أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - إلى من يهمه الأمر














المزيد.....

إلى من يهمه الأمر


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3006 - 2010 / 5 / 16 - 20:57
المحور: كتابات ساخرة
    


ٍاستغربُ كيف لا تعرفُ بحالي والكلاب ينتشرون هنا وهناك متتبعون أثري في كل سنتمتر أكتبه على الشبكة العنكبوتية , وأستغربُ كيف لا تدرك حالي والطيور المهاجرة كل يوم تبني أعشاشها من قمصاني وشعر رأسي الذي يتساقطُ كل يوم على الأرصفة والصحف , فأي عُش تجده في بلادي ستجدُ به شعرة من شعْرِ رأسي , وأي حقيبة سفر مصنوعة من الجلد نسائية ستجدُ جزء منها مصنوعا ًمن الجلد الذي يُغطي عظمي , وأي قطعة زجاج مكسورة في بلدي ستجد شظاياها مبعثرة وعليها من دمي وهو يقطر وأي رائحة عطرٍ نرجسية أو مصنوعة من الورد والفل والياسمين ستجدها بين كلماتي المسافرة من هنا إلى هناك وإلى أي موقع فرح في الدول العربية , وأعرفُ أنه من المستحيل عليك أن تفهم لغة الخطاب الذي أكتبه لك الآن , فأنا نسيتُ لغة التخاطب مع العظماء منذ سقطت الخلافة العباسية الأولى , لقد أحرقتُ الأرض وأحرقتني لكثرة ما مشيتُ عليها وأنا أحاول إيصال هذه الرسالة لكل من يهمه الأمر , وأطفأتُ في معدتي آلاف السجائر وأنا أفكر بأسلوبٍ حديث يجعلك تفهم لغتي لأنني لا أملك جسماً كجسم النساء الذي تتعلقُ به من أول نظرة فأنت مجرمٌ في فهم لغة الجسد الأنثوي ولو كنتُ امرأة جميلة لكان من السهل عليك أن تفهم مرادي من أول هزة خصر أو فركة كعب وغالباً وأنا واقفٌ أمشط لك شعري أو وأنا أضع الأحمر على شفتي السُفلى , وأعرفُ أنه من المستحيل عليك فهم واستدراك لغة الأطفال حين يبكون أو حين يصرخون لأنك لا تملكُ مشاعر الأمومة والطفولة , وتتجاهل عرق الجبين الذي يتساقطُ من جبيني على رغيف الخبز , وتتجاهل صدى الحزن الذي أرسله لك من خلال قصائدي وأشعاري التي من الواجب عليك أن تعلقها على أبواب الحانات والدكاكين ومؤسسات المجتمع المدنية .

أنت مجرمٌ بحقنا جميعاً وبحق الإنسانية , وأنت خطفت زهرة شبابي وعمري كله وتركتني تحت رحمة الذين يأكلون ببطونهم كل أنواع اللحوم وبنفس الوقت يحرمون لحم الخنزير , وقل لي من متى كان لحمُ الخنزير محرمٌ ولحوم المثقفين والسياسيين والمبدعين محللة؟ ومنذ متى كان أكل أتعاب العمال والشغيلة محللٌ ولحم الخنزير محللٌ , ومنذ متى كانت حرية الاستثمار بأعضاء الإنسان حلال ؟, إنك ترتكب سلسلة من الأعمال الإجرامية المنافية لأبسط قواعد السلوك الإنساني , إنك تلوكنا بفمك كما يلوك الأطفال حبات الشوك ولاته وتستمتعُ ونحنُ نحاولُ الهروب من بين الفكين, وتعلقنا كما تعلك النساء أو العاهرات العلكة(اللبان) , وتدوسنا كما تدوس السيارات القطط في الشوارع وكأنك تدوس بقدمك صرصوراً أو نملة صغيرة ,وتمسحنا عن الوجود كما ولو أنك تمسحُ الغبار عن نافذة بيتك , تهتم بشكلك ومظهرك ولا تهتم بقلوبنا وهل تعلم أنني منذ أكثر من عشرين عاماً لم أذق طعم الماء كما تتذوقه الناس, ربما لأنني لم ألبس بعد لباس التذوق للأشياء وربما لأنني من يوم دخلتْ الثقافةُ باب بيتي نسيت الاهتمام بطعم الأشياء الزاكية , حتى الألوان نسيتها ولم أعد أفرقُ بين الأبيض والأسود أو بين الليل والنهار كما تفعلُ أنت بأمسياتك الشتوية والصيفية حين تضع الشقراء على فخدك الأيمن والسمراء على فخدك الأيسر وتدعي أنك تحبُ اليمين واليسار معاً وبهذا أنا أشهدُ لك بهذه المواهب والمهارات الفردية التي لا يغلبك بها غالبٌ أو متسابقْ ,,فأنا أنام بالنهار وأصحو بالليل أو أنني لم أعد أعرف طعم النوم وتذوقه كما تتذوقه أنت وأنت تتقلبُ على يسارك ويمينك , دعني أشرح لك قصتي أنا رجلٌ عركته الأيام وطافت به أحلام الشباب فما زلتُ أحلم بالأردن الأخضر والبلاد الخضراء والصحف التي تنتشرُ بين الناس كما تنتشر باكيتات التدخين على ألأرفف في البيوت والحوانيت , أنا منذ أكثر من عشرين عام وأنا أجلس على باب الدار حتى أن باب البيت ملّني ومللته , أنا رجلٌ عصفت بقلبه مخيلات الشعراء والأدباء فلا تلقي باللائمة على مصيري وحدي فإنني يا سيد الأبطال قد اختلطتْ على عقلي الأشياء بخيرها وشرها ولم أعد أُفرِقُ بين الخير وبين الشر كما تُفرقهُ أنت فكله في نظرك خيرٌ , فإن جعتُ فهذا خيرٌ وابتلاءْ.. وإن صبرتُ وشكرتكَ فهذا خيرٌ وابتلاء وإن متُ سريعاً فهو خير لك وحدك ,أو لم أعد أُفرقُ بين الذم وبين المديح أو بين لغة الهجاء أو لغة الإطراء , جميعهم مروا من هنا وكنتَ أنت وحدك تعرف بالموضوع من أوله لآخره ونسيتني حين ركبت حصانك لوحدك وغادرت دون حتى أن توصي الجزارين بتقطيع لحمي بكل هدوء وبرودة أعصاب فأنا أشعرُ بطعم السكين عن بعد ألف ميل وميل واعتدتُ على طعمها وهي تشقُ قلبي كقاربٍ بحريٍ يشقُ الماء, لم تضع وصية تحميني من القتلة واللصوص والجزارين والفشارين , سامحني على جرأتي فالموقف أصبح صعباً وأصبح من المستحيل أن أبقى تحت حد السكين مطأطئا رأسي للذي يسوى وللذي لا يسوى , أنا رجل قد سافرتُ من خلال الأوهام إلى كل المدن والعواصم ورأيتُ فيهن الكتب تنتشر كما تنتشرُ في بلادي حاويات القمامة , وسمعت عدة خطابات سياسية وعدة خطابات أدبية فلم أجد أعظمَ ولا أفصحَ ولا أبلغَ من خطاباتنا , إن الخطباء يخطبون بنا منذ أكثر من خمسين عاماً ومع ذلك لم نذق طعم أي خطابٍ على أرض الواقع ولم أر فيهن كلمة واحدة تُنطقُ في بلادي على أرض الواقع ..خُطبٌ ودروس ومحاضرات ووعظ وإرشاد للنساء وللرجال وللأطفال يلقيها علينا مُعوقون فكرياً وخلقياً , إن الأمر قد أصبح صعباً جداً وأصبح من اللازم بل إن صح التعبير من اللازب أن أقترح على نفسي تراباً جديداً تدوسه أقدامي , هذه الأرض التي أقف عليها تهتزُ تحت أرجلي وفي أي لحظة من الممكن أن تعتبرني أنت في عداد المفقودين الذين يضيعون في بلدانهم , ولأول مرة في حياتي أرى مواطناً يضيع في بلاده فكل الناس تضيعُ في بلاد الغُربةِ إلا نحن فلا نضيعُ إلا في أوطاننا وفي كل لحظة نفقدُ عزيزاً علينا في بيروت أو بغداد أو فلسطين لا أدري متى موعد الزلزال الأعظم يوم يبعثُ الناس كافة إلى أهم موقع ينتظرونه ويوم تدور الدائرة على المجرمين والقتلة .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أنا مواطن أردني؟
- في حاره مليانه إبساس
- الكتب التي أكلتها
- إدعاء النبوة والكذب على الله
- اليوم عيد ميلادي
- الزوجة والخادمة
- في ناس هيك, وفي ناس هيك
- العائلة المسيحية والعائلة المسلمة
- تعليم القيم وتعلمها
- لساني
- باركني
- المثقف المبدع
- تصاعد أعمال العنف المجتمعي في الأردن
- المرأة وحرية الاختيار
- احنا وين والعالم وين!
- الدين المُحرف
- كيف تختارين زوجك؟
- مشكلة الفقر والفقراء
- إسماعيل ياسين الضاحك الباكي
- من أنت؟


المزيد.....




- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - إلى من يهمه الأمر