أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - فيلسوف من الشرق














المزيد.....

فيلسوف من الشرق


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3022 - 2010 / 6 / 2 - 04:15
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ضاعت الآداب السريانية بفعل الاستعمار الإسلامي الثقافي لمنطقة الأردن وفلسطين والعراق وسوريا أي عموم أرجاء بلاد الشام , وتم الكشف أخيراً عن أهم فيلسوف من بلاد الشام عاش في القرن الثالث قبل الميلاد وهو من الممكن أن نطلق عليه لاحقا لقب الفيلسوف السرياني أو الآرامي علماً أن تسمية السريان لقب أطلق على الآراميين الذين تبعوا ديانة المسيح وعلى أية حال من الممكن أن نسميه بعدة أسماء ما عدى أن يكون عربياً. .

وأول مؤرخ شرقي كان قد أخبرنا عن هذا الفيلسوف بشكل رسمي هو (فيلو الجبلي) (حوالي 100 ب.م) ولفظ اسمه(سنكن يتن) أو (سانخونياتن) ولفظ اسمه هنا متعدد الأصوات حسب تقارب مخارج الحروف، وعاش هذا الكاتب المؤرخ حوالي (300 ق. م) إذ قال وتنبه -نقلاً عن سانخونياتن -إلى ظاهرة الطبيعة وأثرها في الإنسان الشرقي إذ قال: (أن الإنسان الشرقي لا ينظر إلى الطبيعة على أنها متميزة عنه، بل على أنها تشاركه خصائصه. ويبدو أن استنتاج (سنكن يتن) ناتج من خلال دراسته وقراءته للأساطير العراقية والكنعانية وخصوصا قراءة أكبر ملحمتين أدبيتين وهما (ملحمة جلجامش ) و(عندما في الأعالي) أو اسمها الحقيقي (ينوما ايليش)، غير أن (سانخونياتن ) لم ينتبه إلى أن الإنسان الشرقي قد تعدى هذه المرحلة بعد محاولاته الطويلة في السيطرة على مصادر الطبيعة ودخول عصر الاقتصاد النقدي وتنظيم القُرى البدائية وتشييد المدن والأبنية العملاقة ولم تكن لتتم كل هذه الأمور لولا تقدم المعارف والثقافة فكلما تقدمت الثقافة كلما زاد مستثمرو الثقافة من سلطتهم حيثُ فرضوا على المرأة والرجل معا قيما جديدة، وهذا بدأ تاريخيا " منذ نشأة مدينة بابل .


وقد عاش هذا الفيلسوف في مجتمعٍ زراعي يحترم المرأة ويعلي من شأنها لأنه كان بحاجة إلى يدها العاملة في الحقول الزراعية وكان شديد الملاحظة لدرجة أن إحدى خبيرات الإناسة والجنوسة في العصر الحديث استمدت منه نظريتها أو ملاحظتها القائلة: أن النساء على طول الخط مُعرفات بالطبيعة والرجال مُعرفون بالثقافة ويعود التمايز بين الذكر والأنثى إلى طبيعة سيطرة الثقافة على قوى الطبيعة أي سيطرة الرجال على النساء.

وما زالت لهذه الفترة آثار موغلة في القدم ومنذ أن بدأ الإنسان بالزراعة أصبح يشعر بالتبعية الزائدة للأرض الأم ، وللطبيعة معا من حيث إشراك المرأة مع قوى الطبيعة وتشابه وظائف المرأة البيولوجية مع وظائف الطبيعة من حيث الخصب والجدب والمنع والعطاء والدورة الشهرية للمرأة التي تتشابه مع دورة القمر الشهرية ...إلخ..

وحول هذه الظاهرة ظاهرة حب السيطرة على الطبيعة يقول مؤلف كتاب، ( كيف يحيا الإنسان) معلقا بذلك على قصة ( الفردوس المفقود) يقول: (أحيانا يتمثل الإنسان حب الانسجام مع الطبيعة وأحيانا حب السيطرة عليها والاستفادة منها....) وتعليق الكاتب ما هو إلا مراحل حقيقية واقتصادية مر بها الإنسان عبر سنين تطوره الفكري والمادي من مرحلة جمع القوت والصيد وهي (الفردوس) إلى مرحلة إنتاج القوت وهي المرحلة الأكثر انسجاما مع الطبيعة المتمثلة ببداية الزراعة واستئناس الحيوان ،إلى مرحلة بداية السيطرة على الطبيعة التي أصبحت مزعجة جدا من حيث سنين القحط ومواسم الجفاف والفيضان غير المنظم ، وهذا العامل الأخير أدى إلى ظهور (دولة بابل ) التي عملت على استحداث أنظمة زراعية من أنظمة زراعية تعتمد على الصدفة ، إلى أنظمة الري الصناعي التي امتدت من بغداد إلى سواحل الخليج في الجنوب ، حيث تسقط بها الأمطار في نهاية الخريف وفي الشتاء ، بسبب انتهاء العصر الجليدي الرابع، الذي أحدث هو الآخر كل هذه التغيرات.

والمهم في كل هذه التغيرات هو أنها تحكمت بشكل العائلة وشكل الإنتاج الذي عن طريقه تحددت علاقة الذكر بالأنثى وعلاقة الأنثى بالذكر وهذه المرحلة الأخيرة ما زالت قائمة حتى اليوم وهي المرحلة التي سيطر بها الذكر الصياد على قوى الطبيعة وتحول من منتمى للطبيعة الأم إلى مثقف ومسيطر ومتميز عن الطبيعة وذلك بسبب خبرته التي وظفها للسيطرة على مصادر الطبيعة من خلال استعمال أو استغلال قوته العضلية واستثمارها وهذا يظهر من خلال الحركات الأخيرة التي أحدثت انقلاباَ نوعياَ في حياة الإنسان الشرقي حيث دخل ولأول مرة في التاريخ الثقافة من أوسع أبوابها ، وبدأ تدوين أولى انتصاراته على الطبيعة،.والتي سنقرؤها فيما بعد في ملحمة "جلجامش وملحمة" عندما في الأعالي .

وزاد هذا من أهمية نشاط أجهزة التحكم البيروقراطية البدائية فكان الإنسان كلما زاد من خبرته ومعرفته وثقافته كلما زاد أيضاً من قوة أجهزة السيطرة والتحكم وقهر الطبيعة وتسخيرها لمصلحته وبالتالي قهر الطبيعة الأم وزاد أيضاً من قدرته بالتحكم بفئة أكبر من السكان وكذلك انفردت فئة قليلة من الممسكين بالثقافة وبالعلم بالتحكم بفئة كبيرة بالغالبية الضعيفة وأهم شيء المرأة الضعيفة بدنياً التي لم تستطع في يوم من الأيام من تحسين قدراتها العضلية..



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النزعة المسيحية
- من المسجد إلى الكنيسة
- لم أفكر بذلك
- العنف ضد الآخر
- أعياد ميلاد الزعماء العرب
- أنا على دين المحبة والمساواة
- الحرية الجنسية تنمية مستدامة
- المرأة المُستعمَلة
- لماذا أحب وفاء سلطان وتحبني
- المرأة هدف الرجل المسلم
- أنا رجل مشبوه
- النهضة العربية هي نهضة مسيحية
- هكذا يجب أن تكون الخُطب
- إلى من يهمه الأمر
- هل أنا مواطن أردني؟
- في حاره مليانه إبساس
- الكتب التي أكلتها
- إدعاء النبوة والكذب على الله
- اليوم عيد ميلادي
- الزوجة والخادمة


المزيد.....




- انضمام بلجيكا إلى القضية المرفوعة من جنوب أفريقيا ضد إسرائيل ...
- انسحاب الجيش الأوكراني من سيفيرسك شرقي البلاد وسط تصعيد روسي ...
- فيديو.. مقتل طفل في حادث تحطم طائرة كانت تنقله للعلاج
- ماذا حدث لجيفري إبستين خلال أيامه الأخيرة في السجن؟.. وثائق ...
- خطة ترامب الجديدة للسفن الحربية.. كيف يمكن أن تغير البحرية ا ...
- سابقة بعالم الطيران.. طائرة تقرر الهبوط بنفسها بعد ظرف طارئ ...
- فيديو.. قتيلان ومفقودون في انفجار دار مسنين بولاية أميركية
- أول تعليق للرئاسة التركية على سقوط طائرة رئيس الأركان الليبي ...
- مدع عام: ترامب سافر على متن طائرة إبستين أكثر مما كان يعتقد ...
- الكنيست يمدد قانون حظر وسائل الإعلام الأجنبية لعامين إضافيين ...


المزيد.....

- معجم الأحاديث والآثار في الكتب والنقدية – ثلاثة أجزاء - .( د ... / صباح علي السليمان
- ترجمة كتاب Interpretation and social criticism/ Michael W ... / صباح علي السليمان
- السياق الافرادي في القران الكريم ( دار نور للنشر 2020) / صباح علي السليمان
- أريج القداح من أدب أبي وضاح ،تقديم وتنقيح ديوان أبي وضاح / ... / صباح علي السليمان
- الادباء واللغويون النقاد ( مطبوع في دار النور للنشر 2017) / صباح علي السليمان
- الإعراب التفصيلي في سورتي الإسراء والكهف (مطبوع في دار الغ ... / صباح علي السليمان
- جهود الامام ابن رجب الحنبلي اللغوية في شرح صحيح البخاري ( مط ... / صباح علي السليمان
- اللهجات العربية في كتب غريب الحديث حتى نهاية القرن الرابع ال ... / صباح علي السليمان
- محاضرات في علم الصرف ( كتاب مخطوط ) . رقم التصنيف 485/252 ف ... / صباح علي السليمان
- محاضرات في منهجية البحث والمكتبة وتحقيق المخطوطات ( كتاب مخط ... / صباح علي السليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - فيلسوف من الشرق