أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد الفتاح السرورى - العقلية المنبرية















المزيد.....

العقلية المنبرية


محمد عبد الفتاح السرورى

الحوار المتمدن-العدد: 2543 - 2009 / 1 / 31 - 08:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تعاني العقلية العربية والإسلامية (والمسيحية الشرقية أيضاً) مما يمكن أن نسميه (العقلية المنبرية) والمقصود بالعقلية المبنرية هو ذلك النسق من التفكير الذي ينقاد وراء الهتاف ويسعد بالخطاب الزاعق ساعياً وراء انتصارات لا وجود لها إلا في عالم الكلام حيث لا وجود ولا مواجهة مع عدو حقيقي يمكن من خلالها اختبار فاعلية هذه العقلية في إدارة دفة الأمور ومدى إمكانية تحقيق ما تخاطب به الجماهير العريضة المتحمسة.
وحتى لا يكون كلامنا مرسلا على عواهنة (وحتى لا نقع في فخ العقلية المنبرية الذي ننتقده) نحاول أن نصيغ ما نبغي قوله في قالب محدد من الأمثلة التالية.
- الذي يرى ويسمع السيد خالد مشغل وهو يزأر ويهدد ويتوعد إسرائيل يأخذه العجب والتساؤل عما يملكه الرجل وتملكه حركة حماس من مقدرات فعليه تمكن السيد مشعل من التفوه بهذا الخطاب المنبرى الزاعق ونحن في هذا المقام لا ندعو إلى الانهزامية أوالاستسلام ولكننا ندعو إلى الواقعية على مستوى الحديث الذي لو طالبنا أنفسنا بتطبيق ما نزعق به ليلا و نهارا لن نجد لمحل ما نصرخ به مكان.
- عندما فازت حركة حماس في الانتخابات الأخيرة ظن الكثيرون ونحن منهم أن هذا الفوز (Mad in israil) وأن ما سوف تكسبه إسرائيل من وجود حركة حماس في سدنة الحكم اكثر بكثير مما سوف تكسبه من وجودها خارج مركز صنع القرار...... وما هي إلا أيام إلا وقد صدق ما توقعه (أصحاب العقلية الغير منبرية) فما أن استلمت حماس مقاليد الحكم إلا وقد وقع الصدام مع حركة فتح التي تعاني هي الأخرى من نفس العقلية التي نتحدث عنها ولكن بدرجة أقل وظهرت جميع أعراض والآثار الجانبية لهذه العقلية العجيبة..... صحيح أن الحركة وصلت إلى الحكم بطريق الانتخابات إلا أنها للآسف لم تراع مقتضيات السياسة ودهاء الخصوم في خطابها العام ولم تراع أنها حركة مرفوضة من المجتمع الدولي (وبعض من المجتمع العربي أيضاً). وأن ما يسمى بالعقلية المبنرية يتجلى اشد ما يتجلى في خطاب قيادات حركة حماس التى تفتقد إلى الشريعة الدولية حتى وأن كانت تتمتع بالشريعة الانتخابية.
- أما المثال الثانى الذي نسوق من خلاله فكرتنا عن هذه العقلية المتسيدة على واقعنا السياسي و الفكرى بوجه عام هو حاله حركة طالبان الأفغانية التي تتمتع هي الأخرى بتأييد جماهيري واسع في صفوف عموم العرب والمسلمين رغم أن المتأمل لحال هذه الحركة سوف يرى كيف ان حركة طالبان في حقيقتها ما هي الا مجموعة من عرائس الخشب (الماريونيت) تحركها أصابع أجنبية منذ أن حاربت حركة طالبان (بالأنابة) الجيش السوفيتي وحتى الآن......
- لا أحد من الزاعقين في وجوهنا ليلاً ونهاراً يقول لنا من أين يأتي أفراد طالبان بهذه الأسلحة (وهي أسلحة فعلياً لا طائل من ورائها لمحاربة العدو الحقيقي) لا احد من هؤلاء المنبريين يتفضل ويقول لنا ما هي الانتصارات الحقيقية والواقعية التي حققتها حركة طالبان منذ ظهورها على المسرح الدولي وحتى الآن.... وننتظر أن يشرح لنا أحد من (الهتافيين) عما تستطيعه أن تفعله طالبان أما حجافل الجيش الأمريكي في الأراضي الافغانية المحتلة... مرة أخرى نعود ونؤكد إننا لا نتحدث بخطاب انهزمي ولكننا نرى أن أشد ما أضر الواقع العربي والإسلامي هو هذه الحالة المنبرية من الخطاب وهذه الطريقة من التفكير التي تعد المسئولة عما نحن فيه من واقع غنى عن الوصف.
وللآسف أن أصحاب العقلية المنبرية هم دائما الأعلى صوتا (بحكم منبريتهم) هم دائما لهم الوجود الفعلي في الشارع الجماهيري (قنوات فضائية – مانشتيات ساخنة حوار يموج بتلويح الأيدي أكثر مما به من مقارعة الحجة بالحجة) هذا هو أول أسف أما الآسف الثاني هو أسفنا علي أن أصحاب العقلية المبنرية يظنون إلى حد اليقين أنهم بتبنيهم هذا النهج أنما يمثلون في منهجهم هذا شكل من أشكال (الشرف الفكري) أن جاز التعبير وأن أي محاولة لاثنائهم عن هذا المنهج الشعبي إنما هو شكل من أشكال الانهزامية والانسحاب-.
عندما سأل أحد الفلاسفة عن معنى الفضيلة أجاب بأنها الوسط بين رزيلتين وهذا هو عين ما نعنيه في هذا المقام... بمعنى أن يكون خطابنا العام هو خطاب الوسط دون إفراط في التشنج الطفولي ودون تفريط في الحقوق المشروعة شريطة أن يخضع الخطاب إلى العقلانية والواقعية في كلتا حالتيه.
يحضرني هنا المقولة الشعرية للشاعر الكبير نزار قباني حينما تحدث عن منطق الربابة.... وللآسف أن هذا المنطق هو المنطق المتسيد حتى الآن على الرغم مما جنيناه من وراءه من هزائم حربية وخراب اقتصادي....
أن أسوأ ما يمكن أن يبتلى بها مجتمع هو أن تحكمة منظومة لا ترى في الحلول العملية والعقلانية مخرجاً وحلاً لمشاكلها... وأن أسوأ ما تيتلى به حكومة من الحكومات أنها تسير بمبدأ وسياسة (إرضاء الجماهير).... العمل على تحقيق مصالح الجماهير وتحقيق مستوى افضل لها فى المعيشة شئ وانتهاج منهج (الإرضاء) شئ مختلف فإذا كان من الممكن تدارك سلبيات العقلية المبنرية وخطابها الزاعق في الداخل والسيطرة عليه.... فالأمر يكون مختلفاً عندما يتعلق الأمر (بالخارج) خاصة حينما تكون الخصومة مع عقليات تمثل مدارس في التفكير العقلاني... حينما يتعلق الامر بخصوم تعمل على تحقيق مصالح بلدانها وشعوبها بهدوء....
هو نفس الهدوء الذي حينما نطالب به نحن نتهم بكل الاتهامات المعروفة وأخيراً (ونرجو إلا نكون قد وقعنا في فخ التكرار) نعود ونؤكد على ما يلي..
- أن الخطاب الموجه للجماهير أن لم يكن محكوما بعقلانية رشيدة فلسوف تكون هذه الجماهير في أول ضحاياه. وحالة مصر في مرحلة الستينيات لهي خير دليل على ذلك.
- أن سياسة (إرضاء الجماهير) معناه الانسياق وراء مطالب هتافية تحكمها سيكولوجية معينة معروفة ومدروسة ليس من بين نتائجها المؤكدة تحقيق مصلحة فعلية لهذه الجماهير لكن ليس هذا معناه هو العمل ضد مصالحهم ولكن معناه إلا يخضع القرار السياسي (والعسكري) لمطالب هتاف الهاتفين.
- يحتاج القول الي اللسان ولكن الفعل يحتاج الي أكثر من تحريك الألسنة لأن الخطاب (مجاني) أما الفعل فله تكلفه والقول والفعل لا يمتنعان عن أحد فمن أراد القول فليقل وعليه تحقيق ما يقول ومن أراد الفعل فليفعل.... وياليت القائلين يفعلون.




#محمد_عبد_الفتاح_السرورى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدارس الصراخ السياسى
- نحو إلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة/ ميراث المرأة..... بي ...
- نحو إلغاء (كافة) و(كل) و (جميع) أشكال التمييز ضد المرأة/استل ...
- حتى (بول المرأة) سامحكم الله


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد الفتاح السرورى - العقلية المنبرية