أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - غزة تحلم في الليل وتصدم في الفجر














المزيد.....

غزة تحلم في الليل وتصدم في الفجر


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3022 - 2010 / 6 / 2 - 21:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


غزة المحاصرة من أكثر من ألف يوم ، تحلم بإنهاء الحصار ، تحلم بكسر الحصار ، وتحلم حتى باختراق الحصار ، فإذا بالحصار تضيق حلقاته وتشتد القيود حوله .

اختناق كبير ، عربدة إسرائيلية أكثر قسوة ،حتى إن ما يصل إلى غزة في الحصار فانه يصل مصاحبا للموت ، في الأنفاق ، ومن قصف الطائرات والدبابات والمدافع الإسرائيلية ، والموت للذين يحتاجون العلاج فلا يحصلون عليه ، وموت المنتظرين لقاء الأحبة فيمضي العمر دون اللقاء ، والموت قهرا للباحثين عن العمل خارج الوطن وقد منعهم إغلاق المعابر ،هذه الأحلام البسيطة العادلة لغزة وفي نهاية شهر أيار الذي هو بمثابة ذاكرة تراجيدية للفلسطينيين لان فيه حدثت نكبتهم قبل اثنتين وستين سنة ، حلمت غزة بشراع السفن تهل عليها من بوابة اسمها البحر ولكنها في الصباح استيقظت لتجد أمواج البحر ملونة بالدم ، دماء جرحى وقتلى سفن الحلم القادم واستفاقت لتستمع إلى أخبار الموت الذي زرعه الجيش الإسرائيلي الذي هاجم أسطول الحرية والذي يحمل اسمه حلم غزة فحتى التضامن ممنوع مع سكان غزة .

وغزة تحلم بالمصالحة ، وإنهاء الانقسام ، وإعادة الوحدة من اجل تجسيد وحدة الشعب ووحدة الأرض ، ووحدة الأمل والمصير ، ولكن هذا الحلم يتلاشى ويبتعد ، يسقط في هوة الإرادة العبثية ، والرهانات الغامضة ، ومطاردة الأوهام ،

لان قيادة الشعب كل يسوغ ذاته على حساب القضية وعلى حساب الأرض والوطن.

فيتركون غزة تنام على جناح الحلم وتصحو على قسوة الواقع، سنة وراء سنة ويوم وراء يوم إلى ما يزيد عن ألف يوم.

وها هي غزة تصرخ من وجعها لعل المنقسمون يجدون صيغة ووسيلة لإنهاء انقسامهم ، ولعل المجتمع الدولي يجد وسيلة لمواجهة هذا التطرف الإسرائيلي المجرم ، ولكن صرخات وجع غزة يخفت من شدة الوجع ، بينما المنقسمون يرددون نفس المبررات التي تحولت إلى أغنيات موترة .

ونداءات غزة تخفت من شدة الوجع بينما المجتمع الدولي لم يبدل بعد كلمات الشجب والاستنكار والإدانة إلى فعل حقيقي مهما كانت صورته ،

فقد كان انتظار غزة طويلا، ويبدو أن الانتظار ما يزال طويلا.

كان الناس في غزة يعدون الرايات لاستقبال المتضامنين ، وها هم ينصتون لمعرفة أسماء الضحايا ، من منهم قتل ومن منهم جرح ؟ من منهم اعتقل ومن منهم سيعود أدراجه دون أن يصل ؟

ولا اعتقد أن هناك احد من المتضامنين قد تفاجأ بعمل والاسرائيلين ، ولا اعتقد أن احد من الفلسطينيين قد تفاجأ بشذوذ الاسرائلية ، وإذا كنا فتفاجئين فلماذا لا نرد المفاجأة للاسرائيلين بقوة اكبر ، وتكون المفاجأة هي إنهاء الانقسام ، هذا الانقسام الذي فقد كل مبرر وغطاء وطني وأخلاقي ،

إلى متى ستبقى غزة تنتقل بين الحلم والصدمة ؟

والى متى تستمر مرهونة لهذه اللعبة القاسية، لعبة النهار والليل ، الضوء والظلام ، الأمل واليأس ، ولعبة الرجاء والحنين ؟

فان غزة من تحت الماء تتنفس ومن بين الرمل تتنفس، ومن أضيق المسافات تتحرك، ومكتوب عليها صناعة الحياة من المستحيل، فها هي غزة مصدومة بصعوبة الطريق، وانغلاق نوافذ الأمل، واختناق اللحظة، أحلامها مسكونة بالكوابيس .

لكن غزة أيضا مسكونة باليقين ، بان الخلاص يستحيل ا نياتي من شفقة الآخرين ،

فيا غزة تحاملي على وجعك واصرخي صرخة النذير والنفير، ليسمعك ويرتعد أولئك المنقسمين، عودي إلى عهدك

عودي إلى وعدك ، ناغزة كوني كما يجب أن تكوني موطن القرار المستقل ، وبوابة الأمل ولا تقبلي أن يكون مستحيل ، ولا تقبلي أن يزهق الوقت ليكون الحل هو الركض وراء رهانا وعبث الآخرين ، فإذا لم تعودي فان الأمل يضيع وان الحلم معه سيبتعد .



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكل بدأ يراجع حساباته
- عائدون ... إننا عائدون
- ثنائي الانقسام والحصار ينتج نفسه رغم انف الجميع
- النقاط على الحروف
- نحن والانقسام
- جولة مع الأمل
- الأرض هي القضية وهي جوهر الصراع
- القمة العربية طموح و تحدّي
- القدس فوق عرش الإشتباك
- المرأة الفلسطينية في يومها العالمي
- لا تسقطوا في الفخ الإسرائيلي
- قمة طرابلس أمل بانجازات مهمة
- مفاوضات غير مباشرة... لماذا؟
- الاغتيالات جزء من سيكولوجيا العقل الإسرائيلي
- سؤال موجه للجميع
- انتبهوا انتبهو اكثر
- الاحتلال الإسرائيلي انعكاسات وأثار
- ماذا بعد قرار المجلس المركزي ؟
- الزمن العظيم وكل عام وانتم بخير
- هيا ننهي الأحزان وتعالوا نعيد العيد


المزيد.....




- الإمارات.. فيديو حركة لبوتين مع شخص بوفد محمد بن زايد بمراسم ...
- من يدعم خطة نتنياهو في غزة وماذا تعني للفلسطينيين؟
- ناغازاكي تُحيي الذكرى الثمانين للقصف النووي وتنادي بعالم خال ...
- -الغزال الأسود- ضحية التجويع في غزة
- آبل تدخل عالم الروبوتات.. فهل ستقود ثورة التفاعل بين البشر و ...
- دورية إسرائيلية تتوغل في ريف القنيطرة جنوبي سوريا
- عاجل | أ.ب: إصابة 3 أشخاص في إطلاق نار بساحة تايمز سكوير في ...
- الصومال يعلن استعادة السيطرة على مدينة إستراتيجية من حركة ال ...
- -تحول كبير-.. ترامب يدرس قرارا بشأن الماريغوانا
- انقسام وسط القيادات الأمنية الإسرائيلية بشأن احتلال غزة


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - غزة تحلم في الليل وتصدم في الفجر