترالية بقيادة الأستاذة جوليا هزي و التي تتلخص في وهن وضعف ذاكرة المرأة الحامل حتى أنها تستطيع أن تتذكر رقم قديم اكثر مما تستطيع أن تتذكر رقم جديد ويقول أيضاً أن النظرة المتجردة الي هذه النتائح التي توصل إليها علماء اغلب الظن لا يتضمن إسلاميين يتسق اتساقا كاملا مع ما تضمنته ايه المداينة حول مسألة الشهادة سواء من ناحية الحكم او علته
وللرد على ما ساقه الأستاذ الدكتور على خلف يجب علينا أن نبدأ أولاً بذكر أية المدانية وهي الآية رقم (282) من سورة البقرة ونصها (واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء ان تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى، ولإ يأب الشهداء إذا ما دعوا) الآية كما هو واضح من نصها لم تذكر حملاً ولا ولادة ولا أي شئ له علاقة بقوة أو ضعف عاطفة المرأة أو مست من قريب أو بعيد قدرتها العقلية بل أن الآية تسير في اتجاه مختلف تماماً عما أوردة الكاتب من حجج أننا نلاحظ في بداية الآية الكريمة أن الله فضل شهادة الرجال في البداية فهي الأساس (واستشهدوا شهيدين من رجالكم) ولم تفترض الآية أساسا في مبدأها حاجة الشهادة المرأة فإن لم نجد فشهادة رجل وامرأتان وهذه الآية وثيقة الصلة بطبيعة البيئة التي نزلت فيها فهي بيئة بدوية ذكورية الطابع كما نعلم ولم يكن من المقبول وقتها أن تتساوى شهادة رجل بشهادة مرأة وبخاصة إذا كانت شهادتها مناقضة لشهادتة أو مبطلة له وهذا الافتراض هو الافتراض الغائب دائما عن ذهنية المتلقي أو المفسر للآية فليس من الضرورة أن تلتقي شهادة الرجلين أو الرجل والمرأتين في نفس الاتجاه بل قد تتعارض فبأي عقل سوف يقبل الذكر البدوي آنذاك مساواة شهادته بشهادة (أمه) أو( جارية) بل وقد تعارضها أيضاً ...هيهات..........
أما بخصوص ما ذكره الأستاذ الدكتور حول ذهنية المرأة وبخاصة المرأة الحامل فلقد نسى الدكتور أو تناسي أن الأبحاث التي ذكرها ليست أبحاثاً نهائية بل أننا كثيراً ما نسمع كل يوم عن أبحاث جديدة تضاف الي الأبحاث القديمة وأود هنا أن أسال الدكتور ومن ينحو نحلة سؤالاً مباشراً ماذا لو أثبتت بعض الأبحاث العلمية الحديثة عكس ما قال ونحن نعلم جميعاً مدى تجدد الأبحاث العلمية فى كل مجال.... ماذا لو اثبت العلم أن المرأة في بعض حالاتها تكون أكثر حضوراً للذهن من الرجل ماذا لو أثبتت أبحاث علمية متقدمة (وهذا ليس بمحال) أقول ماذا لو تم إثبات آن عقل المرأة يفوق عقل الرجل وأن القهر الاجتماعي هو الذي يمنع إيضاح هذا التفوق.... السؤال... ترى هل سيتراجع الأستاذ الدكتور عن رأيه ورأى الفقه أمام رأي العلم الذي استشهد هو نفسه به أم أن سيكون هناك تفسيراً جاهزاً أيضا لما يستجد بحيث يصب أيضا في نفس القناة الفكرية السابق ذكرها ..... مع كامل احترامي وإجلالي للشيخ القرضاوي فهو ليس طبيبا ولا يعتبر برأيه في مسألة تخص ذهن المرأة وقياس قدراتها العقلية بل هي من اختصاص (أهل الذكر) واهل الذكر هنا هم الأطباء .... فهل أجمع الأطباء على ما قاله القرضاوي؟ بالمناسبة يقول الكاتب على أن مشاغل المرأة العديدة وقلة اهتمامها بأمور المال والمعاملات المالية تجعل ذاكرتها اضعف.. أنا أفهم أن تكون قلة المشاغل سبب فى فراغ الذهن وليس انشغاله والمرأة ليست قليلة الاهتمام بأمور المال والمعاملات بل أن الكثير من النساء لهن اهتماما مالية ما يفوق الرجال هذا إذا افترضنا أن ما أورده الكاتب يعد حجه وهي ليست حجة ولا برهاناً من الأساس بل هي النظرة الدونية التي صنعها الفقه ورسخها المجتمع عن جدارة
أبو اسحاق الحويني و بول المرأة.
واستمراراًَ لهذا النسق من الفكر وهذه الآلية من طرق الإقناع والبرهنة يسير كلام الشيخ أو اسحاق الحويني وهو أحد نجوم الفضائيات يقول في معرض حديثةبأنه لو بال طفل ذكر على الملابس فإن ذلك لا يستلزم إعادة الوضوء بل يكفي النضح بالماء أما لو كان البول من طفلة جارية (هكذا قالها) فذلك يوجب إعادة الوضوء لان بول (الجارية) مبطل للوضوء أم بول (الذكور) لا .... شريطة أن يكون الطفل أو الطفلة لم يرضعا إلا اللبن أما لو كان طعامها مع اللبن شئ أخر فيوجب الوضوء على الجميع إذا ما بالوا عليهم..... بول (الطفل) لا يبطل الوضوء لكن بول (الطفلة) يبطله فلماذا؟ يقول الحويني في عرضه لحجج الفقها في هذا الآمر أن الله خلق أدم من طين والطين لا ينتن وخلق حواء من ضلع أدم فحواء أذن من لحم وعظم واللحم والعظم يفسدان ويصيبهم النتن ولهذا فإنه يوجب الوضوء من بول الطفلة نظراً لان مرجعيته قابلة للنتن أما الطين فلا... هذه حجة أما الحجة الأخرى التي قالها على لسان الفقهاء ان المجتمعات العربية وقتها وحتى الآن لازالت تحب (الذكران كما قال) ولهذا فإن الطفل كثيراً ما ينتقل من يد هذا ليد ذاك فرحا واستبشاراً على عكس الرضيعة الانثى فهي ليست محل ترحيب مشابهة ولهذا فإن كثرة انتقال الطفل من بين الأشخاص يعسر على الجميع أداء الوضوء ولان الدين يسر فقد شرع الشرع هذه الأمر تيسيراً على الناس ورحمة بهم.... وليس هذا فحسب بل أن هذه الحجج كما قال أبو اسحاق للرد على السائلين عن الحكمة لانه لا يحق لنا من الأساس السؤال عن معقول الآمر بل أن علينا السمع والطاعة.... يقر الشيخ أبو اسحاق الحويني صراحة أن الطفلة الأنثى ليست محل ترحاب وبولها يبطل الوضوء أما الطفل الذكر فلا ويصر الشيخ أبو إسحاق وغيره الكثيرين أن فقهم وفكرهم كرم المرأة وأنه رفعها الي أعلى عليين!‍‍
يفرح الجميع بالطفل ويتلقفونه بين أيديهم ويبول عليهم جميعاً فيفرحون ويكفي قليل من الماء ليتطهرون لكن يلزم كثير الماء لبول الطفلة التي لا تحظى بالترحاب الكافي ولهذا فسوف تبول على فرد أو أثنين فلا يوجد مشكلة إذن من إعادة وضوئهم ويا له من رفيق رحيم هذا الفقيه الذى قال هذا....
شهادة المرأة نصف شهادة الرجل
بول الطفلة (الأنثى) يبطل الوضوء والطفل الذكر (لا)
العقيقة للطفل (خروفان) وللطفلة (خروف) (نظراً لاختلاف البهجة)
ميراث المرأة نصف ميراث الرجل
ليس هذا ما يقوله الشرع بل ما يقوله (النص) فإن قلنا أعمال العقل في النص أو إعادة تأويلة ليناسب الواقع هب في وجوهننا جنود السلف وحراس العقيدة و مشايخ الفضائيات ......
عن أي تكريم للمرأة يتحدثون؟‍!





#محمد_عبد_الفتاح_السرورى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-
- شوفوا الفيديو على قناتنا وقولولنا رأيكم/ن
- دراسة تكتشف سببا غير متوقع وراء الرغبة الشديدة في تناول السك ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد عبد الفتاح السرورى - حتى (بول المرأة) سامحكم الله