أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - جهاد علاونه - العنف ضد الآخر















المزيد.....

العنف ضد الآخر


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3018 - 2010 / 5 / 29 - 08:45
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


في الوقت الحالي يتوقف إنتاج العنف في المجتمعات العربية على تحديد النسل أو تنظيمه بشكل مباشر لأن الصغار لا يشتركون مباشرة في الحياة العصرية ولا يملكون الخبرة للتعامل مع المؤثرات الجنسية , فإذا قللنا من أعداد الصغار فهذا معناه التقليل من ارتكاب مزيد من أعمال العنف وخاصة في فلسطين والعراق المنطقتين الأكثر تأزماً في الشرق الأوسط , فكبار السن لا يرتكبون جرائم العنف ولا يتأثرون بالمؤثرات الجنسية , والعلاقة واضحة هنا وليست بحاجة إلى جدلٍ عميق فالعنف والجنس رابط مشترك , والكبار لا يفكرون بالمستقبل بقدر ما ينتظرون يومهم الأخير بينما الصغار يتأثرون بمؤثرات جنسية غير قادرين على قمعها بسبب وجود ثقافات تحرم على الشباب المتعة وتكون ردة الفعل عنيفة ووخيمة جدا وتقاس شدتها وقوتها على تصنيف أعمار السكان ذلك أن العنف يزداد في المواقع السكانية التي تزداد بها أعمار الشباب الصغار.

والسلوك هو المقياس الأمثل لقياس التحولات الاجتماعية من نمط إلى آخر وسرعة التطور تعمل الكترونيا وبشكل آلي على ازدياد الفجوة بين الحاضر والماضي ,والمستقبل من جهة أخرى, وانحياز نفر قليل إلى التحول والتطور مع مجريات العصر وروحه الخلاقة يؤثر بشكل مباشر وعلني على الغالبية التي لا تستجيب للتغيرات الحديثة وبالتالي يظهر العنف بين الأغلبية والأقلية بحيث يكون العنف باستعمال اليد أو السلاح هو أداة للتعبير عن الرفض , وهذا ما يحدث من خلال مراقبتنا لسلوكيات الأغلبية غير المتحضرة والتي تعبر بيدها وليس بلسانها عن رفضها للمؤثرات الحضارية , وتتعرض على رأس تلك الأعمال من العنف المرأة والأطفال والمثقفون الذين يملكون وسائل تقنية ولا يملكون وسائل دفاعية فتصبح المرأة مطاردة وكأنها تهرب من صراع الغابات, وكذلك الأطفال , ويتخذ الأزواج غير الملتحقين بالتطور العنف وسيلة لقمع الإناث , ويتعرض المثقفون إلى التهميش من مؤسسات الحكم وغالباً إلى العنف من ذوي الأقارب من الدرجة الأولى ويشهد على ذلك ملاحقة النساء المتحضرات من ذوي القربى وخاصة القرابة التي تكون من الدرجة الأولى والثانية والثالثة , ويتميز المجتمع الصناعي عن غيره من المجتمعات القديمة الزراعية والرعوية باكتشافه مصادر جديدة للطاقة والمواد الخام وبتراجع أنماط الإنتاج القديمة وظهور أنماط جديدة بحيث يصبح غالبية العمال تقنيون وفنيون يعملون في مختبرات علمية يطورون بها من ناحية ومن ناحية أخرى تعمل تلك المصانع على تطوير العمال وخلق وسائل ثقافية ورفاهية جديدة لم يعرفها العمال القدامى لذلك نظهر على هذه الفئة الأخيرة علامات التحضر في حين تظهر على غير المتطورين علامات الدهشة وأخيرا يظهر العنف لحل تلك المشاكل جميعها بحيث ينصاع المتطورون إلى رغبة الأغلبية التي يتملك قوة مدمرة على الإقناع .

وغالبية الجرائم تصدر من قبل الأحداث الذين لديهم قناعات بقوتهم الكورية في حين أن نسبة ارتكاب جرائم العنف من كبار السن نادرة أو ضئيلة جدا وهذا لا يقاس بالعقل ورجاحة الفكر وإنما يقاس بإحساس المراهقين بقوتهم وتفوقهم ألذكوري, ومع غياب الوعي وعدم الرغبة بالتطور التقني الأخلاقي الاجتماعي تبقى الفرصة كبيرة وكثيرة جدا لازدياد أعمال العنف.

وفي المجتمعات الحديثة ظهرت وتظهر تنوعات مختلفة من الثقافة التي تسود روح العصر وإغراءات جنسية شديدة ومؤثرة وفعالة نتيجة ازدياد الحريات العامة وامتلاك وسائل إنتاجها بفعل الظروف السياسية والاجتماعية الحديثة وهنالك قوقعة كبيرة الحجم من المراهقين الذكور الذين لديهم قوة عضلية على دفع عجلة التقدم للأمام إذا ما أثرت فيهم تلك القوة الضاربة في الأرض شريطة أن يتأثر أولئك المراهقون بقوة الحضارة وروح العصر أما إذا بقوا محتفظين بعقلياتهم القديمة فإنهم سيملكون إثارة العنف في كل مكان يتواجدون به , وهنالك صلة مستمرة ومتجذرة بين العنف والقوة الذكرية وهي تتسبب بالأذى للآخرين ولو كان هذا الأذى بسيطاً , في حين هنالك ضعف بين العنف والأنوثة لأن القوة العضلية لا تمتلكها الإناث لذلك فروح العنف بعيدة كل البعد عن سيدات المجتمع المدني وغير متأصلة في ثقافة النساء في الوقت الذي نجد فيه رابطة قوية بين العنف وبين الذكورة , وبما أن النساء محتجبات كلياً عن المشاركة السياسية والاجتماعية بحيث يبقى المجال مفتوحاً بشكل كبير أمام الذكور ومراكز القوى وامتلاكها لذلك ستبقى المجتمعات العربية يغلبُ عليها طابع العنف والاستبداد نتيجة ازدياد مظاهر الذكورة ترسخاً وخصوصاً في المنعطفات التاريخية الحديثة بحيث تزداد الفجوة اتساعاً بين مؤسسات الحكم القديمة وروح العصر.

وفي المجتمعات التي تمتاز حياتها بقلة الوعي والثقافة مع وجود مؤثرات جنسية يميل فيها المراهقون إلى استعمال العنف للتعبير عن أفكارهم وآرائهم السياسية والدينية لذلك أينما وجد العنف وجد معه قلة الثقافة وأينما وجدت قلة الثقافة يوجد أشكال كبيرة وخطيرة من إنتاج أشكال مؤثرة ومخزية من العنف تؤثر بشكل مباشر على المثقفين المتطورين الأوفياء لقضاياهم وعلى رجال الصحافة والإعلام وأصحاب دعوى المساواة بين الجنسين , وفي مجتمعاتنا العربية يزداد العنف بشكل كبير في الشوارع والجامعات والأماكن العامة وسبب ذلك مؤثرات جنسية مكبوتة وجهل في طريقة التعامل مع تلك المؤثرات نظراً لوجود روادع دينية أو ثقافية قديمة تتحكم بطرائق التفكير في الجنس الآخر , ومع ازدياد الفجوة العميقة بين المنتج والمستهلك للثقافة الحديثة تكثر طرائق العنف الموجه أو الإرهاب بشكل ملفت للنظر بحيث يصبح الإرهاب ثقافة يعتز بتا نفر من الذكور المراهقين .

وأذكرُ مرة أنني كنتُ أجلس عند صديق لي يعملُ مدير مكتبة في إحدى الجامعات الأردنية وجاءه طالبٌ عليه مظاهر الغضب حين وجد كتاباً ادعى أنه كان مع طالب جامعي وطالبة ينظرون به وهم يضحكون وطالب الشاب المتدين بضرورة وضع الكتاب على قائمة (البلاك ليست ) أو إخراجه من المكتبة وقد تعامل صديقي الدكتور مع الطالب بشيء من الحذر نظراً لمعرفته بقوته الذكورية وقدرتها على خلق مظاهر مختلفة من العنف.

إن العلاقة القوية بين العنف وبين السطوة الذكورية تتركز بشكل مباشر على الإحساس ألذكوري بقوته البدنية في حين إحساس الإناث بضعف قدرتهن البدنية يجعلهن بعيدات عن استعمال العنف أو توجيهه ليتسبب بالأذى للآخرين ولو كان بسيطا وغير محسوس.

إن الأذى الناتج عن إحساس الذكور بتفوقهم العضلي على غيرهم من الجنس الآخر وأحيانا على بني جنسهم من الذكور يشكل ثقافة مستمدة من روح المعاناة التي يشاهدونها أمامهم ولا يستطيعون الاستفادة منها ولو بشكل جزئي وبسيط غير معقد



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعياد ميلاد الزعماء العرب
- أنا على دين المحبة والمساواة
- الحرية الجنسية تنمية مستدامة
- المرأة المُستعمَلة
- لماذا أحب وفاء سلطان وتحبني
- المرأة هدف الرجل المسلم
- أنا رجل مشبوه
- النهضة العربية هي نهضة مسيحية
- هكذا يجب أن تكون الخُطب
- إلى من يهمه الأمر
- هل أنا مواطن أردني؟
- في حاره مليانه إبساس
- الكتب التي أكلتها
- إدعاء النبوة والكذب على الله
- اليوم عيد ميلادي
- الزوجة والخادمة
- في ناس هيك, وفي ناس هيك
- العائلة المسيحية والعائلة المسلمة
- تعليم القيم وتعلمها
- لساني


المزيد.....




- شاهد.. أرجنتينية بالغة من العمر 60 عاما تتوج ملكة جمال بوينس ...
- إلغاء حكم يدين هارفي واينستين في قضايا اغتصاب
- تشييع جنازة امرأة وطفلة عمرها 10 سنوات في جنوب لبنان بعد مقت ...
- محكمة في نيويورك تسقط حكما يدين المنتج السينمائي هارفي واينس ...
- محكمة أميركية تلغي حكما يدين -المنتج المتحرش- في قضايا اغتصا ...
- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - جهاد علاونه - العنف ضد الآخر