أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - لماذا أحب وفاء سلطان وتحبني














المزيد.....

لماذا أحب وفاء سلطان وتحبني


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3012 - 2010 / 5 / 22 - 22:14
المحور: حقوق الانسان
    


أنا يا سيدتي يشتمونني لأنني مؤمن بالحرية وبالعدالة وبالمساواة بين صنوف البشر, ولا يشتمني إلا الأقزام كما قال نزار قباني:

لأنني لا أمسحُ الغبار عن

أحذية الملوك والقياصرة

لذلك يشتمني الأقزام والسماسرة.

وأتمنى أن يشتمني عملاق أو مفكر أو مثقف حقيقي , فلا يشتمني إلا الضعاف في القراءة والكتابة , ويقهرونني لأنني لا أقهرُ أحداً ويظلمونني لأنني لا أظلمُ أحداً , ويقطعون رزقي لأنني لم أقطع رزق أحد منهم , فأنا مؤمن جدا وهم الكفار , وأنا أعبد رباً واحدا لا أشرك به وهم يعبدون معه آلهة أخرى ومشكلتي الأولى أنني لا أعرفُ كيف أمدح الناس , لأن لساني تعود على ذمهم , ومشكلتي الثانية أنني أريد مدح وفاء سلطان وأشعر بعجزي عن خلق كلمات مدح نثرية بحقها , ومشكلتي الثالثة هي أنه أنا وهي آمنا بحبيبٍ واحد يحبنا كما نحبه ويفتدينا بدمه بدل أن نفتديه نحن ونحن نقتل الناس ونقطع الأرزاق والأيدي والأعناق ,فأنا لا أكتب لها رسالة غرام من رجلٍ طائش بل أكتب لها مقالاً عن تقديري الكبير لها ولعائلتها الكريمة ولزوجها الذي ما زال هو وهي منذ أكثر من ربع قرن يشربون قهوة الصباح من نفس الفنجان , وهذه ظاهرة غريبة جدا أحسدها عليها وأتمنى أن تنتشر هذه الظاهرة في عموم أرجاء الوطن العربي الكافر, فالعرب يا سيدتي هم الكُفار وشيوخ الدين هم المشركون , يشركون مع المجتمع المدني مجتمعاً آخر من القرون الوسطى غير متمدن وغير عصري ولا ينتسب للحضارة ولا للطفولة عنيف مع الأطفال والنساء ويكفرُ بحرية الفكر والأحزاب السياسية والمنتديات الثقافية ويفرقُ بين الأخ وأخيه وبين الابن والأب ولا أعرفُ في أي نار سيضع الله المسلمين يوم القيامة حين يسألهم عن الأحزاب السياسية أين هي ؟ وحين يسألهم عن مؤسسات المجتمع المدنية أين هي ؟ وحين يسألهم ماذا فعلتم بجهاد علاونه ووفاء سلطان يوم جاؤوكم يحذرونكم أنكم كفرتم بالحب وبالرومانسية وبحرية الفكر ؟, وحين يسألهم ماذا فعلتم بنضال الشعوب وكفاحهم ولمن بعتم قضايا التنمية والحرية وحقوق الإنسان ؟ وحين يسألهم عن أرقام التنمية غير الصحيحة وحين يسألهم عن نشاطات المنتديات الثقافية أين هي ؟ وحين يطالبهم برد التظلمات إلى أهلها فهؤلاء هم الكفار يا سيدتي ونحن المؤمنون به وسنحيا بحبه جميعاً , وأرجو أن تعذريني يا ست وفاء لأن قلمي غير متدرب على مدح أصحاب السلاطين والخلفاء , وأشعر ُ أنك فعلاً سلطانة في شخصيتك التي تبهرني جدا بكل ما فيها من رقة مشاعر صادقةٍ وطيبة قلب يشعر بالطيبين أمثالك وأمثالي, ومن المستحيل أن تكوني امرأة غير وفاء سلطان , ومن المستحيل أن تكوني واحدة غير وفاء سلطان , ومن المستحيل أن تمر عدسة وفاء سلطان على أحزاننا وآلامنا دون أن تلتقط لنا صورة ونحن نعاني من سطوة الفكر ألذكوري أو ونحن نعاني أيضاً من ندرة الصادقين وكُثرة الدجالين , وبرغم كل ما بداخلي من أمراض فكرية ونفسية سببتها لي أيدي الحكام والسلاطين إلا أنها استطاعت أن تنزع من قلبي قطعة لحم تحبها جدا دون أن يكون لديها "ملائكة غلاظ لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون "وجلادين وسيوف وقنابل يدوية , , وبرغم ما بي من جنوح إلى العاطفة والإلهام وبقدر ما أتوق إلى الحرية وعلى قدر ما أكره السجن لروحي وقلبي وعلى قدر كل تجاوزات الأنظمة العربية لحقوق الإنسان أعترف أنني أحب وأحترم وأُجلُّ وفاء سلطان .

وبرغم ما بقلبي من جروح وكدمات سببتها لي مغامراتي الرومانسية وبرغم ما سببته وتسببه لي نساء العرب وبرغم كل ما بداخلي من نزعات فكرية إلا أن وفاء سلطان جعلتني وتجعلني دائما ما أشعرُ أن البريق الذي انتظره يلمح من لدن امرأة عربية كادت أن تحطمها يد الطواغيت لذلك أنحني لكل امرأة أسمها وفاء سلطان أو مجرد أن يكون اسمها (وفاء ) وليس لي في كل الوطن العربي صديقة إلا وفاء سلطان, وليس لي مظلة أمشي تحتها إلا وفاء سلطان وليس لي شجرة عالية إلا وفاء سلطان , ولا يسألني أولادي ليلاً ونهارا إلا عن وفاء سلطان , وليس لي في قريتنا وحارتنا أُكسجين إلا وفاء سلطان , حتى الرئة التي أتنفس منها أسميتها وفاء سلطان , فأنا إن شكوت من رئتي فإنني أشتكي من وفاء سلطان وأنا إن انتظرت (سانت إكلوزا) فإنني أنتظرُ وفاء سلطان , حتى وإن فقدت ظهور (غودو) فإنني المحه حين أقرأ رسائلها وما تكتبه بحقي وأنا إن علقوني وشبقوني فإنني أطلبُ أن أكون بجوار وفاء سلطان , فمعها لا أشعر بأي ألم ومعها لا يلسعني البرد ومعها لا أشعر بحروق الشمس ومعها لا أكون إلا أنا .

وليس لي قارئ يقرأ كلماتي كوفاء سلطان , وهي امرأة بيني وبينها بعض الظروف المتشابهة في النشأة منذ الطفولة وأنا أكادُ أن أقول بأنني توأمها الروحي وتلميذها النجيب , فهي المرأة الوحيدة التي أتعلم من كتاباتها كثيرا ولو كانت تسكن في (عمان) لجلستُ بجانبها كما كان يجلسُ طلاب العلم والمعرفة إلى جانب أساتذتهم ولكنتُ أنا أرسطو وهي سقراط , ووفاء سلطان تكتشفني وتعرفني أكثر مما أعرفُ نفسي وهي تكتشفني كما يُكتشف الذهب والمعادن الثمينة , وتبحثُ عن آلامي كما كان المسيح يبحثُ عن آلام المعذبين وتشفيني كلماتها حين تنطقها بحقي من عدة أمراض نفسية ولا تربطني بأي فتاة عربية علاقة ود واحترام كالتي تربطني بوفاء سلطان وغالباً ما أحتار في تسميتها فأرجع وأقول يكفيني ويكفيها أن تكون فقط وفاء سلطان , وهي ليست معالي ولا إمبراطورة ولا عطوفة ولا نائبة كوتا في البرلمان بل هي الكاتبة والمفكرة اوالمبدعة وفاء سلطان .

أحترمها جدا , واشعر أنها قريبة من روحي ودمي وأعتبرها غمامة تمشي فوق رأسي حين تتسلط عليّ أشعة الشمس في وضح النهار أو حين تمتدُ إلى أوراقي نار العرب لتحرقها أو لتطفأ النور الذي يشعُ منها , لها إطلالة غير عادية على كتاباتي وأشعرُ تجاهها كما يشعر التلميذ تجاه معلمته وأتمنى في يوم من الأيام أن تقبلني تلميذا مشاكسا بكل ما في داخلي من علات فكرية وحروق رومانسية ولوعات عاطفية ونقص عام في مؤسسات المجتمع المدني وبكل ما في وطني من عيوب ومزابل.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة هدف الرجل المسلم
- أنا رجل مشبوه
- النهضة العربية هي نهضة مسيحية
- هكذا يجب أن تكون الخُطب
- إلى من يهمه الأمر
- هل أنا مواطن أردني؟
- في حاره مليانه إبساس
- الكتب التي أكلتها
- إدعاء النبوة والكذب على الله
- اليوم عيد ميلادي
- الزوجة والخادمة
- في ناس هيك, وفي ناس هيك
- العائلة المسيحية والعائلة المسلمة
- تعليم القيم وتعلمها
- لساني
- باركني
- المثقف المبدع
- تصاعد أعمال العنف المجتمعي في الأردن
- المرأة وحرية الاختيار
- احنا وين والعالم وين!


المزيد.....




- بدء أعمال لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان بمقر الجامعة الع ...
- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: نشعر بالذعر من تقارير وجود ...
- اعتقالات جماعية في جامعات أمريكية بسبب مظاهرات مناهضة لحرب غ ...
- ثورات في الجامعات الأمريكية.. اعتقالات وإغلاقات وسط تصاعد ال ...
- بعد قانون ترحيل لاجئين إلى رواندا.. وزير داخلية بريطانيا يوج ...
- تقرير أممي مستقل: إسرائيل لم تقدم حتى الآن أي دليل على ارتبا ...
- الأمم المتحدة تدعو بريطانيا إلى مراجعة قرار ترحيل المهاجرين ...
- إغلاقات واعتقالات في الجامعات الأميركية بسبب الحرب على غزة
- مراجعات وتوصيات تقرير عمل الأونروا في غزة
- كاريس بشار لـCNN: العنصرية ضد السوريين في لبنان موجودة لدى ا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - لماذا أحب وفاء سلطان وتحبني